Thursday, May 28, 2020

"انجازات كرونية"

  • رحم الله والدتى كانت تسألنى انت مطفى النور كله ليه، يا ماما النهاردة ساعة الأرض ولازم نطفى النور من الساعة الثامنة والنصف حتى الساعة التاسعة والنصف كل بلاد العالم عملت كده، وعند مشاهدة نهاية نشرة التاسعة سويا قد رأت بنفسها اننا نشارك فى حدث عالمى بالفعل حينما مر المذيع على اطفاء انوار المعالم العالمية بدءا من مدينة سيدنى باستراليا الذى بدأ بها التقليد مرورا بباقى عواصم العالم حسب توقيت كل بلد وقد كان يتم فى أخر سبت من شهر مارس من كل عام بدءا من عام 2007.
  • وكان هدف مبادرة ساعة الأرض تشجيع الأفراد والمؤسسات إلى اتخاذ مبادرات لترشيد استهلاك الكهرباء والماء يومياً ومحاربة التلوث، والإسهام في عمليات إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك بصفة عامة. وذلك للحفاظ على البيئة ونقل التحرك العالمى لمواجهة التغير المناخى الذى يهدد الأرض من غياهب المؤتمرات إلى قاعات المعيشة.
  • وتاريخيا بدأ الاهتمام بالبيئة فى ستينيات القرن الماضى  حيث بدأت شعوب كثيرة حول العالم تواجه مشاكل بيئية ملحة: غابات يدمرها المطر الحمضي، وأنهار تسممها النفايات الصناعية، ومدن تخنقها ملوثات السيارات والصناعة، ومزارعون تضربهم المجاعات، واحتياطات ثروات طبيعية تضمحل. وشرعت قلة من العلماء تتحدث عن ترابط هذه المشاكل على الصعيد العالمي. وحذرت من أننا نحن البشر نتحول بسرعة الى ضحايا للنجاح الذي حققناه، اذ أصبحت لدينا القدرة على أن نسلب الأرض التي تعيلنا جميع خيراتها ونشطت جماعات السلام الاخضر.
  • وكان المؤتمر الأول للأمم المتحدة عام 1972  حول البيئة البشرية في استوكهولم بالسويد، التقى مندوبون من أنحاء العالم لدراسة هذه التحذيرات. وعلى رغم أن المؤتمر أصدر عدداً من التوصيات لكي تعمل الحكومات بموجبها، فان الاضطراب البيئي لم يتوقف.
  • ثم جاء مؤتمر قمة الارض فى ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل بعدها بعشرين عاما 1992شارك في المؤتمر 172 حكومة، منها 108 دول أرسلت رؤساءها أو رؤساء حكوماتها وحوالي 2400 ممثل لمنظمات غير حكومية و 17000 شخص في المنتدى العالمي للمنظمات غير الحكومية شاركوا فى مؤتمر موازى سمى المركز الاستشارى.
  • وعليه لف رؤساء العالم فى مؤتمرات عدة بعد ذلك وعقدت معاهدات وتم  خرقها مثل معاهدة كيوتو ووقعت دول واعترضت اخرى وبلطجت دول عظمى وبين مبادرات هنا واراء هناك وكلام عن ضرورة خفض الانبعاثات الحرارية وغاز الكلوروفلوروكربون (الاسم التجارى الفريون) وضرورة صيانة الارض وثقب الاوزون، وحاول الكثير القضاء على التلوث التى تسببه البترول لكن شهد العالم المزيد من الكوارث البيئية بدءا من حرب الخليج وتسريب النفط فى الخليج ومرورا بتدمير الشعاب المرجانية فى اكثر من مكان نتيجة اصطدام السفن سواء فى الاسكا او حتى فضيحة شركة بريتش بتروليم امام السواحل الامريكية وظلت حرارة الارض ترتفع والجليد يهدد دلتا الانهار حول العالم واستحدثت وزارات عالمية للبيئة وبدأت دول مسيرة للحد من تلك الانبعاثات واستعمال بدائل تبدو افضل واتهمتها دول اخرى بأنها تروج لمنتجات تجارية منافسة وأن الموضوع تجارى بحت، بل قالت دول اخرى أن ما تنتجه الابقار من غازات عضوية يؤثر اكثر مما يقوم به الملوثات الأخرى.
  • ومضى ما يقرب من خمسين عاما ورؤساء دول وحكومات تلف العالم فى مؤتمرات  تتحول إلى سجالات ومكلمات واتهامات متبادلة  وبرامج للأمم المتحدة وتوصيات تضرب بها الدول الكبرى عرض الحائط ولا انجازحقيقى بل بيئة الارض تنهار كل يوم
  • وفى لحظة فارقة جاء الكورونا فيما يقل عن 5 اشهر تم ترميم ثقب الاوزون وتتوقف الانبعاثات الحرارية وتتوقف حركة الطيران عالميا بل وتوقف حركة السيارات فى كافة انحاء العالم نتيجة جلوس الحمقى فى المنازل بل أن اقل نظرة على الشواطئ ونسب التلوث المحلية تجد أن الجو تحسن بل أن من المتوقع أن يتاخر الصيف.
  • كورونا فى شهور كسر تروس الماكينة الجهنمية العملاقة للعولمة والصناعات التى تلقى بفتاتها للدول الصغرى اصبحت هى الاهم – نظرة بسيطة على الكمامات- خرق بسيطة لا توجد فى دول كبرى او عظمى، دولة مثل الولايات المتحدة التى رفضت التوقيع على اتفاقيات كيوتو الملزمة وبحاملات طائراتها وبوارجها الحربية وفرقها المحمولة جوا تجاوز عدد وفياتها رقم المائة الف وخلال وقت بسيط سوف تصبح ارقام الوفيات ضعفى ما خسرته فى فيتنام، مما جعل الجميع يفكر فى اولويات الصرف العالمية هل تكون من اجل الدمار والسلاح أم من اجل صيانة الارواح الانسانية، انها انجازات كورونية هامة جدا فى المحنة الكثير من المنح الإلهية اخرجنا منها يا الله سالمين.

No comments: