وافترقا
على أمل اللقاء .. وفى عقل كل منهما صورة للأخر
رسمها عبر إيقاع حديثهم ...
أغلق
الكمبيوتر وهو لا يدرى كيف مضى كل هذا الوقت دون أن يشعر لم يكن يسهر هكذا رغم
أجازته فى اليوم الثانى ... .. وظل فكره معلقا بحوارهم .. تلاقت الكلمات مع
المعانى لتصنع مزيجا من القلق والتفكير ..
قام
لصلاة الفجر . وهو شارد الذهن .. استلقى على سريره على أمل النوم ... تلاحقت عدة
خواطر فى عقله .. لم يدرى كم من الساعات مر وهو على هذه الحالة لقد تذكر أنه وعى لشمس الشروق وسمع صوت العصافير ... وحينما غفت عينه وجد
والده يوقظه قبل قليل من صلاة الجمعة ليلحق بها ...
أما
هى فلم تكن اسعد حظاً فى الأرق ... منذ ثلاث سنوات وهى تستخدم الإنترنت لتقتل بها
الوحدة التى تعيش فيها .. كانت فكرة أخيها أن تخرج من أحزانها بهذه الوسيلة ..
وجدت فيها السلوى من كل ما آلم بها .. ولكنها لم تشعر من قبل بهذا القرب من أحد
كما شعرت اليوم مع طارق .. فكرت فى الشروط التى تضعها لحواراتها على الإنترنت ..
تذكرت أنها انتهكت كل قواعدها .. بسرعة عجيبة لم تتعودها من قبل .. .. أخذت تفكر
أن كان يجب عليها أن تعود إلى نفس غرفة المحادثة فى اليوم التالى أم لا .. ..أم يجب عليها أن تنسى هذا الوقت الجميل وتستمر حياتها
على هذا المنوال ...
لم يطل بها التفكير ... كثيرا لم تنتظر إلى الواحد بعد
منتصف الليل حتى تدخل على الإنترنت كما كانت تقصد منذ الثانية عشر والنصف ظهرا وهى
على الخط ... ولم يطل انتظارها كثيراً ففى الواحدة والنصف وجدت أسمه يدخل إلى
الغرفة .. وكانت هى باسم مختلف لقد جاءت لتبحث عنه هو فقط .. أعادت تسمية نفسها ..
ووجد هو ضالته المنشودة ..
-
كنت أتوقع أن تأتين فى الواحدة صباحاً ...
= يعنى كنت جى تكلم حد تانى ؟
-
أبدا لقد كان عندى أمل كبير أن نلتقى فى أقرب فرصة ... كى نكمل حوارنا
المثمر حول العالم فى لمح البصر ": )
"
= أنت لسه مصر :)
-
طبعاً .. شفتى الابتسامة اللى بترسميها بلغة جديدة .. لغة كاملة جديدة
للحياة تستطيعى أن تكتبى تلك الرموز ":)" "(:" فيفهم من يحدثك
انكى تقصدين الوجه المبتسم أم الوجه الحزين .. تستطيعى أن تنقلى مشاعرك ..
= حماس تكنولوجى يا باشمهندس ...
-
ممكن تبتكرى لغتك الخاصة ... كمان
..
= يا سلام ...
-
تحبى تجربى .. .
= ازاى ؟
-
تقدرى تكتبى بأيد واحدة ..
= ممكن بس ببطء
-
ممكن تعدى معايا ..
= اشمعنى
-
عدى بس ؟ 2
-
أثنين ؟
= واحد
-
واحد ... ممكن تحطى أيدك اليمين على الشاشة ؟
= نعم يا سيدى أنت عايزنى اوسخ
الشاشة أنا لسه مسحها ..
-
بس حطى أيديك ...
= حطيت !! خير ؟
-
شعرتي بحاجة ؟ !!
= طبعا الكهربة الاستاتيكية اللى
فى الشاشة !!!
-
لا فكرى أنى بسلم عليكى .. حطى أيدك فى ركن الشاشة .. بعيد عن سطح الشاشة
.. فى نفس الوقت سوف أضع يدى فى نفس المكان . دى تحية الإنترنت !!!!
= أنت فعلا مجنون ....
-
جربى حتخسرى ايه ؟!
= موافقة ..... !!!!!!!!!
-
3
= 3
- 2
= 2
-
1
= 1
-
الآن .....شعرتى بأيدى ؟؟؟
= لم تدرى لم شعرت هذه المرة بقشعريرة فى يدها كأنها
تحيى أحدهم .. لكنها طردت هذا الخاطر سريعا من رأسها .... قائلة : أنت مجنون رسمى
...
-
خلاص موش عاجباكى الفكرة أيه المشكلة ... يمكن لو تفكرى تحطى مشاعرك كلها
فى ايدكى وتفكرى فى أيد تانية ممدوة ليكى يمكن تحسى ....
= نغير الموضوع أحسن ..
-
ماشى يا "ستى" ...
= ايوه كدة اعترف بأنى أكبر منك
!!!
-
موش اتفقنا .. على المعادلة .. انتى صغرتى 4 سنين وانا كبرت 4 سنين ...
حسبة سهلة وعلمتها لك
= موش بحب الحسابات ... أكرهك لو
استمرت على كده ..
-
لا داع للكره إحنا هنا علشان الصداقة .... والتعرف على ناس جدد ...
= على العموم أنا موش ح
أقدر أنتظر كتير خارجة بعد ساعة واحدة ...
-
طيب لسه ساعة ؟
=
لا يا سيدى السيدات يحتاجون من الوقت الكثير لكى يخرجن ...
-
خارجة مع زوجك ؟
-
أنا أرملة يا سيدى .. ممكن بقى تفتكر قواعدنا الذهبية ... وتقصر
-
تعالى خديلك "قلمين" على وشى احسن ...
= ما يغركش أينعم أنا من مصر
الجديدة بس "أشرحك ... "
-
خفت " :) " بجد ..
= طبعا يا مشمش ... لازم تخاف ... أنت
فاكر أيه
-
لا خدى بالك .. أنا من شبرا !!!
= يعنى ايه شبرا يا "توتو"
-
يعنى "ش . ش . ش "
= اية ياسيدى دى كمان لغة شبرا
الانترنتية ؟
-
فى حد ما يعرفش " شين . شين . شين " ... دى "شقاوة شباب
شبرا "
= يا ولد يا مخربش .... المهم لازم
أمشى دلوقتى .. لسة نازلة وسط البلد ..
-
ماشى اسيبك . موش حتودعينى بطريقتنا الجديدة ...
= تقصد طريقتك لوحدك ... بطل جنان
.. سلام ...
-
ثوانى .. ميعاد بالليل قائم !!!!
= حسب الظروف سلام بقى ..
-
سلام .....
1 comment:
جميلة فعلا 🌹🌹🌹
Post a Comment