Wednesday, December 20, 2023

23-بندول التردد

 

عادت به إلى حيث كان يركن سيارته..وداع سريع محاولة للتجاوز وفرت عليه أيه كلمات كان يحاول أن يقولها .. طارق ميعادنا بكرة بعد الشغل فى نفس المكان... حاول أن يلامس يديها عند الوداع لكنها هربت منه .. هو يريد أن يثبت لها أنه يريدها .هى تريد أفعال حقيقية وليست لمسات تعمق ازمتهم النفسية والأخلاقية ..

رغم أنها  سعيدة بلمسات يديه واعادت لها ثقتها فى جدوى مشروعهم المشترك أو جزء من ثقتها فى نفسها لكنها فى النهاية وجدت عينيها تحمل دموعا لم تستطيع أن توقفها فكرت فى الذهاب إلى نادية .. لكنها عادت وتوقفت فى البنزينة التى كانوا بها مرة اخرى لتمحو آثار الدموع قبل أن تقابل نادية .. هى لا تريد أن تقول أنها على الحق او انها كسبت معركة ضدها هى فقط تريد ان تعطيه الفرصة ،لا تعرف هل تعطيه هى الفرصة أم تعطي نفسها تبدو الأمور فى ذهنها مشوشة افكارها تبدو عدائية حتى تجاه أقرب اصدقائها هى لا تفهم كيف ارتبطت به هكذا...

ولا تفهم إن كانت هي أيضا تتفق على هذا المشروع تبدو مشاعرها مترددة أو أنها تشعر في بعض الأحيان أنها منزلقة في بعنف، لماذا تفكر هكذا؟ هل شعور الإنزلاق يعني أنها تهوى إلى هاوية ما... تعودت أن تفكر بعقلها لكنها منجرفة بشكل تعجز معه عن التوقف حتى عن ما تتصوره انزلاقا اخلاقيا .. ترن في رأسها هل هي مجرد مشاعر خواء إنساني نتيجة الحرمان هل هذا الإنجراف نتيجة الحرمان هى حتى لا تستطيع أن تبوح بذلك لأقرب صديقاتها ربما ذهبت إلى اللقاء وهي مشوشة وحاولت التمتمة فقط ببعض كلامات على علاقتها بطارق وربما لم تضغط نادية أكثر من ذلك مازالت تتحسس خطاها معاها وتحاول أن تتركها على حريتها لكنها وهي مع أقرب أصدقائها عقلها يسيل في اتجاه آخر هي معها بجسدها لكن عقلها مترددا ... الحب والهاوية والحرمان مجموعة من الكلمات تدور في رأسها بالإضافة إلى المخاوف التي وضحتها نادية من قبل الاختلاف فروق السن كيف سوف تواجه اسرته ربما لذلك انهت اللقاء سريعا بحجة أنها متعبة وعادت إلى وحدتها تدق في رأسها الاسئلة وتطرق كل مرة ثغرة أخرى جعلتها تنسى تلك المشاعر التي خبت من زمن يبدو أن كل شيء استيقظ من تحت رماد سنوات من النسيان انوثتها التي نحرت على مر السنين اشتعلت من جديد أشياء لم تفكر بها من قبل تبدو كل مرحلة من الحياة لا تأتي فقط بخبرات جديدة لكنها تأتي بمشاعر لم تكن موجودة من قبل ولم تختبر ذلك التهور التي تعيشه في مراهقتها بهذا العنف الذي تعيشه الآن ، هي انسان ليست ملاكا ولا شيطانا لها مشاعر واحاسيس لكنها طوال العمر كانت متعقلة متحفظة تستطيع أن تكبت مشاعرها أو على الأقل تتحكم فيها لكن لا تعرف كيف اصبحت لديها تلك الرغبة الحمقاء في التوحد معه مشاعرها المتضاربة عقلها يقول أنها تعيش مشاعر مراهقة بينما قلبها منجرف لكن جسدها مسحوب غارقة في تلك التفاصيل حاولت أن تهرب بالنوم لكنها شعرت فجأة بأن الساعة الموجودة في ردهة المنزل تدق في رأسها وتبدو دقاتها تسألها أن كان سوف يتصل أم انه غارق هناك هو أيضا إذا كانت هي مترددة هكذا فهل هو لديه نفس التردد الأسئلة تنتج اسئلة اخرى ولا تتوقف عن طرح اسئلة جديدة هي غارقة في تلك التفاصيل وتحاول أن تغفو وجدت رسالة منه تقول أنه معاها للنهاية ... لكنها اصرت على الرد أن ميعادهم غدا محاولة الهروب من كل شئ أو عدم التوكيد على شيء معين فقط ذلك السيلان الفكري المتردد بين الرغبة والإمتناع هو ما يعكسه تحفظها معه بينما قلبها منجرف وعقلها مصدوم...

هو أرسل الرسالة رغم أنه فجأة احس بكل تلك المسئوليات فوق رأسه مشاحناتها البسيطة تجعله يشعر بأنها تتتسلط عليه يدق في رأسه سؤال العمر وفرق السن، هل تريد أن تقود هي العلاقة؟ هل يمس ذلك برجولته؟ هو متأكد أنه يحبها، هو منذ اللحظات الأولى لتلك العلاقة منجرف نحوها بقوة ولا يتصور أن يعيش بدونها يتذكر الحوار الأول جريه للبحث عنها كأنه وجد من يبحث عنه منذ سنوات، حتى حينما رآها فهو لديه إنسان حقيقي من لحم ودم ليست قصة سوزان العالقة في رأسه عن علاقات الإنترنت عليه أن يؤمن أيضا بكلامها ويخرج كلمات خليل من رأسه عن صفيحة الزبالة الإنترنتيه أين وسيلة التعارف في مجتمع مغلق لقد فتحت الإنترنت ابوابا كانت مغلقة نعم هو منجرف هو اخطأ في تصوراته لكن مشاعره لا يستطيع أن يلجمها نعم لديه رغبة جامحة فيها أو في التوحد معها لم يكن عبثا نعم عليه أن يرتبط بها سريعا لإخماد أى آثم يشعر به بعدما فعلوه هو لن يرتبط بها لأنه يريد شهوة هو يحبها عليه أن يثبت ذلك لها، كل هذه المشاعر المتدفقة دفعته لكتابة الرسالة التي استلمتها لكنها لم توقفه عن التفكر كيف سوف يرى والدته ذلك الفرق في العمر يعرف أنه أمام تحدي كبير، قبول الأسرة بشكل عام لزواجه من أرملة، أصرارها على الاخلاص بذلك اللقب رغم عدم حدوث الزواج... تقفز في رأسه هل لمسها زوجها السابق، يشعر بغيرة أم ربما انجرفت مشاعرهم عبر وقت الخطوبة مثلما انجرفت مشاعرهم ايضا، تتحرك رأسه يمين ويسار بين الموافقة والرفض بين الحب والغيرة بين الاسرة وقلبه بين مشاعره وعقله كأنها عقله يرقص يمينا ويسارا كبندول متردد ربما بينما تعرف الساعة طريقها نحو إفناء الوقت فإن البندول يتردد بين اليمين وبين اليسار لكنه لا يأخذ قرار نعم هو قال لها أنه موافق على الارتباط بها لكن هناك الكثير من الاشياء الذي عليه خوضها كلها تتراءى أمام عينيه ليس الاب والأم الأخوات العائلة التي تنتظر زواجه في فرح ، هل يستطيع أن يتجاوز الجميع .. كان يريد أن يسمع أسمه منها قبل أن ينام واكتفى بأن أرسل لها رسالة أخرى محاولا التأكيد على خروجه من دوامة البندول المتراقص في داخله.

 


No comments: