Tuesday, January 27, 2015

More than woman


Oh, girl I've known you very well
I've seen you growing everyday
I never really looked before
but now you take my breath away.

Suddenly you're in my life
part of everything I do
you got me working day and night
just trying to keep a hold on you.

Here in your arms I found my paradise
my only chance for happiness
and if I lose you now I think I would die.

Oh say you'll always be my baby
we can make it shine, we can take forever
just a minute at a time.

More than a woman, more than a woman to me
more than a woman, more than a woman to me
more than a woman, oh, oh, oh.

There are stories old and true
of people so in love like you and me
and I can see myself
let history repeat itself.

Reflecting how I feel for you
thinking about those people then
I know that in a thousand years
I'd fall in love with you again.

This is the only way that we should fly
this is the only way to go
and if I lose you I know I would die.

Oh say you'll always be my baby
we can make it shine, we can take forever
just a minute at a time.

More than a woman, more than a woman to me
more than a woman, more than a woman to me
more than a woman, oh, oh, oh.

Wednesday, January 21, 2015

دعاء

 
اللهم إننا ظلمنا انفسنا وحملنا الأمانة فأرفعها عنا يارب العالمين
اللهم لا حكم إلإ حكمك ولا عدل إلا قضاءك
اللهم ضاقت علينا الارض بما رحبت ونتظر فرجك المبين
         اللهم انت أعلم بحالى فيسر لى أمري    
اللهم أنت أعلم بما تهفو إليه نفسى فوفقها إلى ما تحبه وترضاه يارب العالمين
اللهم وفقنا إلى طريق الإيمان والنجاح والرشاد
اللهم أنت ربى لا إله إلا انت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتى على وابوء بذنبى فاغفر لى فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
اللهم احينى إذا كانت الحياة خير لى واجعل الموت راحة لى من كل شر وسوء
اللهم توفنى مسلما والحقنى بالصالحين

Monday, January 19, 2015

مستشار السيد وزير الصحة !

  • لم احصل على اللقب لأننى اعبر كل يوم فى طريقى إلى عملى على قصر الغلابة ، ولم احصل عليه نتيجة تعاونى مع وزارة الصحة فى احد مشروعاتها القومية رغم أن عملى يتضمن ذلك واتذكر جيدا حينما وجدت السيد الوزير يعلن عن ذلك الموقع الالكترونى الجديد ولم يكن مر على فى عملى .. وقلت فى نفسى لن احفظ العشرة الآف موقع الذى اتعامل معهم ، وفوجئت حينما عدت من الاجازة أن اوراق الموقع تائهه فى دروب دواوين العمل الحكومى وانقذت الموقف وقمت بالاتصال .. وصححت الاخطاء .. لكن هذا حديث ليس مكانه ، لقد حصلت على اللقب لأننى منذ اربعة شهور تجولت فى مستشفيات كثيرة اغلب الاوقات مع احد الاصدقاء وبقية الاوقات مع الأسرة ، حينما اتصل بى صديق فى ذاك المساء وكان يطمئن على وعلى الاسرة وعرف أننى طول اليوم كنت فى احد المعاهد التابعة لوزارة الصحة ، ولأنه يعرف القصة الطويلة الذى اعيشها منذ شهور فقد اعطانى اللقب .. ربما فرحت به حتى اننى كنت اسرى على صديقى المريض بهذه الدعابة وكان يضحك معى على حالى التائه ويشكرنى فى نفس الوقت على ما يظنه جهدا بذلته من اجله .. رغم أنه يعرف نظريتى فى الحياة أن الاشخاص من حولنا مجرد عكاكيز نرتكز عليهم واننا نعمل فى النهاية من اجل انفسنا ..
  • تهت بين  عيادات اطباء المرض ..اتفحص كلمات كل دكتور .. اتحمل تعالى البعض بعلمهم اتفحص كل كلمة حتى انقلها صحيحة لمن يتخذ القرار فى الحالة .. حينما تنتقل بالأوراق دون المريض يكون الأمر صعبا .. تفحصت الدكاترة حتى العيادات كنت ابحث فى كلماتهم ، التى كانت تبدو اغلبها متشابهة فى بعض الاحيان .. اتفحص العيادات لكى اعرف تخصصه الدقيق .. أتأمل فى الشهدات فى براويز الشكر المعلقة .. نعم هذا تخصصه فى اورام الاطفال .. هذا فى اوارم النساء .. هذا جراح عام ... لا احب أن المس الاشياء الطبية ليس خوفا لكنى اصبحت اعرف كيف اوقف المحاليل وكيف اشغلها .. اتذكر ليلة قضيتها مع صديقى وانا اعبر فى الغرقة مثل الحارس كلما تغفو عينى .. اعود واستيقظ واتأمل هل نفذ المحلول أم لا .. كان يشعر بالأطمئنان لوجودى .. نام لفترة اعتبرها طويلة .. مع انها لم تكون سوى غفوة قليلة .. لقد شعر بالاطمئنان لوجودى .. تغيرت مشاعره اصبح يخشى اطفاء الانوار .. لقد كنا نجلس طويلا فى الظلام نتحدث .. مثلى لا يستخدم الضوء إلا فى القراءة حتى طريقته فى مشاهدة الافلام .. مثلى .. يطفئ النور حتى يعيش فى جو السينما الذى احبها كثيرا .. تمر ذاكرة الشهور الماضية طويلة امام عينى كم تخصص عبرت عليه .. اورام جراحة عظام صدر !!! .. لقد اصبحت كشكول .. حتى أن اختى كانت تعتمد على فى متابعة حالة زوجها ..يطمئنون إليك حينما تتصرف بشكل منطقى .. لكن لا تستطيع أن تقنعهم انك لست دكتور ولا أنا ذلك المستشار!!!

حامل الوصية

 

  • كلهم بيقولوا عليه المرض الوحش بيخافوا يقولوا اسمه دايما كنت موش بخاف منه وبقول الاسم دون وجل  حتى حينما اصيب والدى به وكالعادة يأتى الاكتشاف متأخر فكنت اقولها بوصفها حقيقة انها مسألة أيام وكان البعض يعتبرنى بلا قلب أو بلا احساس ولكنى كنت احاول أن مجابهة حقيقة الموت بوصفها حقيقة من حقائق الحياة حتى حينما نسجت حوار مع ملك الموت من قبل كنت احاول أن ابين أننى لا اخاف ..
  • لكن هذه المرة كانت المسألة مختلفة فقد هاجم المرض اقرب الاصدقاء ، ليس القرب فقط بل اننى اعتقدها النسخة الهندسية منى  كنا دوما نقول سويا اننا نلعب نحن الاثنان فى الحياة باللون الاسود ، كنا نختلف كثيرا حينما ننحت عبارات ونستخدمها بكثرة انا ام هو الذى نحتها .. هو يقول انت من قلتها وانا اقول لا بل انت الذى قلتها ..
  • هاجمه المرض سريعا كنا نتعامل مع الامر باستخفاف فى البداية حتى فاجئتنا الحقيقة المرة . سلسلة من العمليات .. اودت إلى النهاية المأسوية أن يتخطى شخص الاربعين بقليل ويوارى الثرى ...
  • لم أكن اقوى الجميع كما يبدو كنت عنده بشكل شبه يومى فى المستشفيات فى البيت .. كنت داخل تفاصيل حياته اليومية وطعامه واكله بشكل كان يزعجنى فى بعض الاحيان .. فعلت اشياء لم اكن ادرى كيف افعلها درت على الدكاترة بالحالة ، محاولة اختراع طريقة للأكل محاولة البحث عن طعام مناسب .. تفاصيل صعبة ومؤلمة .. تجلس تحت القدم تتمنى الشفاء لا تتوقع أن الموت هناك يتربص به ولن يتركه حتى فى اصعب اللحظات كنت اقول له لن يحدث .. احلم مع التقدم الصعب فى الحالة ... اتصور أنه سوف يأتى اليوم الذى نجلس فيه سويا فى الظلام نتحدث دون توقف .. نقلق من نفس النظرة للحياة فى اشياء كثيرة لا تعرف من طبع صورة الاخر على من ..
  • اعطانى ورقة بوصيته منذ ان دخل المستشفى خشى على نفسيه الاسرة ، وجد أننى سوف اتحمل ، قال لى كثيرا انه يموت لم اكن اصدقه كان شئ غريبا ان اظل بالقرب طوال اربعة اشهر واختفى فى الاسبوعان الاخيرين .. والاصعب ان اخر 48 ساعة لم اراه ... ليس لأننى بعيد لكن انشغالى فى شئون الاسرة التى كانت ايضا تتعلق بالمرض .. قالها احد الاصدقاء محاولا أن يتخطى مرارة ايام عشتها فى الاربعة اشهر اخيرا اننى اصبحت مستشارا لوزير الصحة !
  • كان الاصعب أن لا تقف  عليه فى لحظات الغسل الاخيرة لكى تنهى اوراق فى متاهة موظفين فقدوا اي احساس وفقدوا معاها قيم الحياة والشرف !
  • نحاول جميعا الهروب من الحقيقة نشترى مأكولات للطريق للهروب بعضنا يفكر من سوف يكون عليه الدور التالى .. من سيوصل من .. نحاول أن نأكل سويا ... لا نعرف لمن سوف نجتمع المرة القادمة.
  • اصلى الجنازة بجوار المستشفى على سيدة لا اعرفها واعجز أن اصل فى الوقت المناسب كى الحق بجنازته .. رغم أننى كنت هناك طوال الوقت ، رغم انك تحركت قبل الجنازة لا تفهم مدلولات الاشياء ... تشعر معها فى النهاية أن دورك المرسوم هو أن تكون حامل الوصية !


Sunday, January 18, 2015

اسئلة

 
هل استلقى على ظهر الحكمة
واحمل فى قلبى طفل
يريد أن يحرر الوجود
من القواعد والقيود
 
أم ارتقى سلم الحكمة
ويحلم قلبى بفك القيود
وأعيش صراعا مع القواعد والقيود
او أعيش ازمة وجود
 
 
ام سئمت تكاليف الحياة
ولم يعد لدى هدف للوجود
وكرهت كل القيود
وسئمت كل الوجود
 
 

Wednesday, January 14, 2015

19-التشوهات الذهنية

  
 
  • سارا معا خارجين من الكافية وحينما هما بعبور الشارع اخذ يدها فى يده لم تكن لتتركه يفعل ذلك من قبل ولكنه استسلمت بقيت يديها في يده رغم عبور الشارع .. بدا كشبحين يسيران فى الطريق الذى بدا مظلما وخالى من المارة وهو يقبض على يديها كأنه يقبض على أمانيه .... وبدت هى عاجزة عن إبداء أى رد فعل ولم تكن متململة او تحاول أن تبدى ذلك وإن كانت شعرت بأن إطرافها تتجمد  بشكل لم تستطع أن تسحبها من يده
  •  ولم يكن يصدق ذلك الاستسلام وحتى حينما قبض على يديها ....بدت مستسلمة وهم يكملون مسيرتهم صامتين حيث بدأت كأنهم يتحدثون بلغة الأصابع .. التى تشابكت معا دون إرادة منهم ..
  • وتوقفت فجأة نازعة يدها من يده والتفت إليه .. بدا وجهها مضيئا فى ضوء القمر .. ألجمته المفاجأة لم يستطع أن ينبت بشفه .. ظل ينظر إليها وهى تنظر إليه .. تمنت أن ترتمى فى أحضانه .. كان يريد أن يتكلم أو أن يفعل شئ بدا هو الآخر يريد أكثر من لمس يديها أراد أن يتوحد معها ......
  • أضاءت سيارة الأضواء من خلفهم ومرت مسرعة من جانبهم تصب عليهم لعنات من فيها .......
  • أفقدتهم اللحظة وضغطت على كلماتها اريد أن امشى.....
  • أوصلك.
  •  خرجا للشارع الرئيسى صامتين ... والتفتت إليه مرة ثانية وجهها يقطر خجلا من مما حدث
  •  انا ممكن اخذ تاكسى .. أرجوك
  •  اردف سريعا مؤمنا على كلامها حاضر 
  •  ركبت تاكسى دون أن تقل شيئا 
  •  عاد إلى السيارة بدا يشعر أنه فقدها للأبد لما قام به . لم يكن يدرى ماذا حدث لقد تلاصقت أيديهما دون سيطرة منهما معا لم يكن هو المسئول وحده عن هذا.
  • وحينما عاد لمنزله سريعا لم يكن لديه وقت للحديث مع والدته أو والده دخل غرفته وهم إلى التليفون وكانت قد عادت بعد أن تجاوز التاكسي منزلها بفترة وحاولت حتى عاد إليها تركيزها وأوقفته وعادت قافلة إلى المنزل تتوعده فى نفسها بأنها النهاية وإنها سوف تحدثه فى التليفون وتنهى كل ذلك العبث.
  •  أرادت أن تلقى بنفسها تحت الماء لتغسل ما أحست انه عار يجب ان تمحيه وظلت مستلقية فى البانيو لا تدرى كم من الوقت تركت الماء ينزل على رأسها لتحاول أن تخرجه من أفكارها ....أو تحاول أن تنسى ذلك المشهد .. أو تحاول أن تتطهر من رغباتها ...
  • لم يكن قد خلع ملابسه بعد ... حينما أدار رقمها ...سمعت جرس التليفون حينما كانت تهم بأن تجفف جسدها ورغم كل ما توعدته فى رأسها جرت مهرولة إلى التليفون تلف جسدها بمنشفة .......
 - الو.....
 
=الو......
 
-كيف الحال
 
= بخير الحمد لله
 
- كنت عايز أتكلم معاكى شوية ...
 
= أتفضل
 
وحينما سمع طرقا على الباب استمهلها  .. ممكن ثوانى .
 
= اوك
 
انتبه انه خلع ملابسه دون ان يرتدى حتى ملابس المنزل فقز إلى السرير سريعا ملتحفا لكى يخفى جسده العارى الا من ملابسه الداخلية
 
أطلت والدته من الباب برأسها موش ح تتعشى يا طارق
 
رد مقتضبا لا شكرا أنا لازم أنام علشان اصحى بدرى
 
تنام والنور كده والتليفون فى حضنك
 
معلش طفى النور وشوية وأنام
 
خرجت والدته ...
 
استأذنها فى أن يعود خلال ثوانى ...
 
طلبت  أن يغلق الخط ...كى يتسنى لها أن ترتدى ملابسها ...
 
اعترض ظنا أنها تهرب .. لن أغيب
 
قفز من السرير أغلق الباب من الداخل .. فكر فى ارتداء ملابسه خشى ان تغلق الخط عاد سريعا مدثرا بالغطاء
 
الو..
 
ايوه .. ممكن بس اقفل وارجع تانى
 
لا خلينا نتكلم وبعدين اقفلى براحتك
 
طيب اصبر ثوانى ... لم تجد بد من أن تغطى نفسها فى السرير ..نسيت ما توعدته .. ووجدت نفسها لديها نفس الشعور حينما وقفوا فى الشارع مواجهين .. حاولت تهرب مما فى خاطرها .وأردفت قائلة ايوه مستعجل وعايز تتكلم في أيه
 
موش عارف
 
طيب ممكن تسبني دقيقة واحدة وارجع أكلمك تانى فى حاجة لازم اعملها
 
ندى ... خلينا مع بعض .. أنا محتاج أكلمك شوية
 
طيب ما تتلكم يا طارق في ايه ...........
 
ندى ..
 
ايوه
 
ندى كنت عايز أقول ..
 
ايوه يا طارق .. تقول ايه
 
ندى .. بالنسبة لما حدث النهادرة ..
 
اللى حصل النهارده ده لن يتكرر لأن دى أخر مرة نتقابل
 
ندى اسمعيني اللى حصل كان خارج عن إرادتنا لازم أن تعرفى أنى ...
 
انك إيه
 
ندى
 
ايوه يا طارق
 
ندى ....كان صوته فى تلك المرة يحمل أكثر من مجرد اسمها كان يحاول ان يحتويها بندائه
 
وأحست بنبرة صوته مختلفة كانت تتفهم انها تلك الرغبة التى تملكتهم من قبل .. حينما كانا معا
 
طارق .. افضل نقفل ..
 
قاطعها قائلا ندى انا محتاج أكلمك شوية
 
طارق نتكلم وقت تانى.. أرادت ان تهرب من هذا الموقف ..
 
لكنه لم يكن يريد الهروب مرة ثانية
 
ندى أنا محتاج لك
 
طارق أحسن نقفل
 
ندى....
 
مرة ثانية أحست بذلك النداء من أعماق قلبه .. أحست انه يحتويها حينما ينطق باسمها وبدا صوتها متحشرجا وهى ترد باسمه .....وأنفاسها متلاحقة تكشف عن ما تشعر به ..
 
ندى ..........
 
طارق ........
 
ظلا على هذا الحال لوقت طويل ... يتناديان باسمهما وقد غاصا معا فى رغبة محمومة أن يكونا معا .... ولم يتوقفا عن النداء وأصبحت أصواتهم تعبر عن ما يشعران به ...
 
وحينما استيقظ ذلك الصباح ورأسه مفعم بصداع ... ووجد التليفون مكسور بجوار السرير لم يكن يدرى ماذا حدث بالضبط .. لكنه وعى انه كان فى حلم من أحلام المراهقة ... 
 
اما هى فحينما قامت من نومها.. فزعت حينما لمحت جسدها العارى فى مرآه التسريحة.. وتذكرت ما حدث .. لقد وجدت التليفون ملقى ايضا ولم تكن تدرى كيف أنهت المكالمة لكنها أدركت أن علاقتهم وصلت الى نقطة لم تكن لتتمناها لنفسها ... أحست بقشعريرة فى جسدها ان تكون علاقتها به مجرد...
 
ولم تتوقف الدموع فى عينيها .. وهى تتصور كيف انحدرت إلى هذا المستوى ...
 
ورغم ما حدث فى الليلة السابقة .. فقد استقبلت مكالمته كأن شيئا لم يكن وبدا كل منهم وكأنه قفز على ما حدث وحينما دعاها للخروج إجابته ....
 
وحينما التقيا .. ركبت بجانبه السيارة لأول مرة .. دون اعتراضات مسبقة كما كان يحدث فى الماضى وظلا صامتين .. حتى بددت هى جو الصمت .. حينما ابتدرته بالسؤال إلى أين سيذهبون ..
 
بدا غير مكترث وهو يعلق لنبحث عن اى مول فى مكان مفتوح خارج الزحام ...
 
لم تعلق وواصل سيره بالسيارة ......لم يكن يدرى إلى أين يذهب كما لم يكن يدرى كيف يبدأ الحديث .. فكر فى أن يخرج خارج القاهرة... ظل مترددا طوال الوقت ... وحتى حينما سلك الطريق الدائرى حول القاهرة لم يتوقف وبدا كزوجين انتهى بينهما الحوار منذ زمن وهما يسيران بالسيارة دون هدف محدد
 
أما هى فقد كانت الأفكار متلاحقة تدور فى رأسها كيف استجابت أن تخرج معه مرة ثانية رغم كل ما حدث كيف لم تعد تستطيع أن توقف نفسها عند هذا الحد ...
 
وفكرت لوهلة أن تطلب منه ان يعودا إدراجهما والتفتت إليه ولكنها لم تنبت بكلمة.... وبدت تشعر بألم شديد فى اذنها اليسرى ووضعت يدها على اذنها اليسرى ..سألها .. عن ما الم بها ..
 
تقريبا عندى برد علشان أمبارح ... ثم سكتت عن الكلام واكتفت بالنظر إليه...
 
وفهم دون أن تنطق أنها لن تستطيع أن تتحدث أكثر من هذا... وامسك المقود بيده اليسرى ووضع يده فوق يديها فى موضع الألم لكنها انتفضت ساحبه يدها .... ولكنه لم يتوقف ظل يلامس وجهها بيده ... وحاولت أن تشيح بوجهها قليلا لكن ظلت يده تتابع تحركها على وجنتها وقرب أذنها .... .. وظلت جامدة لا تتحدث ولم يكن يريد أن يتحدث هو الآخر .. وترك يده تقول ما عجز عن قوله اللسان... واخذ الجانب الأيمن من الطريق وبدأ يسير ببطء ويده لا تتوقف عن التحرك على وجنتها .. وعلق  إذا كانت تشعر بتحسن
 
..... ولم ترد .... أوقف السيارة على جانب الطريق ونظر إليها ... ولم يستغرق الأمر ثوانى حتى أدار وجهها إليه ..... وبدأت شفتيه تتحسس وجنتها ... وظلت مستسلمة وهى يهوى بقبلاته على وجنتيها ... كانت أول مرة  لم يكن يدرى كيف يقبل احد ... أرسل يده خلال رأسها... وظل يقبل شفتيها ويحاول أن يرسل يده من حولها لكى يضمها إليه ... كان يهوى بقبلاته على وجهها دون هدى ...ولم يك احد قبلها من قبل .. تلامست شفتيهما ..............لم تكن لديهما اى خبرات مسبقة ...... وظلت هى جامدة لا تفعل شئ لم تكن ترضى ولكنها لم تكن تريده ان يتوقف ..حاول أن يضمها أكثر فأكثر .. ولم ينتبه كثيرا إلى دموع بللت وجنيها وهو مشغول برشف شفتيها .. لم يوقفه إلا صوت نحيبها  حينما بدأ يضمها أكثر فأكثر ....توقف عن محاولة ضمها وابعد شفتيه .. واستجمعت ما بقى لها من مقاومة ودفعته بيديها .. ولم يكن يحتاج إلى هذا .فقد كان نحيبها كافيا لأن يخرج مما هم فيه
 
أنا أسف جدا .. لم اعرف ماذا حدث ...
 
أنا عايزة امشى ..قالت هذا ونحيبها يزداد
 
ارجوكى حاولى تفهمى
 
انا عايزة امشى حالا ...
 
ارجوكى ...
  • أجابته  بأكثر حدة .. وصوتها يمتلئ بالبكاء ....مفيش داعى لأى كلام لازم أمشى حالا

Tuesday, January 13, 2015

15-ازدواج

 
  • عاد طارق إلى المنزل يسيطر عليه طوال الطريق معنى الازدواجية التى يعيش فيها كيف له أن يقابل سيدة لا يعرفها ثم يذهب بعدها إلى الصلاة .. كان يتساءل فى نفسه أارتكب إثما ....فى لحظة ما رن سؤال هل كان يوافق أن تكون  أخته فى ذلك الموقف ..وشغلته فكرة الازدواجية عن التفكير فى المقابلة نفسها. ..ولم يحفل كثيرا باستقبال والدته بالعديد من الاسئلة التى هرب منها سريعا برغبته فى النوم ... كان يريد أن يهرب من ذلك المنطق الخاص بالإزدواجية تمنى لو أنه استطاع أن يحدثها مرة أخرى فى التليفون ولكنه حين هم إلى التليفون تذكر أنها لازالت عند صديقتها وتذكر أيضا أنهم لم يتفقوا متى سوف يتحدثون مرة أخرى ...ولم يستطع النوم ... ظل ذهنه شارد لا يعرف ماذا يفعل حاول الإتصال بعدد من اصدقائه كانت الحوارات عادية ربما كانت تعليقات اصدقائه اما انه سعيد ، ومع آخر مكالمة من اصدقائه لم يجد بدا من الهروب بعدما كاد ان يقص على خليل صديقه الحميم كل شئ ، لكنه تذكر مقولته عن فتيات الإنترنت وهرب منه سريعا بأنه شارد الذهن ويريد أن ينام..
  • لكنه عبثا لم يستطع النوم كانت تقاطيع وجهها ، ابتساماتها ، عينيها ... تذكر أنه تلصص عليها كثيرا خلال محادثتهم لم يكن بهذه الجراءة من قبل ، كان معروفا وسط اقرانه أنه حيى لكنه استشعر نفسه مختلفا تلك المرة ، كانت هى التى تهرب من نظراته الثاقبة ، كان شريط اللقاء يمر سريعا منذ اول لحظة التقت عينيهم حينما اراد أن يتأكد أنها هى ، حتى أن ودعها على مرمى البصر وقطار المترو يغادر المحطة ، مرورا بكل ثكناتها وايماءاتها ، ابتساماتها كان عقله قد تحول إلى كاميرا سينمائية تستعيد مشاهد متقطعة من اللقاء...ربما كانت تلك المشاهد  هى التى جعلته ينسى تفكيره فى الازدواجية التى سيطرت عليه طوال الطريق وشعور بالغبطة سيطرعليه وهو يخلد إلى النوم وهو غارق بالتفكير بها.
  • وحينما عادت ندى إلى المنزل حاولت أن تخلد إلى النوم دونما جدوى .. كانت كلمات نادية أكثر من جارحة كانت تعرف غيرتها لكنها لم تك لتتصور أن يأتي يوما تهينها بذلك الشكل ..
  • لم تتصور نفسها فى ذلك الموقف الضعيف ابدا كانت دائما هى من تنتقد تصرفات نادية واهوائها الشخصية ، لكنها بينها وبين نفسها لم تعرف كيف انزلقت إلى هذه العلاقة التى حطمت فيها قواعد فرضتها على نفسها طوال حياتها ظلت حائرة بين ما فعلته وما قالته نادية اهى فعلا انزلقت إلى ما اشارت به نادية ... ربما كان النوم هو المخرج فى هذه الحالة لكن النوم عزيز المنال فى ظل انشغال الفكر .... لكنها عادت إلى المقابلة والى ما تم بها ، ربما شعرت بحس الانثى بتلصصاته عليها ... دارت فى رأسها اسئلة كثيرة هل اعجبته .. هل بدت ممتلئة ، كيف كانت في عينيه .... تذكرت ملامح وجهه التى اختطفت منها نظرات ، ربما لتركيزه الشديد عليها لم تكن تستطع ان تنظر إليه وكانت تدور بنظرها فى المكان .... تذكرت فجاءة كيف تفحصها لقد كانت عينيه تكاد تأكلها ... لم يكن كما تصورته يخشى مواجهة الناس .. اذا من الممكن ان توصفه بالمثل البلدى الذى يقول " عينيه تندب فيها رصاصة " ... ابتسامة كست وجهها وهى تفكر فى هذه العبارة .... فكرت فى أن تطلبه ... لكنها وجدت نفسها ، تعانى من ازدواج فى المنطق كيف تبكى من كلمات نادية والآن تريد أن تعود أن تطلبه ..

14-نادية

  •  
  • تركت ورائها  نادية تئن من الغضب .. لم تكن تدر لما قالت لها ذلك كانت تستشعر أن ندى ملكا لها .. فى تلك الحياة الباردة الخالية من رجل ربما كانت ندى الأقرب إلى قلبها كانت تتصور  أنها تتملكها .. كثيرا من الشجار قام بينهم  من قبل لغيرتها الشديدة ولكن كانت تلك الغيرة من بنات جنسها أما الآن يأتي رجل ويأخذ ندى منها ..حينما رنت تلك الكلمة فى رأسها يأخذ ندى منها ... . وانتبهت على صوت والدتها وهى تقول : أيه اللى حصل يا بنتى
  •  
  • - أردفت قائلة أبدا يا ماما ندى تعبانه نفسيا شوية .... وحيدة ومسكينة .. لم تكن تدرى فى عقلها أتقول ذلك على ندى أم تقوله على نفسها ...سيبنى شوية أنام يا ماما ...
  •  
  • = ربنا يخليكم لبعض يا بنتى ......قالت ذلك وأغلقت باب الغرفة وتركتها فى ذروة غضبها المكتوم تحاول جاهدة أن تنام ولكنها عبثا فشلت فى ذلك وبدا شريط من الذكريات يمر عن علاقتها بندى منذ أن كانت فى المدرسة الثانوية وحتى الآن .. مشوار طويل من الحياة كانوا معا ربما مختلفين لكن كانت ندى تمثل معنى كبير  كصديقة..
  • فكرت هل هى المرة الأولى التى تحاول ان تِرى ندى أنها الأفضل ففى كل المرات السابقة كانت هى التى تستمع إلى النصيحة .. هل حاولت تمثيل دور الأعقل ... جرى شريط الذكريات سريعا كيف أن ندى كانت تبدو اكبر سنا وأعقل فى تصرفاتها حتى فى سنوات مراهقتها الأولى ربما كانت الأكثر ثقافة او الأكثر حكمة .. هل حسدا فى نفسها ما قالته اليوم .. او محاولة لكسب نصر زائف فى علاقة الصداقة بينهم ؟ .. لو نظرت للأمور هكذا لكانت ندى هى الأكثر إحرازا للأهداف فى حياتهم .. حتى فى هفوات المراهقة وأيام المدرسة وسبقها لندى بسنوات دراسية فقد جمعت بينهم الأنشطة داخل أحدى مدارس الإرساليات الأجنبية بمصر الجديدة ..وكانت ندى الأكثر تحفظا حتى فى هفوات المراهقة وكم أسدت لها النصيحة عدة مرات .. تذكرت مدحت حبيب مراهقتها الأولى ومقولة ندى حينما أسرت لها بسر حياتها فى ذلك الوقت قالت : " لسه بدرى على الحب والحاجات دى كلها " وأوصتها بالابتعاد عن الشبان فى تلك الفترة لأنهم يريدون شئ واحد فقط ... وقد أخذت وقتا طويلا حتى اكتشفت أن مدحت يعبث بها .....لم يكن شريط الذكريات يحمل هذا فقط ..... حتى حينما بدأ جسدها يحرك أفكارها نحو سماع مغامرات وقصص زميلاتها وعبث المراهقة من مشاهدة أفلام أو مجلات خليعة كانت ندى الأكثر تحفظا فى ذلك ..تفوقها فى النشاط المدرسى ..لعبها البيانو فى اغلب حفلات المدرسة ربما لم تكن متفوقة دراسية أو كانت عادية لكنها كانت أكثر نشاطا وعقلا ...... حتى حينما ترملت ، إخلاصها العجيب لقصة حب إصرارها أن تقدم نفسها على كسيدة رغم أنها لم تتزوج فعليا وكانت المسألة مجرد زواج على الورق... لم تستلم لتشوهات ذهنية لفقد رجل او مرور عمر .... كان طوفان الذكريات يمر سريعا يتوقف بها عند محطات المراهقة حتى أيام قليله حينما كانت ترفض حتى ان تتطلع على نكتة خارجة على الموبايل ..الأيام الأولى بعد طلاقها وفشل زواجها ونظرة المجتمع لها كمطلقة وكيف أنها وجدت الدعم من ندى ....ربما كان وقوف ندى بجانبها رحمها من مزالق كثيرة وجدت أصدقاء كثيرين وقعوا فيها سواء فى القيام بعلاقات رجالية أو علاقات مثلية!!! ... ربما كان لندى أكثر الأثر فى أنها وقفت بجانبها بظروف مشابهة وشخصية اقوي ، ربما كانت تبدو اكبر سنا وتحاول أن تكون هى القائدة فى علاقتها .. لكنها كم مرة اكتشفت أنها ضعيفة .. حتى حينما حاولت أن تأخذ مسارا أكثر تشددا دينيا .. تعويضا عما تشعر به من فراغ حياتى ... وبالفعل كان لارتباطها بإحدى الجماعات الصوفية أثر بالغ ... تذكرت بساطة ندى حينما قالت لها إحنا مسلمين وبس ده اللى اعرفه طرق صوفيه جماعات إسلامية كل ده تفرقه والآية واضحة " اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " سمعت الآية كأنها لم تقرأها من قبل  ولكنها استمرت فى علاقتها بالمجموعة الصوفية حتى كان ما كان واكتشفت بنفسها لماذا يعطى
  •  الشيخ الصوفى الكبير اهتماما مضاعفا للنساء عن الرجال .. كانت تصدق كل ما يقوله ذلك الشيخ ولكنها أفاقت على رغباته الدفينة وجلساته الخاصة ونجت فى اللحظات الأخيرة من العبث بها كمتاع للشيخ الكبير ......أشياء كثيرة مرت وفى النهاية استسلمت للنوم عازمة ان تذهب إليها حين تستيقظ للاعتذار

Sunday, January 11, 2015

13- بعد اللقاء

  •  
  • ظل فى مكانه لبرهة لا يدرى ما وقتها .. وانتبه لنفسه وهو يقف  على المحطة وحيداً كان يغمره شعور بالسعادة لم يشعر به من قبل ، عجز عن التفكير فى خطوته التالية قادته قدماه إلى أن يجلس على كرسى المحطة ، ظل يحملق فى المارة ويحملق فى قطارات المترو ... لم يتأمل الحياة بقدر ما كان يريد أن يقبض على تلك اللحظات التى مرت .. نظر إلى الساعة وجدها تقترب من الثالثة ... لقد ظل معها طوال هذا الوقت دون أن يشعر بمرور هذه الساعات ...تذكر أنه لم يصل الظهر بعد .. ذهب إلى أقرب جامع .. وأخذ يؤدى صلاته .. ولكنه لم يكن يركز فى أى شئ حتى أنه اختلط عليه كم عدد من الركعات وظل يزيد .. حتى انتهت صلاته .. تذكر انه يترك سيارته بعيداً قفل عائدا إليها .. حتى حينما وصل إلى سيارته فكر فى أن يحاول اللحاق .. لكنه أدرك أن الوقت قد مضى ولن يستطيع أن يلحق بها ... ظل على عجلة القيادة فى سيارته لا يستطيع أن يبرح مكانه ...
  • وهى أيضا ظلت تتبعه بنظراتها من خلال نافذة المترو ، تمنت لو أن تعود إليه ..تساءلت هى أيضا فى نفسها كيف تقبض على الوقت كيف تجعل عقارب الساعة والزمن تتوقف عند لحظات السعادة تلك لكى تقبض عليها .. زمن بعيد مر لم تشعر بتلك الفرحة .. هل حقا شعرت بتلك الفرحة من قبل .. ؟ سؤال رن فى عقلها لم تجد له إجابة ولم تفق منه إلا على صوت الكمساري وهو يكرر بصوت عال "ورق يا هانم " ..نظرت إليه مندهشة كأنه قادم من الفضاء لم تدر ماذا تفعل ... وانتبهت على صوت ضحكات من حولها ... وتعليقات ساخرة ... فتحت شنطتها سريعا وأخرجت النقود ...ولحسن الحظ كانت المحطة اقتربت ، قامت من مكانها بعد أن شعرت أن كل ما فى المترو يعرفون سر لقائها ...
  • كانت نادية تنتظرها متحفزة ولم تكن تستطيع ان تهرب منها وهى فى هذه الحالة منذ أن فتحت لها الباب واستقبلتها بنفس اللهجة المستفسرة عن الأسرار .. وقد قررت أن تعترف بكل شئ .... ولم تطق نادية صبرا وظلت تحاصرها بأسئلتها .. أومأت إليها أن تنتظر قليلا حتى يفرغوا من طعام الغذاء .. وان يكونوا بعيدين عن والدتها ... وظلت شاردة طوال الغذاء ولم تنجو من تعليقات والدة نادية عن ماذا تفكر ...
  • وحينما خلت هى ونادية داخل غرفتها ولم تكن ترغب فى مزيد من الاستجوابات لذلك قررت أن تبوح بكل شئ دون تردد ...وقبل أن  تفتح نادية نيران أسئلتها الصديقة كانت تقص عليها كل ما حدث .....وتركتها نادية تخرج ما فى جعبتها ولكن  وجومها كان نذير شؤم .. ولم تهدئ ثورتها حين انتهت من قصتها ..
  • انتى اتجننتى ، ازاى تعملى كده .. انتى كده كأنك واحدة من إياهم  .......
  • كانت الجملة الأخيرة أكثر من أن تحتمل ... وكان ردها الوحيد والمباشر أنها أخذت شنطتها دون أن تلتفت إلى كلمات نادية المعتذرة .. وخرجت مهرولة وهى تلقى التحية على والدة نادية.....ولم تكن ترى أمامها من الدموع التى غطت وجهها. . ألقت نفسها فى تاكسى وذهبت إلى المنزل .....

Saturday, January 10, 2015

12-اللقاء الأول.


 
رآها من بعيد تقف .. فى واقع الأمر لم يكن يتذكر أى لون تقصد بكلمة "purple"... .. ركن السيارة فكر فى أن يذهب لكى يحدثها .. تصور ماذا لو لم تكن هى ... قرر أن يطلبها على الموبايل .. أقترب منها وهى تفتح الشنطة لترد عليه .... وهى مشغولة بالرد على الموبايل . أوقف الطلب .. حاولت أن تطلبه .. أحست باقتراب أحد منها ...  رفعت عينيها ..

-       مد يده مصافحا .. أهلا مدام ندى ...

-       كانت مترددة وهى تمد يدها ... أستاذ طارق ..؟

أقصر منه قليلا كانت ... بدد إحساسها بالخوف من أن تكون ممتلئة فمن الممكن وصفه بأنه بدين قليلا.. ابتسامات بسيطة تبادلها .. كانت البداية صعبة .. ظلا واقفين .. لا يعرفان ماذا يفعلان ...

-       كان عليه أن يأخذ زمام المبادرة ..عربيتى هناك ... ممكن نروح بيها البنك ...

= آسفة .. ممكن أخذ تاكسى .. ..وفيه مترو قريب من هنا لحد البنك ..

-       خلاص نركب العربية لحد المترو ..

= لا ...

-       اوك ..

= أنت كمان عندك أزمة هوية ..

بددت هذه الدعابة جو الجفوة بينهما .. فقال لها : أيه رأيك لو نشوف مكان نقعد فيه شوية .. وبعدين نروح البنك ... قالها وهو متردد من  أن يجابه هذا الاقتراح بالرفض أيضا..

لكنها وافقت .. مما جعله لا يصدق .. ويعيد كلامه ليتأكد من صدق ما سمعه .....

= فقالت مؤكدة :  أيوه أوك ... لازم تسمعها بأزمة الهوية ..

- لم يملك سوى الابتسام .. وأردف قائلا :  استغنى عن حكاية أزمة الهوية لأنها واضح أنها مشتركة...

= قاطعته ناظره إليه من فوق نظارتها الشمسية التى انزلقت قليلا... لا ... تتنازل لأنك بتاع شعارات ..لأن أصل الحكاية عندك هو أزمة شعارات ..

-       خلاص نسبنا من الأزمات ونحاول نشوف مكان نقعد فيه .. أنا فى الحقيقية موش عارف المنطقة كويس..

=  فيه كوفى شوب هنا كويس وسعره مهاود .. 

-       من فين .. ؟

= تقريبا يعنى تالت شارع شمال ... من هنا ...ممكن نمشيها بسهولة ...

  • مشيا معا صامتين وقد تجاوزا الدقائق الصعبة الأولى ....وإن كان الحوار لم يكن مسترسلا مثل لقاءاتهم على الإنترنت .. وبدأ مرة ثانية .. فى محاولة جر  أطراف الحديث .. وسرد لها قصة قصر البارون أمبان وكيف أن الورثة فكروا فى بيعه واعتبرته الدولة قيمة أثرية ... وظلت هى تستمع له وهو يسرد الكثير من القصص عن نشأة مصر الجديدة .. وفى ذهنها كانت معجبة بغزارة معلوماته .. فرغم أنها مولودة بالمنطقة إلا أنها لم يخطر ببالها أن تفكر فى هذه المعلومات .. ونظرت إليه قائلة : .. ماشية مع كمبيوتر صغير ... وواضح أنى دوست على صفحة التاريخ ...

-       أفزعته النغمة الساخرة فى حديثها وظن أنه اختار البداية الخطأ ... أسف كنت فاكر انك مبسوطة من كلامى ...

= ومين قال إنى موش مبسوطة .. بالعكس أنا عجبانى المعلومات اللى بتقولها عن المكان ..

وكانا قد وصلا إلى الكافيتريا .. .. كانت مجموعة من الموائد متراصة وحولها الكراسى من خشب البامبو ، استقبلهم الجرسون بالتحية :

-       تتفضلوا يا فندم تحبوا تقعدوا فى الخارج ولا فى الداخل..

-       لم يكن لديه خبرة كبيرة بالمكان التفت إليها قائلا : تحبى نقعد فين .....؟

= ردت خلينا فى الخارج ..

  • جلسا سويا .. وخلعت نظارتها الشمسية .. تلاقت  عينيهما لأول مرة... رمشت عينيها هروبا .. وغيرت اتجاه نظرها .. أما هو فقد  غمره شعور بالسعادة لم يحس به من قبل ... طلبا معا قهوة باللبن .. وحينما غادرهما الجرسون أردفت قائلة : على فكرة عندهم  هنا دانش هايل لو كنت لسة مفطرتش ..

-       واضح أنك عندك خبرة بالمكان كويس  ،  بس أنا موش بحب أفطر.

= وأنت واضح أنك بتحب مصر الجديدة ...

-       يعنى شكل التخطيط المعمارى بتاعها عجبنى جداً ... كمان ومن وأنا صغير لي ذكريات لطيفة جداً فيها..

=  أيه الذكريات دى ...؟

-   لى واحد قريب ساكن هنا فى الميرغنى أولاده عيد ميلادهم فى نفس شهر عيد ميلادى .. دايما كنا بنعمل أعياد الميلاد دى ليلة رأس السنة .... وأنا صغير كنت بحب أوى كمان فسحة المترو والهزة بتاعته ... يعنى تقدرى تقولى أنها ذكريات طفولية ..

= يعنى عيد ميلادك فى شهر 12 ؟

-       أيوه .. 19/12 /1979

= كويس إن الذكريات دى موش مرتبطة بالبارون إمبان .. أنا حسيت من كلامك عنه أنه كان جدك الأكبر .. احنا كان لينا شقة فى الميرغنى زمان ..  

-       المهم انتى عيد ميلادك أمتى ؟.

= 24/12/1971.

-       يبقى أنا كده أكبر منك ؟

= أزاى يا أستاذ زمانك ؟!

-       موش أنا 19/12 .. يعنى مولود قبل منك 5 أيام ...أعرف أكتر منك بخمس سنين

= يا سلام على الحسابات .. أنت أستاذ فى هدم كل النظريات والحسابات والقواعد ... موش ممكن تكون كلية هندسة ...وقلى بقى على حكاية أختك اللى من الرضاعة ...

-       أنا تقريبا قلت لك كل حاجة .. مريم دى اختى الصغيرة فعلا وأنتى بقيتى أختى الصغيرة التانية ..

= أنا برضه صغيره ... .. ده أنت .. ...

-       أكمل كلمتها .. أنا النونو موش كده ..

= لا... أنت ( young man ) ...............

-       لم يتمالك نفسه من الضحك على وصفها .. واستمرت هى فى الضحك حتى وصل الجرسون يحمل القهوة .......

ومر الوقت دون أن يشعرا .. تجاوز أضعاف النصف ساعة المحددة بأكثر من خمس مرات وهم فى حوار متواصل لا يقطعه ألا صوت ضحكاتهما ...أو حضور الجرسون مرات عدة لتلبية رغباتهم .... وحينما همت بالنظر إلى ساعتها .. وقد تجاوزت الثانية عشر ...قالت معلقة :

= لازم أمشى علشان ألحق البنك ..

-       أسمحى لى أوصلك .. بالعربية ..

= قلت لا ....  المترو علشان أجرب فكرتك عن هزة المترو ... وإن كان  يفكرنى بأيام الشباب لما كنت لسه طالبة فى المدرسة الثانوى .. كنت أنا ونادية بنركبه سوا ...

-       نادية غريمتى ....

= غريمتك ؟!!!!

-       يعنى .. صحبتك الأنتيم ... قالها وهو ضاغطا على حروفه ...

= فردت قائلة .. أيوه كده ..

-       طيب تسمحي لى أجى معاكى بالمترو ..

= أوك ... بس النص ساعة خلصت من زمان ....!!!

-       نمد الميعاد نص ساعة كمان .. واشار إلى  الجرسون كى يدفع الحساب .. ...

قاما معا ... وعلقت قائلة : .. المفروض أدفع حسابى ..

-       نظر إليها غير مصدق ما تقول .. أنتى بتقولى أيه ؟!!!

= ايوه كل واحد لازم يدفع حسابه ....

-       شوفى أنا مؤمن بدور المرأة والمساواة وكل الحقوق بس .. ألا فى دى حاولى تنسى ..

= طبعا  لأن أيمانك بكل ده زى أيمانك بقواعدنا ..  مجرد شعارات ...

-       صدقينى المسألة موش مسألة شعارات دى أول مرة لينا مع بعض ....

= قاطعته بحدة يعنى لازم حضرتك تثبت انك سى السيد ، بس يكون فى علمك أنا موش أمينة

-   يا ستى القضية موش أمينة ولا سى السيد ، المسألة إننا فى مجتمع له قواعد يجب مجاراتها يعنى حضرتك تصورى مدى حرجى أمام الجرسون ...

= موش قلت لك شعارات ...

-       مشيها شعارات المرة دى ، وحينما وصل الجرسون دفع الحساب سريعا وهو يتهرب من النظر إليها

سارا معا صامتين ، أرادت أن تفتح الحوار مرة ثانية وقالت يبدو إننا مختلفين فى كثير يمكن بسبب عامل السن ....قاطعها الأمور ابسط مما تتصوري ، تجاوزي عن هذه الأشياء البسيطة ... وياريت تسمعي الكلام ونأخذ العربية ...

= اسمع الكلام .... ؟ علقت مقتضبة

-       أٍسف لم أكن اقصد ...

= لم تجعله يكمل :  أستاذ طارق واضح إننى غلطت لما وافقت على المقابلة ...اعتقد أن المقابلة انتهت عند هذا الحد ....

-       أنا أسف جدا لم اقصد أرجو ان تقبلى اعتذاري لم أكن اقصد تماما معنى الكلمة .. قال كلمته وفى عينيه نظرة رجاء إلى وجهها ...

= التفتت إليه ..... اوك ..

عادا إلى لغة الصمت من جديد ....... وصلا إلى محطة المترو .. كان لا يعرف كيف سيركبون معا فى زحام المواصلات ، لم يكن قلقا على نفسه بقدر ما كان قلقا عليها ، أما هى فقد بدأت تعيد حساباتها ولماذا أقدمت على تلك المقابلة .......ولحسن حظه جاء قطار المترو خاليا ، وتذكر ان تلك الساعة لا تمثل اى ضغوط فى المواصلات ... ركبا معا وجلسا متقابلان بجوار النافذة ، ظلت تحملق فى خارج القطار بينما هو ظل يتحسس بعينيه تقاطيع وجهها .. وحينما التفتت إليه لم يدر ما يقول وهرب بعينيه سريعا إلى خارج النافذة ... ثم أردف قائلا أية محطة سوف ننزل بها ....

= المحطة القادمة إن شاء الله ...

وحينما وصلا إلى البنك استأذنته فى البقاء خارجه لأن الموظفين يعرفونها .. وقف يتأمل فى المارة  حتى أنهت الإجراءات بسرعة إلا أن الوقت مر عليه كأنه دهر ...

توقفت عند احد الباعة امام البنك تشترى بعض الأقلام ... حاول جاهداً ان يدفع الحساب ، ادرك بسهولة انه سوف يفشل حيث وجدها تتحدث مع البائع حديثا وديا ، وقد شيعها البائع بالدعوات ...

-       عم محمد يمكن من ساعة ما والدتى بتقبض المعاش من هنا وهو يعرفنى كويس ...

لم يجد ما يقوله .. والتزم الصمت .. على محاولة الدفع الفاشلة ...

واخترقت جدار الصمت مرة ثانية ... أعتقد كده النص ساعة خلصت من زمن بعيد ....

-       نمد نص ساعة كمان ..

= نظرت إلى ساعتها ضاحكة دول بقوا عشرة نص ساعة يا أستاذ طارق ... لازم امشي المفروض إن النهاردة اتغدى عند نادية ..

-       طيب نتغدى سوا ...

= واضح كده انك عديت الحدود ونزلت البحر كمان بس  أضطر آسفة انى اسيبك لوحدك ..

-       خلاص نتفق على ميعاد المقابلة القادمة ..

= المقابلة القادمة ..

-       لم يتوقف عند اندهاشها كثير وأردف : يعنى لو نقدر نتقابل مرة كل فترة .. يعنى مرة كل اسبوع مثلاً

= سيبنى أفكر لازم أمشى دلوقتى ..

-       طيب تحبى أوصلك

-         المترو موجود...

-       ايوه ما أنا عارف نركب المترو سوا وبعدين ...

= مفيش بعدين حضرتك  تركب المترو ترجع لعربيتك انا  أركب المترو فى الاتجاه العكسى ناحية بيت نادية..

-       اوك .. نتقابل امتى تانى ..

= قلنا نتكلم .. ونشوف..

-       طيب  نتكلم امتى ..

= أنا زهقت .. أنت عندك درجة إلحاح غير عادية .. اقرب للزن ..

-       أنا أسف ..

= أثرت نغمته الحزينة بها .. ياسيدى ما فيش بينا أسف ولا شكر ..

-       طيب استنى  معاكى لحد ما تركبى ..

جلسا معا على محطة المترو .. يتجاذبان أطراف الحديث مرة ثانية.. وأخذهم الوقت وعبر المترو أكثر من مرة دون أن تركب بحجة الزحام وبحجج غير منطقية مرات أخرى ...

= نظرت مرة أخرى إلى ساعتها .. وهمت بالوقوف ... حينما اقترب قطار المترو..

-       علق قائلا نستنى اللى بعده .. ده شكله زحمة ...

= لازم امشي الوقت اتأخر جدا ..

-       طيب أكلمك امتى ...

-       بعدين رن لى  على الموبايل و حسب الظروف ..

= لوحت له بوجهها وهى تجلس فى قطار المترو .. وظل هو يتابع قطار المترو حتى اختفى ..