Monday, September 19, 2022

لبنانيات


هل هو هروب من الواقع المصرى أن تكون التدوينات منذ بداية الشهر وحتى الآن بعيدة عن الواقع المصرى أو هى محاولة للوصول للواقع المصرى عبر تحليل الاحداث العالمية ..على أيه حال علاقتى بلبنان قديمة فمنذ الصف الرابع الابتدائى كنت اقوم بالمشاركة فى جماعة الصحافة ثم تفوقت فى الأمر فى الصف السادس الأبتدائى ولكن لأن خطى سئ فقد اشركت زملاء لى فى الكتابة على أن اقوم بتجميع الصور ولزقها فى كراسة الرسم وحتى الآن احتفظ بتلك الكراسة بل بعد ذلك حاولت أن اجعل منها ارشيفا صحفيا حيث كانت تزعج والدتى وكانت سببا فى خناقات كثيرة بسبب اننى كنت دائم القص منذ تعلمتها فى جماعة الصحافة فى المدرسة وحتى الآن لدى تلك القصاصات عن طائرات وسيارات وبعضها عن تعداد سكان إسرائيل.. وكثير من الاهتمامات. 

حتى الآن تلك الكراسة موجودة وتزينها اخبار معارك لبنان ومعارك المخيمات بين الأخوة العرب الجيش السورى وهو يطارد المقاومةالفلسطينية فى المخيمات بينما الجيش الإسرائيلى يبدأ عملية السلام فى الجليل! عبر غزوه للبنان.

وكان موعدى الأخر مع لبنان فى الصف الثالث الإعدادى حيث لم تكن الحرب توقفت بعد عبر اتفاق الطائف ،طلب منا مدرس اللغة العربية فى حينها أن نكتب موضوع تعبير وكان الرجل يقرأ كل الموضوعات وكان حدثا حيث كتبت ثمانى صفحات بدون اى مساعدات وكان يوما اغبطنى عليه كل زملاءى حيث أن احدهم قرر أن يعيد كتابة الموضوع فى الحصة التالية وطلب منى المدرس حينها قراءة الموضوع الثمانى صفحات على الزملاء الاعزاء ... ويقبع الكشكول الستين ورقة فى درجى حتى الآن مزين بعبارات مدح ودرجة عالية "شكرا على استجابتكم لما تدعون اليه وتمنيات بالتوفيق"!

ربما لاحقا سوف اعشق صوت فيروز واحب معها قداسة القضيةالأساسية للعرب فلسطين واترنم مع سنرجع يوما والقدس لنا واستشعر بحب شخصى مع اغنية علياء لذكريات قديمة خاصة فضلا على اسم احد ابناء اخوتى واحب تلك البنوتة التى تخفى وردتها فى الكتاب وربما جاءت تدوينة شاهد حب تعبيرا عن تلك الأغنية وعشت معها مأساة الحرب اللبنانية فى ضياع شادى وسوف تسلمنى من بعدها لماجدة الرومى فى ساعاتها وايضا فى تعبيرها عن عناقيد الغضب وبالطبع لا احد ينسى وديع الصافى وربما الأسرة كلها إلى الآن تبكى مع اغنية دار والاحباء الذين هجروها وعلى رمش عيونها.

اقرأ عن لبنان التى عرفتها من الحرب الأهلية كان الموزاييك اللبنانى يدهشنى دوما ... لكن نقلى للحرب فى جماعة الصحافة صغيرا وكتابة موضوع تعبير لم يجعلنى اشعر بتلك المآساة إلا حينما قرأتها عبر احدى ملكات يمينى غادة السمان فى ليلة المليار واستكملتها معها فى كوابيس بيروت التى كانت تطبع اثناء الحرب! ثم مع ربيع جابر وأنا احاول قرأءة بيروت على نمط نجيب محفوظ فى بيروت مدينة العالم وإن كنت لم أنهِ بعد الجزء الثانى من الكتاب وفراشته الزرقاءالرواية الأولى لكن كتاب الاعترافات وطيور الهوليداى يجعلك تبكى وتتسائل مع خليل بطل ليلة المليار لماذا لا تطلقون النار على اعدائكم لماذا تتقاتلون بينما الطائرات الإسرائيلية تقصفكم جميعا ثم التغريبة اللبنانية الذى لفت نظرى لها أول مرة فى غرب افريقيا احسان عبد القدوس عبر رائعته ثقوب فى الثوب الأسود او عبر رحلة غرناطى ربيع جابر أيضا او حتى عبر كتابات أمين معلوف وبحثه عن فرع عائلته فى كوبا من خلال بدايات!

لبنان الذى تعرفت على كثير من الزملاء والزميلات عبر دروب منظمة الأيكان منهم المحامية الأشهر التى كانت تعمل مع وزيرنا الأفضل فى قطاع الاتصالات حتى الآن د.طارق كامل ولا انسى ترحيبه بى ببريد الكترونى شخصى وتشجيعه الشخصى لى على اننى الجيل القادم فى موقعى.

بما يعرف الجميع لبنان عبر جميلاته ،ربما فى العالم العربى "المرة اللبنانية" هى المفضلة الكلمة فى مصر تعتبر قبيحة لكنها فى اغلب بلداننا العربية تعتبر عادية حيث أن احد الرؤساء العرب نطقها هكذا فى مجلس الشعب المصرى!

هل تهتم معى فى دروب الشخصية مع لبنان أم مازلتم تتواصلون ... كنت اريد أن اكتب الكثير عن لبنان ... لبنان المرفأ المنفجر وذكرى العام عليه وحتى الآن البعض يريد أن يجعله نصبا تذكاريا واخرين يبحثون عن المسئولية عن الدماء التى ابيدت.

لبنان الموزاييك الجميل الذى يتقاتل ،لبنان الذى به مليشيا تتحكم به بعد صكها معارك جميلة فى تحرير الجنوب لكنها ترفض أن تنضم للجيش اللبنانى .. وها نحن نشهد عسكرة  هنا وعسكرة هناك مرة اخرى مما ينذر بعودة حرب أهلية ... لبنان الذى يركب كل رجال السياسة طائرتهم الخاصة للوصول إلى المؤتمرات فى الخارج بينما المواطن يقف فى طوابير العيش ويعانى ازمة النظافة ... لبنان موت الحريرى الذى انهى حقبة وادخل الشام كله فى حقبة أخرى عبر معركة سورية سعودية على النفوذ اللبنانى فى لعبة سنية شيعية ثم بقية الموزاييك اللبنانى يعزف مقطوعات اخرى للأسف وجد بعضهم الطريق إلى اسرائيل واعترافات العدو الإسرائيلى تقول أن السلاح الأسرائيلى كان يصل إلى أطراف فى لبنان عبر شاه إيران وذلك منذ الانزال الأمريكى الأول للمارينز فى لبنان فى 1958 فضلا عن الإنزال الثانى الذى فجرت نفسها فيه سناء محدلى وكتب فيها فاروق جويدة قصيدة .. التى يتنهى احد مقاطعها ماتت كى يبقى لبنان او كى يحيى لبنان كما احب أن أقولها

لبنان الجنوب أم لبنان قانا ،لبنان الذى ظل لسنوات تحت وطأة الغارات الوهمية للطيران الإسرائيلى وحتى الآن يبحث الجيش الإسرائيلى عن مصير احد طياريه "رون اراد ،للأسف الشديد يحمل هذا الشهر ذكرى مذابح صابرا وشاتيلا التى اشرفت عليها اسرائيل للأسف بدعم من مليشيات لبنانية فى مأساة ظلت عمليات الإبادة والقتل لثلاثة أيام متواصلة ربما الصور والفيديوهات لايتحملها البشر،" يبدو أن الذاكرة تحمل الكثير عن لبنان.

لكننى اعتقد أننى اطلت على غير عادتى لكن يتبقى لبنان دولت الرئيس حيث هناك دولة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب الموازييك حينما ركب عبر تنويعات طائفية لتحصل كل طائفة على منصب وتتجذر الطائفية ويضيع لبنان .. ليخرج كل الشعب ليقول كلهم يعنى كلهم .. وكل دولة رئيس واحد منهم!

No comments: