Monday, December 29, 2014

8-نصف عملة .. لقطع ناقص

  •  
  • طوال طريق العودة من العمل كان يفكر فى حوار دار بينه وبين أحد أصدقائه المتزوجين عن نصف العملة المفقود الذى عليه أن يبحث عنه .. كان صديقه يرد على مقولته أنه أمامه وقت طويل كى يتزوج فقد قال له  أنه حينما سيجد شريكة حياته سوف يتقاربوا دون أن يشعروا ... هل هى نصف عملته الناقص .. ام الضلع الناقص فى مربعه ؟ ... هل سيبقى شكلا هندسيا ناقصا حتى يكتمل ..ابتسم حينما فكر نفسه مجرد شكل هندسى فقد كان يحلو له دوما أن يرسم الاشخاص كأشكال هندسية بحيث يرسم الشخص على شكل مثلث أو مربع .. وجد فى نفسه هوى أن يفكر فى شكل القطع الناقص ، ذلك الشكل الهندسى بذاته ، هل يبقى هو ذلك القطع الناقص التى ربما يحدث له نمو أو اكتمال بشخص آخر ثم يصبح شكلا هندسيا مكتملا.... لم يتمالك نفسه من الضحك على هذا التفكير وأن قفز فى مخيلته سؤال هل ستكون هى من سيكمل بها نصف دينه.. توقف عند هذه النقطة .. فقد تجاوز تفكيره الحدود .. ولم يرد أن يفكر فى هذا الأمر الآن .
  • وحينما عاد إلى منزله ذلك اليوم .. أنهى طعامه بسرعة  .. استفزت والديه .. ولكنه لم يعبأ بأى شئ ،كان يعرف أنها تنتظره .. وكان هو أكثر شوقا أن يستمع إليها ... سحب التليفون إلى غرفته .. استكمل  تجاهله للتعليقات الأسرية... مع أول رنة أغلقت الخط .. اتصلت به ..

Sunday, December 28, 2014

6-اشواق تكنولوجية


 
  • وافترقا مرة ثانية ...........ظلت هى تتقلب على السرير .. ولم تنم ليلتها ... وجوه كثيرة مرت عليها والدها والدتها ........ هاشم .... نادية ... تصورت لو كلهم يعرفون ماذا فعلت ... ظلت وجوههم تطاردها طوال الليل .. لقد تجاوزت الحدود ... لم يكن يليق ما فعلته ... لكن ... عبثا حاولت الفرار من كل هذه الوجوه ومن كل من سوف يتهمها .. ورغم كل ذلك فقد كانت سعيدة .. غمرها إحساس بالفرحة لم تشعر به منذ سنوات طويلة منذ أن وئد حلم شابة بالفرحة بفستان الفرح والطرحة ... رغم عدم وجود قصة حب طويلة بينها وبين هاشم .. لكنها حلمت ككل فتاة بذلك الفارس الذى سوف ينقلها إلى عالم آخر حينما تصبح أميرة فى مملكتها خارج حدود الأسوار الذى صنعها والدها .. المملكة التى سوف تبنيها هى وهاشم .. غرقت هناك فى البحر .. حينما غرق هو .. حتى لم يقولوا لها لماذا حدث ذلك وغرقت كثيرا بين التفسيرات المختلفة وتصورت أنها سوف تقضى حياتها خلف تلك التفسيرات .. وانضمت إلى مجموعة ضحايا الطائرة ليس من أجل الحصول على تعويضات لكن من أجل الحصول على الحقيقة .. لكن بعد فترة وجدت والدها يقول لها .. هاشم كان ضابط فى الجيش .. وكان ممكن يحصل اللى حصل فى أى عملية يقوم بها .. هو شهيد عند ربنا . وفهمت المراد .. كان عليها أن تنسحب من العمل مع مجموعة ضحايا الحادث ولا تحضر مقابلتهم بعد اليوم .. ربما كانت تعليمات عليا .. ولم تمضى سنتان حتى فقدت والدها ووالدتها تباعاً .. فاصبح عليها أن تواجه الحياة وحدها .. اخوتها كان لكل منهم حياته الخاصة وأصبحت هى بلا حياة خاصة ... ورغم العديد من المحاولات الأسرية للبحث عن عريس لها إلا أنها لم تجد الشخص المناسب بينهم .. .أو ربما كانت نسيت معنى الفرحة . بل أن الأمر وصل بوالدة هاشم نفسها أن تبحث لها عن عريس أكثر من مرة .. وأًصرت والدته أيضا أن تحصل  على معاشه كاملا رغم عدم إتمام الزواج .. دون أن تشاركها فيه هى ووالده .. وظلت هى على وفائها لذكراه من خلال محافظتها على ودهما ...
  • أما هو فقد عرف القلق طريقه إلى ساعات نومه التى أصبحت قليلة جداً ، بالمقارنة إلى انتظام حياته من قبل الذى كان مصدر لكثير من الاحترام من البعض ومصدر للنكات من اكثر الآخرين ... إحساس بالفرحة جعله لم يستطع النوم .... وهو غارق فى أفكاره سمع دقات على باب الغرفة ووجد والدته تنظر إليه مندهشة وهى تقول : طارق مالك يا بنى إيه اللى مصحيك لحد دلوقتى ...
  • -       لم يعرف بما يرد كلماتها .
  • -       وظلت هى واقفة لا تدرى ماذا ألم بابنها وهى تستكمل : طارق  أنت لازم تصحى الساعة 7 ..
  • -       ايوه حاضر .. طفى النور أنا بس كنت نسيته ..
  • -   وحينما أغلقت النور لم يكن ذلك مساعدا على النوم .. كان شعورا غريبا يغمره .. لا يدرى إذا كان فرحة أم ماذا ؟ .. لم تكن لديه تجارب كثيرة ... قليلا ما يحدث أحد تليفونيا .. شريط من الذكريات .. عن علاقاته السابقة .. كم تليفون استقبل ... لم يجد الكثيرين لم يرتبط بأحد طويلا كلها كانت صداقات فى إطار العمل أو إطار الجامعة ... ربما كانت تلك التليفونات تسعد والديه فى بعض الأحيان . وأحيان أخرى لا يفهمها فقد كان يشعران بغيرة من نوع ما حينما يطيل الحديث مع واحدة ممن يطلبونه .. وقد واجه الكثير من المشاكل مع والده حينما كان يتلقى مكالمات من خلال معرفته من على الإنترنت من فتيات أجانب .. رغم أنه كان يتحدث أمام الجميع ولم يكن هناك ما يخفيه ...ويذكر كيف ارتبط بصداقات بنهاية العام الجامعى الأخير وكيف كان حلم حياته أن يبدأ حياته فى الخارج مهاجرا .. وتذكر ذلك اليوم الذى فاتح فيه والده فى هذا الأمر وكيف كان ثائرا ضد الفكرة أمامه .. وكيف طلب منه أن لا يتحدث إلا أحد فى التليفون مرة ثانية .. ورغم عدم ارتباطه بأى من الفتيات من الخارج فقد كان انتمائه إلى نظام الحياة فى الخارج .. وكان بحثه على الإنترنت من اجل فرصة عمل حقيقية .. لم يحلم بمجرد ارتباط بفتاة ليحصل على جنسية بلدها .. كان تفكيره أن يبحث عن عمل فى أي بلد فى الخارج واختار بلدان تطلب مهاجرين وأجرى عدد من المراسلات .. لكن الحلم تحطم حينما كلمه خاله فى أحد المرات قائلا له .. انت سند والدك الوحيد .. والدك حينما عرف بفكرتك بكى .. لقد قال لى " مكتوب على ان لا يعيش لى ابن بجوارى ، توفى أخوه وهو صغير لم يكمل العامين ، والآن يريد أن يهاجر طارق ولا يعود" ... تأثر كثيرا بما قاله خاله .. لكن فكرة العمل فى الخارج ظلت مسيطرة عليه لم يجتث الفكرة من أساسها إلا بعد التخرج بعام واحد حينما صدمت أحداث 11سبتمبر الجميع .. وأصبح عليه أن ينسى كل شئ بخصوص هذه الفكرة .. الصداقات التى تكونت عبر الإنترنت نقلت له صورة ما يحدث للعرب بخاصة والمسلمين بوجه عام ...وقد كان قرب على الاتفاق مع إحدى الشركات فى الولايات المتحدة . وقد قرب أكثر من أمريكية مسلمة فى نفس سنه .. ولاحظ جفوة كبيرة فى حواراتهم بعد 11 سبتمبر .. حاول أن يشرح لها . حاول أن يريها ما يحدث .. لكن كانت الصورة مختلفة فى عينيها .... وانتهى كل شئ قبل أن يبدأ ... تذكر أنه ارتبط كثيرا بعقل "سوزان" لم يرتبط بها عاطفيا ولا هى .. ولكن كان يتصور أن إيجاد عمل والمقابلة هناك قد تصنع قربا أكثر .. ولم يكن جو حياته غير ذلك يضع أمامه فرص كثيرة للارتباط بأحد ... لكن الآن لماذا ندى ؟؟؟
  • ظلت علامة الاستفهام تكبر فى رأسه حتى استيقظ ... وحينما أدار مفتاح سيارته ذلك الصباح وهو نصف نائم وهو يحاول ان يجمع أشتات تفكيره .. نظر إلى الموبايل وقرر أن يعطيها رنة لكن نظر فى ساعته كانت السابعة والنصف ... وجد أن الوقت مبكراً .. لكن لم يستطع أن يتوقف ... ولدهشته لم تمضى ثوانى على رنته حتى وجدها ترد له الرنة .. كانت مستيقظة لكى تودع ابنه أخيها التى تمر عليها يوميا قبل الذهاب إلى المدرسة .. وحينما أشارت لها مودعة وهى تركب أتوبيس المدرسة سمعت الرنة . وكانت أقصى أمانيها أن يكون هو .. لأنها فكرت فى نفس الشئ .. وكانت فرحتها أشد ما تكون ....
  • ولم تنقطع الرنات بينهم طوال اليوم ... كانت تحمل أشواق كل منهما إلى الآخر ... كانت أشواق من نوع مختلف أشواق على جناح التكنولوجيا.

Saturday, December 27, 2014

5-المكالمة الأولى


 
= أستاذ طارق ...... عبثا حاولت أن ترسل رسالة .. لكنه لم يستلم الرسالة فقد أغلق الخط .. ولحظات ووجدت الشاشة تهتز أمامها من تأُثير قدوم إشارة الموبايل بأنه سوف يرن .... ووجدت رقم لم تراه من قبل .. وعرفت أنه رقمه ... أغلقت الإنترنت وقررت أن لا تتصل ... ظل يرن حتى ينقطع الاتصال وهى لا تعبئ به ..  رن من على الموبايل بدلا من تليفون المنزل ولكنها لم تعبئ أيضا .. فكر فى أن يعود إلى الإنترنت ... ربما هى موجودة هناك .. أما هى فقد قررت أن تتجنب الرد عليه .. قبل أن يدخل على الإنترنت فكر أن يرسل لها رسالة من خلال الموبايل .. لن يعاتبها مجرد سيقول لها عن رقم منزله ربما لا ترد لأنها لا تعرف الرقم .. استلمت رسالته .. قررت أن تطلبه أمسكت التليفون بجوارها وأدارت رقمه . وجدت رقمه مشغولا ..... لانه فى نفس الوقت كان يحاول أن يدخل على الإنترنت .. أما هى فتصورت به انه مجرد شخص لعوب فتليفونه مشغول .... قرر أن يستمر  فى الاتصال حتى ترد عليه .. أرسلت له رسالة ... تليفونك مشغول يا استاذ طارق ... ظل يرن بالتليفون .....

-       طلبته مره أخرى على تليفون المنزل ... لم تنته الرنة الأولى ...

-       اختطف السماعة : الو...

= ظلت تحاول أن تتكلم وخرجت كلمه : ألو ... خجلة من فمها ......

-       أخيرا رديتى ...

= سوف تكون المرة الأولى والأخيرة يا أستاذ طارق ..

-       لا داعى للبحث عن المرة الأولى والأخيرة .. أننى فقط أريد أن تتعرف عليك أكثر مدام ندى....

= ماذا تريد أن تعرف ؟

-       كل ما تريدين قوله وكل ما لا تريدين ؟

= أسال وأنا أجاوب ؟

-       أنا لست وكيل نيابة .... دى علاقات إنسانية ليست محضر تحقيق ...

= لا أفهم ماذا تريد منى ..

-       لا أريد شئ مجرد تعرف ..

= أنا أسمى ندى عمرى  33 سنة أرملة .....

-       أين الجديد فى ذلك أننى أعرف كل هذا الكلام من قبل ....

= ماهو الجديد الذى تريد أن تعرفه ؟ ...

-       كل شئ ...

= تعرف حاجة أسمها حاجة عن الرحلة 990 ؟

-       لا .. لا أعرف سوى أتوبيس 990 ...

= أمال عربية ايه بس اللى كنت بتدور بيها على ..

-       ياستى أنا عارف رقم الأتوبيس ده بالذات لأنه أول مرة اعمل حادثة بالعربية كان هو اللى خبطنى ..

= امتى وفين ؟

-       موش مهم خلينا فى موضوع الرحلة  ...

= فى  31 أكتوبر 1999 سقطت إحدى طائرات مصر للطيران الرحلة رقم 990..

-       قاطعها أيوه أنا عارف طبعا الموضوع ده .. وعندى صور للحادثة كمان . واحدة من هوايتى قص الموضوعات الهامة من الجرائد ...

= أنا أرملة لواحد من الطيارين اللى كانوا فى الرحلة

-       أنا أسف جدا لم أكن أريد أن أقلب المواجع عليكى ..

= لا داعى للأسف الموضوع فات عليه 5 سنوات ....

-       عندك أولاد ....

= لا ... لأننا لم نتزوج فعليا .. قبل الحادث كنا قد كتبنا الكتاب وكان ميعاد الفرح عقب العودة من رحلة أمريكا كان عليه أن يتدرب على أحد أنواع الطائرات الجديدة ...

-       لم يكن قائد الرحلة ....

= لا .. لقد كان أحد رجال القوات المسلحة الذين توفوا فى الحادث ..

-       اعرف كان هناك حوالى 33 ضابطا هناك ... تذكرت الآن ...

= كان أحدهم ...

-       لا اعرف ماذا أقول ...

= لا تقل شيئا ....ماذا عنك ..

-   أنا خريج كلية الهندسة2000 لى ثلاث أخوات بنات أعيش مع والدى ووالدتى وحيدا منذ أن تزوجوا ...بعمل دبلومة دراسات عليا . بشتغل فى مصلحة حكومية ... لسه أعزب ...

= وأيه كمان ؟ ...

-       أسئلى ؟

= موش قلت :  احنا موش فى تحقيق ... كمل

-       بحب القراءة .. سماع الأغانى .. كنت بلعب فى النادى زمان كارتيه .. دلوقتى يدوب بعلب شطرنج ...

=  أنا كمان خدت ميدالية مرة فى التاياكوندوا ..

-       يعنى عندنا أشياء مشتركة ..

= يعنى .. أنا كمان بحب القراءة .. وبعرف العب شطرنج بس بكرهه .. حسابات وأفكار .. والدى الله يرحمه كان يعلمنى الشطرنج .. ولكنى لم احبه.

-       والدك متوفى ..

= ووالدتى كمان ..

-       أنا أسف ..

= يا سيدى ما فيش داعى للأسف ...

-       مع من تسكنين ..

= اسكن وحيدة لدينا منزل الأسرة ... أنا فى آخر دور الثالث ، وأخوتى كل منهم له دور بأسفل منى ومتزوجين ولدينا أخت فى استراليا ...

-       وأيه تانى ؟

= يعنى حياتى بسيطة .. لى عدة أصدقاء قليلين أكثرهم قربا منى "نادية" نتقابل يوميا تقريبا لها نفس ظروفى .

-   أنا كمان دائرة حياتى بسيطة ليس لدى عدد قليل من الأصدقاء نتقابل مرة كل شهر أو كل أسبوعين .. من البيت للشغل ومن الشغل للبيت .. بحضر ساعات ندوات فكرية ... بسمع موسيقى كلاسيك فى الغالب ..

= انا كمان بحب الموسيقى الكلاسيك .. وكنت دائمة الذهاب إلى مكتبة الأوبرا الموسيقية ..بحب جداً موسيقى الدانوب الأزرق  بالذات ..

-       لا اعرف أن كنتى تصدقينى أم لا .. أنها تقريبا قطعتى المفضلة .. بس أنا كمان بحب موسيقى كسارة البندق...

= بتحب البالية بتاعها كمان

-       لا الصراحة ماليش فى البالية

= تعرف كان حلمى وأنا صغيرة أكون باليرينا .. ومن مصروفى اشتريت جزمة بالية .. لكن بابا رفض وبعد معاناة وافق أن العب سباحة فى النادى .. توقفت عند سن 10 سنوات تبعا لتعليمات الوالد بالطبع... وبدأت العب التايكوندوا  .. ويدوب بطولة واحدة طلعت الثالثة على المحافظة .. واعتزلت .. والدى رفض أن العب وقال البنات موش بتوع اللعبات العنيفة ...

-       وقصة زواجك كانت قصة حب ؟ ولا زواج عائلى ؟....

= ابداً أنا خلصت الجامعة .. واشتغلت مدرسة ...بابا كان ضابط فى القوات المسلحة وفى النادى تعرفت على هاشم .. كان شاب كويس جداً .. لا تستطيع أن تقول أنها قصة حب لكنها .. كانت علاقة عادية .. أتقبلنا مرتين ثلاثة .. وبعدين كلم بابا .. وعمه كان معرفة لوالدى وتم كل شئ سريعا .. يوم عيد ميلادى السابع والعشرين تمت الخطبة وكان علينا أن نتم الزواج خلال سنة .. كان فى انتظار استلام الشقة .. وقبل عيد ميلادى الثامن والعشرين كان ما حدث قد حدث .. وأصبحت وحيدة ومنذ ثلاث سنوات كانت فكرة أخى عصام أن يهدى لى جهاز الكمبيوتر وعرفنى على الإنترنت .. بقى وقتى بين الألعاب .. والشات .. وأنت تعرفت على الإنترنت أزاى؟

-   لا أنا اتعرفت على الإنترنت منذ سنوات طويلة تقريبا أول ما دخلت مصر .. كنت أيامها لسه طالب فى كلية الهندسة كان تدريبى فى نفس مكان شغلى .. أول مكان تقريبا دخلت فيه الإنترنت فى مصر ...عرفت كل أماكن الشات .. على الإنترنت ..

واستمر بينهما الحوار طويلا .. كان لديه عمل فى الصباح لكنه نسى .. وكانت هى لم تتحاور مع أحد من قبل مثل هذا ...وقد شعرت بالتعب .. وقالت : موش كفاية كده النهاردة ...

-       حنتكلم تانى أمتى ...

= أنت معاك تليفونى ...

-       خلاص أول ما أرجع من الشغل بكرة ح أكلمك إن شاء الله ..

= تصبح على خير ..

-       وأنت من أهله

Wednesday, December 24, 2014

4-اعتراف


 
لقاءاً صعباً لكيليهما كان .... ربما رقص قلب كل منهما طربا حينما وجد اسم الشخص الأخر على الشاشة لكن كان صعبا من يبدأ الحوار .. كان يشعر بالغضب من خلافها موعده .. وكانت تشعر بأنها تريد أن تتحرر من اهتمامها به ... لكنها لم تلبث أن فكرت فى أن ترسل له رسالتها .. أما هو فبرغم ا لغضب الذى يشعر به تجاهها فقد كان يعرف أن النساء لا يبتردن بأنفسهن وأنها قد تقبع هناك تنتظر شوقا ولهفة لكنها لن ترسل له فى البداية .. لكن فى نفس اللحظة تقريبا كان كل منهما يبتدر الآخر برسالة تحية ... ويتبادلان الأسئلة الطبيعية عن كيف الحال .... لكن الغضب المكتوم كان يغلف تلك العبارات الطبيعية فى مثل هذه الظروف ... وأبتدرها

-       لماذا أخلفت موعدنا ؟

= وبرغم كل الشوق لكنها قالت : موعدنا .. أستاذ طارق واضح انك تحمل الأشياء أكثر مما ينبغى ... لم تكن بيننا اى مواعيد

-       أزعجه رسمية كلامها ... لكنه استطرد ألم نتفق على أن نتقابل بداية من الثانية عشر مساء أو بعدها قليلا يوم الجمعة ؟..

=  لم يكن اتفاق كان مجرد فكرة .......

-       مدام ندى ... لقد انتظرت كثيرا فى هذا اليوم ..

= آسفة لكنى كم قلت لك من قبل.. علاقات الإنترنت ليست دائمة ...

-       على العموم ربما حملت الأشياء أكثر مما ينبغى ....

= عليك أن تصحح قوانينك الإنترنتية .........

-   يمكن تكونى صح .. لكنى لا أعرف سوف أكون اكثر صراحة .. وأقول لك أننى قضيت باقى يوم الجمعة فى البحث عنك فى وسط البلد ....

= بتقول ايه .. ؟!

-       هذه حقيقة ما حدث ... لقد كان شيئا غريبا أن اخذ سيارتى وابحث عنك فى وسط البلد متصورا أننى سوف أعرفك ..

= اخجلتنى صراحتك .... ربما ...........

-       ماذا تحمل تلك النقاط الغير مكتملة ؟

= لقد كنت مثلك .. لقد ألغيت مواعيد يوم الجمعة وعدت للإنترنت ابحث عنك ....

-       ولماذا لم تأتين ليلاً ..

= لم أكن أريد أن انجذب لشئ أنا غير مقتنعة به .. لقد كان خطئى من البداية منذ ثلاث سنوات لم  أتحاور مع أحد مثلما تحاورت معك ... كلها كانت حوارات فى الغرف العامة ، وبنيت صداقات كثيرة لكننى لم أحاور أحد بشكل خاص.... لذلك كان يجب أن نتوقف عند هذه المرحلة ..

-       قرر أن يهاجم منطقها : ولماذا أتيت اليوم ؟

 لم ترد .. فاستكمل .. إذا هناك أشياء مشتركة تقربنا من بعضنا البعض ....

= لاتوجد أى أشياء مشتركة .. أنت لا تعرفنى وأنا لا أعرفك .. أنها مجرد صور مختلفة رسمها كل منا للآخر ....

-       مدام ندى : .. المسألة ليست كم ما نعرفه عن بعضنا البعض .... المسألة انه يوجد ارتباط ما قد حدث بين عقلينا ....

= لا أؤمن بما تؤمن به ....

-       لكنك بحثتى عنى ...

= لم اذهب إلى شبرا لكى ابحث عنك .. كما ذهبت أنت إلى وسط البلد ....

-       لقد ذهبت أنا إلى مصر الجديدة اليوم بعد العمل لكى ابحث عنك ...

= لم تملك سوى الابتسام .. :)

-       مدام ندى .... اعتقد أننا نحتاج أن نتعرف على بعضنا اكثر فى إطار صداقة بريئة ...

=  هذا ما لدينا هنا ...

-       أنى اطمع فى المزيد ....

= ماذا تقصد بالمزيد .. ؟

-       ممكن اخذ رقم تليفونك .. ؟

= يبدو أنك لا تعرف خطوطنا الحمراء .. فرصة سعيدة يا أستاذ طارق

-       أرجوكى حاولى أن تتفهمى ؟

= ماذا أتفهم .. ما تريده خروج عن التقاليد ...

-       انا أسف لكنى أريد أن أتعرف عليك اكثر  .. وواصل هجومه اي منطق جعلكى تلغين مواعيدك يوم الجمعة وتعودين لتبحثى عنى ...

لم تجد ما تقوله ......

-       ظنها خرجت ... قال : لقد هربت من المنطق ...

= ردت لم اهرب لكن ..........

-       ماذا تحمل تلك النقاط .. أى ستار تريدى أن تحيطي به نفسك .............

= لا يوجد شئ لكن ....

-       لا يوجد لكن .. أعطيني رقم تليفونك ..

= سوف تأخذ رقم المحمول فقط اطلبنى وسوف أطلبك ...

-       موافق ... رغم انك لا تعرفى حدود التكنولوجيا أنا ممكن أشوف رقمك من إظهار رقم الطالب ...

= خلاص ننسى موضوع التليفون ..

-       على العموم أنا معنديش إظهار رقم طالب .. وحتى لو عندى موش ح شوف النمرة ...

= أنسى الموضوع ..

-       أنا موافق على حكاية رقم الموبايل ...ادينى الرقم ..

= ظلت مترددة ... : لكن ...

-       مدام ندى .. ده رقم موبيلى  ......01  .. واعطاها الرقم اطلبينى أنت ...

= ذابت مقاومتها تحت ضغطه ومع احتياجها لنفس الشئ ...أعطته رقمها هى أيضا ....... 01

-       سوف اغلق الخط الآن واتصل بك من تليفون المنزل .. واغلق الخط . ولم ينتظر ردا خشى أن تتردد مرة أخرى ...