Saturday, September 28, 2024

حسينية آخرى

 

هل نقيم حسينية كبرى على اغتيال سماحة الشيخ نصر الله ، أم أننا كنا نحتاجها من قبل لشهداء غزة الذين يقتربون من الخمسين ألف وأصبح لا مكان لحياة أدمية لأكثر من مليون فلسطيني ونجحت إسرائيل في تهجير ما يزيد عن المائة الف وذلك وفقا لإحصائيات السفارة الفلسطينية في القاهرة.

هل سنبقى نتجرع الهزيمة بعد الأخرى ، هل نترك انفسنا لنفكر بعقلية المليشيا التي تنتصر أم نحاول أن تمترس بعقلية الدولة المهترئة التي تهادن العدو وتنتظر دورها في الذبح وفي كل الحالات نعيش هذه الهزائم.

هل سئم المرء تلك العلميات النوعية وسئم دمائنا الرخيصة التي تنزف في لبنان والضفة وغزة والعربدة الإسرائيلية، هل علينا الصبر كما صبر مقاتلى الفيتكونج في فيتنام!

أما الغرب الذي نريد أن ننشئ دولة على ركابه ومقاسه منذ إسماعيل وحتى الآن فهو مشغول بحقوق إنسان تحقق مصالحه للضغط على الدول المهترئة بينما لا يرى دمائنا التي تنزف في كل مكان ولا يقيم لها وزنا بل ويزود إسرائيل بالمزيد.

حزب الله الذي خرج من رحم الحرب اللبنانية واذاق إسرائيل الكثير حتى خرجت صاغرة ، ورئيسه الذي أصبح يفكر بعقلية الدولة بل أصبح يفكر بعقلية ومنطق حينما وافق على اقتسام حقول الغاز مع إسرائيل دون تدخل حيث ترك عقلية المليشيا حينما ادرك الزعيم الدمار الذي جلب إلى لبنان عام 2006.

لا ينفي ذلك للأسف أنه احد الاذرع الإيرانية في المنطقة ولكن ترى بأي ثمن بيع الرجل ، هل خروج الرجل من المعادلة محاولة لإعطاء نصرا مؤزرا لإسرائيل تغطي فيه على مرور عام على السابع من أكتوبر.

علي أيه حال سماحة الشيخ هو في جوار ربه لكن المقاومة فكرة لن تموت وهو ليس الأول الذي يقتل بنيران إسرائيلية سبقه الكثير.

لكن على إسرائيل أن تتذكر أن رهائنها ربما أصبحوا قرب مصير رون آراد.

وأن المنطقة على موعد مع مآساة كبرى لا احد يعرف أبعادها إن لم يكن الآن فغد ناظره قريب سوف تعود موجه عنف تغطي وجه المنطقة ، فما حدث من حرب تليفزيونية في العراق جلب للمنطقة داعش والنصرة ولا احد يعرف ماذا سوف تجلبه تلك المشاهد علينا.

والاستشهاديين سوف يعودون أكثر دموية وقواعد الاشتباك سقطت في الضاحية الجنوبية.

وإن كانت الرؤوس سقطت فسوف ينفلت العقد إلى مزيد من الجماعات الصغيرة التي سوف تصبح مقاومتها أصعب ، هذه التدوينة أعرض فيها  الحسينية الصغيرة  في عقلي الذي تضطرم به الاحداث منذ السابع من اكتوبر الماضي وحتى الآن.


Tuesday, September 3, 2024

ممر صلاح الدين


نحن نستخدم لغة العدو دوما أصبح حائط المبكى بدلا من حائط البراق واليوم مع وجود كل تلك الفضائيات وحالة الدعم التي تحاول بعضها تقديمها من تحليلات عسكرية ومحاولاتها أن تكون ظهيرا إعلاميا للمقاومة لكن الجميع يستخدم ما تقوله إسرائيل عن ممر صلاح الدين ونسميه محور فيلادلفي!

أسم فيلادلفي جاء من كلمة الفيلد لافي وهو أسم قائد عسكري بريطاني سمي على أسمه أصبح الإسرائيليين يقولونها كأنها محور فيلادلفيا ليكون أقرب إلى الإعلام الأمريكي بينما جميعا نستخدم نفس الأسم لا أفهم لماذا نستخدم لغة العدو، إسرائيل فعلت ذلك من قبل في معركة المزرعة الصينية حتى تبدو امام الإعلام الامريكي أنها تواجه نفس ما يواجهه الأمريكان في فيتنام حتى كتاب التقصير كان يصف حالة الهجمات المصرية وفقا للهجمات التي تقوم بها قوات الفيتكونج على الأمريكان في فيتنام، إسرائيل تريد دوما أن تبدو مثل النموذج الغربي فقط هي أمريكا الشرق الأوسط ونحن هنودها الحمر!.

المحور سكتت مصر على احتلاله رغم أنه يخص الاتفاقيات اللاحقة لكامب ديفيد عند الانسحاب احادي الجانب من غزة ، يبدو الموقف المصري حرجا ، وإصرار القاهرة الغريب على السكوت حتى الآن لإنجاح المفاوضات ليس له معنى ، لا احد يطلب بإلغاء معاهدة كامب ديفيد ولا أحد يرغب في حرب مع العدو الإسرائيلي في ظل ظروف إقتصادية حالكة.

لكن ما نرغب به حقا هو موقف واضح ومعلن يليق بحجم مصر وحريتها وحرية قواتها مقابل حرية الوجود الإسرائيلي على الجانب الآخر.

فكرة السماح باحتلال المحور كانت خاطئة ولم تجابه من البداية بأي رد فعل سوى طنطنة إعلامية.

وهاهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يقول أنه لن يخرج من المحور قبل 40 عاما اخرى، على الجميع أن يعوا أن نتياهو استاذ التفاوض اللانهائي قالها شامير في عام 1993 حينما بدأت المفاوضات عقب حرب تحرير الكويت في مدريد أننا سنظل نتفاوض لعشرات السنين دون أن نعطي الفلسطينين شيئا وهو أستاذ في التفاوض على ما سبق التفاوض عليه ارجعوا سابقا إلى خارطة الطريق التي لحقت بأوسلو لا جديد العدو ينفذ سياسته على الأرض في الضفة في القطاع.

والظهير السياسي العربي لا يواجه أي دعم للمقاومة ، نعم علينا أن نعترف أن حماس لم تستشر أحد في معاركها وإنها تفكر بعقلية مليشيا لا عقلية دولة ، لكنها كانت معركة لازمة واحياء القضية الآن اخذ بعدا جديدا تحاول إسرائيل تحويله إلى قضية إرهابية بينما الظهير السياسي العربي يقف عاجزا بل في بعض الأحيان يبدو داعما لإسرائيل ، إذا كان احدهم رفع صوته قليلا وقال أن حتى مستوطنات غلاف غزة كانت جزءا من القطاع وفقا لتقسيم الأمم المتحدة عام 1947 لتحول العمل الذي تقوم به حماس إلى عملية مقاومة لأرض محتلة لكننا يبدو أن الجميع لا يقرأ ولا يعي شيئا عن القضية والجميع يتصور أنه لديه الوحيد الحل الناجح ، الاخوان في الضفة يلقون باللائمة على حماس وحماس تلقى باللائمة على الأخرين وبقية العرب يتفرجون ومصر وقطر تحاول إبداء حسن النوايا كطرف لا يجب أن يكون محايدا في قضية عربية إسلامية.

وإن كانت مصر قررت التمترس خلف حدودها فعلينا أن لا نوافق على التفاوض عما سبق الاتفاق عليه ، على القاهرة أن يكون موقفها واضحا.

إذا كنا نثمن الموقف المصري في المعبر فيجب أن يبقى الموقف المصري صامدا أيضا في قضية المحور

في النهاية ممر صلاح الدين يرحمكم الله استخدمه العبارات العربية للتعيبر عن الأشياء تهويد القدس بدء منذ أن اصبح حائط المبكى بدلا من البراق .... فقط تذكروا ممر صلاح الدين لأنه يخيف الإمارة الصليبية العبرية حيث يذكر الجميع بقاهر الحملات الصليبية.