= أستاذ طارق ...... عبثا حاولت أن ترسل رسالة .. لكنه لم يستلم
الرسالة فقد أغلق الخط .. ولحظات ووجدت الشاشة تهتز أمامها من تأُثير قدوم إشارة الموبايل
بأنه سوف يرن .... ووجدت رقم لم تراه من قبل .. وعرفت أنه رقمه ... أغلقت الإنترنت
وقررت أن لا تتصل ... ظل يرن حتى ينقطع الاتصال وهى لا تعبئ به .. رن من على الموبايل بدلا من تليفون المنزل
ولكنها لم تعبئ أيضا .. فكر فى أن يعود إلى الإنترنت ... ربما هى موجودة هناك .. أما
هى فقد قررت أن تتجنب الرد عليه .. قبل أن يدخل على الإنترنت فكر أن يرسل لها
رسالة من خلال الموبايل .. لن يعاتبها مجرد سيقول لها عن رقم منزله ربما لا ترد
لأنها لا تعرف الرقم .. استلمت رسالته .. قررت أن تطلبه أمسكت التليفون بجوارها وأدارت
رقمه . وجدت رقمه مشغولا ..... لانه فى نفس الوقت كان يحاول أن يدخل على الإنترنت ..
أما هى فتصورت به انه مجرد شخص لعوب فتليفونه مشغول .... قرر أن يستمر فى الاتصال حتى ترد عليه .. أرسلت له رسالة ...
تليفونك مشغول يا استاذ طارق ... ظل يرن بالتليفون .....
-
طلبته مره أخرى على
تليفون المنزل ... لم تنته الرنة الأولى ...
-
اختطف السماعة :
الو...
= ظلت تحاول أن تتكلم وخرجت كلمه : ألو ... خجلة من فمها ......
-
أخيرا رديتى ...
= سوف تكون المرة الأولى والأخيرة يا أستاذ طارق ..
-
لا داعى للبحث عن
المرة الأولى والأخيرة .. أننى فقط أريد أن تتعرف عليك أكثر مدام ندى....
= ماذا تريد أن تعرف ؟
-
كل ما تريدين قوله
وكل ما لا تريدين ؟
= أسال وأنا أجاوب ؟
-
أنا لست وكيل نيابة
.... دى علاقات إنسانية ليست محضر تحقيق ...
= لا أفهم ماذا تريد منى ..
-
لا أريد شئ مجرد تعرف
..
= أنا أسمى ندى عمرى 33 سنة
أرملة .....
-
أين الجديد فى ذلك
أننى أعرف كل هذا الكلام من قبل ....
= ماهو الجديد الذى تريد أن تعرفه ؟ ...
-
كل شئ ...
= تعرف حاجة أسمها حاجة عن الرحلة 990 ؟
-
لا .. لا أعرف سوى
أتوبيس 990 ...
= أمال عربية ايه بس اللى كنت بتدور بيها على ..
-
ياستى أنا عارف رقم الأتوبيس
ده بالذات لأنه أول مرة اعمل حادثة بالعربية كان هو اللى خبطنى ..
= امتى وفين ؟
-
موش مهم خلينا فى
موضوع الرحلة ...
= فى 31 أكتوبر 1999 سقطت
إحدى طائرات مصر للطيران الرحلة رقم 990..
-
قاطعها أيوه أنا عارف
طبعا الموضوع ده .. وعندى صور للحادثة كمان . واحدة من هوايتى قص الموضوعات الهامة
من الجرائد ...
= أنا أرملة لواحد من الطيارين اللى كانوا فى الرحلة
-
أنا أسف جدا لم أكن
أريد أن أقلب المواجع عليكى ..
= لا داعى للأسف الموضوع فات عليه 5 سنوات ....
-
عندك أولاد ....
= لا ... لأننا لم نتزوج فعليا .. قبل الحادث كنا قد كتبنا الكتاب
وكان ميعاد الفرح عقب العودة من رحلة أمريكا كان عليه أن يتدرب على أحد أنواع
الطائرات الجديدة ...
-
لم يكن قائد الرحلة
....
= لا .. لقد كان أحد رجال القوات المسلحة الذين توفوا فى الحادث ..
-
اعرف كان هناك حوالى 33
ضابطا هناك ... تذكرت الآن ...
= كان أحدهم ...
-
لا اعرف ماذا أقول
...
= لا تقل شيئا ....ماذا عنك ..
-
أنا خريج كلية
الهندسة2000 لى ثلاث أخوات بنات أعيش مع والدى ووالدتى وحيدا منذ أن تزوجوا ...بعمل
دبلومة دراسات عليا . بشتغل فى مصلحة حكومية ... لسه أعزب ...
= وأيه كمان ؟ ...
-
أسئلى ؟
= موش قلت : احنا موش فى
تحقيق ... كمل
-
بحب القراءة .. سماع
الأغانى .. كنت بلعب فى النادى زمان كارتيه .. دلوقتى يدوب بعلب شطرنج ...
= أنا كمان خدت ميدالية
مرة فى التاياكوندوا ..
-
يعنى عندنا أشياء
مشتركة ..
= يعنى .. أنا كمان بحب القراءة .. وبعرف العب شطرنج بس بكرهه ..
حسابات وأفكار .. والدى الله يرحمه كان يعلمنى الشطرنج .. ولكنى لم احبه.
-
والدك متوفى ..
= ووالدتى كمان ..
-
أنا أسف ..
= يا سيدى ما فيش داعى للأسف ...
-
مع من تسكنين ..
= اسكن وحيدة لدينا منزل الأسرة ... أنا فى آخر دور الثالث ، وأخوتى
كل منهم له دور بأسفل منى ومتزوجين ولدينا أخت فى استراليا ...
-
وأيه تانى ؟
= يعنى حياتى بسيطة .. لى عدة أصدقاء قليلين أكثرهم قربا منى
"نادية" نتقابل يوميا تقريبا لها نفس ظروفى .
-
أنا كمان دائرة حياتى
بسيطة ليس لدى عدد قليل من الأصدقاء نتقابل مرة كل شهر أو كل أسبوعين .. من البيت
للشغل ومن الشغل للبيت .. بحضر ساعات ندوات فكرية ... بسمع موسيقى كلاسيك فى
الغالب ..
= انا كمان بحب الموسيقى الكلاسيك .. وكنت دائمة الذهاب إلى مكتبة الأوبرا
الموسيقية ..بحب جداً موسيقى الدانوب الأزرق
بالذات ..
-
لا اعرف أن كنتى
تصدقينى أم لا .. أنها تقريبا قطعتى المفضلة .. بس أنا كمان بحب موسيقى كسارة البندق...
= بتحب البالية بتاعها كمان
-
لا الصراحة ماليش فى
البالية
= تعرف كان حلمى وأنا صغيرة أكون باليرينا .. ومن مصروفى اشتريت
جزمة بالية .. لكن بابا رفض وبعد معاناة وافق أن العب سباحة فى النادى .. توقفت
عند سن 10 سنوات تبعا لتعليمات الوالد بالطبع... وبدأت العب التايكوندوا .. ويدوب بطولة واحدة طلعت الثالثة على المحافظة
.. واعتزلت .. والدى رفض أن العب وقال البنات موش بتوع اللعبات العنيفة ...
-
وقصة زواجك كانت قصة
حب ؟ ولا زواج عائلى ؟....
= ابداً أنا خلصت الجامعة .. واشتغلت مدرسة ...بابا كان ضابط فى
القوات المسلحة وفى النادى تعرفت على هاشم .. كان شاب كويس جداً .. لا تستطيع أن
تقول أنها قصة حب لكنها .. كانت علاقة عادية .. أتقبلنا مرتين ثلاثة .. وبعدين كلم
بابا .. وعمه كان معرفة لوالدى وتم كل شئ سريعا .. يوم عيد ميلادى السابع والعشرين
تمت الخطبة وكان علينا أن نتم الزواج خلال سنة .. كان فى انتظار استلام الشقة ..
وقبل عيد ميلادى الثامن والعشرين كان ما حدث قد حدث .. وأصبحت وحيدة ومنذ ثلاث
سنوات كانت فكرة أخى عصام أن يهدى لى جهاز الكمبيوتر وعرفنى على الإنترنت .. بقى
وقتى بين الألعاب .. والشات .. وأنت تعرفت على الإنترنت أزاى؟
-
لا أنا اتعرفت على
الإنترنت منذ سنوات طويلة تقريبا أول ما دخلت مصر .. كنت أيامها لسه طالب فى كلية
الهندسة كان تدريبى فى نفس مكان شغلى .. أول مكان تقريبا دخلت فيه الإنترنت فى مصر
...عرفت كل أماكن الشات .. على الإنترنت ..
واستمر بينهما الحوار
طويلا .. كان لديه عمل فى الصباح لكنه نسى .. وكانت هى لم تتحاور مع أحد من قبل
مثل هذا ...وقد شعرت بالتعب .. وقالت : موش كفاية كده النهاردة ...
-
حنتكلم تانى أمتى ...
=
أنت معاك تليفونى ...
-
خلاص أول ما أرجع من
الشغل بكرة ح أكلمك إن شاء الله ..
= تصبح على خير ..
-
وأنت من أهله
1 comment:
روعة 🌹🌹🌹
Post a Comment