Wednesday, May 7, 2025

السخنة رايح جاي


 بدعوة كريمة من أحد الاصدقاء للذهاب إلى السخنة والعودة سريعا ، استعنت بالله وصليت الظهر وهرولت إلى ملابسي سريعا اصطحبنا رفيقا آخر على الطريق من مقر عمله ، اكلنا بعض الشطائر والمعجنات واستلمنا الطريق إلى السخنة.

تذكرت المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى السخنة حيث كانت اختي واطفالها هناك وكان علي ان اعيدهم وذهبت بالمواصلات ولم تكن هناك اتوبيسات بعد تذهب إلى هناك في بداية التسعينات فكان علي ان اركب اتوبيس إلى مدينة السويس ثم آخذ ميكروباصا إلى القرية السياحية هناك قضينا هناك عدة أيام قبل أن نعود ونستأجر سيارة بيجو سبعة راكب الملقبة في مصر بالنعش الطائر وسرنا على الطريق القديم الذي كان يدوب تسير عليه السيارات من الجهتين وهو عبارة عن مدق وتم وضع طبقة اسمنتية وكانت انعطافات الطريق حادة والسيارات النقل تركن في أي مكان بشكل يبدو خطيرا لدرجة جعلتنا كل مرة نتلو الشهادة حينما نرى آثار الحوادث في كل منعطف حاد.

لكن هذه المرة الطريق اصبح شديد الاتساع وربما تم تعديله اكثر من مرة وتوسعته وحتى تظهر الانجازات من حوله سواء عاصمة السيد الرئيس أو حتى القطار السريع الذي لا أعرف كيف يكون سريعا وهناك العديد من المنظومات الاسرع منه لكن لا علينا إذا كنا نسير بطريقة شخلل فكة وحكمة دكتور الفلاسفة فسوف نرى تلك الاسثمارات الاسمنتية الكبيرة على الطريق سواء تلك المحطات الفرعونية الطراز أو استثمارات الاسمنت في تعبيد الطريق للقطار ، تستكملها استثمارات الاسمنت في مدينة السخنة حيث فوجئت من جنون الاسعار الذي اخذ يشرحها لي صديقي وتصورت لو كانت تلك المشروعات تحولت إلى غرف فندقية او شقق فندقية بدلا من استغلالها بضعة أيام في السنة دون طائل ووضع الاستثمارات المصرية في الاسمنت سواء هناك أو في الساحل الشمالي ولا توجد حياة أو فرص عمل حقيقية.

في الطريق لم انسى أن احكي لاصدقائى حينما جئنا بالقرب من طريق الزعفرانة عن حادثة سرقة الرادار المصري عام 1969 وكيف أن البعض قال انها من تسببت في مرض السكر لعبد الناصر ، حتى حكيت لهم عن الرئيس مبارك وكيف كانت الطائرات المصرية تقع في مصيدة فوق السخنة بعد استنزاف بنزينها مما جعله يرد على البعض في حينها بأنه يحجم أن يهاجم تلك الطائرات بطائرات اعتراضية طالما أنهم لم يهددوا العمق المصري  طريقة بسيطة للعب بإمكانياتنا الحقيقية بدلا من العبث الذي نقوم به في طول الوطن وعرضه والتصور أن الحضارة هي صناعة المزيد من الاسمنت وصناعة فرص عمل للشركات الأجنبية ويبدو أننا نساهم في دعم شركات بعينها بحصولها على التعاقدات بدون مناقصات بل حتى طريقة السيد الرئيس في إنهاء الصفقات وهو يركب المترو ! أو نقل أفكار الكيانات الاستراتجية وبناء الدولة من البداية كأنها لم تكن موجودة من قبل في بدعة جمهورية جديدة ! لا يجد فيها المواطن إلإ الغلاء ومهدد الآن بالطرد مع قانون العلاقة بين المالك والمستأجر.

يبعد بي الاستطراد عن الرحلة التي لم انسى ايضا أن احكي لهم حينما رأيت التلفريك عن كيف أن طائرة امريكية من طراز ف18 قطعت السلك الصلب الذي كان يحمل التلفريك وتسببت في وفاة الكثير وكيف أن القاعدة الخاصة بالناتو اغلقت ورغم أن الجيش الأمريكي اكتشف عبث طياري المقاتلة إلا أنه اكتفي بمحاكمتهم عسكريا بعيدا عن القضاء الإيطالي في حينها وهناك فيلم تسجيلي يجسد ذلك.

تذكرت خالى العسكري ايضا وكيف أنه في بداية حرب اكتوبر كان في منطقة السخنة وحينما سألته إن كان يعلم شيئا ، قال لقد جاءت لنا أوامر التحرك لكن كنا ندري أن هناك أمر جلل لأننا مشينا على جنزير الدبابة من السخنة نزولا إلى السويس وهذا معناه اننا في عملية عسكرية ليس تدريبا لأنه في العادي تنقل الدبابات على كاسحات حتى يتم توفير عمر الجنزير الذي يتم تغييره بعد عدد قليل من الكيلومترات.

في النهاية كان يوما جميلا إطلالة جميلة على خليج السويس من الشالية وتذكر خط السوميد الذي كنا ندرسه زمان وفائدته الذي كان سؤالا شائعا في الجغرافيا لكنه الآن يذكرنا ببيع المواني بحق الانتفاع الذي هذه المرة وصل إلى خمسين عاما تري ماذا نبيع بعد بنك القاهرة وبسكو مصر وكل علامات الاقتصاد المصري لمجرد احلام السيد الرئيس في جمهورية تبدو دماغها على مقاس بيادته!

وانتهى بنا الحال في صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا في جامع صممه مهندس عمر الفاروق في احدى القرى السياحية على نمط حسن فتحي بنظرية القباب وباحجار محلية وكان مسك ختام للرحلة.

Tuesday, May 6, 2025

في ورشة الزيتون

تقترب ورشة الزيتون من اكمال خمسين عاما في مناقشة الابداعات الأدبية ، ومنذ حضوري ندوة مناقشة الثقافة المصرية سيرة أخرى للاستاذ شعبان يوسف بدار بتانة  وأنا اتابع صفحته على الفاسبوك وحتى الكوكبة الثقافية الأخرى التي كانت تحضر تلك الندوة سواء الاستاذة فاطمة الصعيدى والاستاذة سلوى بكر والاستاذة حنان عزيز وقد نصحني احد الاصدقاء من قبل بعد عدة محاولات ادبية اسفرت عن نشر عدد من  القصص في كتابين مجمعين وفوز بجائزة اولى في مجلة العربي  بالتوجه إلى ورشة الزيتون لعرض ما اكتبه.

حتى جاءت الفرصة منذ يومين كنت اتصفح الفاسبوك وإذا بي اجد دعوة لقراءة حرة في الورشة وعليه دخلت وضعت تعليقان لم تمر دقائق قليلة حتى كان هناك ردا من الاستاذ شعبان يوسف والاستاذة حنان عزيز وعليه وضعت قصتي جزر التي فازت بالمركز الأول في مسابقة مجلة العربي في التعليقات وعرضت الأمر على صديقي في محاولات الكتابة الاستاذ مجدي الحاروني وعليه انضم هو ايضا وفي دقائق قليلة وتم الترحيب بنا.

ذهبنا في تمام السابعة لكن الندوة اخذت وقتا ولم تبدأ إلى في الثامنة وبدأنا نستمع لقراءات مختلفة في جو ثقافي جميل حيث اسهب الاستاذ شعبان يوسف في تعليقاته بالذات على احدي القصائد في شرح من أين اتت تلك القصيدة وأصبح المرء يجلس قلقا ترى من اي جناس أدبي سوف تكون القصص التي سوف نقرأءها ، لكن جلسنا منصتين لعدد من القصص القصيرة وحتى بعض اجزاء الروايات بل والاشعار وننتطر أن يحين دورنا ونسمع تعليقات النقد المختلفة.

حتى جاء الدور علي وفيما يبدو لأنني لم اتعود على الالقاء فبدأت سريعا في قراءة جزر حتى استوقني الاستاذ شعبان يوسف للقراءة بتمهل وحصلت على تعليق لا بأس به من الناقدة الاستاذة فاطمة الصعيدي كذلك قام صديقي بقراءة نصه الخاص وجلسنا نستمتع بباقي القراءات.

كانت جلسة ابداعية جيدة حيث تستطيع أن تجد من يشاركك نفس اهتماماتك سواء من حيث اقلام تبدو في بداية طريقها واقلام أخرى تبدو راسخة وتعرف وزن كل كلمة مع تأصيل لأصل الجناس الإدبي أو حتى شرح او عرض لأفكار ادبية عالمية لم يبخل بها الجميع وعلى رأسهم الاستاذ شعبان يوسف.

يصفني احد الاصدقاء بأنني الرجل ذو الألف وجه وربما اليساري يعيش ربيعه الآن في مقر جزب التجمع في ورشة الزيتون وقبلها بأيام في مناقشة بالعربي فلسفة في مناقشة لاهوت التحرير الذي قدم رؤية يسارية للاهوت في النهاية شكرا للقائمين على الورشة وارجو أن يتم قبول ضيافتنا دوما للإستزادة.


Sunday, May 4, 2025

رحلة البحث عن لاهوت إنساني


 عام مضى على مشاركتي في ندوة خلال مهرجان الجامعة الامريكية الثقافي تعرفت خلال تلك الندوة على مبادرة بالعربي فلسفة وتابعت بعض المحاضرات الموجودة الكترونيا تحديدا محاضرة ادوارد سعيد وفاتتي بعض المشاركات التالية حتى انضممت بالأمس إلى محاضرة لاهوت التحرير.

لم اعد عدة للمحاضرة ذهبت إليها بوصفي غير متخصص وقررت ان لا ابدأ بحثا الكترونيا عن الموضوع وذهبت هناك وفكرتي عن كتاب لاهوت التحرير المصري للقس وليم سيدهم اليسوعي عن مفهوم جديد للاهوت بعد انتفاضة يناير مثلا وبقيت الاسئلة حتى بدأت المحاضرة التي كانت في البداية مزدحمة بأسماء جديدة علي وحتى على ما تصورته أن الموضوع شأن مصري.

شيئا فشيئا بدأت اندمج مع المحاضرة فأمريكا اللاتنينية التي بدأت فيها فكرة لاهوت التحرير عشق خاص لي فغالبا انا من عشاق امريكا اللاتنينية بشكل او بآخر منذ حتى علاقتي الأولى بها التي شرحتها في تدوينة سابقة عن جزر فوكلاند مرورا بان آخر كتاب قرأته كان لايزابيل الليندي التي اعتبرتها أيضا من قبل أحدى ملكات يميني في تدونية أخرى.

تبدو فكرة لاهوت التحرير أو النظر إلى اللاهوت من منظور اجتماعي أو قل منظور أقرب إلى اليسارية من يمينية الدين التي حتى شاركت باسم الدين في الحروب الأهلية الكثيرة في امريكا اللاتينية او حتى يمينية الكنيسة الكاثوليكية الواضحة حتى في التعامل مع الفكر الماركسي والتعاون الوثيق مع الكنيسة لاسقاط الاتحاد السوفيتي كما اعترف لاحقا بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط سور برميل.

المحاضرة كانت ثرية بحشد من محاضرة تملك ادواتها علميا ومحاولة للاقتراب من الفكر من اكثر من زاوية بداية لتاصيل الفكرة من منبعها حتى وصولها إلى الوعي المصري.

احتشدت المحاضرة والمناقشة من بعدها بكلمات كبرى من مفاهيم التجديف والهرطقة حتى مفهوم القداسة ويبدو ذلك حتى هي رحلة لاهوت التحرير كما حدث لأحد القساوسة التي اعتبر كلامه هرطقة ثم نصب قديسا لاحقا، بل بدأت من أمريكا اللاتينية وعرجت على أفريقيا لتذهب إلى فلسطين لتعود إلى مصر.

قد يزعم البعض أن اختطاف الدين يمينا ويسارا ليس جيدا هو في النهاية دين وليس مذهب سياسي وحتى في النظرة الإسلامية كان البعض يتحدث عن اشتراكية سيدنا محمد ويستشهد ببيت شوقي الاشتراكيين أنت إمامهم بينما يغرد الآخرون بأقصى يمينية وحتى يقدم مصطفى محمود كتابا يفند فيه فكرة اليسار الإسلامي ويصفه بالاكذوبة.

اعتقد أن ثراء المحاضرة هو قدر ما تطرحه في الذهن من أسئلة وليس وضع إجابات معلبة جاهزة قابلة لإختزال المعاني في رحلة البحث عن الحقيقة أيا كان حجم الاختلاف.

شكرا للمشاركين على المبادرة واعتقد أن الشكر اجدر للحاضرين الذين أثروا المحاضرة بنقاشاتهم بل حتى بشحذ الهمة على البحث عن المزيد من المعلومات عما طرحوه من قضايا واسماء وشخصيات جديرة بالبحث والإطلاع.

لا اعتقد أنني حصلت على إجابات جاهزة ولكن اعتقد أنني غصت في رحلة فكرية جيدة في رحلة بحث عن لاهوت إنساني أو حتى فكرة تحرير اللاهوت من قيود ما أو اخراج انماط جاهزة او قولبة تعودنا عليها دوما في قراءة النص الديني وربما هي محاولة للتقدم للإمام مهما كان حجم حقول الألغام الفكرية المنثورة من حولنا دوما ربما نخرج منه بمانفستو إنساني جديد ،في النهاية شكرا بالعربي فلسفة.

 

تتضمن التدوينة ارتباطات لتدوينات اخرى:

-         الاستغراب

-         جزر فوكلاند

-         ملك اليمين

-         نحو مانفستو عمالي جديد.