Tuesday, March 27, 2018

طريقتى الدون كيشوتية فى الانتخابات الرئاسية


  • علاقتى بالانتخابات تعود إلى عمر الثمانية عشر عاما حيث اصررت حينها ان يكون لى بطاقة انتخابية فى وقت كان الحصول على بطاقة انتخابية او حتى دعوة احدهم للحصول عليها نوع من الترف او اعتبارك على اقل تقدير كائن فضائى.

    عام 1993 كان اول مرة يأتى استحقاق رئاسى حيث كان عليك ان تختار ان تقول نعم او لا للرئيس مبارك فى هذا الوقت وعليه خرجت من منزلى كمواطن صالح وحيث لم يكن موجود ذلك الترف الانترنتى التى تعرف به لجنتك الانتخابية فعليك التوجه إلى قسم الشرطة حيث أن البطاقة الانتخابية مدون بها فقط اسم اللجنة وهو طوسون د ولكن لا تعرف اى مدرسة وحينما توجهت إلى قسم الشرطة فى ذلك اليوم وجدت امامى مواطن صالح اخر يبدو انه قرر أن يدلى بصوته وذهب يسأل مثلى عن اللجنة وحيث أن رجال الشرطة كانوا مشغولين ويبدوا انهم احسوا بأن الكائنين الفضائيين الهابطين عليهم فى الثامنة صباحا للادلاء باصواتهم فى يوم بالنسبة لهم عبثى فقد وجهنا الظابط فى حينها إلى الذهاب إلى اى لجنة انتخابية وتقيد بها كوافد وعليه خرجت من القسم ومشيت وراء ذلك المواطن الصالح الذى يبدو انه ابكر فى الحضور ليدلى بصوته ويذهب إلى عمله وعليه دخل اول مدرسة بجوار القسم والى بصوته أما انا فقد قررت ذلك اليوم ان ابدأ جولة فى عدد من المدارس لأشاهد عدد من المقرات الانتخابية وعليه ذهبت إلى عدد من المدارس كمواطن يتفقد حالة الانتخابات وفى النهاية قررت ان ادلى بصوتى فى اقرب مدرسة إلى بيتى وعليه كان على رئيس اللجنة ان يوقع لى فى بطاقتى الانتخابية بوصفى وافد وهكذا ذهبت ان ابحث عن المكان الذى على أن اوقع فيه لكن لم يكن هناك ايضا ذلك المكان فى اللجنة وعليه اخدت الورقة الانتخابية وذهبت فوق الصندوق كى اقول لأ للرئيس مبارك وجاء موظف اللجنة بجوارى وحيث أنى كنت اخشى ان ابطل صوتى بوصفها اول مرة انتخابية لى وقام الرجل بتوجيه انى على التوقيع فى خانة نعم! وقد كنت اتصور ببراءة عجيبة اننى اخطئ فى شئ وحينما تأكدت من اننى لا ابطل صوتى وان الموظف يحاول التجويد وضعت لا ووضعتها فى ذلك الصندوق الخشبى الكبير ويبدو ان الرجل كان خائفا وذهب الى الموظف الاخر وقال له على المصيبة الذى فعلتها وعليه عدت الى منزلى بعد أن ابتعت جريدتى المفضلة الاهرام فى ذلك الوقت نظرا للوجبة الدسمة التى تمتلئ بها صفحاتها وعدد اتجاهات الرأى بها فى ذلك الوقت وذهبت الى منزلى ووجدت والدتى وجلة وتخشى ان يتم القبض على وتقول ماذا فعلت فقلت لها ببساطة قلت لأ وتركتها وذهبت الى البلكونة لأقرا الجريدة فى مكانى المفضل وقلت لها لو جم قللهم انى بقرأ الجرنال جوه وانا بضحك..

    ورغم وجود بطاقتى الانتخابية فقد تجاهلت ان اشترك فى اى انتخابات برلمانية او محلية طوال حصولى على هذه البطاقة والمشاركة الوحيدة كانت عام 1995 وكانت فى محافظة الشرقية حيث ذهبت لمجرد دعم احد المرشحين بوصفه قريب لى واعمل فى شركتهم فى ذلك الوقت وحينما رأيت الفقر هناك عرفت معنى جملة جمال حمدان عن الرأس الكاسح لجسد كسيح فى وصفه للقاهرة وقد انتهت العملية بالتزوير اللطيف حيث كان المنافس فى ذلك الوقت ظابط شرطة متقاعد على أى حال هذا ما قالوه ولست متأكدا منه لأنهم تركوا لجنة الانتخابات بعد عملية الفرز بعد شعورهم باكتساح النتيجة.
    فى عام 1999 كان الموضوع اكثر بساطة ولم اذهب الى القسم ولكن ذهبت الى اقرب لجنة وادليت بصوتى وورحلت والاغرب ان والدى فى الحالتين كان يدلى بصوته رغم شكواه من شظف العيش وغباء الرئيس فى كافة الاحوال لكن بوصفه امام الجامع فكان يذهب كل مرة مع لفيف من المسجد للادلاء بصوتهم وعليه كنا اسرة فضائية فى هذا الوقت حيث جاء احد الاقارب يقول لنا من ذهب الى الانتخابات لم يذهب احد وفوجئ بأننى وابى ذهبنا وكانت نكتة المرحلة ان وسام الجمهورية محجوز لام نعيمة لأنها قالت نعمين.
    فى عام 2005 كان الرئيس مبارك فى اصراره على استكمال الثلاثينية ينزل لفترة رئاسة خامسة يتحجج بمادة الدستور الفرنسى الذى تترك فترة الرئاسة مفتوحة رغم انه منذ ان ترأس البلاد زعم انه لن يجدد لكن الكرسى الذى يلتصق به كل من يجلس جعله يلزق به ويبدو ان وجود كراسى رئاسية تيفالية هو الحل وعليه ذهبت الى اللجنة وقد كنت فى اجتماع فى العمل وكنت ارتدى بدلة فدخلت على اقرب لجنة وكانت مدرستى شبرا الاعدادية وحينما دخلت على المستشار رئيس اللجنة وحيث ان البطاقات الانتخابية تكون جديدة فى العادى وتستخرج قبل الانتخابات لمحاسيب الحزب لتغطية التزوير وحينما نظر القاضى إلى البطاقة ووجد امضاءات القضاة فى الاعوام السابقة وبهيبة البدلة وقف الرجل ويبدو انه تصور اننى من الرقباء او شئ من هذا القبيل ورحب بى وارسلونى الى دكة مغطاه بقطعة قماش سوداء وكان الترحيب غريبا فبطاقتى لا تبدو من البطاقات المضروبة المصنعة حديثا وشطبت على كل المرشحين وابطلت صوتى وذهبت.
    وبالطبع شاركت المواطنين الشرفاء ما اعتبروه انجازا فى كافة الاستحقاقات الانتخابية عقب انتفاضة يناير وما تبعه من اسهال انتخابى تم لعقه بثورة معلبة فى ثلاثين يونيو.
    ورغم حرصى على المشاركة فى ذلك العبث فى طريقة اشبه بطريقة دون كيشوتيه فى محاربة طواحين الهواء لكننى كنت اراها امانة يجب ان اؤديها لكننى حتى الآن لم اذهب الى الانتخابات رغم سهولة  الأمر وربما ما سوف يجعلنى ان اذهب ان مقر لجنتى داخل مدرستى الابتدائية مدرسة البطل احمد عبد العزيز الذى كان احد الظباط المصريين فى حرب 1948 وينسب انه كان من الاخوان المسلمين!
    وقد احترت انا وزملائى فى كم الاختيارات الموجودة فى صور الشوارع هى انتخب ابو نظارة ولا اللى لابس كاب ولا اللى باصص الناحية الشمال ولا اللى باصص الناحية اليمين على اية حال انه الرجل دخل الانتخابات وحيدا ومنع حتى مجرد التفكير فى وجود منافس حتى ولو شرفى مثل المرة السابقة لكنه مازال يخشى الفشل حيث يتم ادارة العملية الانتخابية باداء اسوء من اداء احمد عز فى انتخابات 2010 ويجعلك دائما محتار اذا كان سيسى ولا حمار حتى أن الأمر يبدو شديد العبثية ان ذهبت لأبطل صوتى كالعادة لمجرد الاحتفاظ بحقى الانتخابى فى انتخابات لا فيها اختيارات ولا برامج انتخابية ولا سياسة.


Thursday, March 15, 2018

اذكر يوما كنت بيافا

يافا


أذكر يوماً كنت بيافا
خبّرنا خبّر عن يافا
وشراعي في مينا يافا
يا أيّام الصيد بيافا
نادانا البحر ويومٌ سحر فهيّأناهُ المجذافا
نلمح في الخاطر أطيافا
عدنا بالشوق إلى يافا
فجراً أقلعنا.. زنداً وشراع
في المطلق ضعنا.. والشاطئ ضاع
هل كان الصيد وفيرا؟
وغنمنا منه كثيرا
قل من صبحٍ لمساء
نلهو بغيوب الماء
لكن في الليل.. في الليل
جاءتنا الريح.. في الليل
يا عاصفةً هوجاء وصلت ماءً بسماءْ
عاصفة المطر الليلية قطعان ذئاب بحرية
أنزلنا الصاري.. أمسكنا المجذاف
نقسو ونداري.. والموت بنا طاف
قاومنا الموج الغاضب.. قوّضنا البحر الصاخب
وتشد وتعنف أيدينا ويشدّ يشدّ القارب
ويومها قالوا إننا ضائعون.. إننا هالكون
في الأبد البارد
لكننا عدنا.. عدنا مع الصباح.. جئنا من الرياح
كما يجيء المارد
ودخلناها مينا يافا
يا طيب العَوْدِ إلى يافا
وملأنا الضفة أصدافا
يا أحلى الأيام بيافا
كنّا والريح تهب تصيح نقول سنرجع يا يافا
واليوم الريح تهب تصيح ونحن سنرجع يا يافا
وسنرجع نرجع يا يافا وسنرجع نرجع يا يافا