فى 17 نوفمبر 1997 اليوم الأول الذى فكرت أن اهاجر من البلد نهائيا ، اليوم الذى لم اتحمل فيه مشاهد القتل والدم الذى فخر به القتلة وأسمو انفسهم كتيبة الارهاب والدمار ، حينما قتلوا ما يزيد عن 90 سائحا كل جرمهم أنهم زاروا معبدا فى مدينة الأقصر لم افخر فى هذا اليوم أننى مصرى وانتمى إلى هؤلاء القتلة.واليوم وبعد خمسة عشر عاما يأتى علينا يوم أسود جديد ، ببساطة شديدة الضحايا هم ضحايا الإهمال المصرى والفهلوة وبحسبة اخرى الضحايا أكثر من ضحايا حرب تجرى على غزة ، لاننا بكل بساطة نتواكل ولا نقوم بما ينبغى علينا القيام به ثم تأتى الكارثة ونبحث عن كباش الفداء ، نعزل وزير أو نقبل استقالة ، القضية ليست فساد مالى ولا اخلاقى القضية هى فساد عام مستشرى لدينا ما يزيد عن 6 مليون موظف لا احد طلب منهم أن يعملوا وهم معذرون لأنهم ليس عليهم أى رقابة.
الدماء سوف تظل تنزف مالم يتم تسخير كل جهد فى كل موقع لرفعة هذا الوطن ، لا يجب أن نأخذ برامج الجودة على الورق ، يجب أن يتم تسيير رحلات آمنة للسكة الحديد ولغيرها ، الاحصاءات تقول أن مصر تخسر اكثر من 6000 شخص سنويا فى حوادث الطرق فقط غير الجرحى مسجلة بذلك أعلى معدل عالمى لحوادث الطرق وهذه الارقام اعلى مما خسرته اسرائيل فى حرب اكتوبر.
قيمة الروح الإنسانية تذهب هباءا بالإهمال ، كل منا سوف يحاسب على تلك الدماء الذكية ، لا اريد أن ادخل فى هذه الحرب التى لا طائل منها حول عزل وزير او زارة ، القضية ياسادة قيمة العمل فى مصر الجميع يحتقر العمل ولا يعرف قيمته كل سائق فى هيئة السكة الحديد يجب أن تكون نفس قيمة الطيار يجب أن يفهم طبيعة عمله ، عمال التحويلات المعزولون فى اكشاكهم عن العمل يجب أن يعرفوا مسئولياتهم ويجب علينا أن نعرف اهميتهم ، لا نريد أن نرمى التهم جزافا أو نلقى بآخرين فى السجون ، ثم تأتى كارثة أخرى ونحاول أن نتحرك ثم نلف حول انفسنا بلا طائل.
الجميع الآن بعد
الثورة يعرف حقوقه ويقاتل عليها ويغلق الطرقات ويعطل مصالح الآخرين ، لكن لا احد
يعرف واجباته ، الكلمات المسكوبة هنا لن تجدى نفعا مالم تكن هناك عقول تريد أن
تصنع العمل ، القضية ليست مرسى ولا شفيق ولا اسلامى ولا علمانى ، القضية هل تريدون
أن تعملوا لنهضة هذا البلد أم نغسل جميعا ايدينا من دماء هؤلاء ونترحم عليهم
ونقاتل انفسنا هباءا منثورا.
وفى النهاية لا
أملك إلا أن اقدم خالص العزاء لآسر الضحايا ، وادعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان
، وادعو لهم بالمغفرة ، وادعوا الله أن لا
تصبح تلك الكلمات المسكوبة على هذه الأوراق كتلك الدماء الزكية هباءا منثورا.
No comments:
Post a Comment