Monday, July 10, 2023

في رحاب الانجاز

 

كان لدي واجب عزاء في مدينة السويس المدينة التي لا أعرف لما بقيت لعهود على مؤخرة قوائم التنمية البشرية لمحافظات مصر وكنت لا أفهم ولازلت لا أفهم كيف لمدينة لديها خمس مواني على البحر لا تكون في مقدمة التنمية البشرية ، بل أنها وفقا لترتيب مدن القناة تعتبر في الأدنى ومقارنتها بالمدينة الحرة ببورسعيد أو حتى بالفضاء الجميل في الإسماعيلية يظلمها تماما ، ربما كان ذلك دافعا كبيرا للمشاركة الكبرى للمدينة في إنتفاضة يناير 2011 وربما كان بها أول سقوط لضحايا ايضا.

لكن ليس هذا موضوعنا ، في طريق العودة وصلنا بالسيارات الخاصة إلى مدينة الشروق حيث كان أقاربي يسكنون هناك وكان علي أن اكمل في رحاب الإنجاز الجديد القطر الكهربائي الخفيف (LTR)  وصلت المحطة في الساعة 4:30 غادرتها في الخامسة والنصف على بعد 4 محطات اخذها الإنجاز في ساعة رغم أن سرعته من المفترض أنها تقترب من 120 كيلومتر في الساعة لكن طبعا في ظروف التشغيل التي رأيتها بنفسي حيث لا يوجد احد في القطار حيث كان العربة التي اركبها مع قريبى بها شخصان آخران وقمنا بالتجول داخل القطار حيث وجدت احد الاشخاص نائما على كنبة القطار ، بالطبع المحطات هائلة والموظفون لا يعانون من أي ضغوط ومبتسمون لكن لم يفكر احد في تخفيض السعر لجذب الناس بل تم اللجوء إلى طرق عبثية أسمعها من بعض الأقارب الذين يسكنون هناك فحمظور عليك توثيق ركوبك القطار حيث سوف يظهر لك رجل أمن من حيث لا تعلم بينما كان يتم منع الميكروباصات من التحميل في ساعات الذروة حتي يتم ركوب القطار مع أنه من الممكن تخفيض سعره ربما جذب الناس واستطاع العمل بكفاءة ، بعض اقاربي ممن يستخدمونه للعاصمة الإدارية يقولون أنه يأخذ ساعة كاملة! ، ربما فكرة القائمين على المشروع أن يعيدوا فكرة الزقزوقة للأذهان!

مع رجل مشاه بائس يؤمن بأنه طبيب الفلاسفة ويؤمن أن لديه وحي من السماء مثل سيدنا أيوب ففهمه العميق هو صناعة مشاريع دون دراسة جدوى لذلك حتى تاريخه يصلح القطار لأن تاخذ صديقتك وتتمتعوا برحلة مكيفة لمدة ساعة لمشاهدة جنبات العاصمة الإدارية !

نظرة بسيطة على بعض الإنجازات في مجال الطرق تجد اغلبها تعاني من قلة الازدحام نظرا لأنها منشأة بقواعد عبثية فالطبيعي أن الطريق ينشأ أولا بحارات بسيطة ثم حينما يتم الوصول إلى كفاءة تشغيل يتم إضافة المزيد دون سكب استثمارات ضخمة لعدد محدود من المارة على الطريق وربما طريق الضبعة افضل مثال على ذلك حيث كان مدق تستخدمه القوات المسلحة المسحولة في جنبات الوطن في مشاريع ليست لها حتى أنها قامت بحملة أمنية بالأمس لهدم كافتيريا في عبثيات الساحل الشمالي سواء طيب أو شرير في النهاية تم افتتاحه كطريق عالمي هو الآن قيد التطوير ولم يكمل أعوام قليلة على افتتاحه الرسمي!!

لذلك لا أحد يسأل على تلك الديون المتراكمة التي تصنع لدولتنا العظيمة شدة سيساوية هائلة لا نعرف كيف نخرج منها على خير ، بينما وزير النقل الهمام يبقى لساعات ينكت لنا على القنوات الفضائية عن زملكويته وتفكيره في عمل محطة اخرى فى الجزيرة لخدمة النادي الأهلى وليسرد الإنجازات مع هوس غير عادي بموسوعة جينيز ومحاولة القفز مصر اوروبية على رأي رضوى عاشور ولكن يبدو أننا في طريقنا لمأزق ديون مصر القديم في عهد إسماعيل حيث أننا في هذه المنطقة من العالم مغرمون بتكرار التاريخ ربما لأن القراءة فريضة غائبة في حياتنا سواء قراءة عن المستقبل أو حتى الماضي القريب.

 سوف يكون لدينا أكبر مسجد واكبر محطة في الطريق إلى عاصمة السيد الرئيس  ويبقى لنا أن نضحك مع السيد الوزير على الواقع البائس لمصر ولكنه ضحك كالبكاء كما قال بيرم التونسي!

على أيه حال يتبقى أن اضم هذا المقال إلى سلسلتي حول الحرية على الطريقة المصرية          


No comments: