- بعدما هجرت المعشوقة لفترات نظرا لسوء حالتها تلك الأيام فانا اذهب دوما إلى الخليلة وعادة يكون هذا مرة فى الشهر ، وطريقى إلى الخليلة كان يكون شاعريا فأنا اركب اتوبيس من منزلنا حتى الاتوبيس النهرى أو اتريض حتى محطة ماسبيرو ومن هناك اخذ الاتوبيس النهرى وربما عدت به ايضا او غيرت المسار واكلت عند احد محلات الفول المفضلة لدى قرب ميدان المساحة وعدت ادراجى بالمترو او مترجلا إلى التحرير ثم استخدام اى اتوبيس من التحرير للبيت.
- وقصتى مع الاتوبيس النهرى ربما تبدأ منذ زمن بعيد حيث كانت رحلة الطفولة إلى حديقة الحيوان بالجيزة يجب أن تمر عبر الاتوبيس النهرى ورغم اننى قضيت فى جامعة القاهرة اكثر من عشرين عاما فى العمل هناك فلم استخدم الاتوبيس النهرى إلا مرات نادرة وكانت فى الاغلب ما زملاء وكانت رحلة ممتعة.
- والتعود الآخر على استخدام الاتوبيس النهرى بعد حديقة الحيوان والعمل كان حينما ازور اختى حيث كانت تقطن فى عمارة بالقرب من كوبرى الجامعة ثم حينما انتقلت إلى المنيل حينما كان اتوبيس النهرى تستطيع ان تركبه من شبرا الخيمة حتى المعادى ربما كثيرين لا يعرفون أن كان هناك محطة فى الوراق وامبابة ومحطة عند روض الفرج ثم محطتين فى المنيل كانت احدهم امام بيت اختى الآخر وكانت هى افضل وسيلة مواصلات بالنسبة لى فهى وسيلة مواصلات وفسحة ورغم تهالك الاسطول وقصره الآن على بعض الرحلات السياحية وتشغيل المحطة الوحيدة بين الجامعة وماسبيرو فمازال الاتوبيس النهرى كنزا يمكن ان يمثل حلا كبيرا لمشاكل المواصلات فى القاهرة لو احسن استخدامه لو تم تحديث الاسطول واستقدام ماكينات احدث مايطلق عليها الهوفر كرافت او الحوامات بالعربية وهى عبارة عن مركبة تنطفو فى الهواء على وسادة هوائية اسفل جسمها مثلها مثل من الاتوبيس النهرى ولكنها اكثر سرعة وببساطة يكفى معرفة ان احدى تلك الحوامات كانت تعمل بين السعودية ومصر وتأخذ المسافة فى ساعتين وبالمناسبة هذه ليست احلام وردية فهناك حوامات فى نهر التايمز فى لندن وهو يعنى بالنسبة لنهر النيل يعتبر ترعة ، وبالطبع لو فكرنا فى عمل مناقصة وطرح عملية نقل الركاب النهرى سياحيا لاحدى الشركات بدلا من هيئة النقل العام التى استحوذت على الاتوبيس النهرى ورغم عملية التطوير فالأمر مقتصر على تلك الرحلات الهزيلة والتى لا تفيد الحركة الملاحية التى ممكن ان تكون حلا بعيدا عن جحيم القاهرة المرورى وجلطاته المشهورة وكل مرة اركب الاتوبيس افكر فى ذلك وطبعا ربنا يجنبنا امراض التفكير فى الواقع المصرى الأليم !
- وربما فاتنى ان اكتب عن الاتوبيس النهرى كأحد الاحزاب المؤثرة فى الحركة المرورية حينما كتبت مقالتى الخاصة بالحريةعلى الطريقة المصرية والتى اشتملت على الاحزاب الكبرى فقط وغضت الطرف عن الاحزاب صغيرة الحجم او التى لم تكن موجودة كالكتكت فى ذلك الوقت ، على ايه حال ان كنتم لم تركبوا الاتوبيس النهرى فهو فرصة لتاخذوا اطفالكم فى تلك الرحلة الساحرة على صفحة النيل الخالد على رأى احمد مظهر فى رائعة توفيق الحكيم الأيدى الناعمة التى اعتقد انها تاب عنها هى وعودة الروح حينما الف عودة الوعى بعد نكسة يونيو ، لكن لا تحلموا ان تجدوه بنفس الصورة ، الايام السابقة جعلت الكراسى مطورة لكن صوت الماكينة مازال اعلى لكن جمال الرحلة على صفحة حابى اجمل ما يكون وحتى ما سوف ترونه سوف يبهركم فكثيرين لا يستطيعون رؤية المسلة الموجودة فى الجزيرة أو حتى مرسى اليخوت الملكية التى تحول إلى مجلس قيادة الثورة فيما بعد وان كان الآن يتم تحويله إلى متحف منذ سنوات ولم يتم به شئ ، كذلك نافورة النيل التى لم تعد تعمل رغم انه تم صيانتها منذ فترة ، على الاقل فى النيل سوف يكون التلوث اكثر وتستطيعون ان تحلموا مثلى بأفكار مثالية لا تعيش إلا فى عقل الكائنات الفضائية ، والى اللقاء مع احزاب اخرى فى حريتنا على الطريقة المصرية!
Friday, July 27, 2018
الاتوبيس النهرى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment