- منذ عدة سنوات ثار لغط شديد فى فرنسا من أجل حصول أحد الوزراء الفرنسيين على حق فى إيجار شقة حكومية فى وسط العاصمة الفرنسية وقامت الدنيا ولم تقعد !!!! رغم أنها شقة حكومية ..وذلك فى فرنسا أحد دول العالم الأول التى ربما صادرتها من الجبن فقط تعادل كل الناتج القومى المصرى ( هناك قرية واحدة فى فرنسا تنتج 200 نوع من الجبن !!! )
- أما المصريين الذين ورثوا عن الفراعنة القدامى أكل المش بدوده مصداقا لحكمة قديمة تقول ( كل الدود قبل ما يكلك !! )
- و حكومتهم التى ورثت عن الفراعنة كل الترف والأبهة .. فلم تألوا جهدا فى منجهت الوزراء خدام الشعب كى يستمتعوا بخدمة محدودى الدخل..
- ويطالع محدودى الدخل خدامهم يوميا وهم يغلقون عليهم الطرقات- وهم محشورون فى أتوبيسات- وزرائهم ( أقصد خدامهم ) يخترقون الشوارع فى سياراتهم الحديثة التى تليق بهم ، ولا تعترف حكوماتنا المتعاقبة بأننا دولة نامية ... لذلك فسيارات السادة الوزراء ووكلاء الوزراء وطوائف عديدة متعددة الدرجات تجد سياراتهم تجوب الشوارع ليل نهار ولا تعرف إذا كانت فى مهمة رسمية ام أنها توصل أولاد الباشا – اللقب المحبب لكل خدام الشعب الآن - إلى النادي أو إلى المدرسة ...
- الأغرب أن أغلب مصالحنا الحكومية تذخر بأحدث أنواع السيارات وكلها مستوردة ونسبة كبيرة منها صناعة أمريكية فاخرة ولا يخفى على أحد معنى سيارة أمريكية ...فلو سألت اصغر سائق فى مصر عن سيارة أمريكية سوف يقول لك ( غول بنزين يا بيه ) !!
- وفكرت كثيرا كيف تسمح الحكومة بشراء هذه السيارات ... ووجدت فى إحدى المصالح الحكومية التى ذهبت إليها لقضاء بعض المصالح 4 سيارات فاخرة!!! اثنتان منهم يطلق عليها سأئقيها أتوبيس الطلبة حيث أنها تتسع لسبعة اشخاص غير السائق !! ومخصصتان لوكيلى وزارة فى المصلحة واثنتان جيب للأرضى الوعرة !! علما بأن المصلحة تقع فى قلب القاهرة ... ولكن ربما معرفة الجميع بظروف مطبات مصرنا المحروسة استلزمت هذه السيارات كى لا يشعر خادم الشعب بأى قلق أو توتر أثناء السير !!!!!!
- اجتذبنى الموضوع واخذت استفسر عن الأمر فقيل لى ببساطة ماذا نفعل إنها قروض المعونة تستلزم هذا .. فعندما يأتى مشروعا أمريكيا من المعونة يفرض على المشروع ان يشترى لمديره تلك السيارات الأمريكية أكلة البنزين وبعد انتهاء المشروع على خير بعدة سنوات تحول هذه السيارات إلى نمر حكومية ، الطريف فى الأمر أن خلال فترة المشروع تحمل هذه السيارات نمر ملاكى ومن ثم لا يجوز لأى جهة مرورية استيقافها وسؤالها عن وجهتها .. فلذلك يستمتع مدير المشروع طوال خدمته بهذه السيارة كأنها ملك خاص .....
- لذلك تعطى لنا المعونة الأمريكية القروض باليمين وتسحبها بالشمال وتساهم سيارات خدامنا فى المصالح الحكومية فى خلق فرص عمل جديدة فى مصانع السيارات الأمريكية....
- ومازالت حكومتنا لا تألو جهدا فى خلق فرص العمل لأبناء أمريكا العاطلين عن العمل فمصر أم الدنيا تزرع القمح فى كندا ورومانيا فلا يجب على محدودى الدخل سوى الانتظار حتى تنهى حكومتنا خطتها للقضاء على البطالة فى كل دول العالم فدورنا الدولى والعالمى يستلزم علينا الانتظار حتى لو اصبح محدودى الدخل معدومى الدخل.
- ووفقا لتقديرات الحكومة فإن فرصة العمل تتكلف ما يقرب مائة ألف جنيه – التى لا أعرف على أى مقياس حسبت هذه التقديرات....
- وحتى لا يطول بنا الانتظار ادعو معدومى الدخل إلى الوقوف فى أى مكان فى مصر وانتظار عبور سيارات خدامنا فى الطريق ليحسب عدد فرص العمل التى تسعى حكومتنا لتوفيرها للشباب الأمريكى المسكين .. فمواكب الوزراء لا تقل عن ثلاث سيارات وقد تصل إلى خمسة فى بعض الأحيان فى كل سيارة ملا يقل عن ثلاث فرص عمل لإخواننا المساكين - وذلك حسب تقديرات سعر الفرصة الحكومية -...
- وعلى هذا قررت أن أنهى هذه الكتابة سريعا وإذهب إلى ميدان التحرير وأقف احصى عدد فرص العمل التى تسعى الحكومة إلى توفيرها بعدد سيارات خدام الشعب .....يمكن يجى دورى فى يوم ما ، ولينعم الشعب بدوره الدولى .والحضارى .......مش بقولكم أم الدنيا يا جماعة !!.
Friday, December 18, 2009
سيارات الحكومة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment