جاء إعلان
الرئيس الأمريكى بتأكيد قتل الولايات المتحدة لأيمن الظواهرى الأرهابى الأشهر فى
العالم وقائد القاعدة بعد أسامة بن لادن ورغم عدم التأكيد على قتله من قبل طالبان
او الشك فى دعم طالبان أو حتى بيعه كأحد صكوك الغفران فهذه القضية لا تعنينى بقدر
ما يعنينى لماذا أصبح أيمن الظواهرى اميرا للإرهاب ولم يصبح أميرا للعيون ؟.
اذا تم دراسة
شخصية أيمن ا لظواهرى عن قرب فسوف تفاجئون أنه خريج كلية الطب ومن أسرة مصرية
عريقة فوق متوسطة نسلها به احد شيوخ الأزهر ومن يرى إنجليزيته التى جعلته هو من
يتحدث إلى وسائل الإعلام الغربية إبان إتهامه بقضية اغتيال السادات يتعجب لماذا لم
يذهب إلى الاتجاه الصحيح لماذا لم نرى مجدى يعقوب فى مجال العيون هل هو ما يقول
عليه رجل مشاتنا البائش "الاختيار" أم النظرية التى سادت فى وزارة
الخارجية الأمريكية بعد احداث الحادى عشر من سبتمبر عن أن الدول العربية التى جاءت
منها قادة الطائرات لا تتمتع بالديمقراطية ودعمت هذه النظرية من خلال اسرائيل التى
تقدم نفسها على انها واحة الديمقراطية فى المنطقة وانتجت بعدها سيناريوهات الفوضى
الخلاقة والتى اضاعت العراق ودخلت كل دول ما يسمى بالربيع العربى إلى خريف
ديكتاتورى أو موت للسياسة وصناعة فوضى تبدو واضحة فى اليمن وسوريا وليبيا..
وصنع من الدين
الإسلامى دينا للإرهاب وبالطبع الرد على النظرية بسيط جدا لكننا لا نملك ادوات
الرد او حينما نملك الإدوات فإن حكامنا يداروا عوراتهم فى السقوط فى التطبيع فكما
يقول وجيه أبو ذكرى صناعة الأرهاب جاءت من الارهابيون الأوائل جيراننا اولاد العم
فى اسرائيل وإن حركات الإسلام السياسى الناشئة اغلبها فى بداية القرن الماضى
انتشرت كرد فعل عن فكرة الدولة الدينية التى جاءت من وعد بلفور حتى انتجت لنا
الإمارة الصليبية العبرية.
وقد بدأت هذه
الحركات مع حركة الاخوان المسلمين وغاب عنها افكار مثل أفكار الامام محمد عبده
للتجديد او افكار الافغانى ثم بدأت فى التشرذم عبر تجارب السجون القاسية إلى
جماعات أكثر فأكثر عنفا وبدأت فى تأصيل عمليات العنف وجاءت هزيمة يونيو 1967 لتعطى
الدفعة وحيث أن من انخرط فى تلك التيارات جاء من خلفيات يسارية وهكذا اصبح لدينا
فكرة جيفارا الإسلامى وبدأت جماعات التكفير تظهر مع صالح سرية عام 1971 ولكنها
زادت اكثر فأكثر بعد اغتيال السادات فقد كان تصور الجماعات حينها أن بأسقاط
الطاغوت الأكبر سوف يحتضنهم الشعب على نمط الثوارات اليسارية لكنها فوجئت بأن
الشعب ليس معها ومن هنا اتخذت افكار التكفير بعدا جديدا وبدا ان كلام المودودى
وسيد قطب يجد الصدى ومعه انتجت الفريضة الغائبة وأن المجتمع يعيش فى جاهلية وعلى تلك الجماعات محاربة المجتمع
وليس الطواغيت فقط .. وكان الفرصة فى افغانستان هائلة بدعم امريكى لتكسير الدب
الروسى فى جبالها ورأت الانظمة العربية فى فكرة الجهاد ودعمها له فرصة للتخلص من
كل هؤلاء الموجودون فى السجون وخرجوا من السجون إلى الجهاد عبر تسهيلات عربية
أمريكية مشتركة ولم يتصور أحد فى حينها أن ترتد تلك العمليات إلى الصدور ربما
استخدمتهم المخابرات الامريكية فى فوضتهم الخلاقة ولكن السحر أنقلب على الساحر فى
الحادى عشر من سبتمبر وبدلا من النظر إلى المعايير المزدوجة التى تتعامل بها
الولايات المتحدة مع قضايا الشرق الأوسط وطفلها المبتسر اسرائيل فقد دارت العجلة
مرة اخرى هكذا جاء أيمن الظواهرى واخوته ليسوا كما تصورهم الدراما العربية كفقراء
يحلمون بجنة عدن ولكنه فوجئ الجميع بأبناء طبقة متوسطة بعدها مترف اتذكر اسرة احد
قواد الطائرة وكان لبنانى الاصل ولم تجد اسرته محاولة لعدم التصديق والتبرئة سوى
نشر فيديو له وهو يعاقر الخمر !
ليس الأمر بالطبع دفاعا عن هؤلاء لكنه محاولة للفهم ما اوصل هؤلاء إلى هذا المنعطف الحاد الذى تدور فيه اوطاننا من يجعل اللجوء والأرهاب الصناعة التى برع في انتاجها وطننا العربى ليست الفوضى الخلاقة هى الحل ولا روشتات التطبيع بل هى من سوف تزيد الامور سوءا ،ومن الممكن النظر إلى التفجيرات التى كانت استشهادية مع اسرائيل كيف تحولت إلى صدور العالم العربى وكيف أن العمليات الاستشهادية او قل الانتحارية لم تعد تزلزل اسرائيل ولكنها تنفجر فى صدورنا فى صراع على هويات سنية او شيعية فى العراق ومثلها فى اليمن او حتى فى معارك النظام السورى العبثية فى الحرب العالمية السورية او فى ليبيا وتونس حتى فى مصر عبر استهداف اقباط فى حد سعف دامى او حتى فى استهداف افراد الأمن ..
ليس الأمر تعاطفا فأنا احفظ جرائمهم كهذا المقال ومن لا يعرف فأيمن الظواهرى حكم عليه بالأعدام غيابيا فى اكثر من عملية داخل مصر من اهم دعمه لتنظيم طلائع الفتح الذى تسبب فى وفاة الطفلة شيماء ابنة مدرسة المقريزى الابتدائية فى محاولة اغتيال د.عاطف صدقى رئيس الوزراء الأسبق وهذه عينة فقط من جرائم كثيرة طالت مصر فى التسعينات ربما خرجت منها الدولة والوطن بخسائر اقل مما نخسره الآن وهذا ليس حصرا لكنه مجرد تذكير لأنه ليس هناك معنى للتعاطف مع من حمل السلاح.
ورغم اجتهادات
الداخلية التى كان بعضها ناجعا فى المحاورات داخل السجون التى نجحت تارة واخفقت
اخرى لكنها انقذت البعض ولكنها عملية مجتمعية شاملة ليست أمنية فقط ... المقال
مجرد خواطر حول لماذا لم يصبح أيمن الظواهرى أمينا للعيون؟ ولماذا فقدنا طاقات
هؤلاء واصبحوا خناجر فى صدور الوطن ويصنعون بأشلائهم المزيد من مآسى أوطاننا
العربية نساعد فى صنع القاعدة فتأتى لنا الداعشة والطريق ملئ بالمزيد من التشرذمات
فى رحلة بحث عن فرقة ناجية ومسلم حاكمى ذو شرطة!
No comments:
Post a Comment