فى سبعينات القرن الماضى ظهر مصطلح اللبننة للحديث عن الحرب الأهلية اللبنانية وقام بعد المفكرين آن ذاك بصك أن ذلك ما سوف يحدث لكافة الدول العربية تباعا وأن هذا مخطط وانتهت مرحلة اللبننة باحتلال أول عاصمة عربية من قبل إسرائيل فى مطلع الثمانينات والتى اطلق عليها محمد حسنين هيكل نهاية حرب الثلاثين عاما ولا داعى للتذكرة بمذابح صبرا وشاتيلا.
وحينما بدأت المعركة فى الجزائر بين الجيش والإسلاميين والتى راح ضحيتها منذ نهاية الثمانيانات مرورا بالتسعينات من القرن الماضى ما يزيد عن مائة الف مواطن تم الحديث عن مصطلح جزئرة الإوضاع وبدأت عمليات على نفس النمط فى مصر ، لكن آن ذاك تصدت الداخلية المصرية التى نقاتلها الآن فى شوارعنا منذ عامان لأنها حمت مصر فى ذلك الوقت من ارهاب حقيقى كانت ذرروته فى حادث الأقصر.
وحينما دخلت الصومال نفق القبائل المظلم منذ سنوات ظهرت كلمة صوملة الاوضاع ، أما حينما تم التمهيد لاحتلال العراق عبر مسرحيات حرب الخليج الأولى والثانية ثم تفكيك الجيش العراقى ومن ثم تفكيك العراق ذاته واصبح المسمى عرقنة الاوضاع.
اما اليوم فمصر تواجه نفس مصير التفتيت على يد حفنة من ابناءها واصبح الشارع هو الحكم من لديه القدرة على حشد الاتباع والبلطجية هو من سيكسب فى معركة تدمير الوطن ، اعتقد أن مصر الآن فى حالة "مصرنة" وليس المقصود بتلك الحالة هو التمصير أو الانتماء لمصر لكن اعتقد أن مصارين الوطن خرجت لتتصارع والضحية هو الوطن نفسه.
مرة اخرى الدماء التى تسيل فى كل انحاء الوطن دماء مصرية سواء بالإهمال او بالقتال العبثى يستوى فى ذلك عسكرى الأمن المركزى الذى حمى مصر فى السابق مع حتى ما يطلقون على انفسهم ثوريين ومن يطلقون على انفسهم اسلاميين كلها دماء مصرية.
النداء موجه للجميع كفاكم عبثا بمقدرات الوطن ، احقنوا الدماء وكفاكم مهاترات لن تجدوا مكان للقتال ولن يتبقى الإ أشلاء الوطن ولن ينفع البكاء عليها فى ذلك الوقت.
فى بعض الأوقات تكون القراءة ازمة لاننى اذكر حينما كنت صغيرا فى مطلع الثمانينات وأقرأ عن مصطلح اللبننة وأرى وطنى العربى يتمزق والجميع لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم فالجهل أنور فى هذه المرحلة من المعرفة