- عشق أسم ليلى لأنها كانت أول أمينة مكتبة يذهب به والده - الذى كان يعلم فى وزارة التربية والتعليم – اليها ليتسفيد من حبه فى القراءة ، كان والده مفتونا به لأنه كان يقرأ كتب اخوته الاكبر منه وكان هذا يسير حفيظة اخوته وعليه فقد وعده ان يشترى له الكتب وحينما وجد أن الظروف الاقتصادية لا تسمح اخذ يصحبه معاه إلى المدارس الذى يفتش عليها ويأخذ من أمينة المكتبة الكتب ثم يعيدها إليها ، ومن هنا بدأ ولعه بالكتب رائحتها تفاصيلها الصغيرة موضع الفواصل طريقة التجليد.
- فى اسرة محافظة تقرأ جريدة الأهرام كان يفترش الجريدة على الارض وهو صغيرا وينام فوقها ليقرا صفحتها وهو فى ذلك السن الصغير ، تارة يبحث عن الحرب يتصور نفسه بطلا من ابطال حرب اكتوبر كخاله العسكرى فيبحث عن اخبار الحروب – جرز فوكلاند حرب العراق – المزرعة الصينية عمليات الكوماندوز اشياء تجرى تحت نظره يقرأها لكنه لا يعرف معنى الكثير ويسأل ويطرح الاسئلة ، اعطاه خاله المزيد من المجلات العسكرية التى لا توزع إلا داخل القوات المسلحة. يقرأ الكتالوجات التى كانت توزع بالمجان فى اوائل الثمانيينيات داخل معرض الكتاب حتى وأن لا يفهم ، أصبح الأمر ادمانا حتى حينما يفترشون الجرائد تحت الطعام كان يقرأ الجريدة تحت الطعام!.
- عضو اسرة الصحافة فى المدرسة الابتدائية يقص الجرائد كل يوم ويجعل زميلته هى من تكتب عناوين الاخبار من الاسفل لأن خطه كان الاسوأ فى الفصل كله رغم تفوقه الدراسى.
- لم يكن يقرأ فى تخصصه فقط كان يقرأ وفقط يقرأ لايتوقف ، حتى بعد تخرجه وبعد العمل كان الشئ الذى لا يتوقف عنه هو القراءة! يتصورها فريضة دينية غائبة عن المسلمين ، فى احدى اجتماعات العمل حاول احد المديرين أن يبهر المجتمعين بالحديث عن فيلم سيدتى الجميلة الاجنبى الذى كان يعرض فى تلك الأونة لساندرا بولك وكيف أن الفيلم يشبه مسرحية سيدتى الجميلة ، لكنه قاطعه فجأءة وقال له أنه بجماليون الاسطورة الاغريقية استنستخت من قبل فى فيلم عن رواية الكاتب الساخر برنارد شو – وقدمها ايضا توفيق الحكيم لم تقتصر على المسرحية المصرية لكن قدمت كفيلم اجنبى لاودرى هوبيرن وقدم ايضا كفيلم مصرى لنيللى فى 1975.. لم يجد مديره بد من مقاطعته والشكر له حتى يزيل الحرج ويصفه بأنه دودة كتب!
- فى لحظة ما من عمره وجد نفسه يقرأ الكتب كدودة بالفعل أنه ينهل من كل المعارف دون توجيه فقط يقرأ فن سياسة ادب حرب لا يتوقف ينخر فى الكتب كدودة!
- الدودة تتضخم وتضخم تمتلئ بالمعانى وتخلق ارهاصات تستبدل الانثى بالمكتبة اصبحت عشيقاته وخليلاته وملاك يمين له بين بطلات الروايات من اول ليلى حتى شهرزاد عروجا على ابطال الف ليلة زين الموصف واخريات يتذكرهم حينا وينساهم حينا اخر ، وحبيبات بين الكاتبات رضوى عاشور ايزابيل الليندى اليف شافاق!
- يتذوق للجميع حكمة الحكيم حارة نجيب نساء احسان منمنمات رضوى الاندلسية والفلسطينية، ناصرية هيكل رحلات انيس عبثية ساراماجو حكى غابريال جارسيا ماركيز رشاقة باولوا كويلو جراءة البرتو مورافيا حتى نسوية نور عبد المجيد واحلام مستناغمى كوابيس غادة السمان تعلب فى رأسه!
- دينيا ليس متطرفا ولا صوفيا لا هو مع اسراف بن كثير فى الروايات لاوجاهلية سيد قطب وابو الأعلى المودودى وشدة ابن تيمية هو فقط يقرأهم كما يقرأ فقه سيد سابق الميسر فقط هو ينخر فى اوراق الكتب كما تفعل اى دودة فى اوراق الشجر ينقله الكتاب إلى آخر يتفجر عنه دوما قنبلة معرفة عنقودية لا تتوقف هو فقط يسافر لكن داخل كتاب ، ودوما هو تلك الدودة النهمة التى لتتوقف عن نخر الاوراق ترى هل هو "حمار يحمل اسفارا" ام سيأتى يوما تتحول فيه تلك الدودة إلى يرقة أو يكتمل نموها وتطير كفراشة محلقة فى سماء المعرفة.
Friday, March 6, 2020
"دودة الكتب"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment