بالنسبة لى مهما فعل الشخص حينما أسمع نبأ وفاته أترنم برحمه الله عليه يستوى فى ذلك إن كان من ديننا أو حتى من غير ديننا او حتى إن لم يكن من غير دين إن كنا نعتبره ظالما أو حتى قديسا هو هناك باللغة الدارجة بيحاسب على كل المشاريب الذى لم يدفع ثمنها طوال الحياة وتصور أنها لم تقدر عليه حتى ولو كانت مثقال ذرة فلماذا أحمل فى نفسى حقدا أو حتى أقول كلاما سيئا.
وربما عبر تدوينات رحيل بومة أو حتى أميرة القلوب تجدونى مهتما بالشأن البريطانى ربما لأننى لم أنس سنوات الإحتلال التى قاربت على الـ 70 ولم أنس العدوان الثلاثى بالطبع وبطولة أهل بورسعيد حتى اتذكر تجربة دنشواى الأليمة ولا أعرف لماذا لم تطالب مصر بتعويضات حتى الآن على سنوات الإحتلال رغم حج قادتنا منذ السبعينات وحتى الآن إلى بريطانيا دوما بدءا من الرئيس مبارك الذى طالبته مارجريت تاتشر المرأة الحديدية فى وثائق افرج عنها فى بداية حكمه بانهاء الدعم وعرضتها البى بى سى قناة الأخبار السعيدة التى ربما لم تعد فى اوج مجدها بعد أن سحبت منها الإنترنت السبق واصيبت بالترهل وهى إذا موجهة ومازالت تحمل نفس الأداء رغم مرور السنين رغم عدم ثقتى فى إعلامنا الحكومى الماجن.
اتذكر وأنا فى الصف السادس الإبتدائى فى حصة المواد الإجتماعية وقد سألت الأبلة حينها عن عاصمة بريطانيا فكان ردى البسيط هى لندن لكن مدرستى كان لها رأى آخر وقالت أن عاصمة بريطانيا هى إنجلترا وعاصمة إنجلترا هى لندن يبدو أنها كانت مازالت تعيش فى وهم الإمبراطورية التى غابت عنها الشمس وربما كان ايذانا بغيابها هو جمال عبد الناصر حينما اسقط الأسد العجوز فى عملية كان رمزها الكودى قادش وربما اختيار الإسم هو من جعلهم يسقطون حيث انهم نسوا أن رمسيس الثانى هو من فاز وأن مصر هى المنتصرة انتصر عبد الناصر حينها انتصار سياسى وخسرنا 20% من الجيش المصرى وجاء صمود مدينة بورسعيد درسا للجيش البريطانى ليكون خالدا لتلحق به السويس فى 1973 فى اسقاطها للجيش الذى لا يقهر، ولكننا لا ننسى أن عبد الناصر فى 1967 قال أنه لن يكون خرعا مثل إيدن واحتارت حينها الصحافة فى ترجمة الكلمة لكننا بعدها بأيام شربنا من البحر الأبيض والأحمر علقما نتجرعه حتى الآن.
الملكة ومعركتها مع أميرة القلوب كانت حديث الصحافة لسنوات وحتى حينما تنازل ابن الأميرة عن واجباته الملكية كان الحديث عن تلك الزوجة الأخرى وعدم توافقها داخل العائلة الملكية ،وها نحن نرى الملك العجوز يرث العرش البريطانى لا يبدو أن الدم الأزرق الذى دوما يقولون أن الملوك يحملونه واقى من اسر الأحزان الرجل يبكى مثلنا ولا يملك قلب أسد أو ليس ريتشارد قلب أسد نخاف منه ،لن ننسى للملكة أنها كانت هناك فى الاحتلال ولا حتى فى العدوان الثلاثى او حتى بدعم اسرائيل فى عملية اصطياد الديك الرومى الناصرى وعلى المستوى الشخصى لا أنس ذلك الانجليزى ذو الوجه الأحمر الخالى من المشاعر الذى وقف يستجوبنى فى مطار لندن لمجرد اننى هبطت ترانزيت لساعات بعد احداث يناير 2011 او حتى صطدمتى فى خلو المطار من الشطافات حينما قررت أن تكتب لى صلاة عصر فى لندن ووجدت أنهم يقدرون الصلاة وهناك أماكن سواء للصلاة أو حتى التعبد أو التأمل على الطريقة البوذية وحتى التحذير بعدم رفع الأرجل للوضوء فى المرحاض كأنهم على الأقل يحترمون ثقافتك واختلافك.
فليرحم الله الملكة لكن حقوق مصر فى الحصول على تعويضات على الإحتلال وعن حادثة دنشواى او فى الحصول على معلومات دقيقة عن الألغام المزروعة فى الساحل الشمالى التى اثرتها من قبل فى تدوينة الأميرة ،كذلك حقنا فى عودة حجر رشيد والآلاف من القطع الأثرية المصرية التى لنا حقا بها وفقا لمنظمة اليونسكو حقوق أصيلة لن تسقط بالتقادم.
الملكية الدستورية ظلت تأتى برؤساء حكومات عدة لكن ربما نقول النكتة التى قالها روبرت موجابى من قبل حينما اتهموه بالتماسك بالسلطة أنه ليس اقدم حاكم فى العالم بل الملكة اليزابيث التى عاصرت كل رؤساء مصر بالمناسبة بدءا من ناصر وحتى رجل مشاتنا البائس.
الاحتلال ووعد بلفور والفيلق اليهودى فى الجيش البريطانى والمساهمة فى نكبة والتآمر فى العدوان والمعاونة فيما اسميناه نكسة وحتى الكلمات المنسوبة للجنرال اللنبى فى احتلال فلسطين ها نحن هنا يا صلاح الدين ليست تأريخا لتأجيج الكراهية لكنها حقوق لن تسقط بالتقادم ولكننا فى الآخر نعزى الشعب البريطانى والذى خرج الكثير منه فى الشوارع فى عام 1956 لدعم مصر واسقاط إيدن الخرع ولكننا حينما نعزى لا ننسى أن نطلب بما نراه حقوقا لنا.
No comments:
Post a Comment