Wednesday, November 9, 2022

القصة الفائزة بالمركز الأول مجلة العربي الكويتية عدد شهر أكتوبر

 


Saturday, October 22, 2022

رسالة إلي تلك الغادة

ربما طالعتم من قبل شعر حافظ إبراهيم فى مدونتى الذى يكتب فيه لأبنته بعنوان إبنتي وربما تتصورون أنني أكتب إلي غادة لي ما كتبه من قبل :

كُنتُ أَهوى في زَماني غادَةً              وَهَبَ اللَهُ لَها ما وَهَبا

ذاتَ وَجهٍ مَزَجَ الحُسنُ بِهِ                صُفرَةً تُنسي اليَهودَ الذَهَبا

لكننى أكتب إلي غادة أخرى ليست حبيبة شخصية لكنها تمثل لي قضية وطنية ،غادتى التي أكتب عنها اليوم هي غادة عفيفي الأسم الكامل "غادة محمود سراج عفيفي ".

تعود القصة  إلي تاريخ 21/10/1988 كانت غادة فتاة جميلة ذات سبعة عشر عاما تلهو وسط زملاءها في رحلة للمدرسة الألمانية بالغردقة التي كانت قبلة السياحة الألمانية ، يأتى رجل ألماني مخمور يقود سيارته برعونة ليطيح بكل من أمامه تحاول الأسرة وعلى رأسها والدها رحمه الله نقل غادة إلي أقرب مستشفى وحيث أننا حتى تاريخه لم نفعل نظام الإسعاف الطائر تتوفى غادة بعد عدة محاولات فاشلة للإنقاذ بما فيها محاولة أنقاذها عن طريق تدخل وزير الدفاع لتنقل إلي القاهرة في حين أصيبت في نفس الحادث مدرسة ألمانية قامت دولتها مشكورة بتجهيز طائرة إسعاف نقلتها مباشرة إلي القاهرة وسواء توفت لاحقاً أم لا لكنها هكذا قيمة الإنسان.

الدكتور محمود سراج عفيفي والد غادة قرر أن ينشئ مستشفى بأسمها تكون مكاناً للإنقاذ فى حوادث الطرق واختار موقعاً بالقرب من مدينة 6 أكتوبر لإنشاء تلك المستشفى وحصل على تبرعات من الحكومة الألمانية التي كان  احد رعايها هو من دهس الرحلة بسيارة من ماركة شركة المانية شهيرة لن نكتبها علشان الدعاية لكن القارئ يستطيع أن يستنتجها لأنها بطلة فضيحة فساد كبرى في مصر رفضت حتى الشركة الإعلان عن المسئولين المصريين الفاسدين المتورطين في الحصول على عمولات بعد أحداث يناير ،الحلم بعد ذلك أصبح حقيقة وكان فكرة الدكتور عفيفي رحمه الله أن تكون تلك المستشفى نواة لعدد من مستشفيات التي تتخصص في علاج حوادث الطرق التي تحتل مصر مكانة متقدمة عالمية فيها بسبب عدد من يلاقوا حتفهم أو يصابوا على طرق المحروسة  وقد تستطيع أن تعي ذلك إسريا حيث لا توجد أسرة فى مصر لم تصطلى بهذا المصاب ، أكتب تلك التدوينة ليس فقط وفاءاً لتلك الغادة التي ربما الآن كانت في عمرها الخمسين ،لكن حرصاً على التذكير بأننا مازلنا نتحدث فقط على الإسعاف الطائر منذ ذلك الحادث وحتى تاريخه لكن لا جديد الحديث متواصل ،وحيث أن إنجازات رجل مشاتنا البائس يحصرها فى الطرق والكباري ربما للتخلص من المزيد من المصريين على الطرق التي تتضاعف حوادثها لأنه لا يوجد تدريب كافي للسائقين أو حتى تعليم أساسى لهم لكيفية القيادة في محاولة للرد على رئيسنا في أن التعليم هو الحل وليس الطرق التي تدهس كل مواطن صالح جديد ،رحمه الله على غادتنا واسكنها هي وأبيها فسيح جناته على تخليد ذكراها بمستشفاها التي لا أعرف هل هي تعمل أم لا أو توفيت كما توفي من حلموا بها.

بالطبع ليس هذا محاولة محو فخر عيد القوات البحرية الذي يمر عليه اليوم 55 عاماً واحتفلت به القوات البحرية بتدشين فرقاطة العزيز التي هي بالمناسبة فرقاطة المانية أيضا يجعل كلمنا خفيف على عمولات الشركات الألمانية مع الحكومة المصرية وربما تستكملوا قراءة أفكاري عن الأعياد المصرية بقراءة تدوينة أعيادأكتوبر رؤية شوفينية.

  

Wednesday, October 12, 2022

زلزال

يبدو أن شهر أكتوبر بالنسبة للمصريين هو شهر محورى ربما مصر نفسها مواليد برج الميزان وفقا لأن يوم توحيد القطرين يقع ايضا فى شهر اكتوبر وهناك بالطبع حرب اكتوبر وكذلك حدثنا اليوم الذى مر عليه أكثر من ثلاثين عاما ،يبدو أن سن الواحد كبر بشكل ان يقص اشياء مضى عليها ثلاثين عام وإن كانت ذاكرتى تحمل ذكريات تبدو قديمة قدم البيكيا روبابيكيا.

كنت اجلس فى المنزل فى ذلك اليوم لم اذهب إلى العمل الصيفى الذى لم اكن انهيته بعد حيث كنت اعمل مع الدراسة فى السنة النهائية لمعهد الحاسبات فى ذلك الوقت فى مكان ايقونى للمصريين هو مستشفى الصحة النفسية بالعباسية ولسنوات حينما كنت اقولها فى سيرتى الذاتية وكان اى حد يسألنى ماذا كنت تعمل كنت ارد مداعبا اشتغلت هناك نزيل لمدة خمسة شهور لكنها لم تكن الحقيقة كنت اعمل فى تشطيب احد المبانى مع احد اقاربى وربما تناولت ذلك فى بعض التدوينات السابقة.

وعليه كنت احاول أن اقضى يوما فى الكسل واقضيه أمام التليفزيون وكنت اشاهد التلفزيون فيلم لنجمة الاغراء العالمى مارلين مونرولا اتذكر اسم الفيلم هل كان محطة الاتوبيس او فيلم البعض يفضلونها ساخنة ولم اكن احبها ولكنى فى تلك المرحلة كنت احاول أن اكسر القواعد ولسنوات بعدها كثيرين حينما كنت ادخل فى نقاش عن ارثر ميلر بالذات حينما كان يجهله كنت ارد يبقى اكيد تعرف مراته التى هى كانت نجمة السينما ايضا وكان صديقى الصدوق يحبها وكنت احاول كسر القواعد واتفهم من هى التى عاملة الازمة دى كلها.

وفجاءه وجدت البيت يهتز جامد والدتى قالت ان البيت بيقع لم ينتبانى الفزع وكان لدى سكينة عجيبة حسدنى عليها الكثير حيث خرجت للبلكونة مع ان هذا خطأ فى وقت الزلازل ورجعت قلت جملة اعجب قلت لها تقريبا زلزال هو انتى قفلتى التليفزيون ليه ؟! لم اتعرض لزلزال من قبل لكن كان هذا رد فعلى العجيب فى حينها وإن قلت لوالدتى ان كانت ترغب ان تنزل تحت الترابيزة علشان دى التعليمات اللى فاكرها عن الزلازل!

كان لكل اخت من اخواتى ومن العائلة قصص اخرى وحينما كنت اقص على اصدقائى ما فعلته كانوا ينظرون إلى كأنى كائن فضائى وان كان حدث ان جاء اقوى تابع لزلزال اكتوبر بعدها بعدة ايام وكنت اجلس عند صديق لى نلعب الشطرنج واتنين اخران يلعبان الطاولة وكنت اهز قدمى حينما وجهنى احدهم ان هذا يهز الرقعة وربما ايضا حدث هذا فى مسابقة شطرنج قريبا حيث ربما لدى عادة متوترة حيث استغلتها اللاعبة التى امامى لتشاغلنى نظرا للضغط عليها وانها لا تركز من هزى لقدمى، المهم ان حينما جاءت الهزة قال صديقى توقف عن الرجرجة فقلت له انا بطلت حينها وعلى طريقة نور الشريف فى فيلم سواق الاتوبيس فى المشهد الاخير كان صاحب الشقة يشتمنا ويجرى ويترك لنا الغرفة وحينها لم نكن نستطيع ان نتحرك لأننا داخل غرفة نومه فى الشقة ولا نستطيع الخروج وساعتها بكل بساطة توقفت مكانى وسحبت المائدة من امام صديقى لاحرره اذا كان يريد ان يجرى هو ايضا وحينما عاد صاحب الشقة بعد انتهاء الهزة قرر ان يضع كوبا من الماء على حرف الشباك ينظر اليه حتى يرى اذا كان ايه اهتزازات اخرى.

فى مصر حينها كان الشاغل هل مصر فى حزام الزلازل وبالطبع ثار جدلا غير علمى بالطبع ولم يتحدث احد عن صدع البحر الأحمر او الزلازل التى تأتى من الشمال بالذات قرب جزيرة كريت ولا اعرف ان كان استخراج الغاز من المياه الاقتصادية فى البحر المتوسط قد يكون له آثار زلزالية مثلا ام انه كلام غير علمى وان طبقات الارض التى تصنع الزلازل اعمق من ذلك لكننا بالطبع لسنا مثل اليابان فى مستوى التعرض لكن عندنا زلازل وتتعرض منطقة اسوان بالذات لزلازل كثيرة بسبب ضغط بحيرة ناصر وهذا كلام علمى بالطبع عكس بعض الكلام الآخر الذى يربط كل مصيبة بالسد العالى بالرغم ان لكل مشروع ايجابياته وسلبياته لكن وفقا لجمال حمدان تربط اسرائيل سقوط امطار فى الهند بسبب السد العالى فى احدى الورقات البحثية! ولسنا من دروايش الناصرية ولا عرابوها ولا اعداءها لكن لكل تجربة انسانية مسالبها وانجازاتها.

لكن الصعب ان مركز الزلازال كان قريبا فى منطقة الفيوم وتذكر البعض ربما هذا نشاط بركانى والاساطير التى تتحول حينها فى صحف الحكومة (القومية) الى انجازات او افكار سرمدية للمسئولين المصريين وتتحول فى صحف المعارضة إلى اى تخويف وعبث وتشعر معه انك تقرأ مع مواطن الشارع مثل الرجل الذى قال لاختى وهى عائدة من العمل ان شبرا اصبحت كوم تراب.

بالطبع هناك اسر كثيرة فقدت بيوتها وهناك ايضا جماهير كثيرة تشردت وكانت مأساة الحصول على شقق وحتى الآن بعد ثلاثين عاما هناك مناطق فى النهضة التى اعتقد اصبحت جزءا من حي السلام اسمها مساكن الزلزال وظلت اسر كاملة تعيش فى مخيمات لوقت طويل ،هذا فضلا عن تآثر العديد من المبانى الإثرية وبخاصة الإسلامية منها بتصدعات كثيرة وتدخلت الدولة بعدها بسنوات لترميمها.

وكان خاتمة انجازات الزلزال فى مصر سقوط عمارة مصر الجديدة الشهيرة التى سقطت معها ضمائر قيل حينها اننا فى بعض المبانى كنا نستخدم اسمنت مخصص لاعمال التشطيبات فى المبانى وكان يتم استيراده من رومانيا تحديدا على ما اتذكر وهو مازال ينتج للآن وينتج ايضا فى مصر وربنا يسترها على حجم انجازاتنا فى الكبارى هذه الأيام التى اخشى ان يكون وراءها بعض من ضمائرهم غائبة وتؤدى بنا إلى انجازات مثل عمارة مصر الجديدة وقضية اكثم الذى ظل تحت الانقاض وقيل انه سوف يتم انتاج فيلم عنه لكن حتى تاريخه لم يصنع او ربما الرقابة لم تمرره .

وقد اعاد البعض التنكيت على الاغانى المصرى التى تتحدث عن الزلازال من اول متبطل تمشى بحنية ليقوم زلزال لمحمد رشدى او حتى الارض اتزلزلت وسمانا جلجلت لعلى الحجار فى تمجيد النسر المصرى الذى شق السما وإن كان بعد سنوات كان يقف مع الثوار هو وعمار الشريعى فى حواره الاشهر فى ليالى فوضى يناير ،وفى النهاية بالطبع لم يجد محمود الليثى تعبيرا عن جمال صافنيار إلا كلمة زلزال او هكذا الذوق المصرى متزلزلا منذ وقت بعيد او الاتجاه العام وخبرتى محدودة الآن مع المهرجانات ومع مسلسلات محمد رمضان وإن كنت اعتقد ان احدها اسمها زلزال ايضا وهناك اغنية به ايضا وهذا سبب كافى للإعلام المعارض فى الخارج ان يقول ان مصر ضمن احزمة الزلازل المدمرة!

ثلاثين عاما مضت وجميعا لاننسى تلك اللحظة وهناك الآف بقى الخوف ساكن قلوبهم ولكنه فى النهاية كان مجرد زلزال يحسب بمقياس يسمى ريختر على اسم مبتكره. 

Monday, October 3, 2022

ذكريات مدرسية

ها نحن نعود من جديد إلى عام دراسى واعتقد أن كل منا له ذكرياته الدراسية الخاصة جدا انا شخصيا كتبت عن بعضها فى المدونة ربما عن حذاء "البوت" فى تدوينة حذاء طويل وعن جماعة الصحافة وجهودى بها من خلال تدوينة لبنانيات لكن الذكريات المدرسية على مدار اثنى عشر عاما اعتقد أننا جميعا مررنا به تبدو ونحن نخط قدما فى الخميس شيئا لطيفا.
ربما الذاكرة الأولى التى ذهبت مع الأيام هى كوب الشاى بلبن المقدس الصباحى الذى بدأ مع المدرسة واستمر لسنوات طويلة وربما هو السبب فى اننى لسنوات طويلة لا افطر صباحا وهذا ليس صحيا تماما لكن مع كوب الشاى بلبن بتاع الصبح انا ممكن اقضيها لحد ما ارجع البيت فى أى وقت دون أى امدادت غذائية وكان أى احد يسألنى تأكل ابص فى الساعة وببساطة احصى له فضلى كام ساعة واروح!
وكان عادة ميعاد شربه فى الابتدائى مع برنامج الراديو بتاع الرياضة الصبح .تطن فى اذنى اصوات تلك البرامج الآن ذراعان اماما مد.. واحد اتنين . واعتقد فى ثانوى كان لدى متسع من الوقت لأنزل متأخرا قليلا وكنت انتظر برنامج طريق السلامة مع صوت آيات الحمصانى حينما كانت الإذاعة هي المؤشر الذى نظبط عليه موجاتنا واعتقد أن الأذاعة وحدها تحتاج إلى تدوينة كبرى وكنت لا انزل حتى اسمع اغنية البرنامج بالسلامة يا حبيبى بالسلامة تروح وتجرع بالسلامة.
واعتقد اننى ذهبت إلى الحضانة مع احدى جارتنا وكنا نحمل شنط قماشية لا اعتقد اذا كانت شنط بفتة ولا تيل ، وربما بعدها جميعا كنا نرتدى تيل نادية الشهير وإن كنت امتلك حاجة فخمة تفصيل وكانت اكثر جودة من تيل نادية لكنها من نفس اللون.
وكانت الدكك فى المدرسة الابتدائية بها فتحات لكى نضع بها الأقلام وكنا نبرى الأقلام الرصاص بالذات فى الصفوف الأولى ونضعها فى تلك الفتحات ونقول اننا نعمل دقة ، ربما كتبت عن أبلة ليلى من قبل فى تدوينة البحث عن ليلى لكنى لا انسى ايضا أبلة دلال اول معلمة لى وبعدها ابلة عواطف وابلة رجاء وجنات وأمينة فى الصفوف النهائية واتذكر ان ابلة المواد الاجتماعية سئلتنى عن عاصمة بريطانيا فقلت لها بكل بساطة لندن لكنها هى وجهة نظرها أنها عاصمتها انجلترا وعاصمة انجلترا هى لندن بالطبع هى كانت من أيام الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس واتذكر قصة الابتدائى الأولى فى القراءة عقلة الأصبع وكذلك حبى لترديد اغنية عبد الحليم قارئة الفنجان انا وصديقى الصدوق الذى كان زملكاويا وكنا نجرى فى المرحلة المسائية لمنزله لنلحق بالمباريات واتذكر ان الأسرة كلها كانت زملكاوية وكان هناك مباراه هامة للزمالك لو كسب هذه المباراة سوف يحصل على الدورى وذهبنا فى الدقائق الأخيرة وحصل الزمالك على ضربة جزاء وجلست وانا ادعو بكل طفولية وحينها كان احد نجوم الزمالك لا اتذكر اسمه الآن
وركن الكرة لكن فى العارضة وظل اخو صديقى الكبير متذكرنى حتى اننى ذهبت إلى عزاء والدته بعدها بعشرين عاما او اكثر وكان صديقى يذكره بى وحينها قال له فى حد ينسى برضه اللى كان بيدعى على الزمالك كنا اطفالا لكننا ورغم التشجيع والدعوات وحتى عدم النسيان رغم طول الوقت لكن لم نكن متعصبين؟
وكنا نتصور اننا نستطيع أن نبحث عن البترول فى الشارع ونتكلمعن مكوك الفضاء ونقول اننا من رجال المباحث الفيدرالية FBI حيث كنا نتابع الحلقات فى اخترنا لك كل يوم اربعاء مع ماما نجوى التى تكون ليلا غير ماما نجوى اللى مع بقلظ صباحا وكنا نعلب فى الصفوف الأولى بالطوب على انه كرة وفى يوم احد اخوة زملائنا الكبار جاء وضربه بسبب تأخره ولعبه فى الشارع وكان صديق حميم امسه جوزيف وكانت هناك مراجيح امام المدرسة ربما منها اقتبست تدوينة آثام صغيرة.
وكان حوش المدرسة صغيرا فى مدرسة البطل أحمد عبد العزيز الذى ربما لا يعرف الكثيرين انه احد ابطال حرب 1948 وعلى اسمه الشارع الشهير بالمهندسين وكانت المدرسة عبارة عن ست فصول فقط الصف الأول والثانى فى الدور الأرضى والباقى فى الدور العلوى هذا على حسب ذاكرتى وربما اتذكر ابلة المجال الزراعى واستاذ المجال الصناعى الذى كانوا شبابا على غير عادة كل المدرسة ابلة فاطمة واستاذ ممدوح ولم يكن لدينا أزمة هوية ونقول ميس ومستر!
وكان هناك وقت للأنشطة المدرسية فكانت أبلة اميلى ابلة الرسم ،كذلك كان هناك ابلة الموسيقى وكنا نعزف على الآت اعتقد انها غير موجودة الآن منها المثلث والشخاليل واعتقد أن ذاكرتى تخوننى فى التفاصيل وفى أسم مدرسة الموسيقى وتعلم السلم الموسيقى ربما لهذا أنا مازلت مرتبط بالأوبرا.
وجماعة الصحافة والانشطة المدرسية وكنت ايضا فى جماعة الاذاعة وكنت اقف فى تحية العلم صباحا واوقات اقرأ حكمة فى الأذاعة فى مدرسة صغيرة تستطيع أن تكون مميزا واذكر اننى وانا فى الصف الرابع ذهبت إلى منزل زميلة لنا انا وصديق لكى نعطى لها النتيجة كذلك زميلتى التى اصبحت زميلة فى المعهد بعد ذلك وكانت قبطية.
فى امتحان الابتدائية اتذكر ايضا أنهم قالوا ان امتحان الرياضيات كان صعبا وعليه تطوعت احد المدرسات بتملية الاجابات وانا حينها كنت احل بمزاجى وجاء المدرس وضربنى للأننى لا اتملى الإجابات واحل مع نفسى ومع ذلك حصلت فى الامتحان على 96 رغم اننى ركبت دماغى وحليت برضه مع نفسى وكانت الصعوبة فى القسمة المطولة.
وربما ليس لدى الكثير من الذكريات والأسماء عن الصف الأعدادى يمكن استاذ جبر واستاذ العلوم فى الصف الأول الأعدادى حيث كنت فى أولى ثالث وكان عالم المدرسة الأعدادية واسعا جدا لكنى منذ اليوم الأول اشتركت فى مكتبة المدرسة ولدى كارنيهات المكتبة حتى الآن ربما بها بعض اسماء الكتب التى استعرتها وكذل "ميس" جيهان ابلة العلوم ربما من هنا بدأت ازمة الهوية فى الصف الثالث الإعدادى ولدى للآن كشكول شرحها للعلوم ،وفى الصف الثالث ايضا كما حكيت فى تدوينة لبنانيات قمت بقراءة موضوع التعبير عن حرب لبنان ومازال لدى الكشكول الذى عليه تقدير المدرس لى عن هذا الموضوع.
وكالعادة مع مدرس المواد الاجتماعية حاولت افهم الفرق بين الاتحاد الفيدرالى والكونفيدرالى فى مادة التربية الوطنية او القومية كما كان يطلق عليها لكنه قال أنهم الاتنين واحد وحاولت أن اشرح له انه هناك اختلاف لكن زملائى اخذوا يتندرون على ويفكرون الاستاذ حينما كنت اشرح فى الحصة السابقة وقلت حلف "الناتو" بدلا من حلف شمال الاطلنطى ولكنه اعترض وقال لى اننى لست مذاكر كويس !رغم ان الأولى هى الاختصار وربما فى الثانوى سوف اكون مفتونا بفكرة الاختصارات الدولية من اول منظمة الصحة العالمية حتى معاهدات الانتشار النووى ولدى تلك الاختصارات إلى الآن محتفظ بها فى درج مكتبى.
ويأتى معركتى مع مدرس اللغة العربية فى الصف الأول الثانوى اعتقد اسمه أحمد عبدة حول مسألة بلاغية وكنت قد كتبت عريضة فى حينها حول تغيير مدرس العربى فجاء الرجل وهو يحمل لى كرها فحينما قلت تشبيه ضعيف لم يعجبه الأمر وكان على ما اعتقد درعميا لا يقبل الجدل ويعتبروا نفسهم من اساطين اللغة وتمسكت بموقفى طوال الوقت مما جعله يتقصدنى كثيرا ويهيننى حينما اخطئ ويعايرنى بوالدى موجه اللغة العربية الذى وكان يقول لى عيب عليك وعلى ابيك يا ابن الموجه وبالطبع علامة النازى الذى كنا نضعها على فصلنا بوصفه فصل اللغة اللألمانية الوحيد فى المدرسة اولى اثنا عشر ،وتقليدنا للمدرسين الذى تحولت لى عندى إلى عادة بعد ذلك وربما تخصصت فى تقليد المدرسين ... وكان كل زميل فى المدرسة انهى اسمه على أسم سياسى حيث كان لدينا زميل اسمه أسامة فقلت كل يوم صباح اصبح عليه واقول السيد اسامة الباز ما رأيك فيما يحدث ؟ وهو يتقمص الشخصية ويشرح لنا بطريقة مسرحية كذلك كان زميل اخر اسمه يسرى وكنت اقول له يسرى مصطفى وزير الاقتصاد ... كذلك كان هناك زميل اسمه إكرامى وكنت اقول له السيد رشيد كرامى ... على اسم رئيس وزارء لبنان فى حينها.
مازالت الذاكرة تحمل الكثير لكن يكفى هذا اليوم من ذكريات مدرسية ربما ليست مرتبة لكنها مازالت باقية اتذكرها مع تحرك التلاميذ والازمة المرورية الصباحية فى كل شوارع مصر اعان الله الجميع على "السابلاير"و"اللانش بوكس" حيث لا نستطيع أن نقول وكافة مستلزمات مدرسية نظرا لتآكل الهوية ربما تتابعون ايضا وجهة نظرى فى تطوير التعليم فى التدوينة السابقة.

Friday, September 30, 2022

تطوير التعليم

 

فى هذا الوقت من العام كل سنة تبدأ الدراسة وينتظر الملايين من الطبة تلك اللحظة للقاء الأصدقاء فى المدرسة بعيدا عن فكرة العملية التعليمية التى تدور فى حلقة مفرغة من التطويرات التى لا يستطيع أحد أن يفهمها فى إصرار غير عادى على فكرة اختراع العجلة منذ افكار فتحى سرور عن ضم سنين الدراسة الابتدائية التى انتجت دفعة مزدوجة فى ثانوية عامة حتى الغاء الفكرة كذلك تنويعات حسين كامل بهاء الدين عن سنتى الثانوية العامة التى تم الغاءها الآن وصولا إلى التحفة الالكترونية لطارق شوقى ومشروع التابلت الذى سقط مع سقوط الوزير ونحن ننتظر ابداعات الوزير الجديد.

وإن كان على المرء أن يدلى بدلوه فى تطوير العملية التعليمية طالما جميعا بنفتى فى أى حاجة فالأمر بسيط هناك العديد من الدول التى سبقتنا فى هذا المضمار ماذا يدرسوا لطلبتهم تستطيع ان ترى مناهج فى دول العالم المتقدم مثل امريكا المانيا اليابان فرنسا حتى الصين وروسيا ربما ترى كيف يفكر عدوك الإسرائيلى فى تعليمه  هل اقول لكم ادرسوا فكرة كوبا فى التعليم وكيف تتطور تعليمها بالذات التعليم الطبى بحيث استعانت العديد من الدول بالاطباء الكوبيين إبان ازمة كورونا بينما يهرب اطباءنا فى مصر للعمل فى الخارج فى حين يشتكى المواطن المصرى من مستوى الرعاية الصحية على الجانب الأخر وزير التعليم يرى اننا لا نحتاج إلى هذا العدد من الطلبة فى كليات الطب !

مكاتبنا الثقافية هناك ماذا تفعل إن لم تشارك فى العملية التعليمية العلم ليس له دين أو بلد لكنه نسق معرفى يحتاج إلى تراكم تلك الدول طور اساليب تعليمها بنظم معينة لكننا كل مرة نخترع العجلة والضحية فى النهاية هو تلك المهزلة التى نراها يوميا عبر تعليم خاص وعام وانترناشونال وانضمت إليه حديثا منظومة متعددة الجنسيات من الجامعات وللأسف الشديد لا يحكم الطالب المصرى فى كل مكان منظومة واحدة لكنها عدة نظم وفى بعض الاحيان ليس هناك سلطة لوزارة التعليم على بعض المدارس والجامعات فيما يذهب البعض حتى يبدو أن ليس لدينا سيادة على الطالب المصرى فى بعض المدارس والجامعات وللأسف تلك المدارس تحتاج إلى وساطات عليه القوم وكبارهم لكى يلتحق بها ابناء النخبة وها نحن نزرع ازمة هوية فى داخلهم أو نصنع هويات مختلفة داخل الوطن الواحد.

الفكرة نفذتها أمريكا من قبل حينما نجحت روسيا فى الوصول إلى القمر قبلهم اخذوا يبحثون فى المنظومة التعليمية الروسية كيف تبدو ووجدوا أن مستويات دراسة الفيزياء اعلى من نظيرتها الأمريكية فى مراحل تعليمية متقدمة عما يدرسها الطالب الأمريكى وجاءت حينها فكرة امة فى خطر .. وهناك تنويعات عديدة ومحاولات بذلت فى نفس السياق داخل مصر لكنها تفتقد إلى تراكم معرفى يتراكم لكى يصنع لنا منظومة تعليمية جادة لدينا عبث المصريين الدائم بأن نبنى من الأول والوزير الحالى يجتهد فى هدم ما فعله وزير سابق فى كاللعبة الفرعونية القديمة فى محو مسلات الحكام السابقين وكتابة اسماء الحكام الجدد ... جمهورية جديدة فى كل مرة!

بعيدا عن الفتاوى الكليبية التى يسمعها المرء كل يوم فالعلم له دور كبير فى ديننا الحنيف بدأت بأقرأ وأمر بالتفكر وتستطيعون أن ترجعوا إلى تلك الفكرة فى تدوينة فرائضنا الغائبة هل نحلم بتعليم بعيد عن قضايا الدروس الخصوصية التى أصبحت عبثية ، وربما من الأمور المضحكات المبكيات أن العدو الإسرائيلى يقلق من حجم صرف المصريين على التعليم رغم أنهم يعرفون جيدا أننا نصرفه فى مدارس خاصة وجامعات خاصة متعددة الجنسيات ودروس خصوصية لا يوجد نظير لها فى كل بلدان العالم المتقدم والمتأخر ورغم ذلك فأنهم يحسدون المصريين على قضية اهتمام الأسرة بالتعليم وأنه وسيلة للتغيير والارتقاء بالمجتمعات نحو الأفضل.

فهل نستطيع أن نطور تعليمنا ام اننا سوف نظل نقول معنديش ومفيش فى حين أننا صرفنا المزيد من الأموال على عبث استيراد معدات تطوير تعليم لم تسهم حتى الآن فى رفع كفاءة العلمية التعليمية لكنها بكل شك صنعت ارباح لشركات اجنبية ومصالح فساد وراءها دون أن نتطور ويبقى المواطن غارقا فى الدروس الخصوصية وعبثيتها والطالب المصرى لا يحب المدرسة ولا الجامعة وفى النهاية تبقى محصلتنا صفرية ... لكن تبقى تمنياتى للجميع بعام دراسى سعيد!



Monday, September 19, 2022

لبنانيات


هل هو هروب من الواقع المصرى أن تكون التدوينات منذ بداية الشهر وحتى الآن بعيدة عن الواقع المصرى أو هى محاولة للوصول للواقع المصرى عبر تحليل الاحداث العالمية ..على أيه حال علاقتى بلبنان قديمة فمنذ الصف الرابع الابتدائى كنت اقوم بالمشاركة فى جماعة الصحافة ثم تفوقت فى الأمر فى الصف السادس الأبتدائى ولكن لأن خطى سئ فقد اشركت زملاء لى فى الكتابة على أن اقوم بتجميع الصور ولزقها فى كراسة الرسم وحتى الآن احتفظ بتلك الكراسة بل بعد ذلك حاولت أن اجعل منها ارشيفا صحفيا حيث كانت تزعج والدتى وكانت سببا فى خناقات كثيرة بسبب اننى كنت دائم القص منذ تعلمتها فى جماعة الصحافة فى المدرسة وحتى الآن لدى تلك القصاصات عن طائرات وسيارات وبعضها عن تعداد سكان إسرائيل.. وكثير من الاهتمامات. 

حتى الآن تلك الكراسة موجودة وتزينها اخبار معارك لبنان ومعارك المخيمات بين الأخوة العرب الجيش السورى وهو يطارد المقاومةالفلسطينية فى المخيمات بينما الجيش الإسرائيلى يبدأ عملية السلام فى الجليل! عبر غزوه للبنان.

وكان موعدى الأخر مع لبنان فى الصف الثالث الإعدادى حيث لم تكن الحرب توقفت بعد عبر اتفاق الطائف ،طلب منا مدرس اللغة العربية فى حينها أن نكتب موضوع تعبير وكان الرجل يقرأ كل الموضوعات وكان حدثا حيث كتبت ثمانى صفحات بدون اى مساعدات وكان يوما اغبطنى عليه كل زملاءى حيث أن احدهم قرر أن يعيد كتابة الموضوع فى الحصة التالية وطلب منى المدرس حينها قراءة الموضوع الثمانى صفحات على الزملاء الاعزاء ... ويقبع الكشكول الستين ورقة فى درجى حتى الآن مزين بعبارات مدح ودرجة عالية "شكرا على استجابتكم لما تدعون اليه وتمنيات بالتوفيق"!

ربما لاحقا سوف اعشق صوت فيروز واحب معها قداسة القضيةالأساسية للعرب فلسطين واترنم مع سنرجع يوما والقدس لنا واستشعر بحب شخصى مع اغنية علياء لذكريات قديمة خاصة فضلا على اسم احد ابناء اخوتى واحب تلك البنوتة التى تخفى وردتها فى الكتاب وربما جاءت تدوينة شاهد حب تعبيرا عن تلك الأغنية وعشت معها مأساة الحرب اللبنانية فى ضياع شادى وسوف تسلمنى من بعدها لماجدة الرومى فى ساعاتها وايضا فى تعبيرها عن عناقيد الغضب وبالطبع لا احد ينسى وديع الصافى وربما الأسرة كلها إلى الآن تبكى مع اغنية دار والاحباء الذين هجروها وعلى رمش عيونها.

اقرأ عن لبنان التى عرفتها من الحرب الأهلية كان الموزاييك اللبنانى يدهشنى دوما ... لكن نقلى للحرب فى جماعة الصحافة صغيرا وكتابة موضوع تعبير لم يجعلنى اشعر بتلك المآساة إلا حينما قرأتها عبر احدى ملكات يمينى غادة السمان فى ليلة المليار واستكملتها معها فى كوابيس بيروت التى كانت تطبع اثناء الحرب! ثم مع ربيع جابر وأنا احاول قرأءة بيروت على نمط نجيب محفوظ فى بيروت مدينة العالم وإن كنت لم أنهِ بعد الجزء الثانى من الكتاب وفراشته الزرقاءالرواية الأولى لكن كتاب الاعترافات وطيور الهوليداى يجعلك تبكى وتتسائل مع خليل بطل ليلة المليار لماذا لا تطلقون النار على اعدائكم لماذا تتقاتلون بينما الطائرات الإسرائيلية تقصفكم جميعا ثم التغريبة اللبنانية الذى لفت نظرى لها أول مرة فى غرب افريقيا احسان عبد القدوس عبر رائعته ثقوب فى الثوب الأسود او عبر رحلة غرناطى ربيع جابر أيضا او حتى عبر كتابات أمين معلوف وبحثه عن فرع عائلته فى كوبا من خلال بدايات!

لبنان الذى تعرفت على كثير من الزملاء والزميلات عبر دروب منظمة الأيكان منهم المحامية الأشهر التى كانت تعمل مع وزيرنا الأفضل فى قطاع الاتصالات حتى الآن د.طارق كامل ولا انسى ترحيبه بى ببريد الكترونى شخصى وتشجيعه الشخصى لى على اننى الجيل القادم فى موقعى.

بما يعرف الجميع لبنان عبر جميلاته ،ربما فى العالم العربى "المرة اللبنانية" هى المفضلة الكلمة فى مصر تعتبر قبيحة لكنها فى اغلب بلداننا العربية تعتبر عادية حيث أن احد الرؤساء العرب نطقها هكذا فى مجلس الشعب المصرى!

هل تهتم معى فى دروب الشخصية مع لبنان أم مازلتم تتواصلون ... كنت اريد أن اكتب الكثير عن لبنان ... لبنان المرفأ المنفجر وذكرى العام عليه وحتى الآن البعض يريد أن يجعله نصبا تذكاريا واخرين يبحثون عن المسئولية عن الدماء التى ابيدت.

لبنان الموزاييك الجميل الذى يتقاتل ،لبنان الذى به مليشيا تتحكم به بعد صكها معارك جميلة فى تحرير الجنوب لكنها ترفض أن تنضم للجيش اللبنانى .. وها نحن نشهد عسكرة  هنا وعسكرة هناك مرة اخرى مما ينذر بعودة حرب أهلية ... لبنان الذى يركب كل رجال السياسة طائرتهم الخاصة للوصول إلى المؤتمرات فى الخارج بينما المواطن يقف فى طوابير العيش ويعانى ازمة النظافة ... لبنان موت الحريرى الذى انهى حقبة وادخل الشام كله فى حقبة أخرى عبر معركة سورية سعودية على النفوذ اللبنانى فى لعبة سنية شيعية ثم بقية الموزاييك اللبنانى يعزف مقطوعات اخرى للأسف وجد بعضهم الطريق إلى اسرائيل واعترافات العدو الإسرائيلى تقول أن السلاح الأسرائيلى كان يصل إلى أطراف فى لبنان عبر شاه إيران وذلك منذ الانزال الأمريكى الأول للمارينز فى لبنان فى 1958 فضلا عن الإنزال الثانى الذى فجرت نفسها فيه سناء محدلى وكتب فيها فاروق جويدة قصيدة .. التى يتنهى احد مقاطعها ماتت كى يبقى لبنان او كى يحيى لبنان كما احب أن أقولها

لبنان الجنوب أم لبنان قانا ،لبنان الذى ظل لسنوات تحت وطأة الغارات الوهمية للطيران الإسرائيلى وحتى الآن يبحث الجيش الإسرائيلى عن مصير احد طياريه "رون اراد ،للأسف الشديد يحمل هذا الشهر ذكرى مذابح صابرا وشاتيلا التى اشرفت عليها اسرائيل للأسف بدعم من مليشيات لبنانية فى مأساة ظلت عمليات الإبادة والقتل لثلاثة أيام متواصلة ربما الصور والفيديوهات لايتحملها البشر،" يبدو أن الذاكرة تحمل الكثير عن لبنان.

لكننى اعتقد أننى اطلت على غير عادتى لكن يتبقى لبنان دولت الرئيس حيث هناك دولة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب الموازييك حينما ركب عبر تنويعات طائفية لتحصل كل طائفة على منصب وتتجذر الطائفية ويضيع لبنان .. ليخرج كل الشعب ليقول كلهم يعنى كلهم .. وكل دولة رئيس واحد منهم!

حديث البرجين

 

بعد 21 عاما على ضرب برجى مركز التجارة العالمى تبدو الذكرى ماثلة فى الأذهان بالنسبة لأمراء الإرهاب كان نجاح غزوة نيويورك مدويا ،بالنسبة لكل العالم كان هناك حالة سيئة من الشماتة بسبب السياسات الأمريكية التى استهلت ما سمى القرن الأمريكى كان العراق قد خرج من التاريخ فى حرب تحرير الكويت على يد القوات الأمريكية وحلفاءها فى مشاهد حرب تليفزيونية وكانت القوى الأمريكية تبحث عن عدو جديد عبر تنظيرات نهاية التاريخ وصراع الحضارات.

جاءت مشاهد ضرب البرجين تلفزيونية ايضا وعلى الهواء مباشرة خاصة الطائرة الثانية قبل ان تظهر افلام اخرى بينما شككت بعض روايات فى طائرة البنتاجون وصدر كتاب فرنسى اثار غضب أمريكانى عن عدم وجود طائرة فى البنتاجون وشككت رواية الكتاب فى أن انظمة الدفاع الجوى فى البنتاجون لديها نظام تعارف وكان من المفترض أن تسقط الطائرة .. الطائرة الرابعة قيل أنها ضلت طريقها إلى البيت الأبيض أو أنها سقطت بمساعدة الركاب فى معركة مع المختطفين فى حين شككت روايات اخرى بأنها كانت متابعة من قبل مقاتلتين امريكيتين وانها لم تحتاج إلا قليل من العناء لكى تسقط حتى لا تصل إلى هدفها البيت الابيض التى كان سيده فى حضانة اطفال وتم تهريبه إلى الطائرة الأولى بعيدا عن الأرض وادخل نائب الرئيس الأمريكى تشينى فى حينها إلى غرفة الطوارئ تحت الأرض ربما مصداقا لكلمات وزير الإعلام العراقى إن تشينى وزملاءه سوف يرون كيف تشتعل الأرض نارا تحت اقدامهم ، كانت الضربة الأولى التى توجه لأراضى أمريكية رغم خوض الولايات المتحدة لحربين عالمتين من قبل اذا قلنا أن ميناء بيرل هاربور ليس على القارة الأمريكية !

كانت الفكرة غير عادية لايمكن لشيطان أن يفكر بها لذلك فشلت اجهزة الاستخبارات الأمريكية فى التبؤ بها ـ،رغم زعم الرئيس المصرى حسنى مبارك فى حوار صحفى مع جريدة أميريكية أن مصر ابلغت الإدارة الأمريكية وانها كان من الممكن تجنب هذه الأعمال عبر رجل مخابرات مصرى كان يخدم عمر عبد الرحمن .. لكن هذا الزعم لم يؤكد فى نفس الوقت تحايل عليه الرئيس بعد ذلك حينما ثارت ضجه حول ذلك الحديث الصحفى .. الطائرات كانت محملة بالوقود أى أن حسابات التدمير كانت موجودة بقوة وكان الحلم الأمريكي محترقا تحت رماد البرجين .. ولكن لم تراجع الولايات المتحدة سياستها وقررت ان تغزو العراق وافغانستان فوق البيعة ... قررت أن الرماد تحت البرجين يجب أن يشعل حربين احدهما قلبت بلدا واخرى اخرجت بلدا من التاريخ والكلمة ليست لي بل لتقارير الأمم المتحدة حول ضرب العراق فبعديا عن القنابل الذكية السعيدة التى تعرف اهدافها بدقة كانت كل جسور نهرى دجلة والفرات اهداف عسكرية وكانت كل محطات الكهرباء والمياه ايضا اهدافا ،ورغم أن قوات الولايات المتحدة لم تشفى من مرض حرب الخليج لكن مرض الكبر الأمريكى والكاوبوى الذى يطلق النار على الجميع ويشرب الكوكا ويأكل الماك هو من انتصر وقال الرئيس الأمريكى فى زلة لسان أنها حرب صليبية ! وفى زلة اخرى قال من ليس معنا فهو ضدنا وبدأ السيرك الأمريكى ليس فقط فى افغانستان لكن ايضا فى فلسفة جديدة ظهرت عقب البرجين وتبنتها اسرائيل ودعمتها داخل دوائر دعمها فى الإدارة الأمريكية لتنطلق عملية فوضى خلاقة لتعصف بالأراضى العربية التى خرج منها راكبى الطائرات وكان قائدهم مصريا واغلبهم من المملكة السعودية وآخر من لبنان قررت امريكا أن تنثر الدماء فى المنطقة على بقعة كبيرة تحاول بها أن تتبع آثار التسعة عشرة رجل عبر زلزلة دولهم وجاء الربيع العربى ليحاول أغلب البلدان إلى خريف ... لم ينتهى غضبه بعد.

ترى هل والعالم الآن بعد ازمة كورونا وهو يقف الآن على حافة هاوية فى إوكرانيا ورقصة امريكية مع التنين الصينى حول تايوان .. قد تعلم الدرس هل العدل هو من يحكم أم مازال الكاوبوى الأمريكى يعيث فى قرن لم يعد أمريكيا بل اصبح به قوة اخرى رغم عجلة اليمين الأمريكى ورغم قوة الدولار ورغم مصانع الأسلحة التى تدور لتبيع اسلحة لحمقى كثيرين لن يستخدموها فى الخليج عبر اشعال النيران من حولهم .. او حتى اشعال النار فى قلب اوروبا لبقاء حلف الناتو وبقاء القوات الأمريكية حامية تقوم بدور شرطى العالم ... القادة الامريكيين يبدو مثل ابطال هوليود ويتعاملون مع العالم كأنه حضانة كبيرة وتمثل فيه امريكا دور شرطيها

لكن للمفارقة يبدو أن غزوة نيويورك جاءت فى توقيت غريب الحادى عشر من سبتمبر ... فى نفس هذا التوقيت عام 1973 كانت الولايات المتحدة تنفذ عملية انقلاب على ديمقراطية ناشئة فى تشيلى وحسب خوسيه غارسيا ماركيز فإن طائرات أمريكية قامت بمهاجمة قصر لاموندا الذى كان به الرئيس الإشتراكى سلفادور الليندى ..والأدهى أن تلك الطائرات كانت فى تشيلى توطئة للمشاركة فى عرض جوى!

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه فى بعد الأوقات وينقلب السحر على الساحر فى اغلبه فأفكار الإرهاب التى تم تدريب بن لادن وجماعات المجاهدين عليها كانت صناعة السى أى ايه وحتى تكتيكات حرب العصابات التى تستخدم حتى الآن عبر داعش كلها تكتيكات أمريكية عبر احداث اكبر قدر من الضرر حتى باشياء مدنية والادلة لاتحصى فسيارات الدفع الرباعى المدنية التى تستخدم فى القتال عبر كل حروب خريفنا العربى فى اليمن وليبيا وسوريا وتصنع ارهابا فى السودان ومصر وتونس ... واستخدام الطائرات المدنية لضرب الأهداف لم يكن عملا جديدا .. لذلك جاء حديث البرجين فى نفس موعد انقلاب تشيلى لتشرب السى اي ايه من كأس عذاب اسقته وتسقيه حول العالم لكثيرين!


Saturday, September 10, 2022

الملكة

بالنسبة لى مهما فعل الشخص حينما أسمع نبأ وفاته أترنم برحمه الله عليه يستوى فى ذلك إن كان من ديننا أو حتى من غير ديننا او حتى إن لم يكن من غير دين إن كنا نعتبره ظالما أو حتى قديسا هو هناك باللغة الدارجة بيحاسب على كل المشاريب الذى لم يدفع ثمنها طوال الحياة وتصور أنها لم تقدر عليه حتى ولو كانت مثقال ذرة فلماذا أحمل فى نفسى حقدا أو حتى أقول كلاما سيئا.
وربما عبر تدوينات رحيل بومة أو حتى أميرة القلوب تجدونى مهتما بالشأن البريطانى ربما لأننى لم أنس سنوات الإحتلال التى قاربت على الـ 70 ولم أنس العدوان الثلاثى بالطبع وبطولة أهل بورسعيد حتى اتذكر تجربة دنشواى الأليمة ولا أعرف لماذا لم تطالب مصر بتعويضات حتى الآن على سنوات الإحتلال رغم حج قادتنا منذ السبعينات وحتى الآن إلى بريطانيا دوما بدءا من الرئيس مبارك الذى طالبته مارجريت تاتشر المرأة الحديدية فى وثائق افرج عنها فى بداية حكمه بانهاء الدعم وعرضتها البى بى سى قناة الأخبار السعيدة التى ربما لم تعد فى اوج مجدها بعد أن سحبت منها الإنترنت السبق واصيبت بالترهل وهى إذا موجهة ومازالت تحمل نفس الأداء رغم مرور السنين رغم عدم ثقتى فى إعلامنا الحكومى الماجن.
اتذكر وأنا فى الصف السادس الإبتدائى فى حصة المواد الإجتماعية وقد سألت الأبلة حينها عن عاصمة بريطانيا فكان ردى البسيط هى لندن لكن مدرستى كان لها رأى آخر وقالت أن عاصمة بريطانيا هى إنجلترا وعاصمة إنجلترا هى لندن يبدو أنها كانت مازالت تعيش فى وهم الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس وربما كان ايذانا بغيابها هو جمال عبد الناصر حينما اسقط الأسد العجوز فى عملية كان رمزها الكودى قادش وربما اختيار الإسم هو من جعلهم يسقطون حيث انهم نسوا أن رمسيس الثانى هو من فاز وأن مصر هى المنتصرة انتصر عبد الناصر حينها انتصار سياسى وخسرنا 20% من الجيش المصرى وجاء صمود مدينة بورسعيد درسا للجيش البريطانى ليكون خالدا لتلحق به السويس فى 1973 فى اسقاطها للجيش الذى لا يقهر، ولكننا لا ننسى أن عبد الناصر فى 1967 قال أنه لن يكون خرعا مثل إيدن واحتارت حينها الصحافة فى ترجمة الكلمة لكننا بعدها بأيام شربنا من البحر الأبيض والأحمر علقما نتجرعه حتى الآن.
الملكة ومعركتها مع أميرة القلوب كانت حديث الصحافة لسنوات وحتى حينما تنازل ابن الأميرة عن واجباته الملكية كان الحديث عن تلك الزوجة الأخرى وعدم توافقها داخل العائلة الملكية ،وها نحن نرى الملك العجوز يرث العرش البريطانى لا يبدو أن الدم الأزرق الذى دوما يقولون أن الملوك يحملونه واقى من اسر الأحزان الرجل يبكى مثلنا ولا يملك قلب أسد أو ليس ريتشارد قلب أسد نخاف منه ،لن ننسى للملكة أنها كانت هناك فى الاحتلال ولا حتى فى العدوان الثلاثى او حتى بدعم اسرائيل فى عملية اصطياد الديك الرومى الناصرى وعلى المستوى الشخصى لا أنس ذلك الانجليزى ذو الوجه الأحمر الخالى من المشاعر الذى وقف يستجوبنى فى مطار لندن لمجرد اننى هبطت ترانزيت لساعات بعد احداث يناير 2011 او حتى صطدمتى فى خلو المطار من الشطافات حينما قررت أن تكتب لى صلاة عصر فى لندن ووجدت أنهم يقدرون الصلاة وهناك أماكن سواء للصلاة أو حتى التعبد أو التأمل على الطريقة البوذية وحتى التحذير بعدم رفع الأرجل للوضوء فى المرحاض كأنهم على الأقل يحترمون ثقافتك واختلافك.
فليرحم الله الملكة لكن حقوق مصر فى الحصول على تعويضات على الإحتلال وعن حادثة دنشواى او فى الحصول على معلومات دقيقة عن الألغام المزروعة فى الساحل الشمالى التى اثرتها من قبل فى تدوينة الأميرة ،كذلك حقنا فى عودة حجر رشيد والآلاف من القطع الأثرية المصرية التى لنا حقا بها وفقا لمنظمة اليونسكو حقوق أصيلة لن تسقط بالتقادم.
الملكية الدستورية ظلت تأتى برؤساء حكومات عدة لكن ربما نقول النكتة التى قالها روبرت موجابى من قبل حينما اتهموه بالتماسك بالسلطة أنه ليس اقدم حاكم فى العالم بل الملكة اليزابيث التى عاصرت كل رؤساء مصر بالمناسبة بدءا من ناصر وحتى رجل مشاتنا البائس.
الاحتلال ووعد بلفور والفيلق اليهودى فى الجيش البريطانى والمساهمة فى نكبة والتآمر فى العدوان والمعاونة فيما اسميناه نكسة وحتى الكلمات المنسوبة للجنرال اللنبى فى احتلال فلسطين ها نحن هنا يا صلاح الدين ليست تأريخا لتأجيج الكراهية لكنها حقوق لن تسقط بالتقادم ولكننا فى الآخر نعزى الشعب البريطانى والذى خرج الكثير منه فى الشوارع فى عام 1956 لدعم مصر واسقاط إيدن الخرع ولكننا حينما نعزى لا ننسى أن نطلب بما نراه حقوقا لنا.

أميرة القلوب

  • من أمير العيون إلى أميرة القلوب يبدو من عناوينى أننى احب النظام الملكى لكننى فى الحقيقة اكره تماما ربما تأييدا للثورة الفرنسية واكيد ليس على نمط جمهوريتنا العربية التى تستقى احلامها الجمهورية من كوريا الشمالية.
  • لكن لقب الأميرة ديانا التى حاذت عليه لسنوات تلك الأميرة ذات الجمال الحزين الوجه الملائكى الذى يحمل ملامح الأسى .. هل هى برودة القصر الملكى أم خيانات الامير منذ اللحظات الأولى لزواج يبدو أنه غير متكافئ.
  • كان حفل الزفاف أسطوريا عام 1981 قبل ما يربو عن 41 عاما كان النقل التلفزيونى عبر الأقمار الصناعية حدثا ينتظره الملايين ومن انعم عليه من المواطنين ولديه تليفزيون ملون كان الأهل والأصدقاء والجيران يتجمعوا عنده للمشاهدة ... كان حفلا أسطوريا لم يكن العالم تلك القرية الصغيرة التى نعيشها الآن.
  • كانت هناك بذلك الفستان البسيط أميرة حقيقية ربما حسدتها كل بنات الكون فى تلك اللحظة فهى سندريلا العصر الحديث .. ويبدو أن ذلك الحسد أصبح ملازما لها حتى توترت علاقتها بالأمير وانفصلت ، وقد زار الأمير والأميرة الغردقة وعلى حد قول عراب الناصرية هيكل فى كتابه البذئ خريف الغضب أنهم فوجئوا باستقبال رسمى من الرئيس السادات وقرينته وفقا لفكرته ان الرئيس السادات قد عشق الميديا وأصبح نجمها.
  • ولكن للأميرة مشروع حاولت الحكومة المصرية الإستفادة منه وهو مشروع الغاء الالغام على مستوى العالم وحيث أن لدينا مساحات شاسعة تغطيها الألغام فى الساحل الشمالى منذ الحرب العالمية الثانية وفشلت كل المحاولات المصرية للحصول على خرائطها ولا اعرف كيف لا تكون على محور أولويات قادتنا حينما يذهبون للزيارة لأوروبا .. وقامت القوات المسلحة بجهد جيد لكنه محدود حيث أنها تحاول الكشف عن المساحات وليس لديها خرائط واضحة لكافة الألغام فضلا عن تحرك تلك الألغام بفعل العوامل الطبيعية المختلفة ، وفعلت المبادرة المصرية بالتعاون مع الامم المتحدة لكنها تحصل على جهد قليل من الدول ربما ايضا بسبب رفضنا التوقيع على الإتفاقية الدولية لحظر الألغام الأرضية.
  • نعود إلى الأميرة التى عبر علاقات متعددة خارج منظومة الزواج بعد الإنفصال وبعد عدد من الفضائح تسببت فيها كاميرات مصورى البابرتيز من تصويرها فى جيم خاص او حتى فى متابعتها مع صديقها لاعب الاسكواش الباكستانى الذى اصبح رئيسا للوزراء فيما او بعد حتى مع صديقها عماد الفايد والتى كانت نهايتهم معا فى نفق الما بفرنسا (بالمناسبة هذا النفق هو ما نقل عنه تصميم نفق الأزهر) يبدو أننا لنا دور دوما فى الحوادث العالمية ونسجت العديد من قصص التآمر حول وجود حفيد مسلم من الأميرة وانها عملية اشتركت بها المخابرات الفرنسية والبريطانية معا وظل والد عماد الفايد رجل الأعمال المصرية وصاحب اكبر محلاتها (هارودز) لسنوات يجاهد لكشف التآمر والذى فشل ايضا طوال اقامته فى بريطانيا واستثماره بها فى الحصول على الجنسية البريطانية ،وإن كنت لا احب الملكيات بشكل عام ففرق كبير ايضا بين ملكية دستورية راسخة وممالكنا وامارتنا العربية التى اهدى احد ملوكها للأميرة ديانا عباءة مزينة بالذهب لتغطية جسدها ونحن نغطى جسد أمرأة غربية ونعرى الوطن من كنوزه فى صفقات مشبوهة مثل صفقات اليمامة والمرسيدس الحكومية وغيرها.
  • كما ترون التدوينة عن سندريلا القرن الماضى لكنها معطرة برائحة الوطن ان كنتم أحببتم أميرة القلوب لا تنسوا الوطن من اهم مبادراتها الخيرية فى اعلاء قضية الغام الساحل الشمالى التى تحرم مصر من الأراضى الصالحة للزراعة بالساحل والتى كانت مصر تلقب بسببها بسلة غلال الأمبراطورية الرومانية.


Friday, September 2, 2022

رحيل جوبى

  • كان هذا هو الأسم الذى راهنت عليه المرأة الحديدية رئيس وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر حينما طالبت الرئيس ريجان بدعم جوبى ، وكان الرئيس القادم صغيرا جدا على اعمار قادة الاتحاد السوفيتى جمهورية الشر القديمة فى التعبير الأمريكى وكان تحجر القيادات الروسية من قبله وحيث دوما تدور التكهنات على صحة هؤلاء الرؤساء وربما الرئيس السادات كان صاحب نظرة متعمقة حينما تنبأ بسقوط تلك القيادات لأنها مترهلة وإن كان مع نفس تصريحاته هو من ازال من دستور 1971 قبل وفاته بعام فكرة الاستمرار لمدتين رئاسيتين وجعلها اختيارية على نمط الدستور الفرنسى.
  • نعود لجوبى الذى بسنه الصغير 54 بالمقارنة بقادة سابقين ووراثته لأمبراطورية كبرى لكنه كان يستشعر أن هذا الديناصور الكبير ينخر به السوس فى كل مكان وبدأت اشياء كثيرة تعلن عن السابق وبدأت سياسات مثل إعادة البناء والمصارحة "البروسترويكا" و"الجلاسنوست" تعرف طريقها للعلن ..ولكنها لم تستطيع أن تحرك الديناصور بل ساهمت فى سقوطه.
  • ورغم اعلانه تلك السياسات مبكرا لكن جاءت كارثة تشيرنوبل لترى عوارات النظام للعالم ولم تكن هناك مصارحة إلا بعد ان وصلت موجات الاشعاع إلى دول اوربية كثيرة وتأثر بها العالم اجمع عبر المنتجات الزراعية  والحيوانية ... وكان سببا رئيسيا فى تخوف الرئيس مبارك حينها وتوقف الحلم النووى المصرى فى الضبعة ...إلى اجل غير مسمى نحاول الدخول فى العالم النووى الآن حينما تخرج منه دول مثل المانيا !
  • ورغم كلام مارجريت تاتشر عن دعم جوبى ورغم محاولة اضفاء المزيد من البرودة على الحرب الباردة بعقد عدة قمم بين سيدى الأرض ريجان من ناحية وجورباتشيف من ناحية اخرى وتخفيض فى الاسلحة النووية وبعض التخفيضات فى الاسلحة التكتيكية لكن جاءت عسكرة الفضاء ومشروع حرب النجوم الامريكى هى القشة التى سحبت كل احلام الاتحاد السوفيتى هذا بالإضافة بالطبع إلى المزيد من غرق الاتحاد السوفيتى فى جبال افغانستان وبدعم أمريكى غير عادى لما سمى بالمجاهدين الأفغان وبالإضافة الى تطعيمهم بأمراءإرهاب عرب رأت دولنا العربية أن التخلص من صداعهم لكن السحر عاد إلينا عبر أمراء كثير ليس آخرهم أمير العيون الذى تحدثت عنه فى تدوينة سابقة.
  •  واصبح الاتحاد السوفيتى لا يستطيع أن يجارى أمريكا فى الصرف العسكرى فى هذا المجال فى حين هو يحاول أن يصل بمواطنوه ومواطنوا دول حلف وارسو إلى الكفاية ولم يستطع طوال اعوام ان يصنع جنة العمال فى حين كان العمال فى الدول الرأسمالية اكثر سعادة واكثر قوة وحتى لقب المرأة الحديدية حصلت عليه تاتشر من مواجهة نقابات عمال الصلب فى إضرابات لم يستطع عمال الاتحاد السوفيتى أن يفعلوا مثلها.
  •  وفى الماضى حينما كان هناك ربيع فى براج كانت الدبابات الروسية دوما قادرة على الحل وفى المجر ايضا ...لكن مع سياسات المصارحة بدأت اوراق التوت تسقط عن الستار الحديدى ومع عام 1989 بدأ عقد حلف وارسو ينفض دولة بعد أخرى رومانيا ثم اقتحام سور برلين .. سور الحرب الباردة الذى ربما لا يعرف الكثيرين عن وجوده الآن وكانت مشاهد الثوارت فى كل تلك الدول تنتظر مشهد النهاية بالدبابات الروسية لكن الاتحاد السوفيتى ظل ينسحب من الخارج ويوقف فكرة الدعم لتلك الأنظمة حتى انفضت دول حلف وارسوا وبدا ان جمهورية الشر ايضا يجب أن تتأكل وبدأت الجمهوريات السوفيتية فى السعى للإنفصال بدءا من جمهوريات البلطيق الثلاث مرورا بكل دول ما سمى بالاتحاد السوفيتى ... وراحت جمهورية الشر إلى غير رجعة وكان التصور أن يحترم  حلف الناتو تعهداته  أو يتأكل كما تأكل حلف وارسوا لأن وجوده غير ذا معنى لكن صناعة السلاح وعجلة دورانها التى لا ترغب فى التوقف تمددت شرقا لتحيط روسيا وبدا أن حلف الناتو روسيا هى عدوته الوحيدة الآن لذلك جاءت حافة الهاوية التى يقف عندها العالم فى إوكرانيا الآن عبر محاولة القيصر القادم من كى جى بى (جهاز المخابرات الاتحاد السوفيتى السابق) لاحياء الاتحاد السوفيتى عقب لم عقد الجمهوريات السابقة او عبر التدخل كما حدث فى جورجيا ويحدث الآن فى إوكرانيا...
  • رحل جوبى عن العالم وهو يظن أنه يصنع الخير لبلده وفى كل الأحوال يعتبره كل احباء جمهورية الشر القديمة طابور خامس ضد احلام الاشتراكية العظيمة تآكل الاتحاد السوفيتى رغم أن قوته العسكرية كانت اضعاف قوات حلف الناتو مجتمعة حيث أن مصانع السلاح الروسى كانت تنتج بلا توقف ...
  • رحم الله والدى حيث كان يلقبه بالرجل صاحب خريطة الاتحاد السوفيتى فوق رأسه !
  • يحلم البعض بعودة تلك الحرب الباردة حتى تستطيع بعض الدول النامية اللعب بين المعسكرين او لأن ما ظنه البعض نهاية التاريخ اصبح عبث التاريخ عبر مهزلة بداية قرن وصف انه أمريكى حينما جاء يمنيوا الولايات المتحدة بأحلام صراع الحضارات بديلا عن صراع الايدلوجيات وعلى فكرة أن يهلك الظالمون ونخرج من بينهم آمنون.
  • هل نتعلم من فكرة الديناصورات أم مازلنا نحلم بالعودة لعصور الستينات والأوبرا التى على الترعة قد تتصورون أننى بعيد عن الواقع المصرى حينما اتحدث عن المستشارة الألمانية او حتى عن رحيل البومة البريطانية او حتى عن رحيل ميخائيل جورباتشيف لكننى فى الواقع غارق فى المحلية ومازال لدى أحلام لذلك الوطن كأى مواطن صالح!


Saturday, August 27, 2022

لماذا لم يصبح أميرا للعيون؟!.

 

جاء إعلان الرئيس الأمريكى بتأكيد قتل الولايات المتحدة لأيمن الظواهرى الأرهابى الأشهر فى العالم وقائد القاعدة بعد أسامة بن لادن ورغم عدم التأكيد على قتله من قبل طالبان او الشك فى دعم طالبان أو حتى بيعه كأحد صكوك الغفران فهذه القضية لا تعنينى بقدر ما يعنينى لماذا أصبح أيمن الظواهرى اميرا للإرهاب ولم يصبح أميرا للعيون ؟.

اذا تم دراسة شخصية أيمن ا لظواهرى عن قرب فسوف تفاجئون أنه خريج كلية الطب ومن أسرة مصرية عريقة فوق متوسطة نسلها به احد شيوخ الأزهر ومن يرى إنجليزيته التى جعلته هو من يتحدث إلى وسائل الإعلام الغربية إبان إتهامه بقضية اغتيال السادات يتعجب لماذا لم يذهب إلى الاتجاه الصحيح لماذا لم نرى مجدى يعقوب فى مجال العيون هل هو ما يقول عليه رجل مشاتنا البائش "الاختيار" أم النظرية التى سادت فى وزارة الخارجية الأمريكية بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر عن أن الدول العربية التى جاءت منها قادة الطائرات لا تتمتع بالديمقراطية ودعمت هذه النظرية من خلال اسرائيل التى تقدم نفسها على انها واحة الديمقراطية فى المنطقة وانتجت بعدها سيناريوهات الفوضى الخلاقة والتى اضاعت العراق ودخلت كل دول ما يسمى بالربيع العربى إلى خريف ديكتاتورى أو موت للسياسة وصناعة فوضى تبدو واضحة فى اليمن وسوريا وليبيا..

وصنع من الدين الإسلامى دينا للإرهاب وبالطبع الرد على النظرية بسيط جدا لكننا لا نملك ادوات الرد او حينما نملك الإدوات فإن حكامنا يداروا عوراتهم فى السقوط فى التطبيع فكما يقول وجيه أبو ذكرى صناعة الأرهاب جاءت من الارهابيون الأوائل جيراننا اولاد العم فى اسرائيل وإن حركات الإسلام السياسى الناشئة اغلبها فى بداية القرن الماضى انتشرت كرد فعل عن فكرة الدولة الدينية التى جاءت من وعد بلفور حتى انتجت لنا الإمارة الصليبية العبرية.

وقد بدأت هذه الحركات مع حركة الاخوان المسلمين وغاب عنها افكار مثل أفكار الامام محمد عبده للتجديد او افكار الافغانى ثم بدأت فى التشرذم عبر تجارب السجون القاسية إلى جماعات أكثر فأكثر عنفا وبدأت فى تأصيل عمليات العنف وجاءت هزيمة يونيو 1967 لتعطى الدفعة وحيث أن من انخرط فى تلك التيارات جاء من خلفيات يسارية وهكذا اصبح لدينا فكرة جيفارا الإسلامى وبدأت جماعات التكفير تظهر مع صالح سرية عام 1971 ولكنها زادت اكثر فأكثر بعد اغتيال السادات فقد كان تصور الجماعات حينها أن بأسقاط الطاغوت الأكبر سوف يحتضنهم الشعب على نمط الثوارات اليسارية لكنها فوجئت بأن الشعب ليس معها ومن هنا اتخذت افكار التكفير بعدا جديدا وبدا ان كلام المودودى وسيد قطب يجد الصدى  ومعه انتجت الفريضة الغائبة وأن المجتمع يعيش فى جاهلية وعلى تلك الجماعات محاربة المجتمع وليس الطواغيت فقط .. وكان الفرصة فى افغانستان هائلة بدعم امريكى لتكسير الدب الروسى فى جبالها ورأت الانظمة العربية فى فكرة الجهاد ودعمها له فرصة للتخلص من كل هؤلاء الموجودون فى السجون وخرجوا من السجون إلى الجهاد عبر تسهيلات عربية أمريكية مشتركة ولم يتصور أحد فى حينها أن ترتد تلك العمليات إلى الصدور ربما استخدمتهم المخابرات الامريكية فى فوضتهم الخلاقة ولكن السحر أنقلب على الساحر فى الحادى عشر من سبتمبر وبدلا من النظر إلى المعايير المزدوجة التى تتعامل بها الولايات المتحدة مع قضايا الشرق الأوسط وطفلها المبتسر اسرائيل فقد دارت العجلة مرة اخرى هكذا جاء أيمن الظواهرى واخوته ليسوا كما تصورهم الدراما العربية كفقراء يحلمون بجنة عدن ولكنه فوجئ الجميع بأبناء طبقة متوسطة بعدها مترف اتذكر اسرة احد قواد الطائرة وكان لبنانى الاصل ولم تجد اسرته محاولة لعدم التصديق والتبرئة سوى نشر فيديو له وهو يعاقر الخمر !

ليس الأمر بالطبع دفاعا عن هؤلاء لكنه محاولة للفهم ما اوصل هؤلاء إلى هذا المنعطف الحاد الذى تدور فيه اوطاننا من يجعل اللجوء والأرهاب الصناعة التى برع في انتاجها وطننا العربى ليست الفوضى الخلاقة هى الحل ولا روشتات التطبيع بل هى من سوف تزيد الامور سوءا ،ومن الممكن النظر إلى التفجيرات التى كانت استشهادية مع اسرائيل كيف تحولت إلى صدور العالم العربى وكيف أن العمليات الاستشهادية او قل الانتحارية لم تعد تزلزل اسرائيل ولكنها تنفجر فى صدورنا فى صراع على هويات سنية او شيعية فى العراق ومثلها فى اليمن او حتى فى معارك النظام السورى العبثية فى الحرب العالمية السورية او فى ليبيا وتونس حتى فى مصر عبر استهداف اقباط فى حد سعف دامى او حتى فى استهداف افراد الأمن ..

ليس الأمر تعاطفا فأنا احفظ جرائمهم كهذا المقال ومن لا يعرف فأيمن الظواهرى حكم عليه بالأعدام غيابيا فى اكثر من عملية داخل مصر من اهم دعمه لتنظيم طلائع الفتح الذى تسبب فى وفاة الطفلة شيماء ابنة مدرسة المقريزى الابتدائية فى محاولة اغتيال د.عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق وهذه عينة فقط من جرائم كثيرة طالت مصر فى التسعينات ربما خرجت منها الدولة والوطن بخسائر اقل مما نخسره الآن وهذا ليس حصرا لكنه مجرد تذكير لأنه ليس هناك معنى للتعاطف مع من حمل السلاح.

ورغم اجتهادات الداخلية التى كان بعضها ناجعا فى المحاورات داخل السجون التى نجحت تارة واخفقت اخرى لكنها انقذت البعض ولكنها عملية مجتمعية شاملة ليست أمنية فقط ... المقال مجرد خواطر حول لماذا لم يصبح أيمن الظواهرى أمينا للعيون؟ ولماذا فقدنا طاقات هؤلاء واصبحوا خناجر فى صدور الوطن ويصنعون بأشلائهم المزيد من مآسى أوطاننا العربية نساعد فى صنع القاعدة فتأتى لنا الداعشة والطريق ملئ بالمزيد من التشرذمات فى رحلة بحث عن فرقة ناجية ومسلم حاكمى ذو شرطة!


Thursday, August 11, 2022

يوم الغزو


لم أعمل فى هذه الصيفية الكثير كان على أن اواجه معضلة الثانوية العامة لاحقا وكنت نائما حينما ايقظتى والدتى وقالت لى العراق دخل الكويت كنت اظنها تحاول أن توقظنى بأى خبر هام وكنت اعرف أن هناك توترا لكن لم يكن احد يتصور أن حدث شئ وقد كان الرئيس مبارك يبدو أنه وئد فتنة كما فعل من قبل فى ماراثونات رئاسية قام بها بين عواصم التوتر الجزائر والمغرب مرة حتى سوريا وتركيا ويبدو أنه قد نجح هذه المرة أيضا.
وظننت أن والدتى تريد أن توضب الشقة ولم اكن اصدق شيئا مما تقوله واخذت استفسر منها وفى النهاية قبل أن اغسل وجهى كان المذياع مفتوح على البى بى سى وبالفعل كان كلامها صحيحا!..لقد غزا العراق الكويت !!! افتح التليفزيون المصرى ادور على القنوات المصرية لساعات البيان المصرى متأخرا يبدو... هل حسبة التوازانات ماذا يحدث أين البيان .. تأخر البيان المصرى كثيرا رغم اتهام الكثيرين بما فيهم عراب   الناصرية الاشهر هيكل لمبارك بأنه ادار بطريقة برجماتية لمصلحة مصر وإن كان فعل فهذا ليس اتهاما لكنه كان يحاول للدقيقة الأخيرة أن يخرج الأمر من قبضة الأمريكان إلى قبضة حل عربى لكن القائد المفدى فى العراق وعبر قادسيته التى انهكت العراق وإيران معا قرر أن يكمل فى أم المعارك! وكان له رأى آخر رغم انه بعد سنوات عدة توفى كبطل قومى بعد ذلك ونسى الجميع عملية الغزو عبر اكثر من ثلاثين بيان وجههم مبارك ، ربما لم تتصرف مصر كما فعل العراق مع المعارضين لمقاطعة مصر واشار إلى احد بالمسدس .. لكنه حاول من خلال تكييف قانونى لميثاق الجامعة أن توجد قوات عربية تغطى عورات النظام العربى .. كانت عودة مصر للجامعة مازالت قريبة وحتى بعد المشاريع التى كانت حبر على ورق كان هناك محاولات للم الشمل أو حتى الموائمة رغم كل التكتلات العربية التى بدت بعيدة عن الجامعة او تحاول الخروج من رحمها ومن ضمنها مجلس التعاون العربى الذى كان يضم مصر والعراق واليمن والاردن ... والقلق الخليجى من طوق اقليمى حوله او حتى مجلس التعاون المغاربى لكن رغم كل تلك المجالس لكنها مشاريع حاولت السعى لانشاء تكتلات عربية اقتصادية لخلق فرص عمل دشنت مشاريع عبر ميناء نويبع والعقبة لكن لم يعرف احد ان هذا الخط سيصبح هو خط انسحاب كل المصريين العائدين من الكويت ومعهم الاخوة الكويتيين ..المشهد كان عبثيا فى قمة عربية كالعادة لكنه بالمقارنة بقمم الايام الحالية يتمنى المرء العودة إليه ...ويبدو أن طعنة الشقيق كانت نجلاء جسدت فى كلامات المغنى الكويتى فى القاهرة "بيتى وبيقول بيتى اللى جيه يعتدى" ...كان صيفا ساخنا على كل العواصم العربية يبدو أنهم تعجلوا وفاة العرب كما قالها نزار فى قصيدته متى يعلنون وفاة العرب...وبعدها بدأت عاصفة الصحراء كان الأمريكان جاهزين او يبدو أنهم كانوا يدبرون شيئا احدى تدريبات النجم الساطع فى مصر كانت تحمل فى احد سنواتها سيناريو غزو دولة خليجية وكانت القاذفات الامريكية تأتى من الولايات المتحدة لتنفذ قذفات داخل الصحراء الغربية المصرية وقد نفذتها بحذافيرها فى العراق!
ورأت المنطقة الحرب التليفزيونية الأولى تنقلها الشاشات على الهواء لم يعرف المواطن العربى حقيقة ما يواجه الشعب العراقى إلا حينما تم قذف احد أماكن الايواء وكان المشهد مريعا الحرب التليفزيونية ليست بنظافة مايراه الجميع على التليفزيونات هناك مدنيين يقتلون وعقب الحرب سوف يكتشف الجميع أن تم هدم العراق واخرجه من التاريخ بحملة قذف وصفها تقرير الامم المتحدة بأنها اعادت العراق إلى دولة ما قبل الحداثة بسنوات طويلة عبر تقرير من اكثر ما ابكانى فى قراءتى ..ربما ظل القائد المفدى فى الحكم لسنوات بعدها لكن النظام العربى قد هوى تباعا وبعدها بسنوات سوف يدخل العراق مرحلة غزو حقيقة تنتهى بسقوط احدى عواصم الخلافة الإسلامية او السقوط الثانى فى العصر الحديث بعد سقوط بيروت او قل الثالث لو حسبت سقوط القدس على ايدى تتار العصر الحديث وسوف تفجع الامة بمشاهد سرقة التراث العراقى على الهواء !!! وسرقة الوطن من قبل محتل أمريكى ....
اثنى وثلاثون عاما مضت ربما الإعلام الآن مشغول بضياع العراق تماما عبر تيه الطائفية الذى دخل فيه بعد الإحتلال .. او حتى ضياع النظام العربى كله ... وكل دولة يحاول أن ينجو من الضغوط العالمية الناتجة عن حرب اوكرانيا وعبث الكاوبوى مع التنين ..والكل يحاول أن ينجو وحيدا ولا احد يعرف ما هى القومية العربية هل اعلن وفاة العرب ..كما تنبأ نزار ... الذكريات تتداعى ولدى الكثير لأقوله ربما نحن ادمنا فى هذه المنطقة من العالم كتابة المرثيات لكن اية مرثية تلك التى تكتبها الأمة عن 2 اغسطس 1990 عن سقوط الحلم العربى الاغنية التى لم تذاع فى مصر كثيرا لأن تصويرها لم يكن بها صورة مبارك وإن كانت غنت على احد مسارحها دون الفيديو التى يسجل للأسف صورة العتاد العسكرى العراقى المحترق عبر الإنسحاب العراقى عبر خط الجهراء البصرة وهو للأسف لو عزلت الألون لن تستطيع أن تعرف الفرق أن كان هو خط انسحاب القوات المصرية من القنطرة إلى الاسماعيلية نفس الاسلحة المحترقة المنسحقة تحت هجمات السيادة الجوية الكاملة ... بعدها سوف تظهر اكبر صفقات سلاح فى المنطقة مثل صفقة اليمامة ويتم التغطية على فسادها وسوف يلغى أعلان دمشق من قبل أن يبدأ لأن الخليج يجب أن يتم ترهيبه وحلبه فى نفس الوقت ولا داعى للحل العربى داخله وسوف تعود القوات المصرية وتبقى الأمارات الخليجية تحلب بصفقات سلاح تبلى قبل أن تستخدم او يتم اشعال النار حول الأبار فى اليمن وفى العراق لتظل عجلة صناعة السلاح الأمريكية دائرة وإن كانت صفقة اليمامة كانت حديث التسعينات فصفقة الثلامائة مليار السعودية كانت صدمة للجميع.. وها نحن نضيع الجغرافيا كما يضيع التاريخ وتصبح وحدة الأرض واللغة والاديان السماوية هى محنة الاختلاف والطائفية فى أوطان تسمى عربية ولكنها تعيش فى جاهلية الاختلاف والضياع ... وسلاما على الوحدة التى لا يغلبها غلاب!



Tuesday, July 26, 2022

وش القفص

تقابل من يشاركك الاهتمامات فيرسل لك دوما ما تحب منذ تعرفى على الناقدة السينمائية كوكب حسين فى أسبوع الفيلم الفلسطينى بالاوبرا دوما نشارك بعضنا فى الاحداث الثقافية وقد دعتنى لحضور فيلم وش القفص فى عرضه الثانى فى معهد جوته فى الحقيقة ربما تكون شهادتى مجروحة فمجرد أن فهمت أن مخرجة الفيلم دكتورة اداب انجليزى فهذا دوما ينقلنى إلى عالم رضوى عاشور الذى اعشقه حتى الندوة التى حضرتها على الفيلم فوجئت بها ترتدى ما يشبه الجلباب الفلسطينى وتذكرت طنطورة رضوى عاشور كذلك اسلوب حوارها حول منمنمات العالم السكندرى التفاصيل الكثيرة التى تحاول أن تحتشد داخل عمل واحد.

نعود إلى الفيلم فكرة السينما المستقلة المتحررة من كل قيود الانتاج متطلباته بدءا من النجوم الذى ابرزهم بطة بطلة عالم الجمعية داخل الفيلم والتى لم تكن لها تجربة سينمائية من قبل لكنك تفاجئ بأنها وكل شخصيات الفيلم تجدهم لا يمثلون أو أنت لا تتفرج على عمل تمثيلى أن تشاهد عالم حقيقى ربما تعرفه شخصياته مألوفة لديك فى حياتك اليومية تراهم فى الميكروباص كل يوم وهنا نعود إلى فكرة منمنمات الحياة اليومية فى طول مصر وعرضها حيث ثقافةالميكروباص الذى يوضح لنا عالم حرية المصريين وتفاصيلها من أول قضية الأجرة إلى تفاصيل عفريت الاسفلت الذى يجلس على الطارة وبالطبع ويلم الأجرة باليد الأخرى ويشير إلى زميله أو يتعايش مع تليفونه المحمول سواء هو أو الركاب الذين يتشاركون فى المكالمة برغبتهم أو بدون هذا فى كل بر مصر وليس قاصرا على الإسكندرية فى لحظة تحولت الندوة بعد الفيلم إلى معركة قبلية حول عاصمتى مصر والرأس الكاسح للجسد الكسيح لجمال حمدان وعروس البحر الابيض كنت اود أن أعلق حينها ايها السادة اشهر الاحصاءات عن تغول القاهرة تقول انها تأخذ 40% من استثمارات الدولة لكن من يتحيزون للأسكندرية لا يعرفون أنها تأخذ 30% الباقية وباقى  المحافظات تاخذ الباقى .. الهم المصرى واحد .. هذا تعليقى على المساجلة اللطيفة حول القاهرة والإسكندرية

نعود إلى واقع الفيلم حيث عالم الجمعية الذى هو محور حياة المصريين جميعا سواء فى الرخاء أو الأزمات هى صناعة مصرية خالصة وبالمناسبة فى احد الأفكار الجيدة جدا لأحد الشركات التكنولوجية الناشئة عن الجمعية تم تحويلها لتطبيق تكنولوجى يشارك فيها الآف المصريين ويلاقى نجاحا .. هذا هو عالم منمنماتنا المصرية.

الفيلم يعرض لنا الشخصيات بشكل يجنح فى بعض الأحيان إلى فكرة فيلم تسجيلى وليس فيلم روائى تجريبيا هذا جيد حيث وضح كيفية توحد كل شخص فى عالمه الخاص جدا وربما هذه ازمتنا الكبرى فى المجتمعات الحديثة بشكل عام أننا نتوحد داخل ذاتنا ربما افضل مثال فى الفيلم إلى شخصية الزوجان وعالمهم المنفصل وكل شخصية لديها توحد خاص داخل نفسها سواء رجل المسامير أو حتى رجل البلالين.

فى تصورى أن خلفيات الفيلم تحمل الكثير من الأفكار قد لا اتفق مع المبدعين بها أو ان كل منا لنا قراءته وثقافته التى تجنح بالفيلم إلى عالمه الخاص ايضا يبدو أننى متوحد مع عالمى الخاص ايضا .. لقد قرأت فى الفيلم ازمة القطاع العام وافق الابداع المقفول الذى يخنق عالم كل شخص ويجعلهم جميعا لاشئ مجرد جزء من عالم الأخ الأكبر ،قدم الفيلم جميع الابطال تقريبا كأنهم ينتمون إلى تلك المؤسسة التى أصبحت بائسة وربما هى من صنعت هذا التوحد داخلهم وقدم لنا الفيلم عالم المصنع الخاوى الذى يجسده حلم البطيخة لكل الستة مليون موظف حكومى وللأسف يتصور بعضهم أن عالم المصنع هو من قتل الابداع حتى نجد مدير التطوير يقدم لنا فكرته البائسة عن أنواع المربات الغريبة ربما لا تعرف المخرجة أن هناك مربى باذنجان تصنع فى سيوة!

عالم حلم البطيخة الذى أبرز نشاط يومى به وأهم نشاط هو ساعة الافطار وساعة الاصطباحة ربما لا يعرف كثيرين أن عمليات 5 يونيو بدأت فى توقيت ساعة الاصطباحة المصرية العدو يدرسنا ونحن غارقين فى عالم اختلافاتنا القبلية فى عنصرية  مصرية خالصة.

لا أعرف اذا كنت حرقت تفاصيل الفيلم وابطاله لكننى انبهرت بالدور الذى قام به منصور دور يجعلك تبقى على الشك طوال الوقت هل انت مع اتهامه بالسرقة وخروجه من عالم المصنع إلى عالم آخر ليس أفضل حظا أم أنت تقرأ فيه ما قرأته الست الطيبة فى الفيلم الذى تراه مظلوما انت طوال الفيلم داخلك يتأرجح مع تلك الشخصية بين شعورها بالغبن ومحاولتها للإنتقام..

هند .. هى احدى درر التاج فى عقد الفيلم الفريد ... صراحة تفاصيل اداء الدور مبهرة بالنسبة لى نادرا ما أصنع مثل الجميع  وارغب فى أن اتصور مع ابطال العمل او حتى أخذ صور فى احتفالية ثقافية لكننى تفاصيل ضعف بصرها واحساسسها المرهف فى مشاهدها مع منصور اخذتنى إلى عالم آخر جعلتنى اتوق لأن اكون مع هذا العالم الذى هو جزء من عالمنا الحقيقى اشخاص ليسوا ممثلين هم يمثلون ملح الأرض فى مجتمعنا التائهون فى هذا العالم هل هم وش القفص الحقيقى الذى قصدته المخرجة أم أن وش القفص هو تخلينا عن المنافسة فسقطنا فى متاهات التوحد بعيدا عن الواقع!

ربما الشئ الوحيد أننى  فى لحظة لم اتفق مع النهاية الدستوبية القاسية حيث كل شخص يحاول أن يأخذ اشياء ليست من حقه وربما حتى نظام الجمعية فى مصر يكفل كيفية انهاء الجمعيات بقسمة غرماء معروفة لكل الناس، لكننى ربما ادركت بعد قليل الرؤية الفنية أنها ربما تكون ناقوس خطر لعالمنا الذى نعيش فيه متوحدين...

اذا كنت ذكرت اسماء الأبطال بذواتهم الفنية فذلك لأنى عشت معهم وإن كنت سعدت بعالم دينا عبد السلام فلدى انبهار بقدرة د.أشرف مهدى على الجمع بين دور منصور ومدير التصوير وكتابة السيناريو على رأى الصحفى  سيد محمود الذى كان يدير الندوة عبد الحميد الترزى رغم أن عبد الحميد الترزى وعيلته فى فيلم عودة الندل دعابة ثلاثة اضواء المسرح القديمة كان يصنع الفيلم هو والعائلة لكنه صنع العديد من الادوار  لوحدة وجاءت فكرة رسم الكادرات مرتقية إلى خلق عالم فنى عليه بصمة خلفيته التشكيلية.

وأنا احضر الندوة كالعادة ذهبت بى الاحلام إلى تصور أننا من الممكن الاستفادة من وجود مراكز بيانات كثيرة فى مصر تابعة لجهات قد تستطيع أن تساهم فى حل قضايا السينما المستقلة من خلال تفعيل منصات داخلها ،بعيدا عن تسول المنح الخارجية بتقديم الواقع المصرى مشوها أو حسب ما يعجب الجمهور المانح.

فى النهاية الفيلم ذكرنى بعملى وأنا صغير بجناين المانجا وفكرة وش القفص وفى رأيي يستحق الجوائز شكرا لصناع الفيلم على ذلك الإبهار ببساطة وعلى متعة فن جميل تذوقتها فى تلك الأمسية.

 

Saturday, July 23, 2022

فى جنينة المانجو


الجيل الذى من سنى والذى الآن على عتبه الخمسين تعود على العمل منذ الصغر فى اجازة الصيف وكانت اول تجربة عمل لى فى جنينة المانجو ،كان احد اقاربنا يؤجر مع شركاء له مزرعة مانجو عبارة عن 300 فدان وبها ايضا شجر موالح وكان يفعل ذلك لسنوات عديدة فى اماكن مختلفة وكانت بالنسبة لنا كلمة جنينة المانجو هى فسحة تعودنا عليها منذ الصغر حيث نذهب على الأقل مرة سنويا إلى تلك الجناين لقضاء يوم عادة كان يكون فى شم النسيم وكان احلى حاجة اكل المانجو فى الجنينة اكيد موش بطريقة أمينة شلباية.
لكن قبل نهاية المرحلة الابتدائية ذهبت إلى هناك للعمل لمدة خمسة عشر يوما فى العام التالى قضيت 40 يوما تبدو أول رحلة لى بعيدا عن الأسرة وكانت اول فرصة عمل.
فى العام الأول كانت مهامى بسيطة على أن ارفع المشنات الفارغة فقط من المفرش فى العام الثالى كنت احد مع تربيط الأقفاص ..دعونى اشرح لكم يجب شرح برنامج العمل فى الجنينة حتى تفهموا التفاصيل بداية المشنة هى عبارة عن وعاء كبير عادية يكون من خوص والمفرش هو مكان يشبه ما يعرفه الناس الآن بكلمة البرجولا وهو عبارة عن مكان مسقوف بأعمدة وأسقف خشبية.
بداية لو تكلمنا عن برنامج الأكل فعلينا الاستيقاظ مبكرا جدا ثم بعد ذلك يتم عمل الفول الذى يتم تقطيع الكثير من الخضر والطماطم وتحويجه بواسطة احد الاقارب ثم نفطر ونبدأ العمل.
كان العمل يبدأ بوصول افراد من القرى المحيطة ويتم تقسيمهم فى مجموعات وتسمى فرق الشت وتتكون من بنات واولاد ،هذه الفرق كان دورها هو تقطيع المانجو او لمها من اسفل الشجر حسب ظروف كل نوع وبالطبع كل فرقة لديها قائد مجموعة ومحظور الأكل من المانجو تماما ومن يفعل ذلك يعاقب عقابا شديدا .. المانجو تجمع فى مشنات وتقوم الفتيات بنقل تلك المشنات إلى مكاننا فى المفرش مليئة بالمانجو توضع المشنة للفرز من قبل من يفهمون انواع المانجو حيث يتم تجميع الأنواع وتفرز المشنات فى أطباق صغيرة والطبق هنا عبارة عن طبق كبير نسبيا بالمقارنة بأطباق الطعام وهى أيضا مصنوعة من الخوص وكان دورى فى العام الأول رفع المشنات الفارغة بعد الانتهاء من الفرز وتحميل كل بنت مشنة عند الرحيل ويتم الفرز لأنواع المانجو هذه هندى وهذه تيمور أو زبدية او عويس او الفونس او حتى بلدى او مبروكة أو قلب الثور أنواع من المانجو كثيرة جدا وبعض هذه الأنواع له درجات هندى واحد واتنين وثلاثة تيمور سادة وبدمعة أسماء كثيرة لو ظللت اكتب لكتبت لأوقات كثيرة بعض الأقارب كان يقول أن الأنواع قد تصل إلى 360 نوع ! يتم نقل الاطباق إلى من يعبون المانجو فى اقفاص وعملية التعبئة فى الاقفاص عملية معقدة فى البداية هناك من يقوم توريق القفص أى وضع افرخ جلاد داخل القفص كذلك آخر دور فى القفص يكون هناك ورقة بينه وبين باقى القفص وهناك من يرص المانجو داخل القفص حيث أن وش القفص يجيب أن يكون فاخرا ليس معنى ذلك أن فى الأسفل ردئ لكن يجب وضع الثمرات بطريقة مرتبة وكذلك يجب أن تكون بشكل متجانس ولا يجب أن تكون مرتفعة عن حرف القفص كذلك هى وسيلة البيع فى مزادات السوق حينما يتم نقل المانجو إلى السوق الكبير الذى كان بالقرب من منزلى سوق روض الفرج والآن أصبح سوق العبور !
عقب عملية التعبئة تنقل الاقفاص إلى مجموعة التربيط وكان هذا دورى فى العام الثانى ويتم تربيط القفص من اربع جهات وعملية التربيط هى أيضا يتم قص خيوط الدوبار بطريقة معينة ومقاسات ثابتة لربط القفص بغطاءه من أربع أماكن بعد ذلك يتم رص الاقفاص كل نوع فى مكان حتى يتم نقله بعد ذلك إلى السيارات عملية معقدة افادتنى كثيرا فى فهم فكرة الخطوة فى العملية الصناعية كذلك كنت اطبقها فى مكتبى ببساطة حيث يقوم كل شخص بعمل جزء من العمل فقط وليس كل العمل وهذا يزود الإنتاجية وربما كان هذا مزعجا لمن يعملوا تحت رئاستى طوال الوقت حيث كان تعليق احد المديرين السابقين حينما زارنا أنه حينما يدخل الغرفة دوما يجد كل واحد مشغول حاولت حينها شرح فكرة الخطوة الصناعية لكنها كانت بعيدة جدا فى تفكيره.
لتعرفوا حجم العمل اليومى كنا نخرج ما يزيد عن 6 سيارات جامبو كبيرة يوميا من المانجو ،رحم الله اقارب لنا اشركونا فى هذا العمل كمؤجرين ورحم الله زملاء عمل تذكرتهم جميعا وأنا فى وداع احد اقاربنا حينما كنا نواريه الثرى ،وتذكرت تلك الذكريات الكثيرة الجميلة حيث كنت هناك كحالة توم وجيرى فى الفيلم الخاص بفأر المدينة وفار الريف حيث كنت فأر المدينة الذى يخاف من كل التفاصيل حيث لم تكن فى الجنينة ايه نور سوى نور الكلوبات وكانت هناك عدد لا يحصى من الحشرات وانواع لا اعرفها اذكر منها ما كانوا يطلقون عليه كلب البحر وكانت المرات الأولى التى ارى فيها "فرقعلوز" الحشرة التى كانت تطقطق وكنا نقول انك تستطيع أن تسألها عن الساعة وهى تطقطق برقم الساعة ؟:! وكنت حتى اخاف ان اذهب إلى دورة المياه وحيدا ليلا وحتى السير بعيدا لعمل مثل ما يفعله الناس فى الشوارع !
كان العمل يستمر حتى المغرب وكانت الوجبة النهائية والأساسية فى اليوم قد تحتوى على لحوم لمدة يومين فقط يقوم بطهيها بعض بنات القرية لفريق العمل داخل المفرش ،وكانت أمسيات بديعة تستطيع فيها أن ترى السماء كما لم تراها من قبل وتستطيع أن تحصى كل مجموعات النجوم التى لم يراها أحد إلا فى الكتب بل من الممكن ان تلاحظ حركة قمر صناعى بسبب دورانه بشكل مختلف ، كذلك كان من الممكن أن تأكل من المانجو المفروزة للطعام ليلا وكانت اجمل طرق تقطيع المانجو واكلها بطريقة مهذبة ليست مثل أمينة شلباية طبعا لكنها كانت طرق جميلة وذكريات اجمل تمر فى رأسى...
كان هناك وجبة فى منتصف النهار أيضا ومعها راحة حوالى ساعة حتى نعيد استئناف العمل تفاصيل كثيرة ربما ليست مرتبة ولكنها كانت جميلة رحم الله الاصدقاء والأهل والخلان تذكرت هذا حينما قابلت الجميع فى هذا الحدث المؤسف لكننى سعدت برفاق العمل القدامى الذى بعضهم أصبح صاحب أرض وبعضهم عمل فى مجالات مختلفة لكن دوما كنا معا فى جنينة المانجو!

Monday, July 11, 2022

22- دروب الواقع

دورانه بسيارته انتهى به ان يجلس فى ميدان الاسماعيلية مقهى كان قد جلس عليه من قبل منذ سنوات طويلة مع زميل له من عشاق مصر الجديدة ،تذكر ذلك الآن حينما جلس اتساع الميدان امامه كراسى المقهى الخيرازانية ربما المكان افضل ليلا لكن تلك المساحة المفتوحة بوابته لاستكمال الأحلام ،طلب ساندوتشات من مطعم مجاور مع كوبا من الشاى لكى يستكمل فكرته عن الخطوة التالية مازال يحلم بأن يكلم صديق يفضفض له عن مكنون نفسه لكنه مازال مترددا فى ذلك أو بشكل او بآخر هو يريد أن يستكمل الطريق وحيدا ،حيرة تكتنف عقله ... رغم جوعه لم يكن يأكل فى نهم كان يأكل فى شرود...الجلوس مع عقلك شئ والتحليق بقلبك شئ آخر .. هو فى الواقع يواجه المسألة بالطريقة التى تقولها عنه بما أن اذا ... لذلك اتخذ الطريق الطبيعى لكنه أمام محاذير أصبحت تظهر فى عقله فرق السن اوقات يشتعر أن هناك فرقا فى المستوى الاجتماعى .. ليس لديه اعتراض على اختلاف شخصيتها ربما هذا هو مايجعلهم يكملون بعضهم البعض.. طريقة تربيته ربما لم يكن تستسيغ فكرة تعرفهم على الإنترنت يحمل فى رأسه كلمات صديقه خليل أو ربما لأنها تذكره بسوزان قبل سنوات واعتراضات الاسرة وفشل المشروع فى النهاية ،لكنه امام شخص حقيقى لا ينسج حول شخص مشاعر وأحاسيس من حوارات او سماع صوت أو رؤية كاميرا .. لقد رأى شخص من لحم ودم وجد نفسه مندمج معها بشكل ما. يحدث بينهم انجراف تجاذبى!!!هو يبتسم من التعبيرات التى تأتى فى رأسه يفهم الآن احد زملاءه فى العمل حينما كان يقول له أنه حين يسمعه يتصور نفسه أنه فتح التليفزيون على القناة الأولى .. أتصال آخر من والدته قطع استرسال حبل افكاره .. مرة اخرى رد دون وعى انه أمامه ساعة  ويعود إلى البيت مازال يفكر فى أن يكلمها .. تعترض هى دوما على "زنه" هو يحب أن يسمح مفردات كلماتها .. كلمات مثل "زن زن " وما يقابله هو من "أزمة هوية " تبدو ثنائيات تجمع حواراتهم حينما يتفكر بها ترتسم على وجهه ابتسامه او شعور بالراحة يثلج قلبه .. لديهم عالمهم الخاص عليه أن يؤمن بذلك هو لم يكن متعجلا فيما طلبه .. عليه أن يستمر .. دفع الحساب قفل عائدا إلى منزله...

هى لم تدر إذا كانت غفت أم ظلت تعيش فى احلام يقظة .. لكنها حينما اعتدلت فى السرير على صوت رنات محمولها ولثانى مرة تجد نفسها فى المرآة شبه عارية بلوزتها المفتوحة .. عبر فى رأسها شعور الدنس السابق... لكنها تجاوزته وإن كانت تتذكر دعابات "نادية" عليها حينما كانت تعترض على جلوسها فى المنزل بملابس شديدة الاحتشام وتقول لها عيلة محافظة القاهرة! وهى وحيدة هى تتغير الآن .. تتسائل فى رأسها هل تسير منومة أم أن الطارق يبدو يغير حياتها تعترف أن بعضها تغييرات سلبية لكنها سعيدة .. لا تعرف كيف تضبط نغمتها تريد أن تقبض على لحظات معه .. تشعر بالضيق مما حدث ... تتجاوز سريعا .. هى لا تدرى كيف تسير الأمور فى رأسها ..هى لم تعرف نفسها هوائية من قبل .. يبدو صوت نادية هو صوت ضميرها أو أنها تتذكر نفسها حينما كانت نادية تقول عليها دعك من دور الواعظة !.. لمحت رقم نادية على المحمول اعادت الاتصال بها .. هى تريد احد أن يشاركها حتى وإن كانت علاقتهم بعد طارق لا تسير بشكلها الطبيعى لكنها قررت أن تقول لها كل شئ ...وتستمع لها ..

التقيت الصديقتان يبدو أن هناك بعض المسافات حاولت أن تكون صريحة .. لكن ليس كل الأشياء يجب أن تقال .. هناك مساحات فى قلوبنا لا تتسع إلا لاثنين لا يجب أن يطلع عليها ثالث وجلست تنتظر رأى نادية ..

التى بدأ كلامها متحسسا خطواته هذه المرة حتى لا تغضب صديقتها ... لكنها افردت نفس اسبابها السابقة طريقة التعرف على الأنترنت فرق السن .. لفتت نظرها إلى فروق اجتماعية لم تكن هى تفكر بها قالت لها ذلك عن فروق التفكير التى تبدو فى حوارتهم ادبها الانجليزى مقابلة طريقته المحافظة .. هى كانت تستمع تتصور نادية تكرهه او أن نادية لا تريد لها الخير .. هى تستمع ويكتنف عقلها اشياء أخرى لكن كلام ناديه يبدو منطقيا .. طريقتهافى الحياة وإن كانت محافظة لكنها تختلف عنه ...هى تجادل نادية لكنها فتحت أمام اعينها زوايا لم تكن تراها وجلسا يتحاورن حتى افترقا تاركة ندى تنتظر كلمة .. او تليفون منه .. لقد افترقا على فكرة أن تفكر دون موعد للرد .. لكنه متى كان ينتظر موعد كلمات نادية مع عدم اتصاله حتى عدم وجود رساله .. هل تبحث عنه فى شبكة الانترنت ؟... لا توجد رسائل هناك ايضا .. لم يفتح اليوم...قلق الأنتظار جعلها تفكر أنه ربما نادما عن تسرعه .. هو ليس جادا عبث بها وبقلبها .. يتسلل إلى رأسها أنه وصل إلى جسدها أيضا .. هى الآن لا تدرى .. تشعر انها تستسيغ توحدهم بل تفتقده ... تريده تريد كلماته تريد رسائله شعور بالفراغ .. هل تتصل به ..؟! تبادر بنفسها .... ساعات من السهاد سيطرت على ليلتها وهى تتنقل على الانترنت وتختبر التليفون اذا كان به شبكة .. لا تطيق شعورها بالأسر ...كتبت رسالة واعادت مسحها ..

ذاك الصباح ذاب فى عمله أو قرر أن يعود إلى نسخته القديمة .. كان شعورا ماسخا .. هى لم تتصل .. هو يشعر بأنه وحيد ... مترددا بأن يعطيها فرصة دون أن يضغط عليها أو يخشى من شعور بالمسئولية يطل سؤال هل تسرع فى رأسه من جديد ؟!.. عقب انتهاء مقابلة فى العمل كتب رسالة سريعة على التليفون من كلمة واحدة فكرتى؟!..ردت عليه بكل برود فى أيه؟!!!! بالنسبة له شعر أنه رد سخيفا..ظلت الرسائل باردة هكذا كأنها لا تعرف مايريد وهو لا يفهم تلك الطريقة ..عقب أنتهاء العمل طلبها... لم تقل الو بل ردت عليه " افتكرت تكلمنى" !!

النساء ليسوا من الزهرة والرجال ليسوا من المريخ لكن الأنثى تفكر بقلبها والرجل يحب بعقله فتبدو المناطق رمادية بين الأثنين..

هو يضبط انفعالته ضاغطا على احرفه طالبا المقابلة وهى تتمنع رغم رغبتها فى اللقاء لكنها تريد أن تختبر إصراره ..لا يمارسون لعبة قط وفأر لكنه دلال الأنثى مقابل عقل الرجل.

التقيا وجاءت بسيارتها طلبت منه أن يركن سيارته ويركب معها ،لم يحاول أن يتفهم الفرق بين البرود وتجاوز مزيد من القواعد وركب السيارة سعيدا...

بدا متلهفا...هى مترددة بين فرحتها بلقاءه ورغبتها فى إن يظهر مزيدا من الإصرار يعيد لها ثقتها المهتزة عبر كلمات نادية.

لم ير سيارتها الألمانية من قبل يحب ذلك النوع من السيارات كان يحلم باقتناء نسخة لكن الامكانيات لا تسمح ،متجاوزا كل البرود محاولا أن يتلمس طريقه إلى رأيها سألها هل أعجبتك الهدية؟ .. لو مكنتش عجبتنى مكنش لبستها .. رفعت يدها اليمنى عاليه وهى تهزها .. حرفه الصغير يبدو أطول قليلا من بقية اللعب فى "انسيال" يلف معصمها.. رطب ردها العفوى الاجواء يعنى افهم أنك موافقة....

ظلت صامتة .. طيب اعتبر السكوت علامة الرضا ....لم ترد..

ممكن تفهمينى نقلات العربية أنا موش بفهم فى "الاتوماتيك" وضعت يدها على الناقل وحاولت تشرح له ..مد يده ووضع يده فوق يدها على الناقل ... حاولت سحب يديها لكنها لم تكن جادة فى سحبها . وظلت صامتة وبدا أن يديهم هى من تتحاور .. لكنها تململت وقالت له أنا مبعرفش اسوق بأيد واحدة..شيل ايدك احنا داخلين البنزينة . لم تكن تريد أن تمون السيارة بقدر ما كانت هى الطريقة الوحيدة الذى يرفع بها يده اقترحت عليه أن يشربوا شيئا من مقهى البنزينة..ترجل من السيارة لم ينسى أن يشترى لها نوع الشيكولاتة البيضاء التى تحبها هو يحب الشيكولاته لكن يحب اللون الغامق أكثر اختار نوعا يميزة شكلها الهرمى ..ارتبط به منذ كان عم عيد يأتى بها من رحلاته فى احدى الدول العربية...

بدت سعيدة وهى تقضم قطع الشيكولاتة كانت تحب ذلك النوع واخذ يشرح لها قصة ارتباطه بها وفكرة الشكل الهرمى.. قضمت قطعة أخرى واردفت ايوه هندسة بقى ..

رد بجدية طيب علشان الهندسة الخطوة التانية حتكون ايه ؟! أمتى اقدر اجيب بابا ونقابل عصام؟!..

انت بلغت أهلك ؟

اردف كنت منتظر ردك...

لم تكن مقتنعة بكلماته لكنها ردت أنا بفضل تتعرف على عصام الأول فى أى مكان قبل مايكون هناك كلام رسمى يعنى فرصة تتعرفوا وفى نفس الوقت التفاصيل الأخرى ليست بذات الأهمية خرجت كلماتها شديدة العقل بالنسبة له رغم خجلها لكنه صدمها فى فكرة كيف سوف يشرح لعصام تعرفهم على بعض!

بدا أن جو التوتر يعود حينما ردت بحدة يبدو أنت موش مقتنع بعلاقتنا أو بتخجل منها؟!...

ليس خجلا لكن أنتى عارفة فكرة الناس على الانترنت .. والتعارف ..

رفعت عينيها اليه ونطقت أسمه بحدة قائلة ح ترجع للشعارات تانى .اذا كان هناك ما تخجل منه فى علاقتنا. فأنت لست مجبرا على الاستمرار بها ..

أنت تتهمنى بأزمة الهوية وأنا لا أحب أن تعيش فى اجواء الكذب والنفاق التى يحب أن يتبناها مجتمعنا نحن نبنى علاقة لمستقبل حياة اذا كنا سنبنيها على الغش والخداع والخجل أعتقد أنك انت اللى محتاج تفكر موش أنا...أكد لها أنه مصر على استكمال الطريق الطبيعى لعلاقتهم وإنه غير نادم على شئ بها .. قاطعته خد وقتك وفكر ... تجادلا كثيرا لكنها أصرت على موقفها أنه هو من يحتاج إلى التفكير أنا استنى مكلمتك بكرة بعد الشغل.. حاول مقاطعتها .. لكنها أصرت أن لا يتحدثوا قبل ذلك لك الحق فى وقت اطول .. رد ببساطة أنه سوف يكلمها فى الميعاد لرغبتها لكن انتى عرفانى "زن زن" افترقا على أمل حوار قريب ،هم يذوبون معا لكنهم فى ذات الوقت بينهم اختلافات ..لكى يتحقق الحلم يجب أن يصمد فى دروب الواقع والإ كان مجرد سراب.