- لم تكن الحفلة الأولى التى يحضرها وربما لن تكون الأخيرة ، فمنذ التحاقه بالعمل داخل الجامعة وهو يداوم على حضور الحفلات الموسيقية التى تقام داخلها ، كان يحاول أن يجد طريقا إلى تذوق الفن كما إنها أرخص وسيلة للترفيه فى ظل الظروف الاقتصادية الحالكة ، ففى نهاية الأسبوع يحضر الحفلات مجاناً وله أن يدعو من يحلو له من أصدقاء ، لكنه كان يؤثر دوما أن يذهب وحيداً ، ورغم ابتعاده بشكل عام عن الحفلات العائلية وعزفه عن صخب حياة الشباب فإنه كان يعشق ذلك الجو الأسطورى داخل قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة ، ورغم مشاركة الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بالملابس العادية فقد كان حريصا كل الحرص على هندامه الذى قلما يحافظ عليه ويرتدى حلة كاملة ويحرص على اختيار الألوان المتناسقة والكرافت المناسب.
- ومنذ دخوله إلى تلك القاعة فى ذلك اليوم كانت تتنازعه عدة خواطر كيف أنه عزف عن حضور حفلات الزفاف لعدة سنوات بينما يحرص على تلك الحفلات ... وكان ما جعله يفكر فى ذلك أن ذاك اليوم كان حفل زفاف أخت احد أعز أصدقائه لكنه لم يحضر وآثر أن يحضر الحفل وبرر بأنه لا يحب أماكن الزحام أو الأفراح ... كان لديه دوما أزمة مع الأفراح منذ الصغر لم يكن يحب أن يحضرها كل ما يتذكره عن الأفراح وهو صغير أنه كان دائما باكيا لذلك بعد زواج آخر أخواته قرر أن لا يحضر أى فرح .. كان البعض يتصور أنه من ذوى الاتجاهات الأصولية لتجاهله الأفراح ولأنه لا يعتنى بهندامه .... خرج من أفكاره على صوتها وهى تقول له عضو هيئة تدريس حضرتك .. باغته السؤال كانت إحدى الفتيات من اتحاد الطلبة عرف من الوشاح الأخضر الذى يلفها باسم الاتحاد ... اخذ وقتا كى يقول لها موظف بالجامعة خرجت الكلمات منه فى شكل تهتهة .. تبع إشارتها للمكان الذى يجب عليه أن يجلس فيه .. ومنذ تلك اللحظة تعلقت عينه بها كانت ذات وجه صبوح يكتسى بمسحة من البراءة ... نسى الحفل ونسى التذوق الفنى وأصبحت هى محور اهتمامه كأنها نجمة الحفل كان يحرك رأسه يمنة ويسرة تبعا لتحركها وهى تتحدث إلى زميلاتها فى الاتحاد أو وهى تُجلس أحد المتفرجين أصبحت بوصلة رأسه تبعا لهوى حركتها وظل قبل بدء الحفل يفكر ماذا لو كلمها ؟؟ ... لكنه لم يكلم أى فتاة من قبل ؟ كيف يبدأ الحوار ؟ .... قطع تفكيره صوت مقدمى الحفل وكانت إحدى زميلاتها وهى تقدم الفقرة الأولى كان حفلا لفرقة الموسيقى العربية ويشمل مجموعة من الأغنيات القديمة يؤديها بعض أفراد الفرقة .. وبدأ الحفل كانت إحدى أغنيات أم كلثوم لفتاة ... وكانت كلمات الأغنية تعطى إشارة إلى ما يعيشه فقد كانت تقول " أول عيني ما جت فى عنيه" ...رفع عينه بلهفة من على المغنية ينظر إليها لعله يجد صدى فى عينيها لكنه وجدها كفراشة توزع الابتسامات هنا وهناك بين صديقاتها ... إذا ليست الأغنية إشارة لشئ إلا أن خياله ظل يسرح مع الأغنية ... ثم مرة ثانية أفاق على تصفيق الحضور للمغنية فأخذ يضم يده سريعا هو الأخر .. وتحركت بوصلته مرة ثانيه تجاهها وجدها تتحرك تحمل باقة من الزهور تعطيها للمغنية ... وأستمر الحفل وسرح بخياله مرة ثانية ترى كيف يفتح حوارا معها ، ظل يتابعها هي وصديقاتها ووجد أن كل منهن تحمل باقة من الورود ماذا لو ذهب خلال الاستراحة ليطلب منها وردة ؟؟ كانت مخاطرة غير مأمونة العواقب ماذا لو صدته سوف يحرج أمام الجميع التفت حوله رأى المشهد فى خياله كل هذا الجمع وهو ينظر إليه ضاحكا ... ! إذا ماذا لو أنتظر حتى يفرغ الحفل وبقيت معها وردة وطلب منها سوف يكون الوضع أسهل قليلا عشرات الأسئلة ظلت تدور .. هل سيتبقى معها ورود بعد انتهاء الحفل .. علينا أن ننتظر ونخطط هكذا حدث نفسه ...كان عليه أن يستعيد فى رأسه كل ما قرأ من كتب كان عليه ان يسترجع ما قرأه عن التخطيط .. لكن أول ما بدر فى رأسه كانت قرأته عن التخطيط العسكرى الذى ظل يقرأها لفترة حينما كان حلم حياته الأول أن يصبح ضابطا فى مصنع الرجال كما كان دائما يسمعهم يقولون عن القوات المسلحة فى كل البرامج ولمع فى ذهنه أسم كتاب " إلى الأمام يا روميل" .. ماذا لو استبدلنا إلى الأمام يا روميل بـ " إلى الأمام يا على " !!! التفت إليها خيل إليه من بعيد أنها تنظر إليه !!! تلعثمت أفكاره ... ما هذا الذى يفكر فيه "روميل" أنها لا تستحق هذا التفكير عليه أن يفكر فى الحب إذا فليسترجع سريعا ما قراءه من روايات الحب والغرام " لمعت أسماء مثل إحسان عبد القدوس والمنفلوطى وآخرين " ربما هذا الحب الأول الذى سماه إحسان أم ما كتبه .... وأخذت عشرات الأسماء تجرى أمامه كان يوصف وسط أصدقائه بأنه دودة كتب !! من كثرة ما يقرأ وكان البعض يسخر منه أنه يعيش فى الوهم وأنهم يعيشون فى الحقيقة ، إذا عليه أن يحيا الآن فى الحقيقة .. ثم أردف قائلا فى نفسه " أنا مش بتاع زمان " سوف أحدثها مهما كان الثمن ...
- مر نصف الحفل .. وجاءت الاستراحة اخذ يتبعها بنظراته خيل إليه مرة ثانية أنها ترقبه أيضا ثم دلفت إلى أول الممر الذى يجلس فيه .. ما هذا أسوف تحدثه هى ... أهذا زمن المبادرة النسائية ... تصاعدت دقات قلبه أحس بوجهه وقد أصبح ساخنا .. خيل إليه أن وجهه يكتسى بالحمرة .... توتر فى جلسته وهى تقترب اكثر .... حسناً فعلت .. لقد توقفت قبله بمقعدين .. ما هذا إنها تحيى إحدى الأساتذة قبله بمقعدين أنه يعرف ذلك الشخص لطالما ساعده فى القسم حيث كان يجهل العمل على الكمبيوتر وكان الأستاذ دائما يحيه ويشكره على جهده .. زاد ذلك من توتره فلو حاول كلامها سوف يتم أهانته أمام أشخاص يعرفونه حق المعرفة وبين زملائه سوف يكون أضحوكة فى مقر عمله ..... ركز نظراته عليها أنها تعطى زوجة الأستاذ برنامج الحفل.. نعم هذه هى الفرصة سوف يطلب منها برنامج الحفل إذاً سوف تكون تلك البداية. عليه أن يحزم أمره الآن بدأت تلمع فى ذهنه الخطة سوف يطلب منها برنامج الحفل وسوف يأخذه منها بل سوف يناقشها فيه وسوف تكون اهتماماتها مثل اهتمامه الأغانى الوطنية لا ربما تكون رومانسية حالمة كل الفتيات كذلك لا إنها مختلفة أنها مثله تماما ربما الأفضل أن تكون عكسه !!! ليس المهم هذا الآن المهم أن يحدثها . وسوف تكون هى البداية " نعم نعم هذه هى أقوى البدايات الرومانسية لأولى قصصه " هكذا حدث نفسه .... ! ماذا ؟؟؟ أنها ليست أولى قصصه ؟!! نعم لقد تذكر الآن تلك الفتاة التى كان يحب اللعب معها فى المدرسة الابتدائية أنه يتذكر كيف كان يقتسم الحلويات معها بل يتذكر كيف كان يقسم قطع البسكويت كل يوم إلى أثنين وكان حريص أن"يقبل" كل قطعة سوف يعطيها لها قبل أن تأخذها ... " علت وجهه ابتسامة حينما تذكر ذلك .. " أشياء طفولية " هكذا تمتم .... لا ليست طفولية .. إن لديه مغامرات أنه يحيا فى الحقيقة مثل الآخرين وسوف تكون تلك تجربة العشرينات الأولى .. كما كان تقبيل البسكويت تجربة سنوات الطفولة ... نعم إنه حبوب من يومه ... " لا " أنا مقطع السمكة وذيلها " ... رغم عدم حبه للسمك أبدا طيلة حياته وكان دائما يفشل فى أكله .. ولم يفهم أبداً معنى تقطيع السمكة وذيلها فقد كان متعودا دوما على أن تقطع له والدته قطع السمك فوق الأرز ... دون جهد ..عليه أن يتذكر ذلك أنه فى المرة القادمة سوف يأكل السمك وحيداً سوف يفعلها ..وهم بأن يحرك يده ليشير إليها لكن يده تعلقت بورقة فى جاكيت البدلة ؟!!! انه برنامج الحفل يخرج من جيب الجاكيت ..... تلاشت الفكرة وأصبحت امتياز فوق الرمال اكتفى بإخراجه من جيب الجاكيت وظل يقرأ فيه ... ماذا الفقرة الثالثة من الجزء الأول كانت أغنية "أنا المصرى " أنها واحدة من أغنياته المفضلة ..!!! لقد انتهت دون أن يسمعها !!! اللعنة على تلك الخطة اللعنة على الحب وسنينه .. ولم ينتبه أنها غادرت مكانها بالقرب منه وعادت إلى مكانها وسط أصدقائها ... قطع حبل تفكيره هذه المرة مقدمى الحفل أنها الفقرة الأخيرة ....... وبدأت المغنية تترنم بـ " لا تكذبى " ..... كم أحب هذه الأغنية ... رنا إليها مرة أخرى أحس تلك المرة أنها تتحاشى النظر إليه .. " نعم نعم لا تكذبى لقد وقعتى فى الحب الأول مثلى " ؟ ماذا لو لم يكن ذلك حبها الأول مثلى ؟رن سؤال الغيرة فى قلبه ترى كم أكلت بسكويت عليه قبلات . لالا ذلك الوجه الملائكى لم يقع فى الحب من قبل هو فقط ... هكذا حدثته الأنا الشرقية .... إذا فهى تحبه لكنها تكذب نفسها أو أنها تريده أن يبدأ ككل السيدات كذلك أنهن " يتمنعن وهن الراغبات " وكثيرى الكذب لا يتذكر أين سمع ذلك من قبل لكنه متأكد أنهم يكذبون على الأقل هى أنها تهرب من نظراته ... قرقعت إيدى المتفرجين بالتصفيق الحاد هذه المرة ... أين الخطة البديلة عليه أن يعود إلى الخطة الأولى الوردة .. تبا لهن أن فتيات اتحاد الطلبة يلقون بالورود إلى زملائهم والمتفرجين بدءوا فى الخروج ... لكنها تحتفظ ببعض الورد .. لكنها تقف وسط زميلاتها ليبقى مكانه أفسح مكانه للمتفرجين بجانبه للخروج .. وانتظر حتى عبر الأستاذ الذى يعرفه ... كعادته وقف يحيه " ازيك يا باشمهندس عامل إيه يا باشمهندس " كانت لازمة دائما يقولها ذلك الرجل ولكن ليس هذا وقتها .. تحمل ثقل الرجل حتى رحل أنها الآن تدلف إلى أول الممر وسط زميلاتها ... سوف ينتظرها أنها تمشى فى النهاية يبدو أنها تساعده ... ربما القدر يساعده ... لعلها تكون إحدى الإشارات الحقيقية هذه المرة ولا تخونه أفكاره كما خانته أول مرة ... فكر سريعا أنها تقترب .. وزيها الأبيض يشع نوراً ... كلما اقتربت ... نعم " إلى الأمام يا على " ... دلف إلى الممر بينها وبين أصحابها .. أصبحت معزولة الآن فى الخلف نجحت أفكار " روميل" و " ماك أرثر " عليه أن يشكر كل هؤلاء .. نعم سوف يشكرهم فى المستقبل القريب سوف تتصدر صورة روميل غرفة صالون عش حبهما ...اخذ يسير ببطىء حتى تتخطاه أو توازيه ويبدأ فى الحوار معها .... لكنه صدم أنها تتحدث إلى إحدى زميلاتها الآن تبقت واحدة معهم " أنه الهجوم المضاد " كيف ينجو منه !!!! لقد تخطته ولكنها ليست وحدها هى وزميلتها ... فشلت خطة العزل .. عليه أن يحدثها حتى لو أهانته أمام زميلتها أنها واحدة فقط عليه أن يتحمل ذلك لقد تأخرت عن المجموعة كلها ... ولم يتبقى إلا تلك .. أنهم يقتربون من بابى الخروج ... وهو يقترب وهو يلهث خلفهما كأنه أحد العدائيين فى نهاية المتر الأخير من سباق طويل .. لكنه لا يجرى وحركتهم ليست بتلك السرعة ودقات قلبه تجاوزت حدود الأمان ولكنه لن يتوقف .. قدمت له أجمل هدية لقد دلفت من أحد الأبواب بينما دلفت صديقتها من البوابة الأخرى .. أنها اللحظة الحاسمة أقترب منها " وهو مازال يتهته مـ .مـ.. ممكن وردة ... أعطته الوردة بكل سهولة ولم تمانع ولم تبدأ أى نقاش .. نظر إلى وجهها كانت تحمل تلك الابتسامة الملائكية ... لم يستطع إلا أن ... يتمتم .... متهتها ... شـ شـ .. شكراً .... ألتقط الوردة من يدها وأخذها .. وخرج... مهرولاً وساقيه يسابقان الريح ..... لقد نجح ..... لقد أخذ الوردة حسب الخطة الموضوعة رغم كل الضغوط وعلت أسارير وجهه ابتسامة النصر !!!! ....
- وأخذ يستنشق عبيرها ..... وهو نشوان ... وفى منزله ترقد تلك الوردة فى درج مكتبه فى مكان أمين .. يلقى عليها نظرة كل فترة ولشده ولهه بها كان يجد فيها شذا العبير رغم عدد السنوات التى مضت ... لم يضعها بين دفتى كتاب .. لديه تجربه حب مختلفة ... ولن تذبل وردة حبه أبداً ....................وسوف تبقى الوردة شاهد حب.
Thursday, January 21, 2010
شاهد حب
Wednesday, January 20, 2010
حوار مع ملك الموت
- ألقى بجسده على السرير وهو بكامل ملابسه ... لم يستطع أن يستغرق فى النوم . سحابات الحزن التى أظلت اليوم كله سيطرت على كافة مشاعره .. بدا الشعور بالتعب بسيطا بالمقارنة بسحابات اليأس والكآبة التى يعيشها..وذلك على الرغم من المجهود الذى بذل طوال اليوم بين المدافن وأفواج المعزيين حتى بدت كأن يده تعوم فى المياه من كثرة ما سلم على أشخاص سواء يعرفهم أم لا .. لم يعرف كم من الأشخاص قاموا باحتضانه .. لم يعى لكلمات كثيرة قيلت .. كانت إجاباته تمتمة محفوظة لمثل ما يقال فى هذه المناسبات ...كان عقله يسبح فى أشياء أخرى ... كان دوما يردد لزملائه فى هذه المواقف حكمة بوذية قرأها تقول "من يعرف أن كل شئ فان لا يعرف قلبه طريق الأحزان" .. لكنه لم يخطر بباله يوما أنه فى حاجة أن يسرى عن نفسه بهذه الحكمة .. ولم يخطر بباله أنها لن تسرى عنه ... طافت فى رأسه العديد من الأسئلة .. الإحساس بالعجز أمام مفاجأة الموت ... لم يدرى كيف غابت عنه الحقيقة الوحيدة فى الحياة .....
- لم يعرف ماذا يفعل .. هل يصلح البكاء أو العويل -كما فعلت كل نساء الأسرة اليوم - للفوات من أثر هذه المحنة ... تذكر لوم والده له "الرجال لا يبكون" حينما كان يبكى وهو صغير ...بدا أمام الجميع رابط الجأش حتى فى أصعب اللحظات حينما أنهار أخيه الأكبر وهم يضعوا جسد والده نحو مثواه الأخير .. كانت كلمات والده تطن فى إذنه خاصة حينما يكون والده يستاء من بكاءه " النسوان هى اللى بتعيط" ورغم كل فوران الحزن داخل نفسه بدا ثابتا ... وقد سمع بعضهم من وراء ظهره وهم يثنون على ثباته... لم يكن أحد يدرى دواخل نفسه المنهارة التى قاربت على تمنى أن يئد نفسه مع والده فى نفس المكان ..
- فى غمرة حزنه لاحت له فكرة أنه لا يحزن على والده بقدر ما يحزن على نفسه ... أنه يحزن على شخص يستند عليه فى الحياة .. تصور الأشخاص من حوله مجرد عكاكيز يرتكن إليهم لكنه لم يفقد عكازا فقط.. لقد فقد ركنا عظيماً ... قيمة والده فى حياته كبيرة .. رغم أنه اعتمد على نفسه منذ سنوات مضت لكنه كان يعتبره ركنا قويا .. كيف يحيى بدونه .. إن الحياة بدونه ليس لها معنى ...............
- ساعات الحزن حفرت جروحا غائرة فى نفسه ... وحينما استلقى على سريره كانت كلمات مثل لماذا ؟ وكيف ؟ ولما ؟ تخرجه عن إيمانه ...
- تمنى لو يستطيع أن يحاور ملك الموت ؟ تمنى أن لو يراه .. تمنى لو أن قال له لماذا لم أكن أنا ؟ وفى خلال أمنياته
- خيل إليه أنه يراه .. لم يكن كما قرأ أو كما سمع من أحاديث مخيفاً .. لكن جسده أحس برعده شديدة .. من مجرد تصور أنه هو .......
- - بادره بقوله : " كُلُّ منْ عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" ليست حكم البوذية ما تحتاج إليه ... تحتاج أن تعود إلى كتاب الله.
- - صرخ : لماذا مات ؟
- - "كل نفسٍ ذائقة الموت".. الموت حقيقة من حقائق الحياة مثل الميلاد .. كتب يوم ميلادك وكتب يوم أجلك يوم ولدت.
- - ولكن لماذا هو ؟؟؟
- - "وإذا جاء أجلهم لا يستاءخرون ساعة ولا يستقدمون" لست أكثر من رسول من رسل الله أرسل لكى يقضى اجل مكتوب من قبل ...
- - لماذا لم أكن أنا ؟
- - أجلك لم يأت بعد .... "لكل أجل كتاب" ...
- - ولماذا الموت والحياة ؟
- - خلق الله الموت والحياة ليبلوا الناس أيهم احسن عملاً .. "خلق الموت والحياة ليبلوكم آيكم احسن عملاً".
- - لا أريد هذا البلاء أو الاختبار ؟! ...
- - الأمانة والتكليف .. قبلها كل إنسان " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً " ...
- - لا أريد كل هذا ... لا أريد هذه الحياة ... كفرت بكل شئ .... ؟
- - "أكفرت بالذى خلقك ثم سواك رجلاً " ...
- - "لا إله إلا الله محمد رسول الله . محمد رسول الله " .. لا لم أكفر ولكنى لا أستطيع أن أحيا بدونه ...
- - ألم يسميك وهو يقرأ سورة مريم .. ألم يجعلك تحمل اسم نبى ... ألم يعطك اسما ليس له سميا ألم يقل لك مرارا وتكرارا " سميتك يحيى لكى تحيا بالإيمان" ..
- - ولكنى آيس من هذه الحياة ...
- - أنت مؤمن بالله وبرسوله .... لذا لا مكان لليأس فى حياتك ابحث عن روح الله فى داخلك ... " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"
- رن فى أذنه صوت أذان الفجر .... تلفت حوله لم يجد أحداً .... وتذكر ذلك الحلم الذى مر به.. شُرح صدره واحتسب عند الله فقيده .... واستغفر ربه وقام ليتوضأ ويصلى ..
Sunday, January 10, 2010
مشروع التطوير
-
- عاد من الندوة مفكرا فى فلسفة المبادرات الخاصة ... عليه ان يبدأ بنفسه كما يقولون لن تفعل الحكومة كل شئ .. راعه منظر شارعه .. خط لنفسه حلولا لمشكلات الشارع سوف يجتمع مع شباب الشارع لكى يضعوا برنامجا للتشجير وآخر للنظافة لديه وقت طويل حتى يعرف نتيجة البعثة الدراسية ...
- كلم إمام وأيمن ويسرى الذي يسكنون من حوله .. وجد لديهم نفس الاستعداد .. أنهم جميعا شباب يحلمون بالتغيير .. تحدثوا فى المسجد مع بعض شباب آخرين يسكنون فى الشارع وجدوا لدى البعض الاستعداد ووجدوا لدى الآخرين عدمه ... خططوا أن يتقابلوا جميعا فى إحدى مراكز الشباب القريبة .. تم إخبار الجميع بالميعاد ..
- يوم الاجتماع وجد غير الشباب الذى اتفق معه الكثيرين عازمين على المشاركة . ولدهشته وجد ما يسمى بشيخ الحارة وممثل عن الحزب الحاكم .. ونواب المعارضة .. لم يكن يعرفهم إلا حينما قدموا أنفسهم
- وقد بدء ممثل حكومة الحزب بقوله :
- إن حكومة الحزب بفكرها الجديد تدعم المبادرات الخاصة ويسرها أن تترأس هذه اللجنة .....
- قاطعه مندوبي أحزاب المعارضة إن الحزب يريد أن يئد تجربة شارعنا .. أنه يريد أن يصيب مبادرتنا الخاصة بالسكتة...
- واستمر التراشق الكلامى عبثا حاول أن يعيد للجلسة اتزانها لكن لم يريد أن يدخل فى حوار الطرشان الذى بدء ولم يعرف كيف ينتهى ... لم يعرف كيف كانوا هم أصحاب المبادرة ...
- انتهى الحشد وفى النهاية ولم يتفق المجتمعون إلا على الاجتماع مرة ثانية لمناقشة جدول الأعمال ..
- حاول الاتفاق مع زملائه على أن يزرع كل منهم شجرة أمام باب منزله كانوا جميعاً محبطين وئدت الفكرة قبل أن تولد ...لم يتوانى عن التنفيذ وحيدا .... اشترى شجرة ووضعها أمام منزله .. سخر منه والده لتلك الخشبة الميتة التى ليس بها اى آثر للحياة .... أيام قليلة وظهرت براعمها الخضراء .. بدا زملائه يعودون حوله من جديد فى آخر صلاة للجمعة اتفق الجميع على أن يحذوا حذوه ...
- أيام قليلة وقبل أن يهنأ ببراعمه ماتت الشجرة .. رائحة جاز نفاذة وجدها .. يبدو أن أحدهم رواها به ...
- ظهرت نتيجة البعثة .. كان عليه أن يسافر خلال أيام .. لم يعرف لما تأخرت أوراق جواز سفره على غير العادة .. خلف الكواليس لم تكن قصته بسيطة "فالنار تأتى من مستصغر الشرر " كانت أجهزة الأمن تترقبه منذ بداية حواراته مع زملائه .. تم متابعة ملفه داخل الجامعة
- جاءت الإجابة من حرس الجامعة "الملف نظيف .. ليس له نشاطات سوى نشاطات ثقافية " ...
- لم تغفل عين الأمن الساهرة على حماية الوطن عنه ، جلوسه فى المسجد عقب صلاة الجمعة مع الشباب فى مثل سنه جعلته مصدر شك .. رفعت تقارير إلى المسئولين عن النشاط الدينى فى أمن الدولة .. ولدهشة الجميع وجدت ملفاته نظيفة .. تضمنت التقارير جميع أوقات التزامه بالصلوات لم يجدوه يلتزم بها فى المسجد .. تأشيرة المسئول عن النشاط الدينى جاءت تقول : معتدل التفكير غير متطرف ...
- الأمر ليس بالسهل هكذا قال المسئول الأمنى .. ربما يكون هذا الولد "حويط" ربما كان أحد اليساريين علينا متابعة نشاطه الثقافى ... حُول ملفه إلى مسئولى مكافحة النشاط الشيوعى فى أمن الدولة ...
- بهت المسئول عن متابعه ملفه لا يوجد شئ أيضا .. أضطر أسفا أن يسمح بمرور أوراقه والسماح له بالسفر مع تأشيرة سرية بمتابعة نشاطه فى الخارج. فحسه الامنى لم يخيب أبدا فى حماية الوطن ...
- مرت عليه فى البعثة .. بين الجد والعمل .. فرقت السبل بينه وبين أصدقائه فى الشارع ..........
- ولدهشته وصلت إلى عنوانه فى ألمانيا رسالة بظرف خاص يحمل اسم "لجنة التطوير" ودهش لأنه حينما سأل والده عندما ابلغه بإنذار الجامعة بفصله - عن أحوال الشارع .. تمتم له .. موش حتوه عنه كوم الزبالة على الشمال ..فى أوله وفى النص مكسر وقدام البيت نفس بركة الميه ..هم بفتح المظروف وجد رسالة معنونة باسم
- "لجنة تطوير وابور الميكرويف"
- وابور الطحين سابقاً
- الأخ الفاضل:
- لقد شاركتم فى البداية ويحق لكم ان تشاركونا الحصاد
- بعد عدة شهور من الاجتماعات واللجان المختصة ورغم كل المحاولات الآثمة لوقف مسيرة التطوير وبعد مناقشات امتدت لأكثر من جلسة .. أصبح أسم شارعكم العظيم الذى هو جزء من وطننا المفدى
- "شارع وابور الميكرويف"
- اختير الاسم بحيث يجمع بين الأصالة والمعاصرة لم تنجح موجات التغريب فى جعله شارع الميكرويف
- ولم تنجح الموجات السلفية فى الإبقاء على اسمه السابق
- اختيار بلدنا هو الوسطية دوما وأبداً
- وسوف نوافيكم بأهم التطورات من خلال نشراتنا اللاحقة .
أمين لجنة التطوير
ورئيس مجلس الإدارة
لواء دكتور مهندس / سيد المعالى
- طوى الورقة بعنف ألقى بها فى سلة المهملات ...
- استل قلما وكتب خطاباً للجامعة .. يفيدها باستقالته واعتذاره عن العودة إلى البلاد واستعداده لتحمل مصاريف بعثته .....
المشروع الأكثر نجاحاً
-
- المسألة لا تحتاج إلى عالم اقتصادى أو إلى خبير فى البورصة .. وحينما تسأل أى أحد فى مصر عن اكثر المشروعات نجاحاً يقول لك وهو ينظر إليك من علو كأنه خبير فى البنك الدولى "اشتغل فى الأكل والشرب" وليس أدل على ذاك النجاح ما حدث منذ عدة شهور حينما هاجمت "القوات الخاصة لوزارة التموين!!" أقصد البلدية أحد عربات الفول وفوجئ الجميع أن من يقف على "نصبة" الفول هو وكيل وزارة !
- وعلى هذا المنوال سوف تجد المشروع الأكثر نجاحا هذه الأيام هو مشروع "المقهى" أو " القهوة" كما ينطقها العامة.. أو " الكافيتيريا " حسب الثقافات الجديدة ...وهى مكان لشرب كل شئ من أول كوب الشاى حتى أقصى درجات المزاج العالى .
- ويترواح حجم المقهى من "نصبة" شاى على ناصية شارع أو طريق عام ومن حولها كرسيين إلى قهوة صغيرة "غرزة" .. أو إلى قهوة ذات حجم متوسط أو كافتيريا كبيرة هذا من حيث الحجم .
- و"القهاوى" تنتشر فى طول مصر وعرضها كسرطان متوحش ، ورواد المقاهى من كافة الطبقات والمستويات ، وكان رواد المقاهى فى الزمن الماضى من أرباب المعاشات لكن حدث تغير واضح تبعا للتطور الحاصل فى كافة أنحاء المجتمع فى مصر واصبح رواد المقاهى أكثرهم من الشباب يستوى فى ذلك الطلبة والعاطلون ربما أيضا العمال والفلاحين على نمط ممثلينا فى مجلس الشعب ...
- وتنمو فى كل ميدان فى مصر الزهور وزهور ميادين مصر غير الزهور الذى يعرفها العالم ... وسوف تجد اسم "زهرة الميدان" يعلوها وحوله العديد من الأضواء سوف تجد زهرة الميدان مزروعة بعدد من الكراسى تساهم وإعاقة حركة المرور داخل الميدان... وقد أتى الجميع لكى يشموا من الزهرة راوائح "المعسل" و "التفاح"...
- والمسألة ليس لها علاقة بالمدن فقط .. بل تعدتها إلى أقاصي القرى فى بر مصر كلاته .. حيث أصبح الفلاحون يقضون الليالى الطوال أمام نجم القهوة الجديد "الدش" وشعارهم أنسى "المش وخليك دايما منتعش مع الدش"...
- وسيبك بقى من الكلام القديم بتاع "الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا" .. وسيب الأرض تبور يمكن تبقى مبانى ونكسب قرشين يخلونا نجيب "الدش" فى البيت وهو يبقى فى البيت والقهوة علشان نشوف البنات اللى زى لهطة القشطة ... "وبنات الدش اجمل من بنات المش"....
- وفضلا عن نجاح فكرة "القهوة" كمشروع ، فأنها تساهم فى حل مشاكل اقتصادية كبرى .. فهى الحل الأوحد لكل الشباب العاطل الذى ينتظر كمبيوتر الحكومة المصاب بفيروس البطالة -"مهنج"بلغة بتوع الكمبيوتر" – لكى يحل باقى مشاكل مصر .. والشاب كما يأخذ مصروفه من والده كما تعود أيام الدراسة لا فرق بين قبل التخرج أم بعده .. يذهب إلى هناك لكى يشم الدخان الأزرق ... ويندمج فى جميع الألعاب الرياضية الغير أوليمبية التى تبدأ من الكوتيشينة مرورا بالدومينو والطاولة وانتهاء بالشطرنج الذى له اوليمبياته الخاصة به...
- ولكل فريق تحيزاته داخل القهوة .. بتوع الشطرنج يقولك دى الرياضة الذهنية .. وللأسف فهو رياضة مفيدة لكن فى مصر المكان الوحيد الذى يلعب في جو الدخان الأزرق وجميع اللاعبين حتى فى نوادى الدرجة الأولى يمارسونه على القهوة .. رغم أنه فى الخارج تخصص له قاعات خاصة باسم اللاعبين الكبار ولا يتم فيها التدخين وجوها مثل جو المكتبات لا تجد صوت يعلو .. لكن شتان بين الخارج والداخل .. فالشطرنج المصرى يلعب مع تعليقات كل المشاهدين وتحليلاتهم .. والأسوأ أن يتم تخبيط القطع مع بعضها كأنك تلعب أى شئ آخر ......وهناك عدة مقاهى متخصصة فى لعبة الشطرنج فقط .. لكنها لا تفرق كثيرا عن أى مقهى آخر ...
- أما أصحاب الدومينو ... فيتحدثون عن اجمل الأوقات مع الحسابات .. دى اللعبة اللى ما يقدرش عليها إلا الأذكياء .. وبخاصة الأمريكانى منها ... ما هو كل حاجة بقت أمريكانى اليومين دول علشان الإصلاح ...
- أما نجوم القهوة الحقيقيين فهم أصحاب الطاولة ..... حيث الموسوعات الضخمة الذى يقرأها شبابنا فى فن لعبة الطاولة ... بداية من المعجم الضخم "البساط فى تحريك القشاط" ... والكتاب الذى احدث ضجة فى عالم الطاولة " القاعدة الملموسة فى العادة والمحبوسة"وهى مراجع مصرية أصيلة فى فن الطاولة لكن للأسف لا يعطون عليها جوائز عالمية .. وقد ساهم فن الطاولة فى إتقان المصريين والشباب بخاصة لقراءة الأرقام باللغة الفارسية لأن المستقبل فى اللغات ... "وأمسك فى اليك وعك"....
- والكوتيشينة ليست نجمة القهوة هذه الأيام وراحت أيام سيد درويش" فيك عشرة كوتشينة" لكنها تميل إلى التخصص فهى دائما موجودة فى "الغرز" مفردها "غرزة" وكما اسلفنا هى مقهى صغير فى القرى يكون من البوص وعيدان الجريد وفى العشوائيات يكون من الصفيح .. وفى العادة ينتهى دور "الكوتشينة" فى الغرزة بغزة مطوة لأى من اللاعبين المحترفين فى هذا الفن .. أو بخناقة لطيفة لا تلبث أن تقلب إلى هزار بسيط حينما يصل الباشا المعاون..
- ومساهمة من القهوجية فى دعم الشباب العاطل .. فأنهم يحصلون على تخفيضات خاصة لأنهم زبائن دائمين وتصل
- التخفيضات حتى إلى "البقشيش".
- وشعار العاطلون عن العمل أمام الطلبة "بكرة تيجى تكلمنى علشان أتوسط لك فى حجز كرسى دائم بجنبى على "القهوة" لما تتخرج "ومتلقي...فكرسيك مجرد كرسى غير دائم .. فهم يملكون حق الفيتو داخل القهوة فى اختيار اماكن جلوسهم المميزة.. لأن كرسيهم دائم ..
- واقتصاديا أيضا القهوة هى مكان لتجمع العمال قبل الذهاب إلى الأعمال فى كافة الأنحاء .. وهى فرصة جيدة لساعة اصطباحه هنية مع كباية شاى فى الخمسينة تعدل المزاج أو كوب شاى مع لبن حليب علشان متخرجش على لحم بطنك .. مع كرسى معسل "قص" مقصوص بمعرفة القهوجى أو معسل "زغلول" مرطب خصيصا للأسطى باشا... أو حبة شاى كشرى فى السريع ... ومعاك واحد شاى على بوستة علشان يعجب الاسطى ، وواحد شاى ميزة .. وصباحك عسل يا هندسة ...
- ومساهمة من "القهوة" فى حل المشاكل الاجتماعية فهى المكان المفضل لكل الأزواج الهاربين من الحوار مع زوجاتهم .. فهى تجعل الأزواج يسهرون الليالى فى الخارج حتى يكون دايما هناك شوق ، وعلى قد هذا الشوق يعود الزوج إلى سريره لينام ... فهى جسر التواصل مع الأهل والأحبة ومكان للهروب من وجود الحموات فى المنزل .. ومكان لتذكر - شباب الزوجة البائد فى وزحمة الأولاد – عبر متابعة الزوج آخر صيحات "النيولوك" فى الدش ...
- وهى ايضا فرصة لكل الشباب الذى يبحث عن عروسه فهى موقع متميز للنظر على الرايحة والجاية فالقهوة دوما تحتل أماكن استراتيجية يسهل منها السيطرة على حركة الفتيات والسيدات أيضاً... وقد يكون الأمر مجرد تفريج عن كروب الشباب الذى فاته قطار الزواج ولم يعد لديه غبر التطلع فى العابرات ...!!!
- وفضلا عن خبراء الألعاب الغير أوليمبية .. السالف ذكرها فالقهوة هى مكان التجمع لنخبة من خبراء مصر العظام فى كل المجالات بداية من خبراء السياسة الدولية ومرورا بخبراء الاستراتيجيات الكبرى والاقتصاد الدولى وعروجا على خبراء الفن وانتهاء بخبراء الرياضة الذين لهم السطوة الكبرى وبخاصة فى رياضة كرة القدم ولا يعنى ذلك أن خبراء الرياضات الأخرى غير موجودين لكنهم يظهرون فقط أيام الدورات الأوليمبية حيث يتخصصون فى الألعاب الجديدة دائما وبخاصة الألعاب النسائية مثل الجمباز .. والكرة الشاطئية .....
- وخبراء السياسة الدولية والاستراتيجيات يضعون مخطط للنظام العالمى الجديد ويعرفون كل شئ قبل حدوثه بداية من احداث 11 سبتمبر ونهاية بالمرشحين لانتخابات الرئاسة القادمة فى الولايات المتحدة .. وهم يفتون فى كل شئ استراتيجى بداية من السلاح وانتهاء بطبق الفول ...
- وخبراء الاقتصاد على القهوة يضعون لك الحل السريع لكل المشاكل الاقتصادية الدولية وبالطبع المشاكل الاقتصادية المصرية بداية من تسعير السولار وانتهاءاً باستيراد لحوم السودان ولا يفوتهم أن يناقشوك فى أبعاد قضية البترول على المستوى الدولى ....
- أما خبراء الفن فتخصصهم الأساسى هو نقد "الفيديو كليب" وهو نقد يختلف كثيرا عن أى من النقاد العاديين .. لأنهم ينقدون بفلسفة عميقة تشرح تضاريس بطلة "الفيديو كليب" فهى تدرس جغرافية مكوراتها ومدوراتها وتتابع حركة كل بوصة فى الفنانة وتقدمها مع الوصف التفصيلى .. وقد تفوقت تلك الحركة النقدية تاريخيا عن وصف مصر وجغرافيا عن جمال حمدان فى شخصية مصر ...
- أما خبراء الرياضة فهم سيصلون بمصر إلى العالمية رياضيا على كافة المستويات لو تم متابعة نصائحهم جيداً ويكسبون كأس العالم وهم جالسون فى أماكنهم ويستطيعون تحليل كافة النشاطات الرياضية .. سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية....
- وللإيمان العميق بنصف المجتمع فقد ظهرت الفتيات والسيدات على القهوة وبدأن فى تقليد الرجال ... فى أسوء شئ وهو تدخين الشيشة ولم يفت نجمنا الشعبى "شعبان عبد الرحيم" أن يحذر الفتيات والسيدات "الشيشة يا بنتى خطيرة" !!! .. وتحترف السيدات شد الأنفاس من "اللى" كتقليد للرجال !!!
- كما أن القهوة أصبحت أيضا مكان لعقد الصفقات الكبرى بين رجال الأعمال الكبار وتشتهر فى ذلك عدة مقاهى بأنها تجمع هؤلاء وبخاصة فى منطقة المهندسين ... وقد نقلت بعض الفنادق وخيم رمضان أفكار القهوة لتقدم المزاج العالى لروادها ..كذلك بعض الكازينوهات السياحية النيلية ...
- والعالم الخاص للقهوة يصنع ثقافة الصوت العالى فى بر مصر .. فلكى تسمع صديقك عليك أن تعلى صوتك على آخر طبقة ... أما خبط قطع الشطرنج وقرقعة قواشيط الطاولة والدومينو وحتى الكوتشينة يكن لها صوت أيضا...
Tuesday, January 5, 2010
الحرية على الطريقة المصرية
- فى إحدى برامج التليفزيون المصرى وقف المذيع متفاخرا وهو يستمع إلى تعليق أحد الأجانب وهو يقول : الشارع المصرى هو أكبر دليل على حرية التعبير والديموقراطية فى مصر !... واستطرد قائلا أن الجميع فى شوارع مصر يتوجهون صوب اليمين واليسار بلا أى مشاكل ودون توجيه إنذار أو إشارة أنهم يمارسون الحرية فى أبهى صورها بالطبع كان صديقنا الأجنبى يقصد حالة الفوضى المرورية الموجودة فى مصر .
- ولو تأملنا حال الشارع المصرى فسوف نجد صدق حديث الرجل ، ولن يخفى علينا أننا فى مصر لا نحتاج إلى أى برامج للإصلاح السياسى ، فلدينا العديد من الأحزاب ذات التوجهات الثورية والاشتراكية بل والرأسمالية تعزف ملحمة الديمقراطية المصرية التى يجب علينا أن نفكر فى تصديرها لشعوب الأرض كلها ، بل يجب علينا أن نضع تلك البرامج فى كبسولات إصلاحية لفرضها على بقية شعوب الأرض على الطريقة الأمريكية ..
- وكقارئ فى الواقع المصرى أود أن أعرض عليكم قائمة بالتوجهات الحزبية الأكثر تأثيرا فى الشارع المصرى :
- وسوف أبدأ لكم بالتيار الكاسح الذى له شعبية وقوة وتأثير فى الواقع المصرى ألا وهو حزب الميكروباص - تنطق "ميكروباز" فى الأدبيات الشعبية المصرية – وهذا الحزب ذو توجه ثورى شعبوى قيادى فى الشارع المصرى ، أتخذ منذ إنشاءه شعاراً ضخما يردده كافة سائقيه " ربع جنيه على الأرض لمه وبسرعة" ولا يدخر رجال الحزب أن يطبقوا الشعار بحذافيره وبالطبع المقصود "بالربع جنيه على الأرض " ذلك "الزبون الحائر الطائر" الذى يقف سواء يمين الطريق أو يساره المهم إنك "تلم النعمة من على الأرض" قبل غيرك ، ومع عداد السرعات الذى يتجاوز المئة دوما تجد عضو الحزب النشط مشغول بعد كام ربع جنيه فاضل على فلوس القسط الشهرى ، ودعما لهذا الحزب يقف الجميع احتراماً له من الأحزاب الأخرى ، والمواطنين الشرفاء يستمتعون أيما استمتاع بالمساعدة فى إثبات قوة الحزب حينما يطلبوا من السائق التوقف فى اى مكان وتحت أى ظرف مطلع كوبرى او منزله أو حتى فوق الكوبرى محطات معروفة صنعها "عفاريت الأسفلت" –على رأى مخرجنا هانى - بعرق وكد وكفاح استحقوا عن جدارة لقب حزب الشعب الأول وتخشى الحكومة سطوتهم وتعمل لهم ألف حساب وديتها إيه يعنى " بريزة كبيرة " لأى مخالفة تتقطع ورقة المخالفة ، وتدور العدادات مرة أخرى ، ورغم الخلافات على الأجرة فسوف يبقى ذلك الحزب فى المقدمة مسيطراً على عقول وألباب الجماهير وخاصة عندما تتتغير الأجرة من الصباح أو المساء ، والعضو الحزبى لا يألوا جهداً فى الدفاع عن مبادئه الحزبية خاصة فى الأجرة حينما تنتهى أى مناقشة سواء "بخلى عليك خالص يا بيه" أو " بذمتك يا هندسة " بقى الكام "غرزة" دول ما يستهلوش خمسة وسبعين قرش احكم انت بقى" أو نجد احد الرفاق من المساعدين - فى الغالب تجد نصفه متدلى فى الطريق – ينظر إليك شظراً ، أو يتبعك باللعنات وسيل من السباب والعبارة الشهيرة " يا باشا البهوية ليها ثمن "...ويا ويلك إذا كنت تستخدم العملات الورقية من فئة الخمسة قروش والعشرة قروش ....
- ويدعم الحزب المسيرة الفنية فى الشارع المصرى وخرجت منه إبداعات عظيمة مثل " من يوميها يا ناس خلاص قلبى حب الميكروباز" ، و " راحت خلاص أيام الست وبقينا فى عصر الإنترنت" .. والمعارك الفكرية حول " إذا كان احمد حلمى أتجوز عايدة " أم أن " شعبان بيقول إشاعات احمد حلمى وعايدة أخوات" ...والبقية تأتى فمسيرة التجريب "الميكروبازى" على أشدها .
- بل وتخطى الأمر أن تفتح " الميركوبازات " منبراً للتوجهات الدينية المتطرفة وتعرض شيوخ الصرخات الذين يهددونك بالترهيب وبالويل والثبور وعظائم الأمور !!
- ولا ينافسه فى هذا إلا الحزب ذو السطوة الكبرى فى الشارع المصرى ألا وهو "حزب الهيئة" وهذا الحزب له جماهير تقترب من الخمسة ملايين يوميا ورغم هذه القاعدة الشعبية فالحزب لا يستطيع أن يغطى نفقاته بل تضطر الحكومة أن تدعمه بعدة مئات من الملايين كل عام !!!
- وشعار الحزب هو " الكبير كبير والنص نص والصغير ما نعرفوش" ويطبق هذا الشعار بقوة وسطوة الحزب على الطريق مدعوما بقوة الميرى التى تجعل من يفكر فى الاقتراب يقع تحت سطوة " اللى يفوت يموت" وديناصوراته تزحف فى الطرقات بشراسة تهدد وتتوعد كل من تسول له نفسه التفكير فى التخطى !!!
- لكن أهم ما يميز ذلك الحزب أنه لم يسمح لرفاقه بالتدلى فى الشارع بل استبدل تدلى الرفاق بتدلى أفراد الشعب العامل كلهم ، وشعار المرحلة كان " علبة السردين تسع الجميع ... " والرفاق من " الكمسارية " يرددون دوما "خطوة قدام العربية فاضية " وطبعا لأن أفراد الشعب لا يرون ذلك الأفق السرمدى الذى يتحدث عنه الرفيق الذى يسع العديد والمزيد دوما من أفراد الشعب.
- وما يحكم الأفق السرمدى للرفاق داخل الحزب هو شعار بسيط جدا وصحى أيضا " نحن نوفر الدفء فى الشتاء من خلال الزحام ولو تحدثنا عن قيظ الصيف فهم يقدمون أرخص "سونا" فى العالم .. فى الحقيقة لا أعرف لما التهكم على تلك التوجهات التى وفرت كل الحلول ، حتى ما يقوله البعض عن أن التزاحم يسبب انتشار الأمراض فهو محض هراء إذا نظر إليه من خلال المشاركة فإن كان أخوك مريض فيجب أن تشاركه آلامه وأمراضه .
- والرفاق من المساعدين فى الحزب لا يدخرون وسعا فى رفع المعاناة عن المرأة العاملة بخاصة وتسمع شعار " كعب عالى حاسب جامد ورا " أو تجد الرفيق يترك مكانه للمرأة العاملة تخفيفاً عن كاهلها ، أو تجد السائق يقف دوما فى نفس الميعاد صباحاً لا يتحرك رغم صرخات الجماهير عن مواعيد العمل الذى تأخروا عنها ، لكن طبعا "السنيورة " من المرأة العاملة فيجب أن يتم الانتظار...ولا يجب أن ننظر إلى ذلك إلا من خلال إيمان كل كوادر الحزب بنصف المجتمع الذى يجب أن يأخذ حقه فى الحياة !!
- وقد ظهرت تيارات متعددة داخل ذلك الحزب ونمو تيارات جديدة على يمين الحزب بدأت ظهورها فى أواخر الثمانينات حينما ظهر التوجه اليمينى الخاص " بالمينى باص " وأصبح الرفاق داخله ينافسون حزب " الميكروباز" فى عد الأجرة ،وحافظ السائقون فى البداية على سعة السيارة الرسمية لكن القوى القديمة داخل الحزب رفعت شعار اغنية عبد الحليم الشهيرة " على رأس بستان الاشتراكية واقفين بنهندس على الميه " وعادت مصارين " المينى باص" تلقى بالزبائن من الأبواب وتنافس الديناصورات الكبرى من الأتوبيسات ...
- ورغم التوجه الاشتراكى داخل "حزب الهيئة" فإنها سمحت للقوى الرأسمالية الوطنية بالتواجد داخل الأتوبيسات لخدمة أبناء الشعب " وامشاط وفليات للبيع " و " تعلم الإنجليزية فى سبع أيام" ووجد الكثير من العاملين من السريحة مكانهم داخل الأتوبيس يسمح لهم الرفاق بالركوب مجاناً لعرض البضاعة "الصينية" فى أغلب الأحوال وليست الوطنية ربما إيمانا بالاشتراكية الصينية .. أو دعما لها !!!
- ويتنافس البائعون فى عرض أفضل ما لديهم من تخفيضات وتسمع عبارات مثل " ونظرا للحالة الاقتصادية فى العربية العشرة شربات بجنيه !!! " أو " أجيب شراب على البطاقة ، طيب أجيب شراب على ما تفرج " توجهات تمس نبض الجماهير ... " ولا استغلال المحلات " ... عروض ضخمة تنافس اكبر مهرجانات التسوق فى العالم !!
- ودور الحزب الاجتماعى قائم ولا يتجزأ حيث تعرض منابر الحزب يومياً مشاكل المواطنين " الغلابة " أصحاب المواجع " اللى بتجرى على لقمة العيش لأخواتها السبعة ويجب مساعدتها بدلاً من الانحراف " و محترفى " العجز " الذين تجدهم ينافسون أعظم أبطال العالم فى الجرى حينما تظهر شرطة المواصلات .. وبالطبع هذا دعما للمسيرة الرياضية الذى يتبناها الحزب بقوة ... فالحزب يوفر للمواطنين تدريبات على القفز أثناء التحرك فى الملفات أو اللحاق بالرفاق خلال الجرى والقفز ، أو مهارة عبور الموانع من خلال توقف الأتوبيس على يسار المحطة حتى يضطر المواطنين إلى عبور نهر الطريق للحاق به ، ولو انتبهت وزارة الشباب والرياضة بعد أن يخرجها الله من محنة " الزيرو" إلى قوة التدريبات التى يجريها الحزب للمواطنين لتمكنا من الفوز بكل الميداليات "الصفيح" فى الدورات الأوليمبية القادمة ..!!
- ولقد عاد يمين الحزب للظهور مرة ثانية ولكن بقوة بعد ما أسس كوادر كبرى يتزعمها "الأتوبيس المكيف" ورفع شعار " إذا كان الأمريكان لديهم ال سى أى أيه فلدينا السى تي أيه " ورغم كل الإشاعات المغرضة التى أثرها البعض عن " الأتوبيس المكيف " فقد ظلت جماهيره تزداد !!!
- وواصل المد اليمينى داخل الحزب سطوته فى إطار عدد من المشروعات التى تم تنفيذها بالتعاون مع القطاع الخاص ربما إتجاه تعاونى .....
- وظهرت التوجهات البيئية للحزب حينما تزعم حملات "الشكمان العالى" الذى حاول بعض المغرضون الوقف منها واتهموها بأنها السبب فى السحابة السوداء ؟؟ ولكن المسيرة البيئية لم تتوقف وظهرت سيارات الغاز إيمانا من الحزب بأهمية البيئية فى العالم اليوم ، وأصبحت ترفع شعار الأتوبيس الأخضر.
- وإذا كنا أسرفنا فى الحديث عن حزب " الهيئة" فلا يجب علينا أن نغفل حزب له دوره فى الشارع المصرى وهو " حزب البنديرة" ورغم اسم الحزب فالبنديرة لا تعمل .. والمقاولة هى التى تحكم ويجب " تقليب الزبون" خاصة إذا كانت أسرة ... وهذا الحزب يهدف إلى جر الزبون إلى معركة دائمة حول ثمن البنديرة حيث أنتجت روايات عديدة عنوانها " معركة البنديرة " و " ونتقاول " وقصائد يتغنى بها الرفاق " البنديرة مبتأكلش عيش " وقد تقلص دور الحزب فى الشارع المصرى رغم زيادة أعداده... لكن شعار "الفوطة الصفراء " اختفى وذلك بفضل ضغوط حزب "الميكروباص " ، ولم يتوانى الحزب عن دعم المسيرة الفنية ايضا فلا ينسى أحد إبداعات السبعينات " وزحمة يا دنيا زحمة !!!" ولو البنديرة مكنتش على المزاج تبقى " زحمة ولا عدش رحمة" ..ودعمت الثقافة الشعبية بكثير من الموروثات الأدبية على خلفية السيارات مثل " يا تهدى يا تعدى " و متبصليش بعين راضية بص للمدفوع فيا "
- وقد ظهرت أحزاب " تحت الأرض " فى الشارع المصرى وتحصل على تأييد من الجماهير يقارب ثلاثة ملايين يومياًً !!! واكتسحت بفضل الكفاءة التى أثبتتها فى دقة المواعيد والنظافة ولأنها راقبت عيوب "حزب الهيئة " و تجاهلت تعاليمه ومنعت التدخين وأدخلت سيادة القانون وأصبح المصريون تحت الأرض أكثر انضباطا من فوقه ولكن الخوف أن بعض الإهمال بدأ يتسرب إلى كوادر الحزب تحت الأرض ويبدو أن بعض الجراثيم الفوقية بدأت تظهر فى الأسفل فى سلوك البعض من تخطى الماكينات وأيضا فى سلوك الهيئة القومية للأنفاق فى رفع السعر حسب الموضة وفى غلق التكييفات لتجربة طريقة حزب "الهيئة" فى "السونا" الرخيصة ، ولا ننسى كيف أن المسيرة الفنية التجديدية "للميكروباز " قد غنت لمترو الأنفاق وقالت "لما الجو احلو وراق رقصت أنا مترو الأنفاق " حيث أن الحزبين يشتركوا فى دعم كل منهما للأخر وتجد أن الشقق تباع على أطراف القاهرة بعبارة موجزة يقولها السماسرة تمثل اعظم اندماج حزبى فى التاريخ السياسى الحديث : " تركب ميكروباز ربع ساعة تبقى فى محطة المترو وتلت ساعة تبقى فى وسط البلد ، يعنى ساكن فى وسط البلد !! " مسيرة عظيمة من الاندماج بين حزب يعمل تحت الأرض وأخر فوقه تقدم أحدث وسيلة لأبتلاع مزيد من الأفدنة الزراعية حول القاهرة ، وتسهم فى تكبير الرأس الكاسح لمصر " القاهرة" كما قال جمال حمدان قبل ثلاثين عام عن حال القاهرة وبقية محافظات الجمهورية " رأس كاسح وجسد كسيح "...
- وليست هذه فقط هى الخريطة الكاملة للقوى الحزبية الشعبية فى الشارع المصرى بل هناك بعض القوى الحزبية الأقل عددا ولكن ربما أعلى صوتا وتأثيراً فى بعض الحالات ومنها الأحزاب الرأسمالية التى تترواح بين أقصى اليمين حيث " أولاد الذوات" أصحاب شعار " أنت ما تعرفش أنت بتكلم مين " و يمين الوسط من" الطبقة المتوسطة المطحونة" أصحاب شعارات " عفواً السيارة فى التليين" ، وقدم تم وصف سيارات فئة الذوات منذ منتصف السبعينات وحتى الأن " بين التمساحة والخنزيرة حينما بدء عصر الانفتاح وانتهت بالشبح والعيون فى التسعينات وبداية الألفية الجديدة " و لم ينسى الموروث الشعبى أن يتحدث عن سيارات الفقراء والمساكين " بدءاً من القردة وانتهاءاً بالعصفورة" ولا ننسى أصحاب المناصب بسيارات الحراسة ذات الدفع الرباعى التى قامت حكومة "د.نظيف " بالتوجيه نحو إلغاءها مواكبها ، بعد أن أحست بسخط كل القوى الشعبية منها ... وإذا كنا تحدثنا عن سيارات الحكومة فلا ننسى أن نتحدث عن السيارات الحكومية التى تجوب شوارع القاهرة لشراء لوازم البيت لوكلاء الوزارة !
- ولدينا فئة ربما لا تأخذ حقها من الأضواء لأنها تعشق " الليل وأخره " ولا تدخل القاهرة كثيرا هذه الأيام وشعار الليل هو " أمشى وأنت نايم " أو على الأقل " مونون " وطبعا لأنهم لا يخشون الطريق لأن من يقترب منهم فى الغالب لا يشعرون به الا تحت "الدبل" وهو حزب مؤثر جدا فى نسب الحوادث الدموية فى مصر "حزب التريللا " وبالطبع يكفى الاسم فخرا ً أن ينطق دون أن نذكر مثالبه ومفاخره العظيمة.
- هذا مجرد تشريح بسيط للقوى السياسية داخل الشارع المصرى ، وكما يتضح منه أن صديقنا الأجنبى لم يكذب حينما تحدث عن الديمقراطية المصرية ، التى تجمع بين أنياب الميكروباص وديناصورات الهيئة والمدفنون تحت الأرض القادمون بقوة على الساحة والرأسماليون الكبار أصحاب العيون الجريئة ...
- يتبقى لنا مزيد من الإيمان بالتجربة الديمقراطية المصرية ونقلها إلى العالمية حيث تحتاج إلى نوعية جديدة من الكتب السياسية على نمط "الكتاب الفوشيا " الذى ربما يجمع كل القواعد الذهبية المرورية التى تبدأ من شعارات "ابو مروة الغلبان " حتى " سيبونى فى حالى أنا بأجرى على أيتام" والتى ترد على كل نظريات ماركس وانجلز ، بل وتطبق مقولة أدم سميث " دعه يعمل دعه يمر " بفلسفة جديدة " دعه يمر سيبه يجرى" وتحبط الطريق الثالث بتقديمها الحل بفلسفة "الطريق العكسى ".
- إمضاء : مواطن حيران بين "الهيئة والميكروباز"
Subscribe to:
Posts (Atom)