منذ أن تعرفنا في أسبوع الفيلم الفلسطيني لظنها انني أحد ممثلي الفيلم ونحن نلتقي دوما على الاحداث الثقافية ، لذلك قررت أن اجيب دعوة الاستاذة كوكب الصباح لعرض فيلم حظ السلاحف لم اقرأ يومها قائمة الافلام التي سوف تعرض بسينما الهناجر في ذلك اليوم لكن تفكرت في حظي السابق عن فيلمين في يوم سينما المرأة لم يعجباني واخذت طول الطريق وأنا اتفكر فيما تكون فكرة حظ السلاحف وعلاقتها بقضايا المرأة الحنجورية في تلك المرحلة التي تبدو فيها المرأة العربية مثل أمرأة الستينات في اوروبا وهي تطلب المساواة على طريقة أن يلد الرجل.
وتى بدأ الفيلم وكان حلقة جميلة في سلسلة من اربعة أفلام اجمل من بعضها البعض ولذلك كان حظي مع السلاحف جيدا إن كان هناك حقا حظ كما حاولت المخرجة العراقية الشابة جدا التي لم تستحي أن تقول سنها الذي تجاوز الخامسة والسابعون في الندوة لكي تثبت انها مازالت قادرة على العطاء ولتثبت أن العمر مجرد رقم وأنها قادرة على صناعة قدرها رغم كل المحن سواء محن وطننا الأكبر العربي والتي تعيش في رحاب اكبر بلدانه أو حتى محنة عراقها الذي كان يشار إليه بالبنان في أن الكتاب يقرأ هناك وذلك بعد انتاجه في مصر وطباعته في بيروت أو حتى كما يقال أن القرآن الكريم أنزل في مكة وطبع في العراق وقرأ في مصر.
دون حرق الفيلم قصير وجميل جدا عن أسرة مصرية بكل تفاصيلها بحدة الزوج ونكد الزوجة في رحلة ليوم اجازة لزياردة احد الاقارب وتبدأ المفاجأت مع عثور الأسرة على سلحفاة ولهو الاطفال بها ، والاسرة تركب سيارة ايقونية في مصر والعالم هي السيارة "البيتلز" التي عرفت بعدها في مناقشتي للمخرجة أن انها يطلق عليها في العراق كلمة سلحفاة ويبدو أن لكل شعب طريقة تعبيرة عن حبه لتلك السيارة الأيقونية.
أما عن باقي الافلام فقد كانت جيدة بالفعل فيلم ما تراه عبارة عن تضفير حلمي كاتب السيناريو والمخرج في رؤى منفصلة تجريبية قد تكون متأثرة في اللاشعور باحلام فترة نقاهة نجيب محفوظ ، أما فيلم سيدة النافذة فيبدو أنه تعبير حقيقي عن العطاء الإنساني وأن العمر مجرد رقم كما قالت بثينة الناصري وكيف أن الحياة قد تبدأ في مرحلة متأخرة وربما جاء الفيلم الأخير ليثبت جدارة الممثلين رغم انهم ليسوا شبابا في فيلم قصير من عمل مخرج شاب اعتقد انه يملك ادواته بشكل جيد جدا وافرد للفيلم الكثير نظرا لوجود نجومه حاضرين وهما نجمان يستحقان كل التقدير لأنهم قادران على ابراز وعي الفنان بالأداء التمثيلي الراقي حتى ولو في مساحة صغيرة كمساحة فيلم قصير ، الفنان سيد رجب والمبدعة سلوى محمد علي التي قالت جملة اقتبستها من احد المهرجانات انه في وجود ورق جيد من الممكن رميه من الاتوبيس وسوف يجد من يخرجه.
تحية تقدير إلى كل من ساهموا في تلك الليلة مع حفظ الالقاب والمناصب من اجل تقديم وجبة سينمائية جيدة لجمهور أصبح متعطشا لكل ما هو جيد.