-
حينما تسمع كلمة قصر يستدعى فى ذاكرتك الفخامة والترف وعادة حينما اتذكر تلك الكلمة فأن ما يجول بذاكرتى هى تلك القصور الغناء المبنية فى عصور النهضة المختلفة ، ربما تشعر ببرودة الرخام فى الكلمة او القلوب المتحجرة أو يجول فى مخيلتك عيون جميلة خلف قصر ذو اسوار عالية .. لكن القصر الذى اقصده هو ما اعبر عليه يوميا فى طريقى إلى عملى ذلك القصر الذى يعود إلى أول مدرسة انشئت للطب فى مصر .. كل يوم وانا ارى تلك الافواج من الغلابة فى اتوبيسات النقل العام وهم يحجون إليه يسئلون عليه فى كل منطقة هل هذا هو "القصر" تختفى كلمة العينى ، تشعر بنبرة الصوت القلقة ربما من هول ذلك الرأس الكاسح الذى زاروه من انحاء مصر واقصد القاهرة مقارنة بباقى المحافظات كما وصفها جمال حمدان منذ سنوات طويلة ذلك الراس الكاسح للجسد الكسيح ، ترى ملامح الجسد الكاسح فى زيهم البسيط لهجتم القروية قلقهم الواضح من هول ما يروا نطقهم للعاصمة بأسم مصر .. اذكر جدتى حينما كانت تقول "مصر لا تنام" وهى تقصد القاهرة ... لا تملك الإ ان تتمتم بالسلامات لمن تراه مصابا او تدعو له بالشفاء .. او تأسى على طفل صغير وكيف اكله مرض .. فرغم ما اوتينا من العلم نقف عاجزين امام المرض يأكل القلق قلوبنا ...
- اعود إلى قصر الغلابة الذى اصبح بمثابة مجمع طبى كبير .. الموقع القديم تحتله كلية الطب وعدد كبير من مستشفيات جامعة القاهرة . والقصر الجديد يطل عليك بلونه الوردى الذى ربما يتوارى خجلا من فضيحة فساد مشهورة للشركة الفرنسية التى نفذته ووقف خلالها رئيس مجلس الشعب يفخر بأنه اخذ عموله ...
- لا أعرف لما قررت أن اكتب عن قصر الغلابة فى ظل تلك الحالة التى تحيط بمصر من كل جانب كنت أمل ممن يقفون فى الشوارع كلي يوم يتحدثوا عن كلمات كبرى مثل الحرية والعدالة ويضيفون إلى السنتهم عبارات اجنبيه . ويمقتون ذلك الحال .. ويدخلون فى معارك عبثية .. كنت احلم أن يزورا ذلك القصر يتأملوا تلك الوجوه يفكروا ماذا صنعوا لهؤلاء الذين يحجون يوميا إلى القصر .. وكل أملهم فى الشفاء لهم او لأقربائهم .. ربما يلقون نظرة على الاطفال الذين ولدوا بعلل كثيرة بالإضافة إلى علة الفقر ... واهلهم مكحلين بالجهل ..وقبلتهم الوحيدة هى قصر الغلابة .!
Wednesday, December 3, 2014
قصر الغلابة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment