Sunday, December 28, 2014

6-اشواق تكنولوجية


 
  • وافترقا مرة ثانية ...........ظلت هى تتقلب على السرير .. ولم تنم ليلتها ... وجوه كثيرة مرت عليها والدها والدتها ........ هاشم .... نادية ... تصورت لو كلهم يعرفون ماذا فعلت ... ظلت وجوههم تطاردها طوال الليل .. لقد تجاوزت الحدود ... لم يكن يليق ما فعلته ... لكن ... عبثا حاولت الفرار من كل هذه الوجوه ومن كل من سوف يتهمها .. ورغم كل ذلك فقد كانت سعيدة .. غمرها إحساس بالفرحة لم تشعر به منذ سنوات طويلة منذ أن وئد حلم شابة بالفرحة بفستان الفرح والطرحة ... رغم عدم وجود قصة حب طويلة بينها وبين هاشم .. لكنها حلمت ككل فتاة بذلك الفارس الذى سوف ينقلها إلى عالم آخر حينما تصبح أميرة فى مملكتها خارج حدود الأسوار الذى صنعها والدها .. المملكة التى سوف تبنيها هى وهاشم .. غرقت هناك فى البحر .. حينما غرق هو .. حتى لم يقولوا لها لماذا حدث ذلك وغرقت كثيرا بين التفسيرات المختلفة وتصورت أنها سوف تقضى حياتها خلف تلك التفسيرات .. وانضمت إلى مجموعة ضحايا الطائرة ليس من أجل الحصول على تعويضات لكن من أجل الحصول على الحقيقة .. لكن بعد فترة وجدت والدها يقول لها .. هاشم كان ضابط فى الجيش .. وكان ممكن يحصل اللى حصل فى أى عملية يقوم بها .. هو شهيد عند ربنا . وفهمت المراد .. كان عليها أن تنسحب من العمل مع مجموعة ضحايا الحادث ولا تحضر مقابلتهم بعد اليوم .. ربما كانت تعليمات عليا .. ولم تمضى سنتان حتى فقدت والدها ووالدتها تباعاً .. فاصبح عليها أن تواجه الحياة وحدها .. اخوتها كان لكل منهم حياته الخاصة وأصبحت هى بلا حياة خاصة ... ورغم العديد من المحاولات الأسرية للبحث عن عريس لها إلا أنها لم تجد الشخص المناسب بينهم .. .أو ربما كانت نسيت معنى الفرحة . بل أن الأمر وصل بوالدة هاشم نفسها أن تبحث لها عن عريس أكثر من مرة .. وأًصرت والدته أيضا أن تحصل  على معاشه كاملا رغم عدم إتمام الزواج .. دون أن تشاركها فيه هى ووالده .. وظلت هى على وفائها لذكراه من خلال محافظتها على ودهما ...
  • أما هو فقد عرف القلق طريقه إلى ساعات نومه التى أصبحت قليلة جداً ، بالمقارنة إلى انتظام حياته من قبل الذى كان مصدر لكثير من الاحترام من البعض ومصدر للنكات من اكثر الآخرين ... إحساس بالفرحة جعله لم يستطع النوم .... وهو غارق فى أفكاره سمع دقات على باب الغرفة ووجد والدته تنظر إليه مندهشة وهى تقول : طارق مالك يا بنى إيه اللى مصحيك لحد دلوقتى ...
  • -       لم يعرف بما يرد كلماتها .
  • -       وظلت هى واقفة لا تدرى ماذا ألم بابنها وهى تستكمل : طارق  أنت لازم تصحى الساعة 7 ..
  • -       ايوه حاضر .. طفى النور أنا بس كنت نسيته ..
  • -   وحينما أغلقت النور لم يكن ذلك مساعدا على النوم .. كان شعورا غريبا يغمره .. لا يدرى إذا كان فرحة أم ماذا ؟ .. لم تكن لديه تجارب كثيرة ... قليلا ما يحدث أحد تليفونيا .. شريط من الذكريات .. عن علاقاته السابقة .. كم تليفون استقبل ... لم يجد الكثيرين لم يرتبط بأحد طويلا كلها كانت صداقات فى إطار العمل أو إطار الجامعة ... ربما كانت تلك التليفونات تسعد والديه فى بعض الأحيان . وأحيان أخرى لا يفهمها فقد كان يشعران بغيرة من نوع ما حينما يطيل الحديث مع واحدة ممن يطلبونه .. وقد واجه الكثير من المشاكل مع والده حينما كان يتلقى مكالمات من خلال معرفته من على الإنترنت من فتيات أجانب .. رغم أنه كان يتحدث أمام الجميع ولم يكن هناك ما يخفيه ...ويذكر كيف ارتبط بصداقات بنهاية العام الجامعى الأخير وكيف كان حلم حياته أن يبدأ حياته فى الخارج مهاجرا .. وتذكر ذلك اليوم الذى فاتح فيه والده فى هذا الأمر وكيف كان ثائرا ضد الفكرة أمامه .. وكيف طلب منه أن لا يتحدث إلا أحد فى التليفون مرة ثانية .. ورغم عدم ارتباطه بأى من الفتيات من الخارج فقد كان انتمائه إلى نظام الحياة فى الخارج .. وكان بحثه على الإنترنت من اجل فرصة عمل حقيقية .. لم يحلم بمجرد ارتباط بفتاة ليحصل على جنسية بلدها .. كان تفكيره أن يبحث عن عمل فى أي بلد فى الخارج واختار بلدان تطلب مهاجرين وأجرى عدد من المراسلات .. لكن الحلم تحطم حينما كلمه خاله فى أحد المرات قائلا له .. انت سند والدك الوحيد .. والدك حينما عرف بفكرتك بكى .. لقد قال لى " مكتوب على ان لا يعيش لى ابن بجوارى ، توفى أخوه وهو صغير لم يكمل العامين ، والآن يريد أن يهاجر طارق ولا يعود" ... تأثر كثيرا بما قاله خاله .. لكن فكرة العمل فى الخارج ظلت مسيطرة عليه لم يجتث الفكرة من أساسها إلا بعد التخرج بعام واحد حينما صدمت أحداث 11سبتمبر الجميع .. وأصبح عليه أن ينسى كل شئ بخصوص هذه الفكرة .. الصداقات التى تكونت عبر الإنترنت نقلت له صورة ما يحدث للعرب بخاصة والمسلمين بوجه عام ...وقد كان قرب على الاتفاق مع إحدى الشركات فى الولايات المتحدة . وقد قرب أكثر من أمريكية مسلمة فى نفس سنه .. ولاحظ جفوة كبيرة فى حواراتهم بعد 11 سبتمبر .. حاول أن يشرح لها . حاول أن يريها ما يحدث .. لكن كانت الصورة مختلفة فى عينيها .... وانتهى كل شئ قبل أن يبدأ ... تذكر أنه ارتبط كثيرا بعقل "سوزان" لم يرتبط بها عاطفيا ولا هى .. ولكن كان يتصور أن إيجاد عمل والمقابلة هناك قد تصنع قربا أكثر .. ولم يكن جو حياته غير ذلك يضع أمامه فرص كثيرة للارتباط بأحد ... لكن الآن لماذا ندى ؟؟؟
  • ظلت علامة الاستفهام تكبر فى رأسه حتى استيقظ ... وحينما أدار مفتاح سيارته ذلك الصباح وهو نصف نائم وهو يحاول ان يجمع أشتات تفكيره .. نظر إلى الموبايل وقرر أن يعطيها رنة لكن نظر فى ساعته كانت السابعة والنصف ... وجد أن الوقت مبكراً .. لكن لم يستطع أن يتوقف ... ولدهشته لم تمضى ثوانى على رنته حتى وجدها ترد له الرنة .. كانت مستيقظة لكى تودع ابنه أخيها التى تمر عليها يوميا قبل الذهاب إلى المدرسة .. وحينما أشارت لها مودعة وهى تركب أتوبيس المدرسة سمعت الرنة . وكانت أقصى أمانيها أن يكون هو .. لأنها فكرت فى نفس الشئ .. وكانت فرحتها أشد ما تكون ....
  • ولم تنقطع الرنات بينهم طوال اليوم ... كانت تحمل أشواق كل منهما إلى الآخر ... كانت أشواق من نوع مختلف أشواق على جناح التكنولوجيا.

1 comment:

Anonymous said...

🥰🥰🥰