كتبت فى ذكرى مرور 5 سنوات على سقوط رحلة مصر للطيران
اليوم يمر عشر سنوات ومازال الملف مفتوحا.
خمسة ....... 990
نهاية هذا الشهر .. تحل علينا ذكرى مؤلمة لكل المصريين .. وهى ذكرى سقوط رحلة مصر للطيران رقم 990 نيويورك القاهرة 31 أكتوبر 1999... التى فقدت فيها مصر نخبة من خيرة رجالها .. سواء كان على المستوى المدنى ... او على المستوى العسكرى حيث فقدت مصر 33 ضابطا من رجال القوات المسلحة ... وهم عائدين من رحلات تدريب مختلفة ..
ليس الهدف من إعادة فتح هذا الملف .. التجارة بآلام أسر الضحايا .. التى لم تبرد أحزانهم لأنهم لم يصلون إلى نتيجة لما حدث ... أو حتى لم تصرف لهم التعويضات المناسبة .. بل إن الأمر وصل إلى التفرقة بين الدماء المصرية والدماء الأجنبية لصالح الدماء الأجنبية ...
إعادة فتح الملف الهدف منها أن نذكر اسر الضحايا أننا لم ننسى شهدائهم وهم بالأحرى شهداء مصر .. وأن الصحافة ليس الهدف منها التجارة بآلامهم وأحزانهم ... الملف مازال مفتوحا إلى الآن ...
صور الحادث على أنه عمل إنتحارى قام به قائد الطائرة المصرى وذلك من قبل الأمريكان ... وذلك فى غمرة تشويه لكل ما هو عربى أو إسلامى .. وأثيرت العديد من التأويلات .. وفى النهاية لم يصل أحد إلى شئ ..
إن القلم يقطر حزنا .. حينما يتصور أن أرواح مثل هؤلاء ذهبت سدى .... وأن ما بذلوه من أجل مصر كل فى موقعه لم يجد الصدى المناسب ... وأن مصر قد نسيت أبناءها.......
إننا نعيد طرح الأسئلة من جديد .....
كيف وقع ذلك الحادث ؟
من وراءه ؟
أهو قضاء وقدر أم هو حادث مدبر ؟
قبل أن نسئل الأمريكان عن تلك الأسباب علينا أن نوجه أسئلة إلى أنفسنا :
- من المسئول عن وجود عددا كبيرا من رجال القوات المسلحة على طائرة مدنية واحدة .. علما بأن التعليمات فى مثل هذه الظروف تقتضى بأن لا يسافر أكثر من أثنين على نفس الطائرة ... وإن كان للقوات المسلحة أمنها القومى التى نحرص عليه جميعا .. ونحرص عليه جميعا .. فإن المقصر فى هذا يجب أن يحاسب ...حسابا عسيرا ...
- هل قدمنا الدعم المادى والمعنوى لأسر الضحايا .... هل بذلنا الجهود الكافية فى كشف أبعاد الحادث ... أم فرقنا بينهم وبين أبناء الجنسيات الآخرى ....
لم أقصد من خلال هذه الكلمة أن نلوم الآخرين .. دون أن نفكر فى أخطائنا .. حتى نتجنبها مستقبلا .. ونرد الاعتبار لدماء زكيه طاهرة ..
ومرة ثانية إلى أسر الضحايا .. خالص العزاء .. وألهمكم الله الصبر والسلوان .. وكل قلم شريف فى أرض هذه البلد يقف إلى جانبكم .... دعما لحقوقكم ... التى هى جزء من حقوقنا فى كشف ظروف هذا الحادث ....