Sunday, October 26, 2025

بورسعيد

 

أن تزور المدينة الباسلة ليلا ربما هي المرة الثالثة الذي ازور فيها محافظة مصرية لأكل الوجبة الشعبية الفول والعودة سريعا ، ليست الزيارة الأولى سبق أن كانت مصيف الأسرة وزيارات متعددة حينما كانت المدينة حرة والاستمتاع بأكل الشيكولاتة بالبندق حتى من قبل علوش وعروضه حيث كان السريحة على الشاطئ يبيعون قطع الشيكولاتة بأرقام لو كتبتها لن يصدق أحد أننا كنا نأكل شيكولاتة بالمكسرات بتلك القروش الزهيدة.

لم أذهب إلى السوق الجديد وإن كنت استمتعت من قبل بزيارة مطعم البرج الشهير بفرعه الرئيسى على حساب جامعة قناة السويس حينها بوصفى قادم من لجنة في القاهرة ربما اجواء ذلك اليوم ذكرتني برواية المفتش العام أو حتى تنويعة احمد رجب بزيارة السيد الوزير وقد كان اسبوعا زرت فيه جامعات في كافة انحاء الوطن حينما كنا نضع اللبنات الأولى لمشروع التنسيق الإلكتروني.

اليوم ذهبت حرا مع الاصدقاء في رحلة ليلة سريعة تذكرت فيها يوما اجازة اخر تم الغاءها وهو عيد النصر وذكرى صمود المدينة أمام الاحتلال البريطاني وإن كانت أيضا هي تحمل ذكريات الصمود لاحقا في رأس العش وربما النقطة الحصينة التي أمامها في سيناء لم تسقط طوال حرب اكتوبر وظلت محاصرة لوقت طويل.

تتداعى تلك الذكريات أمامي سألت عن قرية النورس التي قضيت فيها عدة أيام من قبل وذلك في نهاية الثمانينيات لا اعرف أذا كان جيدا أن يحتفظ المرء بذاكرة قوية أم أنها تفتح أمامه الكثير من الذكريات والتداعيات وأين ومتى وكيف أصبح الجميع وكيف كان لدينا كل تلك الاوقات لنسكبها واليوم لا نملك إلا أن نتحدث تليفونيا أو حتى نعلق على الفاسبوك في اقصى تقدير أو نختطف سويعات من ايامنا الطويلة لنلتقي بالأهل والاصدقاء.

يبدو أنني أحاول الاتجاه شرقا تلك الأيام السخنة ثم رحلة العمرة والعودة إلى بورسعيد لا اعرف ماذا سوف يأتى لاحقا لكن ربما أنا هذه الأيام احب الاتجاه شرقا.

روح المدينة لا تمثلها المدينة الحرة أو حتى عبارات الشبار يا ولا او حتى الشباط أي كان النطق ، المدينة التي قيل أنها دفعت ثمن محاولة اغتيال الرئيس مبارك من نموها أو تحجيم مدينتها الحرة أو حتى اصبحت ذكرى سيئة لمشجعي النادي الأهلى ومأساة مصرية بقتل 73 مشجعا وحتى الآن معاقبة بعدم لعب مباريات جماهيرية وناديها المصري الذي كان انتماء اهلها يجعل الجمرك مجانا حينما ينهزم الأهلي والزمالك على ارضها.

ليس تأريخا ولا تسجيلا ما اكتبه هنا مجرد يوميات حياتية ارجو أن تنال رضا قارءها ، مع استمتاعي بالفول الورسعيدى وأن كان بالسمن الصناعي بدلا من الزيت.


إلى السويس

 

لدي حلم بزيارة كل محافظة مصرية اعتقد أنني حققت اغلبه في محافظات الوجه البحري وإن كنت مقصرا قبليا حيث آخر عهدي بمحافظات الصعيد هي عروسه المنيا.

ذهبت إلى السويس قبل يوم من عيدها القومي وإن كنت لا احب تلك الاعياد القومية المرتبطة اغلبها بنضال شعبنا تجاه المحتل واخرها المحتل الإسرائيلي وربما صفحة وزارة الدفاع الاسرائيلى تروي قصة هروب سرية المظلات المحاصرة داخل مبنى مركز الشرطة بالمدينة وبالطبع اعتبروها بطولة ولا تحمل السويس ذكرى الكراهية للعدو هنا فقط لكن من قبل قصف الزيتية قصف المدينة بشكل يومي والموثقة بتلك الصور التسجيليلة الموجودة في فيلم حكايات الغريب ، اعتقد أن السويس أقدم من كل هذا هي القلزم في الفتح العربي وربما هي الاقدم كنهاية  لقناة سيزوتريس الفرعونية.

علي أيه حال ليست الزيارة الأولى للمدينة كنت هناك من قبل لأكثر من مرة سواء للذهاب إلى السخنة أو للعزاء من قبل ، لكن تلك الزيارة السريعة قبل يوم من العيد القومي وافكاري عن كيف تكون محافظة مثل السويس في ذيل التنمية البشرية لسنوات بكم المواني التي بها وكيف كانت شعلة الثورة في يناير سواء اختلفنا أو اتفقنا على انتفاضة يناير وما يتصور البعض أنها بداية الحياة أو بداية المصائب كعادتنا مع الابيض والأسود.

ربما في عملي زرت فرعي جامعة السويس بالاسماعيلية وبورسعيد وحتى الفروع المختلفة سواء الجامعة القديمة أو الجديدة في اسماعيلية أو حتى زيارة فرع الجامعة في بور فؤاد وها أنا ازور الجامعة الوليدة السويس لأكمل سلسلة جولاتي الجامعية بعدما زاد عدد الجامعات المصرية وربما جزء منها أن ازور جامعة العريش لأتمم زياراتي لكل فروع جامعة قناة السويس القديمة.

على أيه حال الزيارة السريعة ليست كافية لقراءة روح المدينة ، ربما روح المدينة الحقيقية عرفته من خلال اغاني السمسمية وأغاني معركة السويس ويوم الاجازة الذي كنا نحصل عليه حتى الغيت هي واجازة عيد الوحدة ، وربما بقى نصر اكتوبر ومعركة السويس جزء من تكوينى ربما تجدونه عبر مدونات اكتوبر المتعددة أو حتى في زياراتي لقواعد الصواريخ في فايد مع خالي العسكري.

روح المدينة سوف تبقى علامة على مر الزمان ربما تلك العلامة يستشعرها العدو الإسرائيلي حينما جعل رجال السويس الدبابة ليست شيئا مخيفا لرجل المشاه بل لعبة يداعبها بقذائق RPG  والمولتيكا أو حتى بالقنابل اليدوية.

ربما تلك العملية الدعائية سواء بأسمها العملياتي الغزالة أو كما نحب أن نطلق عليها ثغرة بادبيتنا أو حتى قتال في افريقيا مثل ما قال شارون أو تصوير جولدا مائير لكي تجعل المسألة وكأنها قريبة من القاهرة وعلى بعد مائة كيلو فقط وكانت محادثات الكيلو 101 بتداعيتها وما يسميه البعض بهجوم السلام المصري أو ما يتصوره البعض خزيا وإن كانت معارك السلام جزء من استكمال الحرب وربما اثمرت حتى آخر نقطة حدودية في طابا وإن كنت من انصار مصرية أم الرشراش.

احببت أن تكون تلك الكلمات هدية لروح المدينة التي حاولت تنسمها في ساعات قليلة ، ولن ينسى احد ما قدمته في الزيتية أو حتى في هجمات مدافع أبو جاموس التى سقطت في ايدي المصريين وذابت كما قال احد قادة اسرائيل خط بارليف اصبح مثل الجبن الفرنسي الشكر لجمال الغيطاني وعمر طاهر ولكل هؤلاء الذي مازالوا يصبوا في الوعي المصري العام تاريخيا يستحق أن يروى ، ربما استكمل جولاتي في كل مصر قريبا إذا كان في العمر بقية وإن قدر لي ذلك أو استكمال الحلم بالبحث عن أرواح مدن اخرى حول العالم.


Wednesday, October 8, 2025

دفتر أخضر جديد


كنت مهووسا منذ الصغر بكتب رحلات أنيس منصور وكان احد الكتب الذي ودت قرأتها حول العالم في 200 يوم لكن لم اعثر عليه حتى اشتريت من معرض الكتاب كتاب غريب في بلاد غريبة ولاحقا قرأت حول العالم.

وقد حاولت أن اكتب عن رحلاتي من قبل في هذه المدونة مثل تدوينات الرحلة عن رحلتي الأولى خارج مصر إلى كندا.

ثم لاحقا رحلة أخرى عن رحلة بنين ثم فى النهاية كانتورقة اخرى في الدفتر الأخضر عن رحلة نيجيريا.

لكن تلك الرحلة التي اتحدث عنها اليوم تأجلت كثيرا فقد سألت كثيرا عن التكاليف وكل مرة لا يتم الأمر إلا في هذه المرة كان يبدو المسار عبثيا ففي جلسة على قهوة أنهيت كل شئ لم اذهب إلى الشركة ولم ادفع تكاليف الرحلة مباشرة لكن من خلال صديق عزيز اخذ على عاتقه انهاء الإجراءات حتى تحويل العملة قامت به اختي كان يبدو كل شئ ميسرا ويبدو أنني كنت على موعد مع تلك الرحلة الروحية ، ربما فقدت فيها أن احضر حفل تخرج أرنوب الجزر ومسرات عائلية أخرى لكن تتعوض في المسرات القادمة.

سنوات طويلة اجلت الذهاب إلى مكة والمدينة المنورة كنت احلم برحلة حج لكن يبدو أن التكاليف المتصاعدة مع الأيام جعلت هذا الحلم بعيد المنال ويوما بعد يوم أصبحت تكاليف العمرة ليست بالقليلة لكن الله المستعان كنت اتندر دائما بأنني سوف أسافر حينما يتحقق حلم حرمة تأجير دور مكة في أحد الأحاديث المنسوبة لنبينا الكريم ، لكن يبدو الموعد محدد من قبل والزيارة معلومة لذلك لم ابلغ احد من الأسرة ومشيت في الاجراءات حتى تأكدت من السفر وابلغت الجميع برحيلي ، وكان الأسوء انني مازلت لا استعمل تليفون ذكي بوصفي رجل عمل في تكنولوجيا المعلومات لسنوات لكني احب أن اكون دوما متأخرا في استخدام التكنولوجيا حتى شريحتي مازالت تنتمي لجيل قديم لذلك اخذ الأهل والاصدقاء يدقون تليفوني وانا عاجز عن الرد بشريحة من جيل آخر تلقيت رسالة بوجوب التحديث قبل التجوال لكن لم اعر الأمر شيئا.

جلست في طائرة الشركة السعودية وليست شوفينيتي التي تمنعني من حب تفاصيل الرحلة على شركة غير مصر للطيران ولكن ربما طول الرحلات السابقة هو ما جلعنى اتصور أن الخدمة ليست جيدة فهذه اقصر رحلة طيران بالمقارنة برحلاتي السابقة حيث كانت اقل رحلة لا تقل عن خمس ساعات بينما رحلة طيران اقل من ثلاث ساعات ربما الخدمة ليست عليها مثلما تعودت على الأقل في خطوط مصر للطيران والشركة الأثيوبية وكندا ليس دعاية للشركات المنافسة لكنه مجرد رأي.

رحلة طيران قصيرة فتحت المجال لرحلة روحية اجتهدت كثيرا في أن تكون لائقة تركت كل شئ له علاقة بالدنيا حتى زميلي في الغرفة كان يتعامل مع روبوت يذهب إلى الصلوات أنفذ نفس البرنامج في الحرم المكي اقيم الصلاة ثم اطوف ثم اعود للصلاة ركعتين ثم اجلس لقراءة القرآن حصلت على ثلاث ختمات بنهاية الرحلة وكذلك في المسجد النبوي. قمت باخذ الرخصة بعمل ثلاث عمرات رغم رأي البعض بأن رحلة عمرة لعمرة واحدة لكن على الأقل كنت ادين لوالدتي بعمرة حيث عجزت عن السفر مع والدي لأنني كنت ضيفها الصغير وعجزت عن اللحاق برحلة عمرة أو حج مع والدي إبان عمله في السعودية عقب ولادتي وكانت عمرتي الأخيرة لأني مثل الجميع شككت في عمرتي الأولى حيث الهيبة وتصور الخطأ في العدد مع مشاهد الطواف ونسيان كل شئ!.

ترى هل أصبحت روحيا افضل ، دوما اقتنع بمقولة تقول أنه في ابعد الرحلات أسوء شخص تقابله هو نفسك أنت وحيد في بلاد بعيدة ربما الألطف في الرحلة أن ترتيبها جعلنا اغادر مع شركة اخرى وجعلني احظي بصحبة جديدة ربما حاولت قدر المستطاع أن أكون في خدمة بعضهم وهذا هو الشئ الوحيد الذي احتسبه في الرحلة عن الله ، فأنا مشغول دوما بقضية الطقوس والشعائر هل ما قمت به كان طقسا ام شعيرة أعطيتها قدسيتها الله يعلم أين نجحت وأين اخفقت لكنها بلا شك رحلة ممتعة عدت من أيام ومازلت في حالة من عدم التوازن ربما مشتاق للعودة لكونك تدور عكس عقارب الساعة تتوحد مع الكون في دورانه أو في توحيده لإله واحد أحد.

دفترى الأخضر الجديد حصلت عليه في شهر نوفمبر من العام الماضي واصبح يحمل اختام دخول وخروج مطاران جديدان في أسيا ترى هل هي خطوة اخرى نحو رحلات جديدة الله وحده يعلم بما يكتبه القدر وإن كانت الرحلة قد كسرت الرقم القياسي في ساعات الطيران فهي ذهبت بي إلى قارة جديدة ربما احاول لاحقا أن أكمل بقية اقطار الأرض بإذن الله أو ربما جعلتني مشتاقا إلى حج البيت أكثر أو العودة للاغتراف من عمرة اخرى ، أو كما قال احد المرافقين في الرحلة في المسجد النبوي أنه يشعر براحة عجيبة وسكون لم يشعر بهما من قبل دعواتكم أن لا تكون أخر الرحلات وإن كنت تمنيتها لأوقات أن تكون خاتمة رحلة حياة لكن الله يقدر ما يشاء.

Wednesday, June 18, 2025

تحت الشبكة

 يقف العالم العربي كله متفرجا على ما يحدث وكأنه يجلس تحت شبكة كرة الطائرة وهو يشاهد الكرة ترسل من هنا إلى هناك بين إيران وإسرائيل ، ربما قد تسمع دعوات بعض الاصوليين عن إهلاك الظالمين بالظالمين واخراجنا منهم سالمين أو اصوليون آخرون يتصورن أن خطر الشيعة والملالي أخطر من أولاد العم في إسرائيل الذين لا يخفون رغبتهم في تغيير خريطة الشرق الأوسط كله على مقاس دولتهم التي زرعت كل بذور التطرف في المنطقة وحتى رئيس وزراءهم يتصور نفسه احد ملوك إسرائيل في العهد القديم ويريد أن يرسم العالم على مقاس دماغه الاشد أصوليه من أي من اتباع داعش أو حتى بن لادن.

بعض العرب يرون أن أولاد العم أفضل بل للأسف بعض الدول شاركت في مناورات ضرب إيران من قبل بتشكيلات جوية في أسرائيل قبل عدة شهور !

الأمريكان كعادتهم لا يملون من دعم إسرائيل بفلسفة أنها الحليف الوحيد وواحة الديمقراطية في المنطقة ووالممثلة للنمط الأمريكي فهي في سعيها للقضاء على الهنود العرب تمثل الحلم الإمريكي في المنطقة وإيران بالنسبة لهم ليست سوى مجرد دولة مارقة ربما التردد الوحيد هو افكار عن العملية الفاشلة السابقة في إيران إبان الثورة الإيرانية أو المصالح الأمريكية القريبة العرضة للضرب أو أنه حتى الآن إسرائيل تقوم بالدور المرسوم ويدعم ذلك رئيس أمريكي أكثر يمينية واكثر حماقة من الرئيس ريجان ومصاب بداء "التتويت" اللإارداي وإن كان يقوم به على منصته الخاصة !

أما مجموعة السبع وكل الدول الغربية التي مصابة بحول استراتيجي فيرون أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ! ولا عجب فمهما تبنينا من سياسات إنسانية وعقلية فإسرائيل تمثل بالنسبة لهم مجرد إمارة صليبية من إمارات الحرب الصليبية الحديثة والإمر ليس له علاقة بأي دين لكن هو استدعاء الدين من اجل مصالح إلتهام ثروات الهنود العرب والذين لا يملكون إلا الدهشة وحالة الفرجة من تحت الشبكة وتشجيع اللعبة الحلوة والأمل في أن يقضى الطرفان على بعضهم دون أي استعداد او حتى تفكير في شكل العدوان من الجانبين ولم يعد أحد ما استطاع من قوة أو رباط خيل ويكفي مجرد كلمات إدانة خافتة لا تقل عن رجاءات انقاذ غزة وإسرائيل مستمرة في غيها ولا احد يعرف متى سوف نظل تحت تلك الشبكة نتفرج وربما يتمني الجميع أن يظلوا في لعبتهم بعيدا عنا وإن كنا جميعا خارج حساباتهم ومجرد التطلع إلى الدب الروسي الغارق في وحل إوكرانيا أو التنين الصيني الذي لا يحب اللعب الخشن ويركز على قدراته الإقتصادية الكاسحة إن وصلت إلى هنا فليس لدي تحليل عميق أو استراتيجي أن تحت نفس الشبكة البائسة خارج الملعب.!

Wednesday, May 7, 2025

السخنة رايح جاي


 بدعوة كريمة من أحد الاصدقاء للذهاب إلى السخنة والعودة سريعا ، استعنت بالله وصليت الظهر وهرولت إلى ملابسي سريعا اصطحبنا رفيقا آخر على الطريق من مقر عمله ، اكلنا بعض الشطائر والمعجنات واستلمنا الطريق إلى السخنة.

تذكرت المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى السخنة حيث كانت اختي واطفالها هناك وكان علي ان اعيدهم وذهبت بالمواصلات ولم تكن هناك اتوبيسات بعد تذهب إلى هناك في بداية التسعينات فكان علي ان اركب اتوبيس إلى مدينة السويس ثم آخذ ميكروباصا إلى القرية السياحية هناك قضينا هناك عدة أيام قبل أن نعود ونستأجر سيارة بيجو سبعة راكب الملقبة في مصر بالنعش الطائر وسرنا على الطريق القديم الذي كان يدوب تسير عليه السيارات من الجهتين وهو عبارة عن مدق وتم وضع طبقة اسمنتية وكانت انعطافات الطريق حادة والسيارات النقل تركن في أي مكان بشكل يبدو خطيرا لدرجة جعلتنا كل مرة نتلو الشهادة حينما نرى آثار الحوادث في كل منعطف حاد.

لكن هذه المرة الطريق اصبح شديد الاتساع وربما تم تعديله اكثر من مرة وتوسعته وحتى تظهر الانجازات من حوله سواء عاصمة السيد الرئيس أو حتى القطار السريع الذي لا أعرف كيف يكون سريعا وهناك العديد من المنظومات الاسرع منه لكن لا علينا إذا كنا نسير بطريقة شخلل فكة وحكمة دكتور الفلاسفة فسوف نرى تلك الاسثمارات الاسمنتية الكبيرة على الطريق سواء تلك المحطات الفرعونية الطراز أو استثمارات الاسمنت في تعبيد الطريق للقطار ، تستكملها استثمارات الاسمنت في مدينة السخنة حيث فوجئت من جنون الاسعار الذي اخذ يشرحها لي صديقي وتصورت لو كانت تلك المشروعات تحولت إلى غرف فندقية او شقق فندقية بدلا من استغلالها بضعة أيام في السنة دون طائل ووضع الاستثمارات المصرية في الاسمنت سواء هناك أو في الساحل الشمالي ولا توجد حياة أو فرص عمل حقيقية.

في الطريق لم انسى أن احكي لاصدقائى حينما جئنا بالقرب من طريق الزعفرانة عن حادثة سرقة الرادار المصري عام 1969 وكيف أن البعض قال انها من تسببت في مرض السكر لعبد الناصر ، حتى حكيت لهم عن الرئيس مبارك وكيف كانت الطائرات المصرية تقع في مصيدة فوق السخنة بعد استنزاف بنزينها مما جعله يرد على البعض في حينها بأنه يحجم أن يهاجم تلك الطائرات بطائرات اعتراضية طالما أنهم لم يهددوا العمق المصري  طريقة بسيطة للعب بإمكانياتنا الحقيقية بدلا من العبث الذي نقوم به في طول الوطن وعرضه والتصور أن الحضارة هي صناعة المزيد من الاسمنت وصناعة فرص عمل للشركات الأجنبية ويبدو أننا نساهم في دعم شركات بعينها بحصولها على التعاقدات بدون مناقصات بل حتى طريقة السيد الرئيس في إنهاء الصفقات وهو يركب المترو ! أو نقل أفكار الكيانات الاستراتجية وبناء الدولة من البداية كأنها لم تكن موجودة من قبل في بدعة جمهورية جديدة ! لا يجد فيها المواطن إلإ الغلاء ومهدد الآن بالطرد مع قانون العلاقة بين المالك والمستأجر.

يبعد بي الاستطراد عن الرحلة التي لم انسى ايضا أن احكي لهم حينما رأيت التلفريك عن كيف أن طائرة امريكية من طراز ف18 قطعت السلك الصلب الذي كان يحمل التلفريك وتسببت في وفاة الكثير وكيف أن القاعدة الخاصة بالناتو اغلقت ورغم أن الجيش الأمريكي اكتشف عبث طياري المقاتلة إلا أنه اكتفي بمحاكمتهم عسكريا بعيدا عن القضاء الإيطالي في حينها وهناك فيلم تسجيلي يجسد ذلك.

تذكرت خالى العسكري ايضا وكيف أنه في بداية حرب اكتوبر كان في منطقة السخنة وحينما سألته إن كان يعلم شيئا ، قال لقد جاءت لنا أوامر التحرك لكن كنا ندري أن هناك أمر جلل لأننا مشينا على جنزير الدبابة من السخنة نزولا إلى السويس وهذا معناه اننا في عملية عسكرية ليس تدريبا لأنه في العادي تنقل الدبابات على كاسحات حتى يتم توفير عمر الجنزير الذي يتم تغييره بعد عدد قليل من الكيلومترات.

في النهاية كان يوما جميلا إطلالة جميلة على خليج السويس من الشالية وتذكر خط السوميد الذي كنا ندرسه زمان وفائدته الذي كان سؤالا شائعا في الجغرافيا لكنه الآن يذكرنا ببيع المواني بحق الانتفاع الذي هذه المرة وصل إلى خمسين عاما تري ماذا نبيع بعد بنك القاهرة وبسكو مصر وكل علامات الاقتصاد المصري لمجرد احلام السيد الرئيس في جمهورية تبدو دماغها على مقاس بيادته!

وانتهى بنا الحال في صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا في جامع صممه مهندس عمر الفاروق في احدى القرى السياحية على نمط حسن فتحي بنظرية القباب وباحجار محلية وكان مسك ختام للرحلة.

Tuesday, May 6, 2025

في ورشة الزيتون

تقترب ورشة الزيتون من اكمال خمسين عاما في مناقشة الابداعات الأدبية ، ومنذ حضوري ندوة مناقشة الثقافة المصرية سيرة أخرى للاستاذ شعبان يوسف بدار بتانة  وأنا اتابع صفحته على الفاسبوك وحتى الكوكبة الثقافية الأخرى التي كانت تحضر تلك الندوة سواء الاستاذة فاطمة الصعيدى والاستاذة سلوى بكر والاستاذة حنان عزيز وقد نصحني احد الاصدقاء من قبل بعد عدة محاولات ادبية اسفرت عن نشر عدد من  القصص في كتابين مجمعين وفوز بجائزة اولى في مجلة العربي  بالتوجه إلى ورشة الزيتون لعرض ما اكتبه.

حتى جاءت الفرصة منذ يومين كنت اتصفح الفاسبوك وإذا بي اجد دعوة لقراءة حرة في الورشة وعليه دخلت وضعت تعليقان لم تمر دقائق قليلة حتى كان هناك ردا من الاستاذ شعبان يوسف والاستاذة حنان عزيز وعليه وضعت قصتي جزر التي فازت بالمركز الأول في مسابقة مجلة العربي في التعليقات وعرضت الأمر على صديقي في محاولات الكتابة الاستاذ مجدي الحاروني وعليه انضم هو ايضا وفي دقائق قليلة وتم الترحيب بنا.

ذهبنا في تمام السابعة لكن الندوة اخذت وقتا ولم تبدأ إلى في الثامنة وبدأنا نستمع لقراءات مختلفة في جو ثقافي جميل حيث اسهب الاستاذ شعبان يوسف في تعليقاته بالذات على احدي القصائد في شرح من أين اتت تلك القصيدة وأصبح المرء يجلس قلقا ترى من اي جناس أدبي سوف تكون القصص التي سوف نقرأءها ، لكن جلسنا منصتين لعدد من القصص القصيرة وحتى بعض اجزاء الروايات بل والاشعار وننتطر أن يحين دورنا ونسمع تعليقات النقد المختلفة.

حتى جاء الدور علي وفيما يبدو لأنني لم اتعود على الالقاء فبدأت سريعا في قراءة جزر حتى استوقني الاستاذ شعبان يوسف للقراءة بتمهل وحصلت على تعليق لا بأس به من الناقدة الاستاذة فاطمة الصعيدي كذلك قام صديقي بقراءة نصه الخاص وجلسنا نستمتع بباقي القراءات.

كانت جلسة ابداعية جيدة حيث تستطيع أن تجد من يشاركك نفس اهتماماتك سواء من حيث اقلام تبدو في بداية طريقها واقلام أخرى تبدو راسخة وتعرف وزن كل كلمة مع تأصيل لأصل الجناس الإدبي أو حتى شرح او عرض لأفكار ادبية عالمية لم يبخل بها الجميع وعلى رأسهم الاستاذ شعبان يوسف.

يصفني احد الاصدقاء بأنني الرجل ذو الألف وجه وربما اليساري يعيش ربيعه الآن في مقر جزب التجمع في ورشة الزيتون وقبلها بأيام في مناقشة بالعربي فلسفة في مناقشة لاهوت التحرير الذي قدم رؤية يسارية للاهوت في النهاية شكرا للقائمين على الورشة وارجو أن يتم قبول ضيافتنا دوما للإستزادة.


Sunday, May 4, 2025

رحلة البحث عن لاهوت إنساني


 عام مضى على مشاركتي في ندوة خلال مهرجان الجامعة الامريكية الثقافي تعرفت خلال تلك الندوة على مبادرة بالعربي فلسفة وتابعت بعض المحاضرات الموجودة الكترونيا تحديدا محاضرة ادوارد سعيد وفاتتي بعض المشاركات التالية حتى انضممت بالأمس إلى محاضرة لاهوت التحرير.

لم اعد عدة للمحاضرة ذهبت إليها بوصفي غير متخصص وقررت ان لا ابدأ بحثا الكترونيا عن الموضوع وذهبت هناك وفكرتي عن كتاب لاهوت التحرير المصري للقس وليم سيدهم اليسوعي عن مفهوم جديد للاهوت بعد انتفاضة يناير مثلا وبقيت الاسئلة حتى بدأت المحاضرة التي كانت في البداية مزدحمة بأسماء جديدة علي وحتى على ما تصورته أن الموضوع شأن مصري.

شيئا فشيئا بدأت اندمج مع المحاضرة فأمريكا اللاتنينية التي بدأت فيها فكرة لاهوت التحرير عشق خاص لي فغالبا انا من عشاق امريكا اللاتنينية بشكل او بآخر منذ حتى علاقتي الأولى بها التي شرحتها في تدوينة سابقة عن جزر فوكلاند مرورا بان آخر كتاب قرأته كان لايزابيل الليندي التي اعتبرتها أيضا من قبل أحدى ملكات يميني في تدونية أخرى.

تبدو فكرة لاهوت التحرير أو النظر إلى اللاهوت من منظور اجتماعي أو قل منظور أقرب إلى اليسارية من يمينية الدين التي حتى شاركت باسم الدين في الحروب الأهلية الكثيرة في امريكا اللاتينية او حتى يمينية الكنيسة الكاثوليكية الواضحة حتى في التعامل مع الفكر الماركسي والتعاون الوثيق مع الكنيسة لاسقاط الاتحاد السوفيتي كما اعترف لاحقا بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط سور برميل.

المحاضرة كانت ثرية بحشد من محاضرة تملك ادواتها علميا ومحاولة للاقتراب من الفكر من اكثر من زاوية بداية لتاصيل الفكرة من منبعها حتى وصولها إلى الوعي المصري.

احتشدت المحاضرة والمناقشة من بعدها بكلمات كبرى من مفاهيم التجديف والهرطقة حتى مفهوم القداسة ويبدو ذلك حتى هي رحلة لاهوت التحرير كما حدث لأحد القساوسة التي اعتبر كلامه هرطقة ثم نصب قديسا لاحقا، بل بدأت من أمريكا اللاتينية وعرجت على أفريقيا لتذهب إلى فلسطين لتعود إلى مصر.

قد يزعم البعض أن اختطاف الدين يمينا ويسارا ليس جيدا هو في النهاية دين وليس مذهب سياسي وحتى في النظرة الإسلامية كان البعض يتحدث عن اشتراكية سيدنا محمد ويستشهد ببيت شوقي الاشتراكيين أنت إمامهم بينما يغرد الآخرون بأقصى يمينية وحتى يقدم مصطفى محمود كتابا يفند فيه فكرة اليسار الإسلامي ويصفه بالاكذوبة.

اعتقد أن ثراء المحاضرة هو قدر ما تطرحه في الذهن من أسئلة وليس وضع إجابات معلبة جاهزة قابلة لإختزال المعاني في رحلة البحث عن الحقيقة أيا كان حجم الاختلاف.

شكرا للمشاركين على المبادرة واعتقد أن الشكر اجدر للحاضرين الذين أثروا المحاضرة بنقاشاتهم بل حتى بشحذ الهمة على البحث عن المزيد من المعلومات عما طرحوه من قضايا واسماء وشخصيات جديرة بالبحث والإطلاع.

لا اعتقد أنني حصلت على إجابات جاهزة ولكن اعتقد أنني غصت في رحلة فكرية جيدة في رحلة بحث عن لاهوت إنساني أو حتى فكرة تحرير اللاهوت من قيود ما أو اخراج انماط جاهزة او قولبة تعودنا عليها دوما في قراءة النص الديني وربما هي محاولة للتقدم للإمام مهما كان حجم حقول الألغام الفكرية المنثورة من حولنا دوما ربما نخرج منه بمانفستو إنساني جديد ،في النهاية شكرا بالعربي فلسفة.

 

تتضمن التدوينة ارتباطات لتدوينات اخرى:

-         الاستغراب

-         جزر فوكلاند

-         ملك اليمين

-         نحو مانفستو عمالي جديد.