Wednesday, July 15, 2020

"الدرونات المصرية فى زمن الكورونا"

حلم الانسان بالطيران قديم، وربما اقدم تلك الاساطير هى اسطورة ايكاروس والتى من بعدها جاءت فكرة عباس بن فرناس ثم بدء تحقيق حلم الانسان فى الطيران الاخوان رايت بتلك المقدمة لا تحسبنى سوف احدثك عن تصنيع الدرونات المصرية او عن صفقات الاسلحة المصرية الجديدة التى تحتوى على درونات حديثة، لكن التدوينة ببساطة تتحدث عن الظاهرة المصرية مع انتشار فيروس كورونا وهو الولع بالطائرات الورقية ، الظاهرة قديمة لكن يبدو أن احد الانجازات الكرونية أن الآباء اصبح لديهم وقت لكى يصنعوا تلك الطائرات كذلك اصبح لديهم وقت لمشاركة ابناءهم فى اللهو بتلك الطائرات لذلك اخذ الموضوع زخما كبيرا حيث اصبحت افراد الاسرة كلها تشارك فى النشاط ، ويتضمن النشاط كذلك تصنيع الطائرات بل هناك مبادرات لتركيب اضاءات على تلك الطائرات كذلك استخدم خامات مختلفة فى تصنيع الطائرات، وقد اصبح للموضوع تجارة موازية تصل احيانا فيها سعر الطائرة على حد وصف احدى التحقيقات الصحفية إلى 500 جنيه ويزيد.
وركب البعض عليها كاميرات لتصبح فى الحقيقة درونا وتثير حافظة رجال الامن فى امكانية استخدامها بالعبث بالأمن العام واعتقد أن علينا أن نعطى الشباب فرصة ربما اصبح لدينا فكرة درونا ورقيا مصريا لدعم جهودنا القتالية.
وبالمناسبة العدو الاسرائيلى يستخدم درونا تصنيع اسرائيلى صغير جدا يكاد يقترب من حجم الطائرات اللعبة التى يتسخدمها الاطفال لدعم قوات مشاته ويتم التعامل معها مثل اللعبة بالظبط وكان من الممكن لو استخدمنا مثيل لتلك الدورونات ان نحمى كمائن الجيش التى تتعرض للهجمات فى سيناء.
ويبدو أن احلام الشباب بالفعل فى الدرونات الحقيقية بدليل المعارك الجوية اليومية التى تنتهى بخناقات دامية فى بعض احيائنا الشعبية وباسقاط الطائرات المنافسة فى احيان اخرى والاكتفاء بمحاولة الانتقام او شراء طائرة اقوى او تسليح الطائرة بأمواس كى تقطع الطائرات المعادية !
والظاهرة تبدو جيدة بشكل عام باستثناء بعد الحوادث المؤسفة التى فقد فيها البعض حياتهم سواء بالسقوط من الادوار المرتفعة نتيجه فقد الاتزان اثناء تحليق الطائرات، او اصابات الخناقات الشعبية او حتى الاصابات التى حدثت فى الشوارع نتيجة حوادث سيارات مع الذين يطيرون الطائرات سواء على كورنيش الاسكندرية او كبارى القاهرة ، وكل كوبرى الآن اصبح يطلق عليه مطار فى العرف الشعبى فهذا مطار كوبرى الساحل وهذا مطار كوبرى عباس.
تجربتى الشخصية مع الطائرات الورقية كانت طائرة صنعها لى والدى من البوص واخذنها نضع عليها الجلاد بالالوان واراد والدى ان يصنع لها شكلا مختلفا فقطعنا اوراق على شكل دوائر ووضعنا دائرة فى المنتصف وحولها بقية الدوائر الورقية الاخرى وحينها كان اصدقائى يطلقون عليها طائرة المجموعة الشمسية ، وكنا نذهب إلى العمارة الاعلى فى شارعنا ونطيرها مع احد جيراننا هناك ووكان اكبرنا سنا وكان قبطيا رحمه الله، وفى التسعينات اظن اننى شاركت اولاد اخواتى فى استعمال طائرة البحر هناك وبالطبع لم تكن لدينا مهارة التصنيع الذى كانت لدى والدى فشريناها جاهزة وكانت بلاستيكية مما يسمونها طائرات البحر لأنها تتحمل اقوى التيارات الهوائية كذلك كان الخيط المستخدم خيط السنارة بدلا من الدوبار والخيط العادى وتبقى طائرة يوسف صديقى التى صنعها فى فيلم ثلاثى الابعاد لايصال رسالة عن الجودة ربما كنا اصدقاء لأن لدينا ذلك الهوس بالتجويد او بالبحث عن الكمال كما يقول البعض.
اتمنى من كل قلبى ان تنمو الظاهرة بشكل ايجابى وتتخلص من تلك الحوادث المؤسفة بوضع ضوابط او ارشادات على الاقل للشباب، ويصبح هناك انديه لها او تجمعات مثل الموجودة فى اليابان والصين ولها مواسم محددة ومسابقات فى صناعتها وتزيينها او الاستفادة منها فى خدمة المجتمع على الاقل هى افضل قليلا من جماعات الالتراس التى تنشر العداء بين المشجعين وتنشر شعارات تقترب الى الشعارات النازية فى تشجيع الاندية وتحطم الانتماء الوطنى بجعل الانتماء الوحيد هو للنادى... الافضل دوما أن يكون لدينا احلام حتى وإن كان الواقع يحمل كابوسا وربما تلك الدرونات المصرية الورقية هى محاولة لبث امل فى زمن الكابوس الكورونى.