Monday, April 13, 2020

"رسالة إلى الحلم الأمريكى"

الحلم الأمريكى لكثيرين هو ارض الميعاد التى تزرع فيها شبابك وتحصد الثروات، الموزاييك العالمى الذى انصهر وانتج بوتقة يأخذ كل مواطن فيها حقه، هو رجال مثل ابراهام لينكولن الذى حرر العبيد ومن تبعه للقضاء على العنصرية مارتن لوثر كنج وكلمته الشهيرة"لدى حلم" رغم ان احلامه تحققت لكنه سقط مدرجا فى دمائه فى حادث اغتيال مثله مثل لينكولن، لكن العنصرية تم القضاء عليها نظريا، وربما جاء اوباما لسدة الحكم ليرينا ذلك فى الواقع لكن جاء اعصار كاترينا ليفضح الحلم الأمريكى ويرينا كيف يعيش بعض الأمريكان بعيدا عن صورة هوليود، ومن قبله كان تدمير لوس انجلوس فى التسعينات بسبب حادث عنصرى اخر بغيض واضطرار الدولة الأمريكية للاستعانة بالجيش للقضاء على الاضطرابات فى ذلك الوقت ولم تجد الدولة الأمريكية إلا شماعة ايران فى حينها لتقول انها توجج الاحتقان العنصرى نتيجة حادث اعتداء رجل بوليس أمريكى على شاب اسود. اذا الحلم الأمريكى يحمل الكثير من التقيحات ربما كان ابرزها فى الستينات قتل الرئيس الأمريكى نفسه فى عملية يشار إليها انها مؤامرة داخلية حيث قتل الرئيس وقتل من قتله ومن قتل القاتل قتل فى سلسلة لم تنتهى!، لمن لا يعرفون أمريكا كان بها مراكز قوى، هناك تصلب فى بعض اجهزة الحكم بالذات داخل الولايات حيث مسموح فى بعض الولايات أن يبقى حاكمها طويلا، بل أن احد رؤساء FBI ظل على رأس المؤسسة لثلاثين عاما!!!وكان يشار إليه أنه اقوى من الرئيس الأمريكى.
لمن يعشقون الحلم الأمريكى فقد بدأ بالقضاء على الهنود الحمر ثم سقط فى فيتنام، وجاءت حروب افغانستان والعراق التى وصفها الرئيس الأمريكى حينها بأنها حرب صليبية ومن ليس معنا فهو علينا لتدشن ما قالوا عنه فى امريكا نهاية التاريخ وبدأ تدشين صراع الحضارات!الحلم الأمريكى دأب على تأييد أسرائيل بوصفها تمثل نفس الوضع الأمريكى واعتبروا الفلسطينيين مجرد هنود عرب مثل هنودهم الحمر!القوات المسلحة للحلم الأمريكى هى الأقوى عالميا وقادرة على تدمير الكوكب عدد من المرات واصبحت قنابل مثل هيروشيما ونجازاكى لعب اطفال بالمقارنة بالترسانة الأمريكية،
احدى حاملات الطائرات الأمريكية تمتلك قوى جوية اكبر من 70% من القوى الجوية العالمية، وقد كانت رسالة قائد حاملة اخرى شديدة الحساسية حينما قال نحن لسنا فى حالة حرب لماذا الحرص على وفاة رجالنا وقد اقالوه ، القوات الأمريكية تشارك فى مناورات صداقة عبر العالم لكن الغريب فى بعض الأحيان أن سيناريوهات تلك المناورات تحدث بعد ذلك بسنين، فى مناورات النجم الساطع التى تنفذ فى مصر منذ سنوات تم تصميم عملية احتلال دولة خليجية من قبل دولة عربية اخرى وقامت طائرات بى 52 بالطيران من كاليفورنيا والضرب فى صحراء مصر مثلما تم التنفيذ بعدها بسنوات فى عملية تحرير الكويت!!، النكتة المشهورة فى العالم كله لماذا لا يحدث انقلاب عسكرى داخل امريكا لأنها الدولة الوحيدة التى ليس بها سفارة امريكية فقد دابت المخابرات الأمريكية على العبث بالنظام الدولى من اول العملية اجاكس لاسقاط مصدق، عبورا على تأييد اوجستوا بونيشيه، عبورا على الفضائح المعروفة بايران جيت كونترا وحصول ايران قطع غيار اسلحة امريكية – رغم تصنيفها كواحدة من اهل الشر- ونهاية بدخول المخدرات للولايات المتحدة ذاتها.قد تتسألون أين الرسالة إلى الحلم الأمريكى، لم اخرج عن سياق ما قلته من قبل فى تدوينة الدعوة إلى انقلاب عالمي تكديس احدث الاسلحة لم يحمى أمريكا من هجمات سبتمبر ولم يحميها من كائن ميكرونى صغير ما حاجتكم إلى ما يزيد عن 700 قاعدة حول العالم تتصرفون بهم كبلطجى او فى افضل الاحيان كشرطى فاسد، لست شامتا فيما يحدث فى الولايات المتحدة التى لو عاملها الجميع بالمثل لأطلق على الفيروس أسم الفيروس الأمريكى حيث ان ما يزيد عن ربع الاصابات فى البر الأمريكى ، لكننى املك صداقات عدة هناك بحكم عملى فى مجال الانترنت  الذى جعل العالم قرية صغيرة بل أننى خططت فى مرحلة من حياتى للهجرة هناك وفتح مشروع صغير فى احدى ولايات الوسط الأمريكي وكلنا بشر نبكى على ارواح انسانية تزهق. الرسالة البسيطة أن غطرسة القوة الأمريكية لم تحميها من كائن ميكرونى صغير ويبدو الحلم الأمريكى يتصرف كبلطجى فى حرب كمامات ويبدو الذين يديرون السياسة الأمريكية كأقل من حكام دول نامية كثيرة، لقد استعرضت فى التدوينة ما نحبه فى الحلم الأمريكى وكيف آلمنا ذلك الحلم كثيرا حينما انحرف عن قيم انسانية زرعها رجال ظنوا انهم يقدمون حضارة جديدة، يترقب العالم ما يحدث والقلق يعتصره فالهواه هناك ليس لديهم مانع من شن حرب لتغطية العجز، فى النهاية لا نملك إلا الصلاة للأرواح الطاهرة الزاهقة بفشل اهلها وأن نصلى من اجل حلم أمريكى بالعدل والرحمة بدلا من اوهام القرن الأمريكى ونهاية التاريخ وصراع الحضارات، أخشى أن مقولة أدم سميث دعه يعمل دعه يمر ستتحول إلى دعه يعمل دعه يموت ودعنا نربح.

No comments: