Wednesday, December 3, 2025

صوت الموسيقى

 

يبدو أننا في تلك المرحلة من العمر نحن إلى كل ما يربطنا بالماضي ونعيش ونحيا على فكرة "النوستالجيا" كان احتفال بيت السناري بمرور 60 عاما على فيلم صوت الموسيقى الفيلم "الايكوني" الذي تحول بعد ذلك إلى عدة تيمات مصرية بالطبع من اشهرها موسيقى في الحي الشرقي حيث كان لدينا من يستطيعوا تعريب الافلام وتقديمها بشكل ممصر وبرؤية شديدة المصرية ولا تنقص من الرؤية العالمية لكن اليوم الوضع تحول إلى نقل مسطرة ونقل شديد الفجاجة حيث لا يتوانى بعد المخرجين عن نقل المشاهد بالمسطرة قدم ايضا كفيلم عربى فيلم حب أحلى من حب عام 1975.

 لكن الارتباط بالفيلم الأساسي والذي شكل وعي ناس كثيرين عن أهمية الموسيقى في الحياة وكيف أن المعلمة تتخذ من الموسيقى طريقة للتعلم وقد اجتهدت الفرقة الموسيقية المكونة من احد عشر شخصا من جنسيات مختلفة في تقديم الأغاني بالإضافة إلى مايسترو اجنبي يعمل في مصر كأحد معلمي الموسيقى ربما هو كان افضل من الفرقة وشخصية اخري لم يعلن حتى عن جنسيتها وقد حضرت من قبل اكثر من حفل في بيت السناري لكن التنظيم هذه المرة كان شديد السوء لم يتم مراعاة حجم الحضور ربما لم يكن احد يتصور أن فيلم عرض من ستين عاما سوف يحصل على تلك الحظوة اغلب الحضور كانوا اجانب وكانوا مشجعين للفرقة ربما كلهم من مدرسة دولية واحدة وبدء العرض متأخرا جدا عن موعده وبحجة واعتذار واهي من الفرقة والقت بالكرة على فقر التنظيم في بيت السناري رغم أنني حضرت من قبل حفلات كثيرة وبالتعاون مع سفارات مختلفة وكان التنظيم افضلا كثيرا وأعتقد أنه تأخر بعض اعضاء الفرقة كان السبب وعدم التدرب الكافي سويا كذلك الاعتماد على الأوراق وسوء توزيع الأدوار على الفرقة وإن كان مرة واحدة تم تقديم افضل ما لديهم من سيدة يبدو أنها عاصرت الفيلم فخرج اداءها معبر عنه جيدا مما جعلها تحظى بكم تشجيع من الجمهور غطى على انسحاب كثيرين من الاداء الباهت للفرقة.

 اللحظات القليلة التي استمتعت بها في اغنية دو ري مي وشرح المايسترو كاستاذ موسيقى كيف يشرحها للاطفال وطلبه من الجمهور الترديد معه وكيفية اخراج الحروف الموسيقية ربما ذكرني بأبلة الموسيقى الخاصة بي في الصف السادس الابتدائي الأبلة التي مازلت اذكر اسمها أبلة ماري وايضا أتذكر تلك الآلات الموسيقية والأغنية التى حفظتنا إياها لكل اغنية صوت الجلاجل والمثلث والاكسليفون اعتقد أنها تستحق تدوينة خاصة بها في احدى حالات النوستالجيا.

يتبقى للمرء تلك الذكريات عالقة تصنع البهجة وترسم الضحكة على الشفاه ولا نملك سوى شكر من اجتهدوا في التقديم وإن كان الاداء مدرسيا ولا يرقى حتى إلى مستوى الهواية ربما فقط جعلنى شخصيا اعود إلى تذكر الفيلم وسماع الأغنيات التي احتفظ بها دوما كأغاني تلك المرحلة لكن لم اصدق أن الفيلم مضى عليه كل هذا الوقت أو حتى قدرة المرء على مشاهدة فيلم ما يقرب من ثلاث ساعات دون ملل!.


Sunday, November 30, 2025

تنورة

 

يبدو أن إحداهن صدقت حينما قالت لي أني دولي رغم انني كنت ادافع عن نفسي حينها بأن علاقاتي قليلة ولغتي الانجليزية ضعيفة وكنت قبل عصر الانترنت ليس لدي إلا صديقة واحدة عبر المراسلات البريدية من فنلندا ربما تضخم الأمر وقد كتبت من قبل عن الارجنتين وعلاقتي بها ثم التجربة الماليزية واصبح لي اصدقاء من العمل من جميع انحاء العالم.

لكن هذه المرة كنت اقوم بواجب أسرى فاحد افراد الاسرة متزوج من سيدة فيلبينية واختها كانت في القاهرة ترغب في زيارة عروض التنورة وحيث أن الجميع يعرف عني زيارة الاماكن الثقافية فقد وقع عليه الاختيار لكي أكون مرشدهم السياحي وربما العاملين في قبة الغوري تصوروا انني اتكسب من المال وحرموني من باقي النقود الشرعي وتغاضيت ايضا عن الطلب عنه بدافع من قريبي.

كنت اعرف سر حركة راقص التنورة من قراءتي في الادب التركي عبر احمد أوميت وناظم حكمت وبالطبع اعتقد انني استكملت اغلب روايات اورهان باموق واحببت قلعته البيضاء التي ربما كانت احدي القصص التي شكرتها جائزة نوبل حينما اعطتها له لكن متحف البراءة هي المعلقة في ذهني بوصفي ربما اكون مشابه لبطلها في بعض الاحيان وقد كتبت تدوينة على ذلك.

وكان معرفة سر حركة الراقص دون الدوخة تلقيت فكرتها من احدي الصديقات في الجامعة الامريكية على هامش لقاء ثقافي هناك وكانت هي تتدرب المولوية وبالطبع عبر تفهم الادب التركي تفهمت الكثير عن حركات المولوية وحكت لي صديقة اخرى عن قونيه ما قرأته انا ايضا لاحقا حيث يقوم الراقص برفع قدمه من خلال الكعب ولا يلف وكعبه على الارض هذا واحد من التكنيكات المستخدمة بالاضافة أن راقص التنورة يقوم ايضا بحركة معاكسة لرأسه وبذلك يستطيع أن يلف دون أن يدوخ لكن بالطبع الامر ليس بهذه البساطة لكنه يحتاج إلى تدريب طويل بالطبع.

يبدو حركة راقص التنورة في بعض الاحيان عكس عقارب الساعة مثلما نفعل في الدوران حول الكعبة ، أو حتى أنها تجليات الذوبان في العشق الإلهي كتجليات الافكار الصوفية أو الدوران مع الكون والتوحد معه أو التوحد مع الأله تطرح تلك الاسئلة دوما في العقل أو حتى المحاولة للانغماس في الروح والتخلي عن الجسد.

جاوبت على سؤال ابناء قريبي حول ذلك حيث أن ثقافتهم ليست كاملة بعد وتصوروا في الامر شئ له علاقة بالتشيع حاولت قدر الامكان أن اشرح لهم وأن كنت قادر على تفهم الاختلاف أو أنني ادور كراقص تنورة بين كافة الثقافات دون خوف أو وجل ودوما احاول الغوص وإن كنت كما كتبت من قبل في تدوينة عن القراءة اخاف أن اكون مثل حمار يحمل اسفارا ولم يفهم الاجابة على اسئلة الحياة والوجود والمعني ابدو أنني ادور مع التنورة.


إلى نوفمبر

عزيزي شهر نوفمبر

ازيك وازي امك السنة اللى قربت تخلص وهي بدءت اول أمبارح

دا انا لسه كاتب تدوينة الورقة الأولى من ديك النهار

يعنى اطلع بالتدوينة الثانية بتاعت الورقة الأخيرة

كل الناس بتقول عليك "سويت" نوفمبر.

بس أنا موش عارف اقولك ايه

ده حتى الشتا اللى كان بيجي في الخريف بدري مجاش

والجو ولا هو شتا ولا صيف ولا حتى خريف ولا ربيع !

مع ان كلمة ربيع دي بقت بايخه بعد الربيع العربي المسخة

اللى خلانا في خريف الأمم يعنى كنا امة تضحك من جهلها الأمم

 وموش عارف رايحين على فين.

عملنا فيك عيد حب بدل عيد الحب العالمي

علشان نبقى وطنيين في عيد حب خاص بمصر.

لكن ولا جبتلنا حب والحكاية بقت كلها قهر في قهر!

وكنا عاملين عيد طفولة مع عيد الطفولة العالمي

بس بنحتفل بيه بالنار المولعة في غزة!

ودلوقتي بقينا بنحتفل بعيد ميلاد  رئيس

وبرضه بنذيع فيلم صلاح الدين!

لا وكمان عاملين اغنية

يمكن علشان نفتكر اغنية كبير العيلة القديمة

ولا علشان نكتب التاريخ الذي يعيد نفسه

في تلك المنطقة من العالم

عزيزى نوفمبر الف سلامة

عليك وعلى السنة اللى راحت من عمرنا

بس لسه فيه أمل

عايشين علشانه

Sunday, October 26, 2025

بورسعيد

 

أن تزور المدينة الباسلة ليلا ربما هي المرة الثالثة الذي ازور فيها محافظة مصرية لأكل الوجبة الشعبية الفول والعودة سريعا ، ليست الزيارة الأولى سبق أن كانت مصيف الأسرة وزيارات متعددة حينما كانت المدينة حرة والاستمتاع بأكل الشيكولاتة بالبندق حتى من قبل علوش وعروضه حيث كان السريحة على الشاطئ يبيعون قطع الشيكولاتة بأرقام لو كتبتها لن يصدق أحد أننا كنا نأكل شيكولاتة بالمكسرات بتلك القروش الزهيدة.

لم أذهب إلى السوق الجديد وإن كنت استمتعت من قبل بزيارة مطعم البرج الشهير بفرعه الرئيسى على حساب جامعة قناة السويس حينها بوصفى قادم من لجنة في القاهرة ربما اجواء ذلك اليوم ذكرتني برواية المفتش العام أو حتى تنويعة احمد رجب بزيارة السيد الوزير وقد كان اسبوعا زرت فيه جامعات في كافة انحاء الوطن حينما كنا نضع اللبنات الأولى لمشروع التنسيق الإلكتروني.

اليوم ذهبت حرا مع الاصدقاء في رحلة ليلة سريعة تذكرت فيها يوما اجازة اخر تم الغاءها وهو عيد النصر وذكرى صمود المدينة أمام الاحتلال البريطاني وإن كانت أيضا هي تحمل ذكريات الصمود لاحقا في رأس العش وربما النقطة الحصينة التي أمامها في سيناء لم تسقط طوال حرب اكتوبر وظلت محاصرة لوقت طويل.

تتداعى تلك الذكريات أمامي سألت عن قرية النورس التي قضيت فيها عدة أيام من قبل وذلك في نهاية الثمانينيات لا اعرف أذا كان جيدا أن يحتفظ المرء بذاكرة قوية أم أنها تفتح أمامه الكثير من الذكريات والتداعيات وأين ومتى وكيف أصبح الجميع وكيف كان لدينا كل تلك الاوقات لنسكبها واليوم لا نملك إلا أن نتحدث تليفونيا أو حتى نعلق على الفاسبوك في اقصى تقدير أو نختطف سويعات من ايامنا الطويلة لنلتقي بالأهل والاصدقاء.

يبدو أنني أحاول الاتجاه شرقا تلك الأيام السخنة ثم رحلة العمرة والعودة إلى بورسعيد لا اعرف ماذا سوف يأتى لاحقا لكن ربما أنا هذه الأيام احب الاتجاه شرقا.

روح المدينة لا تمثلها المدينة الحرة أو حتى عبارات الشبار يا ولا او حتى الشباط أي كان النطق ، المدينة التي قيل أنها دفعت ثمن محاولة اغتيال الرئيس مبارك من نموها أو تحجيم مدينتها الحرة أو حتى اصبحت ذكرى سيئة لمشجعي النادي الأهلى ومأساة مصرية بقتل 73 مشجعا وحتى الآن معاقبة بعدم لعب مباريات جماهيرية وناديها المصري الذي كان انتماء اهلها يجعل الجمرك مجانا حينما ينهزم الأهلي والزمالك على ارضها.

ليس تأريخا ولا تسجيلا ما اكتبه هنا مجرد يوميات حياتية ارجو أن تنال رضا قارءها ، مع استمتاعي بالفول الورسعيدى وأن كان بالسمن الصناعي بدلا من الزيت.


إلى السويس

 

لدي حلم بزيارة كل محافظة مصرية اعتقد أنني حققت اغلبه في محافظات الوجه البحري وإن كنت مقصرا قبليا حيث آخر عهدي بمحافظات الصعيد هي عروسه المنيا.

ذهبت إلى السويس قبل يوم من عيدها القومي وإن كنت لا احب تلك الاعياد القومية المرتبطة اغلبها بنضال شعبنا تجاه المحتل واخرها المحتل الإسرائيلي وربما صفحة وزارة الدفاع الاسرائيلى تروي قصة هروب سرية المظلات المحاصرة داخل مبنى مركز الشرطة بالمدينة وبالطبع اعتبروها بطولة ولا تحمل السويس ذكرى الكراهية للعدو هنا فقط لكن من قبل قصف الزيتية قصف المدينة بشكل يومي والموثقة بتلك الصور التسجيليلة الموجودة في فيلم حكايات الغريب ، اعتقد أن السويس أقدم من كل هذا هي القلزم في الفتح العربي وربما هي الاقدم كنهاية  لقناة سيزوتريس الفرعونية.

علي أيه حال ليست الزيارة الأولى للمدينة كنت هناك من قبل لأكثر من مرة سواء للذهاب إلى السخنة أو للعزاء من قبل ، لكن تلك الزيارة السريعة قبل يوم من العيد القومي وافكاري عن كيف تكون محافظة مثل السويس في ذيل التنمية البشرية لسنوات بكم المواني التي بها وكيف كانت شعلة الثورة في يناير سواء اختلفنا أو اتفقنا على انتفاضة يناير وما يتصور البعض أنها بداية الحياة أو بداية المصائب كعادتنا مع الابيض والأسود.

ربما في عملي زرت فرعي جامعة السويس بالاسماعيلية وبورسعيد وحتى الفروع المختلفة سواء الجامعة القديمة أو الجديدة في اسماعيلية أو حتى زيارة فرع الجامعة في بور فؤاد وها أنا ازور الجامعة الوليدة السويس لأكمل سلسلة جولاتي الجامعية بعدما زاد عدد الجامعات المصرية وربما جزء منها أن ازور جامعة العريش لأتمم زياراتي لكل فروع جامعة قناة السويس القديمة.

على أيه حال الزيارة السريعة ليست كافية لقراءة روح المدينة ، ربما روح المدينة الحقيقية عرفته من خلال اغاني السمسمية وأغاني معركة السويس ويوم الاجازة الذي كنا نحصل عليه حتى الغيت هي واجازة عيد الوحدة ، وربما بقى نصر اكتوبر ومعركة السويس جزء من تكوينى ربما تجدونه عبر مدونات اكتوبر المتعددة أو حتى في زياراتي لقواعد الصواريخ في فايد مع خالي العسكري.

روح المدينة سوف تبقى علامة على مر الزمان ربما تلك العلامة يستشعرها العدو الإسرائيلي حينما جعل رجال السويس الدبابة ليست شيئا مخيفا لرجل المشاه بل لعبة يداعبها بقذائق RPG  والمولتيكا أو حتى بالقنابل اليدوية.

ربما تلك العملية الدعائية سواء بأسمها العملياتي الغزالة أو كما نحب أن نطلق عليها ثغرة بادبيتنا أو حتى قتال في افريقيا مثل ما قال شارون أو تصوير جولدا مائير لكي تجعل المسألة وكأنها قريبة من القاهرة وعلى بعد مائة كيلو فقط وكانت محادثات الكيلو 101 بتداعيتها وما يسميه البعض بهجوم السلام المصري أو ما يتصوره البعض خزيا وإن كانت معارك السلام جزء من استكمال الحرب وربما اثمرت حتى آخر نقطة حدودية في طابا وإن كنت من انصار مصرية أم الرشراش.

احببت أن تكون تلك الكلمات هدية لروح المدينة التي حاولت تنسمها في ساعات قليلة ، ولن ينسى احد ما قدمته في الزيتية أو حتى في هجمات مدافع أبو جاموس التى سقطت في ايدي المصريين وذابت كما قال احد قادة اسرائيل خط بارليف اصبح مثل الجبن الفرنسي الشكر لجمال الغيطاني وعمر طاهر ولكل هؤلاء الذي مازالوا يصبوا في الوعي المصري العام تاريخيا يستحق أن يروى ، ربما استكمل جولاتي في كل مصر قريبا إذا كان في العمر بقية وإن قدر لي ذلك أو استكمال الحلم بالبحث عن أرواح مدن اخرى حول العالم.


Wednesday, October 8, 2025

دفتر أخضر جديد


كنت مهووسا منذ الصغر بكتب رحلات أنيس منصور وكان احد الكتب الذي ودت قرأتها حول العالم في 200 يوم لكن لم اعثر عليه حتى اشتريت من معرض الكتاب كتاب غريب في بلاد غريبة ولاحقا قرأت حول العالم.

وقد حاولت أن اكتب عن رحلاتي من قبل في هذه المدونة مثل تدوينات الرحلة عن رحلتي الأولى خارج مصر إلى كندا.

ثم لاحقا رحلة أخرى عن رحلة بنين ثم فى النهاية كانتورقة اخرى في الدفتر الأخضر عن رحلة نيجيريا.

لكن تلك الرحلة التي اتحدث عنها اليوم تأجلت كثيرا فقد سألت كثيرا عن التكاليف وكل مرة لا يتم الأمر إلا في هذه المرة كان يبدو المسار عبثيا ففي جلسة على قهوة أنهيت كل شئ لم اذهب إلى الشركة ولم ادفع تكاليف الرحلة مباشرة لكن من خلال صديق عزيز اخذ على عاتقه انهاء الإجراءات حتى تحويل العملة قامت به اختي كان يبدو كل شئ ميسرا ويبدو أنني كنت على موعد مع تلك الرحلة الروحية ، ربما فقدت فيها أن احضر حفل تخرج أرنوب الجزر ومسرات عائلية أخرى لكن تتعوض في المسرات القادمة.

سنوات طويلة اجلت الذهاب إلى مكة والمدينة المنورة كنت احلم برحلة حج لكن يبدو أن التكاليف المتصاعدة مع الأيام جعلت هذا الحلم بعيد المنال ويوما بعد يوم أصبحت تكاليف العمرة ليست بالقليلة لكن الله المستعان كنت اتندر دائما بأنني سوف أسافر حينما يتحقق حلم حرمة تأجير دور مكة في أحد الأحاديث المنسوبة لنبينا الكريم ، لكن يبدو الموعد محدد من قبل والزيارة معلومة لذلك لم ابلغ احد من الأسرة ومشيت في الاجراءات حتى تأكدت من السفر وابلغت الجميع برحيلي ، وكان الأسوء انني مازلت لا استعمل تليفون ذكي بوصفي رجل عمل في تكنولوجيا المعلومات لسنوات لكني احب أن اكون دوما متأخرا في استخدام التكنولوجيا حتى شريحتي مازالت تنتمي لجيل قديم لذلك اخذ الأهل والاصدقاء يدقون تليفوني وانا عاجز عن الرد بشريحة من جيل آخر تلقيت رسالة بوجوب التحديث قبل التجوال لكن لم اعر الأمر شيئا.

جلست في طائرة الشركة السعودية وليست شوفينيتي التي تمنعني من حب تفاصيل الرحلة على شركة غير مصر للطيران ولكن ربما طول الرحلات السابقة هو ما جلعنى اتصور أن الخدمة ليست جيدة فهذه اقصر رحلة طيران بالمقارنة برحلاتي السابقة حيث كانت اقل رحلة لا تقل عن خمس ساعات بينما رحلة طيران اقل من ثلاث ساعات ربما الخدمة ليست عليها مثلما تعودت على الأقل في خطوط مصر للطيران والشركة الأثيوبية وكندا ليس دعاية للشركات المنافسة لكنه مجرد رأي.

رحلة طيران قصيرة فتحت المجال لرحلة روحية اجتهدت كثيرا في أن تكون لائقة تركت كل شئ له علاقة بالدنيا حتى زميلي في الغرفة كان يتعامل مع روبوت يذهب إلى الصلوات أنفذ نفس البرنامج في الحرم المكي اقيم الصلاة ثم اطوف ثم اعود للصلاة ركعتين ثم اجلس لقراءة القرآن حصلت على ثلاث ختمات بنهاية الرحلة وكذلك في المسجد النبوي. قمت باخذ الرخصة بعمل ثلاث عمرات رغم رأي البعض بأن رحلة عمرة لعمرة واحدة لكن على الأقل كنت ادين لوالدتي بعمرة حيث عجزت عن السفر مع والدي لأنني كنت ضيفها الصغير وعجزت عن اللحاق برحلة عمرة أو حج مع والدي إبان عمله في السعودية عقب ولادتي وكانت عمرتي الأخيرة لأني مثل الجميع شككت في عمرتي الأولى حيث الهيبة وتصور الخطأ في العدد مع مشاهد الطواف ونسيان كل شئ!.

ترى هل أصبحت روحيا افضل ، دوما اقتنع بمقولة تقول أنه في ابعد الرحلات أسوء شخص تقابله هو نفسك أنت وحيد في بلاد بعيدة ربما الألطف في الرحلة أن ترتيبها جعلنا اغادر مع شركة اخرى وجعلني احظي بصحبة جديدة ربما حاولت قدر المستطاع أن أكون في خدمة بعضهم وهذا هو الشئ الوحيد الذي احتسبه في الرحلة عن الله ، فأنا مشغول دوما بقضية الطقوس والشعائر هل ما قمت به كان طقسا ام شعيرة أعطيتها قدسيتها الله يعلم أين نجحت وأين اخفقت لكنها بلا شك رحلة ممتعة عدت من أيام ومازلت في حالة من عدم التوازن ربما مشتاق للعودة لكونك تدور عكس عقارب الساعة تتوحد مع الكون في دورانه أو في توحيده لإله واحد أحد.

دفترى الأخضر الجديد حصلت عليه في شهر نوفمبر من العام الماضي واصبح يحمل اختام دخول وخروج مطاران جديدان في أسيا ترى هل هي خطوة اخرى نحو رحلات جديدة الله وحده يعلم بما يكتبه القدر وإن كانت الرحلة قد كسرت الرقم القياسي في ساعات الطيران فهي ذهبت بي إلى قارة جديدة ربما احاول لاحقا أن أكمل بقية اقطار الأرض بإذن الله أو ربما جعلتني مشتاقا إلى حج البيت أكثر أو العودة للاغتراف من عمرة اخرى ، أو كما قال احد المرافقين في الرحلة في المسجد النبوي أنه يشعر براحة عجيبة وسكون لم يشعر بهما من قبل دعواتكم أن لا تكون أخر الرحلات وإن كنت تمنيتها لأوقات أن تكون خاتمة رحلة حياة لكن الله يقدر ما يشاء.

Wednesday, June 18, 2025

تحت الشبكة

 يقف العالم العربي كله متفرجا على ما يحدث وكأنه يجلس تحت شبكة كرة الطائرة وهو يشاهد الكرة ترسل من هنا إلى هناك بين إيران وإسرائيل ، ربما قد تسمع دعوات بعض الاصوليين عن إهلاك الظالمين بالظالمين واخراجنا منهم سالمين أو اصوليون آخرون يتصورن أن خطر الشيعة والملالي أخطر من أولاد العم في إسرائيل الذين لا يخفون رغبتهم في تغيير خريطة الشرق الأوسط كله على مقاس دولتهم التي زرعت كل بذور التطرف في المنطقة وحتى رئيس وزراءهم يتصور نفسه احد ملوك إسرائيل في العهد القديم ويريد أن يرسم العالم على مقاس دماغه الاشد أصوليه من أي من اتباع داعش أو حتى بن لادن.

بعض العرب يرون أن أولاد العم أفضل بل للأسف بعض الدول شاركت في مناورات ضرب إيران من قبل بتشكيلات جوية في أسرائيل قبل عدة شهور !

الأمريكان كعادتهم لا يملون من دعم إسرائيل بفلسفة أنها الحليف الوحيد وواحة الديمقراطية في المنطقة ووالممثلة للنمط الأمريكي فهي في سعيها للقضاء على الهنود العرب تمثل الحلم الإمريكي في المنطقة وإيران بالنسبة لهم ليست سوى مجرد دولة مارقة ربما التردد الوحيد هو افكار عن العملية الفاشلة السابقة في إيران إبان الثورة الإيرانية أو المصالح الأمريكية القريبة العرضة للضرب أو أنه حتى الآن إسرائيل تقوم بالدور المرسوم ويدعم ذلك رئيس أمريكي أكثر يمينية واكثر حماقة من الرئيس ريجان ومصاب بداء "التتويت" اللإارداي وإن كان يقوم به على منصته الخاصة !

أما مجموعة السبع وكل الدول الغربية التي مصابة بحول استراتيجي فيرون أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ! ولا عجب فمهما تبنينا من سياسات إنسانية وعقلية فإسرائيل تمثل بالنسبة لهم مجرد إمارة صليبية من إمارات الحرب الصليبية الحديثة والإمر ليس له علاقة بأي دين لكن هو استدعاء الدين من اجل مصالح إلتهام ثروات الهنود العرب والذين لا يملكون إلا الدهشة وحالة الفرجة من تحت الشبكة وتشجيع اللعبة الحلوة والأمل في أن يقضى الطرفان على بعضهم دون أي استعداد او حتى تفكير في شكل العدوان من الجانبين ولم يعد أحد ما استطاع من قوة أو رباط خيل ويكفي مجرد كلمات إدانة خافتة لا تقل عن رجاءات انقاذ غزة وإسرائيل مستمرة في غيها ولا احد يعرف متى سوف نظل تحت تلك الشبكة نتفرج وربما يتمني الجميع أن يظلوا في لعبتهم بعيدا عنا وإن كنا جميعا خارج حساباتهم ومجرد التطلع إلى الدب الروسي الغارق في وحل إوكرانيا أو التنين الصيني الذي لا يحب اللعب الخشن ويركز على قدراته الإقتصادية الكاسحة إن وصلت إلى هنا فليس لدي تحليل عميق أو استراتيجي أن تحت نفس الشبكة البائسة خارج الملعب.!