ربما طالعتم من قبل شعر حافظ إبراهيم فى مدونتى الذى يكتب فيه لأبنته بعنوان إبنتي وربما تتصورون أنني أكتب إلي غادة لي ما كتبه من قبل :
كُنتُ أَهوى في زَماني غادَةً وَهَبَ اللَهُ لَها ما وَهَبا
ذاتَ وَجهٍ مَزَجَ الحُسنُ بِهِ صُفرَةً تُنسي اليَهودَ الذَهَبا
لكننى أكتب إلي غادة أخرى ليست حبيبة شخصية لكنها تمثل لي قضية وطنية ،غادتى التي أكتب عنها اليوم هي غادة عفيفي الأسم الكامل "غادة محمود سراج عفيفي ".
تعود القصة إلي تاريخ 21/10/1988 كانت غادة فتاة جميلة ذات سبعة عشر عاما تلهو وسط زملاءها في رحلة للمدرسة الألمانية بالغردقة التي كانت قبلة السياحة الألمانية ، يأتى رجل ألماني مخمور يقود سيارته برعونة ليطيح بكل من أمامه تحاول الأسرة وعلى رأسها والدها رحمه الله نقل غادة إلي أقرب مستشفى وحيث أننا حتى تاريخه لم نفعل نظام الإسعاف الطائر تتوفى غادة بعد عدة محاولات فاشلة للإنقاذ بما فيها محاولة أنقاذها عن طريق تدخل وزير الدفاع لتنقل إلي القاهرة في حين أصيبت في نفس الحادث مدرسة ألمانية قامت دولتها مشكورة بتجهيز طائرة إسعاف نقلتها مباشرة إلي القاهرة وسواء توفت لاحقاً أم لا لكنها هكذا قيمة الإنسان.
الدكتور محمود سراج عفيفي والد غادة قرر أن ينشئ مستشفى بأسمها تكون مكاناً للإنقاذ فى حوادث الطرق واختار موقعاً بالقرب من مدينة 6 أكتوبر لإنشاء تلك المستشفى وحصل على تبرعات من الحكومة الألمانية التي كان احد رعايها هو من دهس الرحلة بسيارة من ماركة شركة المانية شهيرة لن نكتبها علشان الدعاية لكن القارئ يستطيع أن يستنتجها لأنها بطلة فضيحة فساد كبرى في مصر رفضت حتى الشركة الإعلان عن المسئولين المصريين الفاسدين المتورطين في الحصول على عمولات بعد أحداث يناير ،الحلم بعد ذلك أصبح حقيقة وكان فكرة الدكتور عفيفي رحمه الله أن تكون تلك المستشفى نواة لعدد من مستشفيات التي تتخصص في علاج حوادث الطرق التي تحتل مصر مكانة متقدمة عالمية فيها بسبب عدد من يلاقوا حتفهم أو يصابوا على طرق المحروسة وقد تستطيع أن تعي ذلك إسريا حيث لا توجد أسرة فى مصر لم تصطلى بهذا المصاب ، أكتب تلك التدوينة ليس فقط وفاءاً لتلك الغادة التي ربما الآن كانت في عمرها الخمسين ،لكن حرصاً على التذكير بأننا مازلنا نتحدث فقط على الإسعاف الطائر منذ ذلك الحادث وحتى تاريخه لكن لا جديد الحديث متواصل ،وحيث أن إنجازات رجل مشاتنا البائس يحصرها فى الطرق والكباري ربما للتخلص من المزيد من المصريين على الطرق التي تتضاعف حوادثها لأنه لا يوجد تدريب كافي للسائقين أو حتى تعليم أساسى لهم لكيفية القيادة في محاولة للرد على رئيسنا في أن التعليم هو الحل وليس الطرق التي تدهس كل مواطن صالح جديد ،رحمه الله على غادتنا واسكنها هي وأبيها فسيح جناته على تخليد ذكراها بمستشفاها التي لا أعرف هل هي تعمل أم لا أو توفيت كما توفي من حلموا بها.
بالطبع ليس هذا محاولة محو فخر عيد القوات البحرية الذي يمر عليه اليوم 55 عاماً واحتفلت به القوات البحرية بتدشين فرقاطة العزيز التي هي بالمناسبة فرقاطة المانية أيضا يجعل كلمنا خفيف على عمولات الشركات الألمانية مع الحكومة المصرية وربما تستكملوا قراءة أفكاري عن الأعياد المصرية بقراءة تدوينة أعيادأكتوبر رؤية شوفينية.