Thursday, August 11, 2022

يوم الغزو


لم أعمل فى هذه الصيفية الكثير كان على أن اواجه معضلة الثانوية العامة لاحقا وكنت نائما حينما ايقظتى والدتى وقالت لى العراق دخل الكويت كنت اظنها تحاول أن توقظنى بأى خبر هام وكنت اعرف أن هناك توترا لكن لم يكن احد يتصور أن حدث شئ وقد كان الرئيس مبارك يبدو أنه وئد فتنة كما فعل من قبل فى ماراثونات رئاسية قام بها بين عواصم التوتر الجزائر والمغرب مرة حتى سوريا وتركيا ويبدو أنه قد نجح هذه المرة أيضا.
وظننت أن والدتى تريد أن توضب الشقة ولم اكن اصدق شيئا مما تقوله واخذت استفسر منها وفى النهاية قبل أن اغسل وجهى كان المذياع مفتوح على البى بى سى وبالفعل كان كلامها صحيحا!..لقد غزا العراق الكويت !!! افتح التليفزيون المصرى ادور على القنوات المصرية لساعات البيان المصرى متأخرا يبدو... هل حسبة التوازانات ماذا يحدث أين البيان .. تأخر البيان المصرى كثيرا رغم اتهام الكثيرين بما فيهم عراب   الناصرية الاشهر هيكل لمبارك بأنه ادار بطريقة برجماتية لمصلحة مصر وإن كان فعل فهذا ليس اتهاما لكنه كان يحاول للدقيقة الأخيرة أن يخرج الأمر من قبضة الأمريكان إلى قبضة حل عربى لكن القائد المفدى فى العراق وعبر قادسيته التى انهكت العراق وإيران معا قرر أن يكمل فى أم المعارك! وكان له رأى آخر رغم انه بعد سنوات عدة توفى كبطل قومى بعد ذلك ونسى الجميع عملية الغزو عبر اكثر من ثلاثين بيان وجههم مبارك ، ربما لم تتصرف مصر كما فعل العراق مع المعارضين لمقاطعة مصر واشار إلى احد بالمسدس .. لكنه حاول من خلال تكييف قانونى لميثاق الجامعة أن توجد قوات عربية تغطى عورات النظام العربى .. كانت عودة مصر للجامعة مازالت قريبة وحتى بعد المشاريع التى كانت حبر على ورق كان هناك محاولات للم الشمل أو حتى الموائمة رغم كل التكتلات العربية التى بدت بعيدة عن الجامعة او تحاول الخروج من رحمها ومن ضمنها مجلس التعاون العربى الذى كان يضم مصر والعراق واليمن والاردن ... والقلق الخليجى من طوق اقليمى حوله او حتى مجلس التعاون المغاربى لكن رغم كل تلك المجالس لكنها مشاريع حاولت السعى لانشاء تكتلات عربية اقتصادية لخلق فرص عمل دشنت مشاريع عبر ميناء نويبع والعقبة لكن لم يعرف احد ان هذا الخط سيصبح هو خط انسحاب كل المصريين العائدين من الكويت ومعهم الاخوة الكويتيين ..المشهد كان عبثيا فى قمة عربية كالعادة لكنه بالمقارنة بقمم الايام الحالية يتمنى المرء العودة إليه ...ويبدو أن طعنة الشقيق كانت نجلاء جسدت فى كلامات المغنى الكويتى فى القاهرة "بيتى وبيقول بيتى اللى جيه يعتدى" ...كان صيفا ساخنا على كل العواصم العربية يبدو أنهم تعجلوا وفاة العرب كما قالها نزار فى قصيدته متى يعلنون وفاة العرب...وبعدها بدأت عاصفة الصحراء كان الأمريكان جاهزين او يبدو أنهم كانوا يدبرون شيئا احدى تدريبات النجم الساطع فى مصر كانت تحمل فى احد سنواتها سيناريو غزو دولة خليجية وكانت القاذفات الامريكية تأتى من الولايات المتحدة لتنفذ قذفات داخل الصحراء الغربية المصرية وقد نفذتها بحذافيرها فى العراق!
ورأت المنطقة الحرب التليفزيونية الأولى تنقلها الشاشات على الهواء لم يعرف المواطن العربى حقيقة ما يواجه الشعب العراقى إلا حينما تم قذف احد أماكن الايواء وكان المشهد مريعا الحرب التليفزيونية ليست بنظافة مايراه الجميع على التليفزيونات هناك مدنيين يقتلون وعقب الحرب سوف يكتشف الجميع أن تم هدم العراق واخرجه من التاريخ بحملة قذف وصفها تقرير الامم المتحدة بأنها اعادت العراق إلى دولة ما قبل الحداثة بسنوات طويلة عبر تقرير من اكثر ما ابكانى فى قراءتى ..ربما ظل القائد المفدى فى الحكم لسنوات بعدها لكن النظام العربى قد هوى تباعا وبعدها بسنوات سوف يدخل العراق مرحلة غزو حقيقة تنتهى بسقوط احدى عواصم الخلافة الإسلامية او السقوط الثانى فى العصر الحديث بعد سقوط بيروت او قل الثالث لو حسبت سقوط القدس على ايدى تتار العصر الحديث وسوف تفجع الامة بمشاهد سرقة التراث العراقى على الهواء !!! وسرقة الوطن من قبل محتل أمريكى ....
اثنى وثلاثون عاما مضت ربما الإعلام الآن مشغول بضياع العراق تماما عبر تيه الطائفية الذى دخل فيه بعد الإحتلال .. او حتى ضياع النظام العربى كله ... وكل دولة يحاول أن ينجو من الضغوط العالمية الناتجة عن حرب اوكرانيا وعبث الكاوبوى مع التنين ..والكل يحاول أن ينجو وحيدا ولا احد يعرف ما هى القومية العربية هل اعلن وفاة العرب ..كما تنبأ نزار ... الذكريات تتداعى ولدى الكثير لأقوله ربما نحن ادمنا فى هذه المنطقة من العالم كتابة المرثيات لكن اية مرثية تلك التى تكتبها الأمة عن 2 اغسطس 1990 عن سقوط الحلم العربى الاغنية التى لم تذاع فى مصر كثيرا لأن تصويرها لم يكن بها صورة مبارك وإن كانت غنت على احد مسارحها دون الفيديو التى يسجل للأسف صورة العتاد العسكرى العراقى المحترق عبر الإنسحاب العراقى عبر خط الجهراء البصرة وهو للأسف لو عزلت الألون لن تستطيع أن تعرف الفرق أن كان هو خط انسحاب القوات المصرية من القنطرة إلى الاسماعيلية نفس الاسلحة المحترقة المنسحقة تحت هجمات السيادة الجوية الكاملة ... بعدها سوف تظهر اكبر صفقات سلاح فى المنطقة مثل صفقة اليمامة ويتم التغطية على فسادها وسوف يلغى أعلان دمشق من قبل أن يبدأ لأن الخليج يجب أن يتم ترهيبه وحلبه فى نفس الوقت ولا داعى للحل العربى داخله وسوف تعود القوات المصرية وتبقى الأمارات الخليجية تحلب بصفقات سلاح تبلى قبل أن تستخدم او يتم اشعال النار حول الأبار فى اليمن وفى العراق لتظل عجلة صناعة السلاح الأمريكية دائرة وإن كانت صفقة اليمامة كانت حديث التسعينات فصفقة الثلامائة مليار السعودية كانت صدمة للجميع.. وها نحن نضيع الجغرافيا كما يضيع التاريخ وتصبح وحدة الأرض واللغة والاديان السماوية هى محنة الاختلاف والطائفية فى أوطان تسمى عربية ولكنها تعيش فى جاهلية الاختلاف والضياع ... وسلاما على الوحدة التى لا يغلبها غلاب!



No comments: