- عدت من عملى قرب الخامسة لكن لضغوط العمل كنت اعانى من صداع نصفى قوى جدا وعليه فقد اكلت وركبت اول سرير طالع وذهبت فى سبات عميق لعدة ساعات ، وبالطبع اثر ذلك على قدرتى على النوم مبكرا ليلا وعليه قررت أن اشاهد التليفزيون وجلست انا ووالدتى رحمها الله نشاهد فيلم "الاخرون" لنيكول كيدمان وكنت قد قرأت قصته من قبل لكن لم اكن شاهدته كاملا ، وهو فيلم متميز بالنسبة لى لأنى لا احب تلك الافلام المرعبة الحديثة المليئة بالدماء وقد كان هيتشكوك هو مخرجى المفضل لافلام الرعب وافضل افلامه كان بالنسبة لى هى نفوس معقدة بالطبع النسخة القديمة حيث لم استطع ان ارى النسخة الحديثة التى تم اعادة اخراجها من جديد وكانت ميزة هذا الفيلم تحديدا أنه فيلم مرعب دون أى نقطة دماء او اى عنف لكن جو العمل نفسه كله يجعلك قلقا ومتوترا.
- على ايه حال انهيت فيلم الاخرون ولم استطع النوم فقررت أن اكمل اليوم بالقراءة وحيث أننى كنت بدأت فى الف ليلة وليلة منذ فترة فقررت اقرأ ليلة من الليالى او قصة حسب مزاج شهرزاد اذا كانت القصة طويلة اوقصيرة على عدة ليالى او حسب قدرتى على السهر.
- واثناء قراءة احدى القصص التى كانت تتحدث بالطبع عن مردة الجن وخلافه شعرت بأن هناك خبط فى مكان ما بالشقة وبالطبع تجاهلت ذلك الصوت وقررت انه من تأثير الفيلم أو من تاثير القصة التى فى يدى ولكن الخبط عاد مرة اخرى وعليه قمت بانارة نور الصالة- "غرفة المعيشة" بالتعبير الاحدث- فاستيقظت والدتى واقنعتي هى الاخرى بأن الموضوع له علاقة بالفيلم وعدم نومى جيدا لكنها استمعت هى الاخرى الى تلك النقرات وعليه اخذتنا نصتنت سويا حتى اكتشفنا ان الخبط على باب الشقة وانه منتظم قررت أن افتح شراعة الباب ووجدت قطة تقف لى وتدق الباب ، قلت لوالدتى انها ربما تكون جوعانة فقالت اننى لو وضعت لها اكلا فلن تتحرك وسوف تبقى مكانها ، فى النهاية اطفئت النور وعدت لشهرزاد لكن دقات القطة لم تتوقف وعليه اخذت قليل من اللبن ووضعته لها ومياه فاخذت تشرب وتركتها وعدت لألف ليلة وحيث أنها كانت ليلة صيفية ذات ليل قصير فقد وجدت الآذان الأول للفجر فقررت أن اصلى الفجر فى المسجد وأن اكمل يومى حتى ميعاد الشغل او كما نطلق على ذلك "التطبيق".
- ارتديت جلبابا وخرجت من باب الشقة فوجدت القطة تسير ورائى حتى خرجت من المنزل حينما نزلت من المنزل فزعت رجلا كبيرا فى السن يسير على عكاكيز وانا اعرف مواظبته على الصلاة وتسبيحته وهو يسير ظل واقفا ينظر إلى وانا اخرج من المنزل لبرهة فهو يصلى الفجر وتصور أننى ابى رحمه الله ولمعرفته بوفاته فقد توقف لحظات عن التسبيح واخذ يرمقنى ففهمت فيما يفكر ، قمت بالسير فى الحارة المواجهة للبيت الموصلة للمسجد فقابلت رجلا فى اخرها وكان يحمل جوالا على ظهره ولم اره من قبل ففوجئت به يقول لى ابقى اقفل الباب من ورائك ولبرهة تصورته يتحدث عن القطة التى كانت تسير ورائى وانها صعدت مرة اخرى للبيت لكنى التفت ورائى لم اجد القطة.
- عدت من صلاة الفجر وحينما قابلت زملائى ذلك الصباح وشربت كوبا من القهوة واخذ البعض يقول اننى لا ابدو فى حالة جيدة فقصصت لهم اننى لم انم وحكيت القصة فوجدت القصة تأخذ بعدا اخرا عند الزملاء والزميلات وربما خيالهم كان اكثر من خيال شهرزاد فاحدهم كان يخاف من وردية الليل ويحدثنا دوما عن القط الأسود الغريب صاحب الذيل الطويل الذى فى الواقع قضيت معه سهرات طويلة وانا فى مبنى العمل وحيدا ولم يرعبنى سوى مرة واحدة لهوسى بتوفير الانوار واطفاءها ليلا عقب مغادرة المستخدمين وقد وجدت عينيه تلمع فى ظلام الممر وواقفا على قائمتيه الخلفيتين وتذكرت مقولة محمود المليجى أنا القط الأسود يا رحمى واذكرايضا مخيلة احدى الزميلات التى قالت عن القطة الجنية التى تحولت الى رجل واختفت وهكذا بقيت تللك الليلة ذكرى ليلة غريبة باالنسبة لى مرعبة بالنسبة للآخرين مع الاعتذار لنيكول كيدمان وفيلم الآخرون!
Thursday, July 5, 2018
ليلة رعب
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment