Tuesday, September 28, 2021

غفرة


  • فى مسلسل البشاير كان تعرفى الأول على فكرة وجود "بدو" او عرب بجوار اراضى متطرفة ويتم فرض اتاوات على الارض مقابل حق يعتبره سكان تلك المناطق ان الارض ملكهم ، كبرت قليلا وواظبت على الذهاب إلى جنينة المانجا مع الاقارب لعدة سنوات فى اجازة الصيف، حتى جاء عام تم تأجير جنينة مانجا فى مديرية التحرير واضطر الاهل حينها لايجار سلاح لحماية الأرض من بدو وعرب بجوارها!
  • ومنذ عدة شهور فى اطار السعى لاستكشاف افق المشاريع الجديدة كان على زيارة منطقة صناعية فى احدى محافظات الصعيد، المنطقة الصناعية مجهزة بشكل كامل كل ما عليك أن تقدم مشروعك وتستلم هنجر مجهز صناعيا بكافة الاحتياجات من كهرباء وصرف واطفاء وتشعر معه أن الامور فى مصر تتحرك بشكل ايجابى ومناطق خدمية بها كافة الخدمات التى قد يحتاجها المستثمر، لكن كان علينا أن نستشير احد المهندسين العاملين بالقرب من المنطقة الصناعية حتى نتعرف على اسعار العمالة وخلافه.
  • ووجدت أن صاحب فكرة المشروع يسأل عن قيمة "الغفرة" لم افهم المصطلح لكن فهمت حينما مررنا حول المنطقة ووجدنا احد العرب فى احد الاكشاك المجاورة للمشروع ، اخذت استفسر عن فكرة "الغفرة" رغم وجود قسم شرطة ضمن الخدمات ففهمت ان هذا طبيعى!
  • كمستثمر حينما تضع دراسة جدوى عليك أن تضع قيمة "الغفرة" فى المنطقة للأسف الشديد الأمر ليس قاصرا على المناطق النائية فقد فاجأنى احد الاصدقاء أن شركته وهى شركة تابعة للدولة ولديها جهاز امنى ضخم تدفع "غفرة" لمبناها فى قلب التجمع! وحكى لى اخرين أن بعض الشركات فى مدينة نصر تدفع نفس تلك الاتاوة بكل بساطة!
  • يحدثنا رجل المشاه البائس كل يوم على قدرته على نشر القوات المسلحة فى ربوع الوطن فى اقل من 6 ساعات لحماية الوطن، لكن الشرطة والقوات المسلحة لا تستطيع ان تحمى المواطنين ولا المستثمرين من تلك "الغفرة" او أن هناك تحالف مصالح فاسد يتم بين رجال الشرطة فى تلك المناطق لعدم الاحتكاك مع الحصول على جزء مما يدفعه المسثمرين!
  • الامر اصبح موجود ايضا فى المدن الجديدة فى التجمعات العشر حول القاهرة الكبرى سواء لمصانع او لمساكن او لانشاء مبان ويزعم البعض ان هناك سكان يدفعون ايضا تلك الاتاوه.
  • كنا نعرف ذلك فى الاماكن المتطرفة البعيدة فى الصحراء لكن اليوم يبدو الامر كجزء من دراسة الجدوى لأى مشروع!
  • ترى هل هم صحيح بدو او عرب يسكنون بالقرب من المناطق، رغم وجود الدولة بكل اجهزتها ام  ترى اى مصالح فساد تقف وراء تلك "الغفرة" أم ان الوطن كله تحت ولاء شيخ الغفر!

Thursday, September 23, 2021

رسالة أخيرة إلى سيادة المستشارة

 

  • السيدة انجيلا ميركل اسمحى لى أن ارسل لكى تحية طيبة من مصر لا احتاج أن اقول ما تمثل مصر فى التاريخ ، ولا احتاج أن اعرف مدى ما قدمتيه لخدمة بلادك على مدار توليك للسلطة.
  • وارتباط المصريين بالألمان ارتباط قديم فالمانيا فى قلب اوروبا هى ما تمثله مصر فى قلب العالم العربى ، وان كنتى تحلمون باوروبا موحدة فنحن نحلم بالولايات العربية المتحدة
  • سيدتى ارسل اليك برجاء ان تكلمى انجازاتك فى الاصرار على وقف الطاقة النووية فى المانيا رغم انها جزء من صميم تخصصك السابق وكذلك انجازك فى معارضة الجميع والموافقة على السماح باستقبال لاجئين وذلك من ناحية انسانية وكذلك من ناحية برجماتيه لخدمة المانيا وسعيك لدمج اللاجئين فى المجتمع الالمانى كذلك انجازاتك التى لا تحصى لبلدك خلال فترة توليكى للمستشارية لعدة فترات متتالية.
  • كمصرى لدى طلب وحيد وصغير واعتقد انه عادل ايضا سيدتى اذا كان لكى ان تكملى انجازات وتغردى عكس التيار فأننى اطمح فى ان تعيدى لمصر تمثال نفرتيتى كهدية لمصر لافتتاح متحفها الكبير
  • سيادة المستشارة انا اطلب حقا لبلدى تقول اليونسكو انها تسعى لتنفيذه مع كل آثار العالم لتعود إلى وطنها الأم ، وان كان التعاون المصرى الالمانى كثيرا وقد استفدت منه شخصيا فى دراستى للغة الالمانية فى المرحلة الثانوية.
  • ارجو ان تنال رسالتى ردا يسعد كل المصريين ليس لدى كثيرا اقوله غير هذا واطمح أن تنال كلماتى صدى لدى سيادتكم حتى وان كان ما تفعلينه ربما لا يعجب الكثيريين لكن فكرى فقط فقط فى قيم الثقافة والعدل والانسانية والتعاون.
  • وارجو من اصدقائى من يقرأ هذه الرسالة أن يحولها إلى الالمانية ويجتهد فى أن تصل إلى سيادة المستشارة.
  • سيدتى لا اريد أن اذكرك أن نفرتيتى موطنها مصر وحقها أن تعود إلى مصر بعد سنوات غربة طويلة ، ولا اريد ان اذكرك بقضايا قانونية بشأن خروج التمثال من مصر ولكن اود فقط أن تعيدى لنفرتيتى لنا ربما يكتب هذا الأمر كانجاز للحضارة الانسانية فى قيم التعاون والآخاء والثقافة والعدل.

Wednesday, September 22, 2021

عروسة ورق

  • هل ما تبقى لنا هو الذكريات لنعيش عليها ، أم ان الذكريات تعبث بعقولنا لنظل نعيش فى ماضى كنا فيه محميين باشخاص نحبهم ويحبونا ، وحتى حينما كبرنا ظننا انهم عكاكيز فى الحياة لن نخسرها لكنا ما بالنا نخسرها تباعا ، ونبقى نحن ربما نكون عكاكيز لاشخاص اخرون لكننا لم نلتئم بعد ولم تصفوا نفوسنا وتظل الذكريات محراب نعيش فيه امانى واحلام الماضى.
  • قبل 26 عاما فقدنا عزيز أخر لسنوات طويلة لم نكن نعرف اسمه الحقيقى فقط عمو جلاء ، كان اسم احمد البنا غائبا يكتب فى الاوراق الشخصية ولكن كلنا نستخدم نفس الاسم واصدقاءه المقربين ربما يستخدمون كلمة جلجل كنت اعرفهم جميعا واجلس حول رقعة الشطرنج اتأمل ذلك العالم السحرى الذى مازالت مرتبطا به إلى الآن.
  • لكن اذا كنا نتحدث عن عالم سحرى آخر فهو حينما كنا نصاب بأى مرض من امراض الطفولة سواء برد او لوز " الدلع المصرى للالتهاب اللوزتين" وكنا نئن من الألم وكان هو يأتى إلينا ويصنع تلك العروسة الورقية السحرية ويظل يخرمها بطريقته وهو يرقينا بها وربما كأطفال كان ذلك يأخذنا إلى عالم اخر عالم سحرى ننسى فيه المرض وقصته ثم يحرق تلك العروسة فى النهاية ومع نهاية تلك الجلسة السحرية كنا نشعر بالتعافى لم اكن انا الوحيد فى الاسرة الذى كان يشعر بالتعافى بعد تلك الجلسة العلاجية الروحية الخالصة كل من جرب هذا ربما شفى ، هل هو سحر خروج طاقة سلبية ام انشغال العقل فى فكرة اخرى لم نعرف ولم نعرف ولم اعتبره دجلا لكن الدجل الحقيقى هو ما نراه الآن فى اختراعات الطاقة وخلافه وهم يصنعوا منه دجلا علميا باحتراف، لكنى كنت اتمنى أن ابقى مع العالم السحرى لعمو جلاء سواء بعروسته الورقية او حتى حبه للحمام وحتى طريقة التربية التى اورثت من بعده للبنا عبر حمامة مراسلة عادت وحيدة وكون بها مجموعته المختلفة التى كانت تعتمد على نوعيات اخرى من الحمام ، ربما لم اعرف الكثير من الانواع او لم ادخل هذا العالم السحرى لكن يتبقى لى ان أؤكل اليمام الذى يزور منزلى.
  • لم نكن نخاف منه مثل الاخوة الكبار لكن جملة فلان احفظ مركزك كانت كفيلة بمعرفة اننا صنعنا خطأ ما وكنا نحفظ مراكزنا ، اذ ترك المرء نفسه لذكريات فلن ينتهى، وسوف يبقى فقط منها عوالم سحرية زرعت بك من اشخاص وانت لا تدرى شطرنج حمام يمام اسماء الحيوانات المبتكرة التى اطلقها على مزرعته الصغيرة فوق السطح ، افطار رمضان العائلى فى الغرفة الغير مسقوفة او حتى الغرفة الصغيرة فى البيت الكبير التى شهدت ميلاد اسرتين وصناعته من البساطة حياة لا اعرف اين تلك الكراسى التى على شكل مربعات الآن التى صنعها من بقايا اشياء ربما بعد سنوات اصبحت موضة الآن، البيت الذى بناه بالحب وربما غادره مبكرا ليترك ايتاما اصبحوا رجالا ويجرى العمر بك وانت تعيش الذكريات عبر الكتابة عن العكاكيز وتودعهم تباعا سواء أم او أب أو خال عسكرى او ظابط او خالة صغيرة وكم أه تقولها واخرها أه يا بنا عالم كان فيه مرات جدو ربما تتصور أن تسير فى زفة عريس او تودع ملكا او صديقا كان به حماية من نوع خاص ويمضى العمر فى لحن دائم إلى رحلة اليقين التى تحتاج إلى وصية اخيرة رحم الله الجميع وجعلنا لا ننساهم ابدا من صالح دعاءنا.

شفرة المشير

 

  • ربما اول مجلة عسكرية وقعت تحت يدى وانا فى الصف الرابع الابتدائى كانت عبارة عن ترجمة وتلخيص لكل ما كتب عن حرب اكتوبر فى المجلات العسكرية العالمية وكان هناك اسم المزرعة الصينية وكيف انها كانت مزرعة بحوث يابانية لكن الاسرائليين كانوا يمثلوا الامريكان دائما فهم الذين يطردون العرب الحمر كما كان الامريكان يطهرون الارض الجديدة وكذلك ارادوا ان تكون معاركهم مع مصر مثل معارك الامريكان فى فيتنام ، حتى كلمة سر عبور القناة "اوكابولوا" او نحن نقاتل فى افريقيا فى اشارة إلى نفس الفكر المسيطر للعمل الدعائى الذى لم يتنهى حتى الان.
  • ويبدو أن المشير محمد حسين طنطاوى الذى برز اسمه كأحد القادة فى تلك المواجهة بقى غير مفهوما طوال الوقت مثل لم احد يعرف لماذا لما يتم تصحيح اسم المعركة إلى الآن فى كل المراجع العسكرية حتى المراجع المصرية تتحدث عنها بنفس الاسم فى لعبة فرض الاسم التى يفرضها الاسرائليين دوما فممر صلاح الدين هو محور فلادلفيا الذى كان الفيلد لافى لكن لنعطيه تسمية امريكية ايضا ، او حتى حائط البراق الذى اصبح حائط المبكى!
  • الرجل بقى ولا زال لغزا لم يفك احد شفرته حتى وانا اضع انطباعاتى فى مدونتى كنت اتابع القنوات الاخبارية فالاعلام الغربى يضع انه من اصل نوبى حيث يجب ان يصنف الناس فى وطننا او نخلق اى واقع جديد غير انه مصرى حتى النخاع على العموم شكرا للاعلام الغربى حيث يذكرنا  كان استخدام اللغة النوبية فى شفرة حرب اكتوبر عملا مصريا ابداعيا خالصا، هل ينتبه احد إلى قراءة الاعلام الموجه قراءة حقيقية وحتى فى ظل وفاته لم يتوقف اعلام الاخوان الموجه من الخارج عن التركيز على ربطه بالدم المصرى الذى رأيناه فى حالة سيلان الوطن فى السنوات التى اعقبت يناير 2011 عبر عبثيات محمد محمود ماسيبرو استاد بورسعيد المجمع العلمى او الاعتصامات لمجرد الاعتصام او لأن المشير لبس بدلة مدنية فى عبث بمقدرات الوطن صدق البعض انه يصنع تغييرا لمجرد أن يقف فى الشارع!
  • فى محاولة شخصية لفك الشفرة فالرجل احد رجال العسكرية المصرية رجل مشاه يتمسك بالارض لذلك حينما تحدث الرئيس السيسى قال انه كان يمسك فى يده مصر كجمرة من نار وهى فى الواقع حقيقة سيلان الوطن والتهديد بتفكيكه ولم يكن له طموحات سياسة وبدا كعسكرى محترف، ربما ذلك اهله ان يبقى وزيرا للدفاع لاكثر من 22 عاما فى حالة تكلس للسلطة اتسم بها عصر مبارك وبقى هناك ولم يكن احد يتوقع ان ينقلب على الرئيس ، وان كان الاخوة الينايريين يقولون ان الجيش لم يقف معهم ، فدوما كنت اقول لو أن دبابة واحد اطلقت قنابل دخانها لانفض ميدان التحرير كله ولم نكن فى حاجة إلى الوصول إلى مشهد تين منه كما كان يزعم البعض.
  •  وربما لم نعرف الآن وسوف تمر سنوات حتى نعرف كيف كانت بعض مدرعات الجيش مكتوب عليها يسقط مبارك! هل سمح للمتظاهرين بذلك أم انها خرجت من معسكرتها تحمل هذه الشعارات التى كان مرسومة بدقة على بعض المدرعات!
  • لكن لم يعد خافيا أن المؤسسة لم تكن تميل إلى وجود الوريث وكان الصدام مع طموحاته واضحا وربما تدخله الشخصى فى مجلس الوزراء فى صفقة بيع بنك القاهرة قبل 2011 احدى علامات رفض سياسات الكازينو التى كان ينتهجها الرجال حول الوريث!
  • لكنه بقى وفيا لمبارك ولم يكن يريد أن يسمح باهانته، وبدا واضحا ان الجيش يصدر بيانات بعيدة عن هوى الرئاسة وبدا اننا امام انقلاب عسكرى برعاية شعبية حتى دون اللجوء إلى الترتيب الطبيعى للحكم!
  • ويحسب للرجل أنه قاد البلاد فى مرحلة شديدة السيلان، لم يخلع خلالها بدلة القتال فى كل اجتماعاته حتى وان كانت تلك المرحلة تحمل الكثير من الاخطاء الذى مازال الوطن يكتوى بها وحتى طريقة ادارة البلاد والعباد الآن تعتمد على تقديمه لرجل مشاه اخر لنا خلفه على رأس المؤسسة بعقلية تعود إلى فكر ما قبل الستينات فى السيطرة على كل مقدارات الوطن!
  • لكنه اسلم الوطن فى مشهد لم يصدقه الكثيرين فى افتتاح استاد سمى عندها 30 يونيو ابتهاجا بتلك المناسبة، وكانت زميلة لى العمل تسألنى كيف فعل هذا قلت لها صدقينى تلك النظارة الشمسية التى تخفى وجه الرجل فى التسليم تحمل الكثير هذا ليس احتراما كافيا لقائد اعلى!
  • وهكذا لم تمضى سنة حتى كان لديه رجل يضع الخطة البديلة لخروج الوطن من تحت عباءة جماعة سياسة تتستر بالدين وقد اعترف الرئيس بما قلته بأنه لم يكن يريد أن يقترن اسمه بتسليم الوطن لهم.
  • فى الحقيقة لم اكن اريد ان اتوقف كثيرا عن انكسار الوطن فى تلك اللحظات اقتراب الاسطول الامريكى من السواحل المصرية وجود رئيس اركان حرب القوات المسلحة فى امريكا فى 2011 وتصريحه على عشاء هناك بأن الجيش سوف يقف مع مطالب الشعب ، الافراج عن متهمين قضايا التمويل الاجنبى وخروجهم من الوطن فى ضغوط جعل الوطن يبدو كجمهورية موز فى حينها ، لحظاتنا الفارقة التى تعيشها هبه النيل مع ازمة النهر.
  • لقد اجتهد فى حماية الوطن عبر مشاركته فى كافه حروبه وتعرض للكثير وكانت له اخطاء وحاول فى الاجتهاد إلى الصواب وخرج دون أن يزج بأسمه فى قضايا مثل كل رجال مبارك وهو الآن بين يدى العادل فلا نملك إلا ان نترحم عليه وأن ندعو له كأى شخص ذهب إلى خالقه وربما تفك الأيام الشفرات تباعا.

Saturday, September 11, 2021

مرات جدو

 
  • لم تكن زوجة اب ، ولكن لأن اخواتى الكبار كان ستى وجدى لأمى وابى مازالا موجودين ويذهبوا إليهم فكان عليهم ان يفرقوا بينهم وبينها لذلك اطلقوا عليها مرات جدو ، الفكرة أن الاسرة كلها بلا استثناء اصبحت تقول مرات جدو كلقب حتى الابناء والاحفاد الحقيقين لها ، اصبح لها تسمية خاصة تليق بها ربما لم يتوقف احد عند معناها لكن هى لقب  متفرد حصلت عليه وحدها وكانت تستحق الانفراد فقصة حياتها ليست قصة بسيطة فهى ام لسبعة ابناء تركها زوجها فى ريعان الشباب وترك لها السبعة اطفال وحين توفى كان اكبرهم قد تجاوزت التاسعة عشر بأشهر وكان اصغرهم يتجاوز الخمس سنوات بل كان يعانى من نوع من شلل الاطفال وبرئ منه لاحقا بأشهر قليلة فضلا عن الاخرين 18 ، 15 ، 13 ، 11 ، 8 سنوات.
  • منذ عام 1959 حكى لى والدى رحمه الله كثيرا وهو يقدرها كيف كانت تذاكر له وهو صغير وكيف كانت جلساته عندهم بعد صلاة العشاء وكيف عانت من ظلم ولفت محاكم مصر فى محاولة حفظ حق ايتام فى اراضيهم وباعت الارض تباعا سواء للصرف على حياتهم او لتزويجهم وجرت لتحصل على معاش اخيها وزوجها كى تربى هؤلاء الايتام فى رحلة عطاء انتهت فى مثل هذا اليوم عام 2011 ربما توفت فى هذا اليوم حتى لا ننساها او يكون تذكرة للعالم كان بينها وبين وفاة ستى لامى 40 يوما كانت امى تقول انهم كانتا توأمان روحيتان لذلك لحقوا ببعضهم سويا تركت اربعة رجال متزوجين وسيدتين واحفاد اى انها ساهمت فى بناء ست اسر مختلفة وظلت لاخر ايامها ترعى هذه الاسرة.
  • وفى منزل الاسرة كانت جلستى المفضلة بين كرسيين من الطراز الذى يقال عليه اسيوطى ربما حينما اذهب اليه الآن لا اعرف كيف كنت اجلس هنا ، وربما كأى طفل تاه وهو صغير وظل اهله يبحثون عنه وحينما وجدنى احد ابناءها غاضبا قال لى اين كنت ذاهب فقلت لهم كنت ذاهب إلى مرات جدو لم يستطع سوى الابتسام والصمت.
  • ربما تحملت فقدان احد ابناءها وهى تعيش وهى اصعب موقف قد يمر به انسان عام 1995 وتركه ايتاما ايضا وظلت  صامدة من بعده ، حتى تحملت الكثير لكى ترعى هذه الاسرة حتى وكل منهم شق طريقه فى الحياة وكل منهم شخصية مختلفة ، ربما كان الاعتماد على النفس والاستيقاظ المبكر ابرز السمات التى لم تفارق اغلب افراد الاسرة إلى الان ، تحملت يتم السبعة وفقدان سند اى سيدة بالحياة وطمع الناس بها وبأموالها كانت تعتمد على الله.
  • لم تمد يدا او تتسول مساعدة ، ربما قرأتم من قبل كيف كانت تصرخ حينما عدت من الورشة ولم يكن يبين منى الإ اسنانى فى تدوينة اه يا بنا ابن اخر ذهب ولكن بعدها، وربما ما لم تسمعوه من قبل حينما كنت فى الصف الاعدادى وكانت تصرخ حينما اخذ دش الصباح البارد وهى تتألم من البرد فى الخارج، كذلك واحدة من اوائل زياراتى إلى مطار القاهرة حينما كنا نودعها لرحلة الحج ومعنى السفر ولحظات الفراق التى توالت مع الاهل والاحباب وكيف كان طريقى إلى رحلات.
  • ربما لم تكن تخرج من بيتها لكنها كانت مواظبة على سماع النشرة الجوية كل يوم كطقس اساسى الاخبار سحر الاذاعة ربما علق بى منذ ذلك الوقت الراديو الصغير المحمول الذى يفتح لك العالم سواء عبر نشرات البى بى سى او حتى النشرات المحلية ثم التليفزيون من بعده. رغم الم الفقد مازال هناك تلك الابتسامات جريان الحفيد إلى قدميها لكى يعضها ، تسميتها لابنة اختى حتى قبل ان تولد بثلاث سنوات  واحتضان البيت لسبوعها عام 2004 ، حتى مقولتها لاختى حينما قالت لها انها حصلت على صفر فى احد المواد لكنها نجحت وكلمة النجاح بالدنيا يا بنتى ، سلطانية الزبادى الفخار اليومية السحرية التى لا تستطيع ان تجد طعمها الان ، حبات الترمس التى اختفى من جنبها الفول المتبل مع بياع الترمس والحمص والفول الذى يغنى لحنا ولم يعد موجودا فى الاصل.
  • ترى كم من ذكريات سوف تظل تنهشنا وترى كم سيحافظ الاحفاد والابناء على بيت كبير ظل مفتوح لقريب وبعيد جار وزائر مسلم مسيحى حتى اسرتنا ظلت عالقة فى المنزل عام 1967 حينما سقط منزلنا، جعل البيت مفتوحا ووئد خلافات وحفظ روابط الدم ورحم الله امواتنا واموات المسلمين جميعا والهمنا صبرا وجعل لهم  دوما نصيب من ادعيتنا.

Wednesday, September 8, 2021

الأسرى والمحررين

  • بعد عملية الهروب الناجحة للسجناء الفلسطينين من ذلك السجن شديد الحراسة ، فى دولة تزعم دوما انها متفوقة فى كل شئ من اول الجيش الذى لا يقهر حتى واحة الديمقراطية فى المنطقة وبحكم ان من حولها هم الهنود الحمر العرب وانها هى من تحرر الشعوب ولا تستعمرها يتفكر المرء فى من منا الاسير ومن منا الحر.

    هؤلاء الأسرى اقتنعوا بحريتهم وحفروا طريقها بمعالق ، لكننا نحن فى بيوتنا نزعم بحريتنا ونتقاتل بالكلمات على الساحات بين مؤيد ومعارض بين ناشط ثورى وسيساوى او حتى بين حمساوى وفتحاوى قس على ذلك الاحزاب والاتجاهات الشتى فى الوطن العربى يصل الامر باتهام الآخرين المخالفين بالعمالة والاجندات وحتى السبب فى ضياع اى قضية .

    ترى هل طاقة النور التى فتحها هؤلاء الستة أسرى لنا نستحقها ، بأمكانيات بسيطة تستطيع ان تصنع حلمك.

    حلم الحرية صنع بمعالق هؤلاء كلهم محكوم عليهم بمدد مختلفة وبعضهم كان مقدر له ان لا يرى الخارج مرة ثانية لكنهم استطاعوا الخروج من الاسر.

    من اسر امكانيات المحتل الذى لا يقهر، من اسر امكانياتهم البسيطة ، من اسر اعوامهم تحت الاسر وتكسير الارادة ، من صلف المحتل ومن وراءه على مدار ما يزيد عن المائة عام بدءا من بعد بلفور مرورا بنكبة ونكسة وانتصار وانكسار وانتفاضات وتقاتل بين الاهل وليس رفع السلاح على العدو حتى مؤامرات نصنع بعضها ونتحجج بأخرى.

    لقد تحرروا من كل هذا هل يفتحوا لنا الباب ان نتحرر نحن ايضا ان نقاتل من اجل قضايانا من اجل حقوقنا المسلوبة.

    ورغم الضباب الكورونى الذى يلف العالم فاننى ازعم ان القضية الفلسطينية تعود لتحيا فى قلوبنا كقضية العرب الاولى حتى والعراق مفكك وسوريا مهددة ، والاخوة فى لبنان يعجزون على أن يجدوا طبقة حاكمة جيدة  واخرين يصارعون طواحين الهواء فى عبث سياسى فى تونس والبعض يدق طبول الحرب فى ليبيا والمغرب والجزائر يقطعون علاقاتهم معا ولم يحرر احد سبتة او مليلة او حتى جبل طارق ، اما الاخوة فى الخليج فمشاكلهم فى كيف يصرفون الثروة على خلافاتهم على الزعامة وعلى خلق فرص عمل لقطاع الصناعات العسكرية الامريكية وتبقى فى الطريق اليمن فى لحظات عبثية اخرى، وحتى كنانة العروبة مهددة فى هبه الله لها.

    ورغم أن الامارة الصليبية العبرية مشغولة بتكديس الاسلحة التكنولوجيا الامريكية فقد استطاعت معالق المقاومة أن تصنع لنا مجدا ليتنا نستحقه او ربما بقى لنا ان نتدثر بالمثل المصرى " الصلعاء تتعايق بشعر بنت اختها".

    ترى هل حانت اللحظة هل يحررنا من زعمنا انهم اسرى من الأسر الذى اخترناه اسر الامكانيات اسر الاختلاف هل نعتصم بالله ونرى طريقنا ، ونعرف كيفية حشد ما نملك لنحل قضايانا ام ان طواحين هوائنا والقتال بالحناجر سوف يستمر

     اهدى لكم كلمات نزار قبانى فى رثاء عبد المنعم رياض لو يقاتلون كما قاتلت ... لعلنا نتفكر مرة اخرى تفكروا معى من منا الاسير ومن منا المحرر