Sunday, May 4, 2025

رحلة البحث عن لاهوت إنساني


 عام مضى على مشاركتي في ندوة خلال مهرجان الجامعة الامريكية الثقافي تعرفت خلال تلك الندوة على مبادرة بالعربي فلسفة وتابعت بعض المحاضرات الموجودة الكترونيا تحديدا محاضرة ادوارد سعيد وفاتتي بعض المشاركات التالية حتى انضممت بالأمس إلى محاضرة لاهوت التحرير.

لم اعد عدة للمحاضرة ذهبت إليها بوصفي غير متخصص وقررت ان لا ابدأ بحثا الكترونيا عن الموضوع وذهبت هناك وفكرتي عن كتاب لاهوت التحرير المصري للقس وليم سيدهم اليسوعي عن مفهوم جديد للاهوت بعد انتفاضة يناير مثلا وبقيت الاسئلة حتى بدأت المحاضرة التي كانت في البداية مزدحمة بأسماء جديدة علي وحتى على ما تصورته أن الموضوع شأن مصري.

شيئا فشيئا بدأت اندمج مع المحاضرة فأمريكا اللاتنينية التي بدأت فيها فكرة لاهوت التحرير عشق خاص لي فغالبا انا من عشاق امريكا اللاتنينية بشكل او بآخر منذ حتى علاقتي الأولى بها التي شرحتها في تدوينة سابقة عن جزر فوكلاند مرورا بان آخر كتاب قرأته كان لايزابيل الليندي التي اعتبرتها أيضا من قبل أحدى ملكات يميني في تدونية أخرى.

تبدو فكرة لاهوت التحرير أو النظر إلى اللاهوت من منظور اجتماعي أو قل منظور أقرب إلى اليسارية من يمينية الدين التي حتى شاركت باسم الدين في الحروب الأهلية الكثيرة في امريكا اللاتينية او حتى يمينية الكنيسة الكاثوليكية الواضحة حتى في التعامل مع الفكر الماركسي والتعاون الوثيق مع الكنيسة لاسقاط الاتحاد السوفيتي كما اعترف لاحقا بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط سور برميل.

المحاضرة كانت ثرية بحشد من محاضرة تملك ادواتها علميا ومحاولة للاقتراب من الفكر من اكثر من زاوية بداية لتاصيل الفكرة من منبعها حتى وصولها إلى الوعي المصري.

احتشدت المحاضرة والمناقشة من بعدها بكلمات كبرى من مفاهيم التجديف والهرطقة حتى مفهوم القداسة ويبدو ذلك حتى هي رحلة لاهوت التحرير كما حدث لأحد القساوسة التي اعتبر كلامه هرطقة ثم نصب قديسا لاحقا، بل بدأت من أمريكا اللاتينية وعرجت على أفريقيا لتذهب إلى فلسطين لتعود إلى مصر.

قد يزعم البعض أن اختطاف الدين يمينا ويسارا ليس جيدا هو في النهاية دين وليس مذهب سياسي وحتى في النظرة الإسلامية كان البعض يتحدث عن اشتراكية سيدنا محمد ويستشهد ببيت شوقي الاشتراكيين أنت إمامهم بينما يغرد الآخرون بأقصى يمينية وحتى يقدم مصطفى محمود كتابا يفند فيه فكرة اليسار الإسلامي ويصفه بالاكذوبة.

اعتقد أن ثراء المحاضرة هو قدر ما تطرحه في الذهن من أسئلة وليس وضع إجابات معلبة جاهزة قابلة لإختزال المعاني في رحلة البحث عن الحقيقة أيا كان حجم الاختلاف.

شكرا للمشاركين على المبادرة واعتقد أن الشكر اجدر للحاضرين الذين أثروا المحاضرة بنقاشاتهم بل حتى بشحذ الهمة على البحث عن المزيد من المعلومات عما طرحوه من قضايا واسماء وشخصيات جديرة بالبحث والإطلاع.

لا اعتقد أنني حصلت على إجابات جاهزة ولكن اعتقد أنني غصت في رحلة فكرية جيدة في رحلة بحث عن لاهوت إنساني أو حتى فكرة تحرير اللاهوت من قيود ما أو اخراج انماط جاهزة او قولبة تعودنا عليها دوما في قراءة النص الديني وربما هي محاولة للتقدم للإمام مهما كان حجم حقول الألغام الفكرية المنثورة من حولنا دوما ربما نخرج منه بمانفستو إنساني جديد ،في النهاية شكرا بالعربي فلسفة.

 

تتضمن التدوينة ارتباطات لتدوينات اخرى:

-         الاستغراب

-         جزر فوكلاند

-         ملك اليمين

-         نحو مانفستو عمالي جديد.

 

 

No comments: