- ربما الكتابة عن الشباب فى هذه الفترة فى مصر كما يقال تغريد خارج السرب...خاصة أن الجميع فى مصر يزعمون انهم يعملون من اجل الشباب رجال المستقبل لكن ينطبق عليهم المثل العامى ( أسمعك أصدقك أشوف أمورك استعجب ) ومن هنا فإنهم يتحدثون عن دور الشباب وماذا يفعلون من اجل الشباب لكن تبحث عن الشباب الذى لهم دور فتجد أنهم فى الأغلب الأعم يتحدثون عن شباب فوق السبعين ، إنما ما نعرفه نحن من شباب فإن دورهم سوف يجئ بالطبع فشباب اليوم متعجلين لا يعرفون انهم يجب عليهم الانتظار حتى يصبحوا شبابا عاقلاً مثلهم !!!
- والنغمة السائدة هذه الأيام هى دور الشباب وتكوين الصف الثانى .. والجميع ينتظر ربما يجئ دور الشباب فى الصف الثانى ولكن يبدو أن النخبة المختارة من الشباب للصف الثانى سوف تكون الشباب فوق الستين .... فهم خير من يمثلون الشباب حيث جميعهم على المعاش وبالتالى على الشباب أن ينتظروا حتى الصف الخامس أو أن يقنعوا بأدوارهم الحقيقية ألا وهى الانتظار وعدم الاستعجال !!
- ويصرخ الجميع فى مصر من حكومة إلى معارضة إلى كتاب إلى فنانون .. الشباب ...الشباب ... الشباب .. حينما تسمع تلك النداءات تظن انهم سواقى ميكروباس يبحثون عن زبائن لمحطة مساكن الشباب فى أى من مدننا الجديدة!!!
- ولكنك سوف تجد من يتحدثون عن الشباب قابضون على مراكزهم لا يحركون ساكنا ... فحكومتنا السنية نادرا ما تجد فيها وزيرا تحت الستين !!!
- أما معارضتنا الغراء فمنذ إنشاء تلك الأحزاب رؤساءها قابضون على زمام الأمور ألا إذا نفذ أمر الله فى ذلك الرئيس فيأتي شاباً آخر نابه من الشباب الذين يتحدثون عنهم فوق الستين .. من أقارب المتوفى ليحتل الكرسى وهكذا دواليك!
- أما كتابنا الصحفيين الذى تم المد لهم مرارا وتكرارا فى مناصبهم بالطبع لأنهم خير من يتحدث عن الشباب لا من يمثله !!!
- أما كبار فنانينا فلا يحلو لهم إلا الحديث عن الفنانين الشباب أنهم ظاهرة وسوف تذهب وانهم موجة وسوف تروح لحالها ...
- ليس على الشباب سوى الانتظار والانتظار ثم الانتظار !!!!
Sunday, December 27, 2009
الشباب فى مصر
Wednesday, December 23, 2009
الموالد الفكرية
كتبت فى الذكرى الـ 52 لثورة يوليو
- أيام قليلة وتأتى الذكرى الـ 52 لثورة يوليو وفى هذا الأيام تبدأ قوافل الصحفيين فى شحذ أقلامها لكى تبدأ إحدى الموالد الفكرية الرئيسية فى الحياة الثقافية المصرية فكلما حل موعد ذكرى سنوية لتاريخنا المصرى المعاصر إلا ونصب مولدا ثقافيا عامرا ....
- قد يتصور البعض أن الجدل الذى يحدث فى تلك المواسم هو جزء من مناخ صحى فى حياتنا الثقافية بقصد البحث عن الأسباب واستخلاص النتائج والعمل من اجل مستقبل أفضل لكن المسألة ليست حوار فكرى جاد مثمر ، لكن عبارة عن "مولد" بكل ما توحى به كلمة "المولد" من عشوائية وعدم نظام وبالطبع فصاحب المولد غائب دوما....
- إن المتابع لتلك الموالد الفكرية حول ذكريات تاريخنا المصرى المعاصر سوف يصطدم بأن الجميع يتهم الآخرون باتهامات تبدأ من خيانة الوطن مرورا بالعمالة وقد تصل فى أحيان كثيرة إلى التكفير !!!!
- -فمن ليس معنا فهو ضدنا على رأى الراجل الكبير بتاع العالم كله "جورج بوش"-
- وهكذا يظل كل صاحب رأى متخندقا حول نفسه رافضا حتى مجرد سماع الآخرين أو حتى محاولة فهم ما يقولون أو حتى تفهمه ..
- وعلى ذلك سوف تبقى أجيالنا الجديدة حائرة بين مقولات مثل :
- 1952 ثورة ولا انقلاب
- 1967 نكسة ولا هزيمة
- وغيرها كثير ، وسوف تسمع عن أنصاف الرجال الذين ظهرت مذكراتهم التى تشير فقط إلى آرائهم السديدة التى لولا عدم تطبيقها لما وصلنا إلى ما نحن عليه !
- وسوف تفاجىء بمن يتقول على اعظم انتصاراتنا فى العصر الحديث أكتوبر 1973....
- ولو كنت تريد أن تقرأ أو تبحث عن الحقيقة لسوف تجد الجميع يحتكرون الحقيقة وغيرهم باطل بعيدا عن أى فهم لطبيعة الحوار الفكرى الجاد المثمر وفى ظل غياب حقيقى للوثائق يتم تعمد إخفائه تحت دواعى الأمن القومى
- وعبارة الأمن القومى عبارة مطاطة سوف تغلف كل وثاقنا التاريخية الهامة ...
- وسوف تتسأل هل الدول الكبرى التى تفرج عن الوثائق بقوانين محددة كل فترة معروفة للجميع وينتظرها الباحثين بشغف حتى تسهم فى رفعة بلادهم لا تعرف معنى الأمن القومى ...
- ولن تجد إجابة شافية ولن تدرى إلى متى سوف تظل أعيننا معصوبة بعصابة الأمن القومى ...
Monday, December 21, 2009
فرائضنا الغائبة
- عبر ذلك العنوان قد يتبادر إلى الذهن أننى عالم دينى يريد أن ينصح أو يوجه أو يتصور آخر أننى أحد دعاة الجماعات الإسلامية.
- لكن الحقيقة إنني لست عالم دينى فمازلت أحبو فى بداية العقد الرابع من عمرى ، وبالطبع لا أريد أن أقدم دعوة جديدة لإحدى الجماعات الإسلامية ، لكنى أريد أن أقدم دعوة جديدة لنقد هذا الفكر ، لا أريد أن أتكلم عن الصدمة الحضارية التى أثرت فى سيد قطب فجعلته يعود إلينا من الولايات المتحدة ليقرأ فى أفكار أبى الأعلى الموودى ويقدم لنا فكر التكفير ولن أسير على نفس النهج الذى صار عليه البعض محاولا فهم سر التناقض بين رفاعة الطهطاوى فى صدمته الحضارية فى رحلة باريس الذى عاد منها منفتحا يرى فى تعاليم الإسلام ما يجعلنا أولى من الغرب فى الكثير من المظاهر الحضارية وبين الفكر الذى جعل سيد قطب يبحث عن التمترس فى الخندق الأخير لأي إنسان وهو الدين.
- فى الواقع أننى عبر هذا العنوان الذى اقتبسته من أحد أسفار الجماعات الإسلامية التى قدمه احد طلبة كلية الهندسة الذى ألف السفر الشهير الذى اعتبر فيما بعد دستورا لجماعات الإسلام السياسى فى تبرير العنف الذى تقوم به فى فترة الثمانينات وحتى الآن سواء فى مصر أو عبر العالم العربى أو الإسلامى ألا وهو السفر المعروف بـ " الفريضة الغائبة" وبالطبع خلص من دراسته أنه نتيجة للقصور فى الفهم الدينى أن المسلمون تجاهلوا فريضة الجهاد !!! ... طالب فى كلية الهندسة يترك كل المراجع العلمية التى من المفروض أن يحصلها وتشغله قضية مجتمعه لكن وفق ظروفه ونشأته ينحرف فى التفكير إلى زاوية واحدة يتوقف عندها ..
- وربما خاض الكثيرين فى اتجاهات هذا الفكر وكيف تكون سواء فى المعتقلات أو فى خارجها فى العشوائيات أو عبر معاناة التراجع الحضارى...ولم يتوقف البعض كى يوجه سؤالا إلى هذا الشباب الذى ضل طريقه هل الجهاد هو الشئ الناقص حقا !!! أم هل هو الشئ الناقص فقط .
- بحثت عن أسرار تراجعنا الحضارى ككثيرين ولم أجد إجابة شافية ... قلت أفكر بنفس المنهج الذى سار عليه هؤلاء الشباب ابحث عن الفرائض الدينية الغائبة التى جعلتنا نقصر فى اللحاق بركب التقدم ...
- ولكننى كما قلت مسبقا لست عالما دينيا لكى أخوض فى التأويلات الدينية الذى قدمها هذا الفكر ...
- لكنى أريد أن أسأل الجميع ما هى حقا فرائضنا الغائبة ...
- لماذا وصل حالنا إلى ما وصلنا إليه فى ذيل قطار الحضارة الإنسانية الحديثة نتسول قوت يومنا المادى والمعنوى من جنبات الأرض كلها دون ان نصدر شيئا بل نوصم بالجهل والخرافة و أخيرا الإرهاب .....
- لست أدرى لما لم يتوقف أحد أمام الكلمة الأولى فى محكم التنزيل " أقرأ" .... التى تفتح لنا آفاق المعرفة كحق حينما تصبح القراءة كفريضة ينفتح العقل على الآفاق الرحبة للعلم وتصبح المعرفة فريضة دينية...أليست المعرفة فريضة غائبة فى حياتنا .....
- أين معارفنا الآن أين العلوم التى نبغ فيها المسلمون وصنعوا ما زال يعتبر أصلا لعلوم كثيرة فى الغرب الآن لن أعدد أسماء علماء نظل نرددها للتباهى بأمجادنا الزائلة دون أن يكون لنا طائل فى حضارتنا الحديثة............
- لماذا لم نرى أننا ينقصنا التفكير كفريضة .....فحينما تحدثنا العديد من آيات الذكر الحكيم عن صفات المؤمنين بوصفهم "يتفكرون فى خلق السموات والأرض" يصبح التفكير فريضة على كل مسلم .....
- ولكن حالنا لا يخفى على أحد ، فحينما تبقى نفس الأسئلة التى نرددها فى محافلنا منذ بداية القرن التاسع عشر حتى تخطينا الألفية الجديدة نفس الأسئلة حينما نراجع نفس قضايانا حيث أننى وانا أطالع ما يقدمه لنا د.يونان لبيب رزق الله فى الأهرام عن جريدة الأهرام كديوان للحياة المعاصرة أجد أن بعض القضايا التى نوقشت أو احتدم عليها الجدل مازالت كما هى مازال لدينا نفس المحاذير لم يحدث لنا تطور فكرى حقيقى ، سوف تطالع أسئلة مثل الحجاب أم السفور .. عمل المرأة أم جلوسها فى المنزل ... بل حتى سوف تجد الاستقطاب الفكرى الحاد المجتمع المقسم فئات أنت ناصرى ولا ساداتى .. اسلامى ام علمانى .. والمصلحة غائبة ...كل منا يحتكر الحل الأوحد الناجع بعيدا عن الآخر . الفكر الاحادى بعيدا عن الفكر الجماعى.......
- لماذا لا نجد أننا ينقصنا العمل كفريضة ... فرسالة الإسلام عبر الآية الكريمة " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" ترينا أن العمل الذى نقوم به يقع فى يد الله قبل أن يقع فى يد العباد وجزاءه عند الله قبل جزاءه عند العباد ... هل نؤمن بقيمة العمل حقا .. هل نعطى العمل حقه ، كم من مصالحنا الحكومية تخلوا من موظفيها قبل مواعيد العمل بساعات طويلة أهذا يرضى الله ، سوف تجد فى كل مصلحة مصلى تقام فى الصلاة يحرص جميع الموظفين على أداءها ولكن هل أدينا حق هذه الصلاة ، التى تلزمهم بأن يتقوا الله فى أعمالهم ولا تصبح الصلاة وسيلة للهرب من العمل ولقد رأيت بنفسى فى بعض المصالح الحكومية كيف يقام لصلاة الظهر ويحرص الجميع على الذهاب إلى المصلى لاداء ركعات السنه التى ربما لا يؤديها فى أوقات اخرى بل للعجب الشديد وجدت البعض يترك العمل وينخرط فى سماع درس دينى أثناء أوقات العمل الرسمية فى هذه المصليات وقد لا يحضرون هذه الدروس فى المساجد ، ويصبح المصلى مكان للهروب من قيظ الصيف تحت مراوحه أو هربا من طلبات المتعاملين مع المصلحة وتتعطل مصالح العباد دون اعتبار للوقت المستنزف من عمر الأمة ، بل قد تجد أحد الموظفين نائما تحت المراوح فهل هذا هو حق العمل وتقواه هل المصلى هو مكان النوم أم الهرب من تكاليف العمل..
- وإذا تحدثنا عن العمل فلن يفوتنا الحديث عن جودة العمل .... ونحن الآن لا نآلوا جهدا فى أن نستورد شركات مراقبة الجودة من كافة أنحاء العالم لاعطائنا الشهادات بجودة المنتج او جودة المؤسسة ... ونسينا أن رسولنا الكريم حدثنا قبل أكثر من 1400 عام عن التجويد كفريضة فى حديث نحفظه جميعا " إذ هم أحدكم أن يعمل عملا فعليه عن أن يتقنه" ولكن بالطبع أصبحت منتجاتنا يضرب بها المثل فى السوء بل كلنا يتباهى بأن ما اشتراه مستوردا ، فلماذا نسينا تطبيق الحديث الذى لا أشك أننا جميعا نحفظه عن ظهر قلب لكن تجاهلناه وتراجعت منتجاتنا وقلت فرصنا فى المنافسة والتصدير ....
- هذا مجرد تصور لبعض الفرائض التى غابت عن حياة المسلمين فظلت " تتداعى عليهم الأمم " كما حذرنا الرسول الكريم وحينما سؤل صلى الله عليه وسلم " أم من قلة يومئذ نحن يا رسول الله " قال :
- "بل كثرة ولكن كغثاء السيل" وهذا أفضل تعبير عن حالنا الذى لا يخفى على أحد ، ونحن فى هذه المرحلة الحرجة من التاريخ الإسلامى .. لذلك وجب علينا أن تكون تلك الفرائض أجنحة نهضتنا " علم يصاحبه تفكر وعمل يصاحبه تجويد " لتحلق بنا تلك الأجنحة فى ركب الدول المتقدمة ويرجع للمسلمين مجدهم وعزهم ليملئوا الدنيا بالعدل الإسلامى ، هذه مجرد نصورات مسلم شاب يحلم بيوم يأتى علينا لنقول القرن الإسلامى بدلا من القرن الأمريكى الذى استهل بالزور والبهتان والظلم لكل ما هو إسلامى ،وختام وأدعو الله من كل قلبى أن تكون تلك التصورات فهم لصالح الدين وليست تأويلا خاطئا أو فهما مغلوطا لصحيح الدين.
Friday, December 18, 2009
سيارات الحكومة
- منذ عدة سنوات ثار لغط شديد فى فرنسا من أجل حصول أحد الوزراء الفرنسيين على حق فى إيجار شقة حكومية فى وسط العاصمة الفرنسية وقامت الدنيا ولم تقعد !!!! رغم أنها شقة حكومية ..وذلك فى فرنسا أحد دول العالم الأول التى ربما صادرتها من الجبن فقط تعادل كل الناتج القومى المصرى ( هناك قرية واحدة فى فرنسا تنتج 200 نوع من الجبن !!! )
- أما المصريين الذين ورثوا عن الفراعنة القدامى أكل المش بدوده مصداقا لحكمة قديمة تقول ( كل الدود قبل ما يكلك !! )
- و حكومتهم التى ورثت عن الفراعنة كل الترف والأبهة .. فلم تألوا جهدا فى منجهت الوزراء خدام الشعب كى يستمتعوا بخدمة محدودى الدخل..
- ويطالع محدودى الدخل خدامهم يوميا وهم يغلقون عليهم الطرقات- وهم محشورون فى أتوبيسات- وزرائهم ( أقصد خدامهم ) يخترقون الشوارع فى سياراتهم الحديثة التى تليق بهم ، ولا تعترف حكوماتنا المتعاقبة بأننا دولة نامية ... لذلك فسيارات السادة الوزراء ووكلاء الوزراء وطوائف عديدة متعددة الدرجات تجد سياراتهم تجوب الشوارع ليل نهار ولا تعرف إذا كانت فى مهمة رسمية ام أنها توصل أولاد الباشا – اللقب المحبب لكل خدام الشعب الآن - إلى النادي أو إلى المدرسة ...
- الأغرب أن أغلب مصالحنا الحكومية تذخر بأحدث أنواع السيارات وكلها مستوردة ونسبة كبيرة منها صناعة أمريكية فاخرة ولا يخفى على أحد معنى سيارة أمريكية ...فلو سألت اصغر سائق فى مصر عن سيارة أمريكية سوف يقول لك ( غول بنزين يا بيه ) !!
- وفكرت كثيرا كيف تسمح الحكومة بشراء هذه السيارات ... ووجدت فى إحدى المصالح الحكومية التى ذهبت إليها لقضاء بعض المصالح 4 سيارات فاخرة!!! اثنتان منهم يطلق عليها سأئقيها أتوبيس الطلبة حيث أنها تتسع لسبعة اشخاص غير السائق !! ومخصصتان لوكيلى وزارة فى المصلحة واثنتان جيب للأرضى الوعرة !! علما بأن المصلحة تقع فى قلب القاهرة ... ولكن ربما معرفة الجميع بظروف مطبات مصرنا المحروسة استلزمت هذه السيارات كى لا يشعر خادم الشعب بأى قلق أو توتر أثناء السير !!!!!!
- اجتذبنى الموضوع واخذت استفسر عن الأمر فقيل لى ببساطة ماذا نفعل إنها قروض المعونة تستلزم هذا .. فعندما يأتى مشروعا أمريكيا من المعونة يفرض على المشروع ان يشترى لمديره تلك السيارات الأمريكية أكلة البنزين وبعد انتهاء المشروع على خير بعدة سنوات تحول هذه السيارات إلى نمر حكومية ، الطريف فى الأمر أن خلال فترة المشروع تحمل هذه السيارات نمر ملاكى ومن ثم لا يجوز لأى جهة مرورية استيقافها وسؤالها عن وجهتها .. فلذلك يستمتع مدير المشروع طوال خدمته بهذه السيارة كأنها ملك خاص .....
- لذلك تعطى لنا المعونة الأمريكية القروض باليمين وتسحبها بالشمال وتساهم سيارات خدامنا فى المصالح الحكومية فى خلق فرص عمل جديدة فى مصانع السيارات الأمريكية....
- ومازالت حكومتنا لا تألو جهدا فى خلق فرص العمل لأبناء أمريكا العاطلين عن العمل فمصر أم الدنيا تزرع القمح فى كندا ورومانيا فلا يجب على محدودى الدخل سوى الانتظار حتى تنهى حكومتنا خطتها للقضاء على البطالة فى كل دول العالم فدورنا الدولى والعالمى يستلزم علينا الانتظار حتى لو اصبح محدودى الدخل معدومى الدخل.
- ووفقا لتقديرات الحكومة فإن فرصة العمل تتكلف ما يقرب مائة ألف جنيه – التى لا أعرف على أى مقياس حسبت هذه التقديرات....
- وحتى لا يطول بنا الانتظار ادعو معدومى الدخل إلى الوقوف فى أى مكان فى مصر وانتظار عبور سيارات خدامنا فى الطريق ليحسب عدد فرص العمل التى تسعى حكومتنا لتوفيرها للشباب الأمريكى المسكين .. فمواكب الوزراء لا تقل عن ثلاث سيارات وقد تصل إلى خمسة فى بعض الأحيان فى كل سيارة ملا يقل عن ثلاث فرص عمل لإخواننا المساكين - وذلك حسب تقديرات سعر الفرصة الحكومية -...
- وعلى هذا قررت أن أنهى هذه الكتابة سريعا وإذهب إلى ميدان التحرير وأقف احصى عدد فرص العمل التى تسعى الحكومة إلى توفيرها بعدد سيارات خدام الشعب .....يمكن يجى دورى فى يوم ما ، ولينعم الشعب بدوره الدولى .والحضارى .......مش بقولكم أم الدنيا يا جماعة !!.
Saturday, October 31, 2009
خمس سنوات اخرى
كتبت فى ذكرى مرور 5 سنوات على سقوط رحلة مصر للطيران
اليوم يمر عشر سنوات ومازال الملف مفتوحا.
خمسة ....... 990
نهاية هذا الشهر .. تحل علينا ذكرى مؤلمة لكل المصريين .. وهى ذكرى سقوط رحلة مصر للطيران رقم 990 نيويورك القاهرة 31 أكتوبر 1999... التى فقدت فيها مصر نخبة من خيرة رجالها .. سواء كان على المستوى المدنى ... او على المستوى العسكرى حيث فقدت مصر 33 ضابطا من رجال القوات المسلحة ... وهم عائدين من رحلات تدريب مختلفة ..
ليس الهدف من إعادة فتح هذا الملف .. التجارة بآلام أسر الضحايا .. التى لم تبرد أحزانهم لأنهم لم يصلون إلى نتيجة لما حدث ... أو حتى لم تصرف لهم التعويضات المناسبة .. بل إن الأمر وصل إلى التفرقة بين الدماء المصرية والدماء الأجنبية لصالح الدماء الأجنبية ...
إعادة فتح الملف الهدف منها أن نذكر اسر الضحايا أننا لم ننسى شهدائهم وهم بالأحرى شهداء مصر .. وأن الصحافة ليس الهدف منها التجارة بآلامهم وأحزانهم ... الملف مازال مفتوحا إلى الآن ...
صور الحادث على أنه عمل إنتحارى قام به قائد الطائرة المصرى وذلك من قبل الأمريكان ... وذلك فى غمرة تشويه لكل ما هو عربى أو إسلامى .. وأثيرت العديد من التأويلات .. وفى النهاية لم يصل أحد إلى شئ ..
إن القلم يقطر حزنا .. حينما يتصور أن أرواح مثل هؤلاء ذهبت سدى .... وأن ما بذلوه من أجل مصر كل فى موقعه لم يجد الصدى المناسب ... وأن مصر قد نسيت أبناءها.......
إننا نعيد طرح الأسئلة من جديد .....
كيف وقع ذلك الحادث ؟
من وراءه ؟
أهو قضاء وقدر أم هو حادث مدبر ؟
قبل أن نسئل الأمريكان عن تلك الأسباب علينا أن نوجه أسئلة إلى أنفسنا :
- من المسئول عن وجود عددا كبيرا من رجال القوات المسلحة على طائرة مدنية واحدة .. علما بأن التعليمات فى مثل هذه الظروف تقتضى بأن لا يسافر أكثر من أثنين على نفس الطائرة ... وإن كان للقوات المسلحة أمنها القومى التى نحرص عليه جميعا .. ونحرص عليه جميعا .. فإن المقصر فى هذا يجب أن يحاسب ...حسابا عسيرا ...
- هل قدمنا الدعم المادى والمعنوى لأسر الضحايا .... هل بذلنا الجهود الكافية فى كشف أبعاد الحادث ... أم فرقنا بينهم وبين أبناء الجنسيات الآخرى ....
لم أقصد من خلال هذه الكلمة أن نلوم الآخرين .. دون أن نفكر فى أخطائنا .. حتى نتجنبها مستقبلا .. ونرد الاعتبار لدماء زكيه طاهرة ..
ومرة ثانية إلى أسر الضحايا .. خالص العزاء .. وألهمكم الله الصبر والسلوان .. وكل قلم شريف فى أرض هذه البلد يقف إلى جانبكم .... دعما لحقوقكم ... التى هى جزء من حقوقنا فى كشف ظروف هذا الحادث ....
Thursday, October 15, 2009
كتبت فى مبادرات الاصلاح بعد حرب الخليج الثانية
حواديت الإصلاح !!
- السماء تمطر المبادرات !!!! هكذا يصف عمرو موسى حال مبادرات الإصلاح التى تنهمر على المنطقة العربية ... من الخارج تأتى المبادرات بالجزر وعصا العراق مشهرة فوق الجميع ومن الداخل يحلم الجميع بركوب الموجة بعد عجزوا عن إيجاد بديلا للعصا الأمريكية .......
- وآخرون يحلمون بفجر ذلك الإصلاح لكن هيهات !!!
- حسنا لقد قال الأمريكيون أننا نحتاج إلى إصلاح واعترف الجميع أننا فى حاجة إليه .... إذاً هناك داء والأمريكان لا يكتفون بدور شرطى العالم بل يريدون أيضا دور الطبيب الجراح الذى يتدخل للقضاء على كافة الأمراض وتقديم وصفة العلاج الناجع الشافى حتى ولو أدى إلى تدخل جراحى ينتهى بفحص الـ (DNA) الخاص بكل حكامنا على طريقة العلاج الصدامى !
- وفجأة شعر الجميع بالحاجة إلى الإصلاح لكن اختلفوا على الطريقة وظهرت تعبيرات مثل الإصلاح من الداخل وليست فرضا من الخارج ونحن نصلح من عشرات السنين ونسير فى طريق الإصلاح وفق متطلباتنا ورؤيتنا .... يمكن ماشيين "الهويننا" أو على طريقة عم أيوب فى مسرحية "محمد صبحى" ولسان حالنا يقول لأمريكا وغلوتك لنوصل..وحنوصل سنة أتنين ولا عشرة بس النية موجودة والحوارات الوطنية معقودة ...
- وحمدا لله لقد اعترفنا أن هناك مشكلات تحتاج إلى علاج لكن أليس من الأولى بمن يعترف بالخطأ أن يبادر إلى إصلاحه ....
- وإصلاح الخطأ معروف وقد يكون بسيطا لكن مؤلما ويتلخص فى أن يبادر من اعترفوا بأن هناك أخطاء أن يسلموا الراية إلى آخرين يعالجوا هذه الأخطاء لأن من أخطأ عليه أن يقول "حسنا لقد أخطأت يبدو أن الوقت قد حان لكتابة مذكراتى"......وطبعا قد يتطلب الأمر أن يتم استيراد عددا ضخما من الكراسى "التيفال" التى لا يلتصق بها المسئولون أبداً.....
كتبت فى موضوع صفر المونديال وتصلح لكل صفر فى حياتنا
المحصلة الصفرية
( اسفار الحلم وأصفاره )
- لا أريد أن أشارك فى حفلة من حفلات جلد الذات او الموالد التى تقيمها صحفنا بين الحين والأخر متجاهلة الأسباب والحقائق الأساسية ، ولكنى أريد أن اعبر عما يجيش فى صدرى من آلام نتيجة التراجع المصرى ، بالطبع لقد أدركت منذ عنوان كلماتى ماذا أروم فالمكلمة الدائرة الآن فى مصر حول ملف استضافة المونديال لم يجف بعد مداد أحبارها ..
- لكن اسمح لى أن انظر إلى ذلك الأمر منذ زاوية أخرى زاوية الدور المصرى فى أفريقيا...
- ازعم أننا لو دخلنا سباقا مع احدى الدول الافريقية لنيل أي شرف منذ عدة سنوات لكنا نجحنا بسهولة لان مجرد سماع تلك الدولة عن ان مصر سوف تشارك كان كافيا ان تنسحب معلنة تنازلها لمصر ..أريد أن أذكرك أن جنوب أفريقيا وحركة التحرير القائمة على نظام الحكم هناك كانت مجرد فريق عمل يقطن 15 شارع احمد حشمت ، لكن أين نحن الآن لقد صنعت كل الدول أنظمة الحكم فى الدول الأفريقية زمن التحرير فى مصر
- بل ان الدور المصرى فى دعم هذه ا لدول على النهوض لم يتوقف لحظة .. ولكن اين الدور المصرى الآن فى أفريقيا ....نسمع الآن عن اللغط الدائر حول حصة مصر فى مياه النيل ... بل أن مشاريع فك وتركيب الدول الأفريقية تدار بعيدا عن مصر ..من جنوب السودان ... مرورا بالكونجو .. عروجا على جارتنا العربية التى تحلم بالاتحاد الأفريقى ... بعد ان كان جواز المرور الى الدول الأفريقية يمر عن طريق مصر ..
- واكمل كل هذا حدوتة الصفر التى لم يصدقها أحد ..
- لكن الحقيقة أين نحن الآن اين نقف ...مسئولينا اعتمدوا على السبعة آلاف سنة حضارة ولم يقدموا برنامج لحلم المصريين ، بدلا من الأسفار قدموا الأصفار .. بدلا من الإمكانيات تحدثوا عن الاهرامات الشاهدة على المصريين اهمه .. بدلا من ان يقدموا البرامج قدموا الهدايا ... بدلا من تقديم امكانيات البلد الحقيقية لفوا البلاد الاوربية بحثا عن بدلات السفر السخية ... فكان طبيعيا ان تأتى الأصفار فى غياب الأسفار
- أين كنا فى أفريقيا وأين أصبحنا... الشركات المصرية التى كانت تزرع أفريقيا من غربها إلى جنوبها تم حلها وصفيت وبيعت املكها فى الدول الافريقية ... علاقات إسرائيل أصبحت تشمل الاستثمارات إلى السلاح ..
- أما مسئولينا فإنهم مازالوا يتحدثون عن العلاقات الأزلية والدور التاريخى والمسلمات الغير موجودة إلا فى أدمغتهم فقط ..
- وماذا كانت المحصلة اكبر صفر فى تاريخ مصر.. يبدوا ان المسئولين فى المونديال لاحظوا أن المصريين قدموا رقم 7000 دون السبعة فلم يتبقى سوى الصفر ...
- الأغرب من هذا كله أن أحدا من هؤلاء المسئولين عن المحصلة الصفرية لم يحرك ساكنا وظل يتقول ويتحوقل ... وأخشى ما أخشاه أن نجدهم يكتبون مذكراتهم لأجيالنا القادمة تتحدث عن المؤامرات العالمية ضد الأحلام المصرية .. كنت أتصور أن أستاذ السياسة القائم على رأس منظمتنا الرياضية يعرف قواعد اللعبة جيدا ويعرف أن هناك إخفاقا قد كهذا يستدعى أن يسحب ورقه بيضاء ويكتب عليها اعتذارا لكل المصريين ثم يتوارى فى منزله ... ويترك مكانه للأصلح .. أو من يقدم لنا الحلم فى صورة حقيقة بدلا من الاستيقاظ على الصفر الحزين ... لكن دون أن يحرك ساكنا بقى فى مكانه يدافع عن نفسه موزعا الاتهامات إن لم يكن على أعضاء اللجنة المصريين فهو عن أعضاء الفيفا المرتشين !!!
- نسى كل ما تعلمه ... وعلمه على مدار السنوات .... فى جنبات كلية الاقتصاد والعلوم السياسة .. لم أجد تفسير لتلك الحالة إلى انه ربما كراسى الوزارة فى مصر تحتوى على نسبة من مادة مجهولة تسبب الزهايمر الحاد ...وبما أن كل وزراءنا حريصين على الكراسى المصابة بتلك المادة التى - أخشى أن يعتبرها الأمريكان واحدة من اسلحة الدمار الشامل يوما ما - فأن الأسفار سوف تبقى أصفار إلى أجل لا يعلمه إلا الله...
Tuesday, October 13, 2009
"المعشوقة"
-
- قلبه معلق بها لا يستطيع أن ينساها أو أن يفكر فى حب أحد غيرها .. يوميا يمر بالقرب منها .. لا تستطيع عينه أن تنظر إلى شئ سواها .. يحبها مع كل دفقه دماء إلى قلبه .. يحبها مع كل خاطره تمر فى عقله ليس له فى حياته كلها إلا سواها...
- المعنى الأنثوى الوحيد الذى يعشقه فى حياته ..... تمثل العقل الناضج الذى بحث عنه فى كل أنثى فلم يجده ... الأنثى كاملة العقل ... حينما يجلس عندها تبحر به فى دروب الدين والفكر والسياسة والأدب والثقافة و والفن ولا ترسى به على بر .. تتركه حائر .. تشعل فى رأسه عشرات الأسئلة ...يذهب إليها لتعطيه الإجابة .. ولكنها تصب فى عقله المزيد من الأسئلة .. بحيث لا ينتهى ارتباطه بها .... تستقبله كأنه السيد منذ البداية ... وتتركه وهو طفل يريد أن يحبو عائدا ليرتشف المزيد من رحيق هواها ....
- كل مرة يرى فيها جديدا لم يراه من قبل ..كل مرة يراها فى ثوب جديد ... كل مرة يبحر فى شواطئ عشقها ولا يعود إلى نفس الشاطئ مرة ثانية .. يبحث عن الارتواء من أنهارها ولكنه يعود إليها عطشان ... يثمل فى هواها ويعتصرها أملا فى المزيد ولا يرتوى ظمئه ...
- يسكن فى الحى الفقير المقابل لها على الضفة الثانية من نهر النيل .. حى بولاق ... أما هى فمكانها على الضفة الأخرى حيث حى الزمالك الراقى ..ليس سر الحب فى الفروق الطبقية.. ليس أبن الجناينى الذى أحب ساكنة القصر.. انه حب المعنى ... لطالما جلس مع أصدقائه يتطلع إليها عبر صفحة النيل ... يبثها كلمات قرأها من قبل فى احدى الروايات " حبنا باقى ما بقيت مصر الخالدة .. حبنا باقى ما بقى النيل يجرى"....
- عادة يذهب إليها بعد يوم العمل ... أو فى العطلات الرسمية يسكب وقته فى عشقها ....لا يوجد ميعاد للعشق .. متعته أن يبقى لديها .... حينما يذهب إليها بسيارته المتواضعة صوت الكاسيت يعلو كلاسيكيا بصوت أم كلثوم "ساعة بقرب الحبيب"...... أو شبابيا بصوت علاء عبد الخالق " راجعلك مزود لقلبى الحنين"....
- ينتشى من مجرد الشعور أنه هناك بالقرب منها يحدق بها ..لا يخجل من أن يملأ عينه من كل ركن فيها رغم انكسار عينه بالقرب من أى أنثى..... يستشعر بكل ذرة فيها تريده حينما يهم بالذهاب إليها ... تندفع الدماء إلى قلبه أكثر فأكثر كلما اقترب منها ..
- يدلف من الباب ... تملأ عليه نفسه .. تحتويه بينها... لا يعنيه كثرة مريديها .. مهما كُثر أحبائها فهو العاشق الوحيد لها من بينهم منذ بدايتها الأولى ، وسيظل الراهب الأوحد فى محراب عشقها.
- يترك أوراقه مع كل همومه على الباب الخارجى .. يعرف مكان زهور عقله من كثرة ما يحفظ الطريق إليها .. يختار زهرة .. يختلى بها فى نفس المكان الذى تعود أن يجلس فيه داخل معشوقته الوحيدة :
- "مكتبة القاهرة"...............!
Sunday, October 11, 2009
الطوابير الخمسة
- ليست الطوابير الخمسة هى جزء من نظام المخابرات النازى المعروف باسم "الجستابو" الذى كان له طابورا خامسا فى كل بلد ويقصد به مجموعة العملاء المؤمنين بالنظام النازى والمتعاونون معه.. لكن المقصود بها هى الطوابير الخمسة بعد الألف الأولى – على رأى الست شهرزاد – التى يخوضها المصريون فى حياتهم اليومية سواء للحصول على رغيف الخبز أو من أجل قضاء مصلحة فى إحدى دواوين الحكومة ...
- وبفضل الجهود المتتالية التى تقوم بها الحكومة لتخفيض حصة الدقيق للمخابز فقد عادت طوابير الخبز كمعاناة يومية للمواطنين وقد ساهمت هذه الطوابير فى أن يبدأ المصريون يومهم مبكرا حيث أصبحت تبدأ هذه الطوابير من صلاة الفجر إلى ما شاء الله ...
- أما طوابير المصالح الحكومية من أول شهادة الميلاد حتى البطاقة العائلية وعروجا على تجديدات الرخص مروراً بأنواع مختلفة من النماذج التى يعاد ملئها مرة بعد أخرى ولو كتبتها خطأ سوف تعيد
- ملئها وهكذا دواليك حتى يظهر لك صاحب أو واسطة والمثل بيقول " اللى له ظهر لا يضرب على بطنه ".
- وقد تفاجئ بأن النموذج غير موجود فى المصلحة وعليك شراءه من البريد على مسافة ليست بقريبة أو يظهر لك من يود مساعدتك ويقول لك ممكن تشتريه من عند عم فلان ، وبالطبع عم فلان هذا يبيع النموذج بعدة أضعاف سعره وأن كنت تريد أن تقضى مصلحتك سريعا فلعيك أن تدفع أكثر واكثر.....
- و قد تصل إلى شباك الطلبات تجد الشباك قد أغلق أو أن عليك أن تذهب إلى طابور آخر لكى تدفع فى الخزينة التى فى الغالب تغلق عند الثانية عشر .. وبالطبع الخزينة أغلقت وسوف تأتى فى اليوم الثانى مبكراً أكثر لكن للأسف لن تستطيع أن تنجز ما تريد سريعا لأنك أتيت فى الوقت الخطأ حيث أن وقت الصباح مخصص لطقس هام جداً فى حياة كل موظف حكومة ألا وهو "ساعة الاصطباحة" وعلى المواطن أن ألا يعكر صفو هذه الساعة وإلا كان يومه أسود من لون الخروب .... ولا تنسى أنك قد تحتاج إلى طابور أخر لشراء بعض التمغات أو عليك البحث عنها عند عم "علان" الذى هو أيضا يبيعها بضعفى ثمنها ولا توجد عنده الفئات المطلوبة ويجب أن تأخذ زيادة حسب الظروف.....
- وفى العادة ينقسم الطابور المصرى عدة طوابير فى كل الأحوال أما بالفهلوة المصرية وعلى طريقة عبده المهم الذى سيارته مركونة فى الخارج والشارع مقفول أو انك ممكن تجد إبن الحلال الذى يقف بجانب الخزينة ويأخذ فكة بسيطة فوق القيمة الحقيقة .. تدفع تأخذ المطلوب وأسرع من السريع أو تجلس فى مكانك وتأخذ مصلحتك بس المهم "تفتح مخك يا هندسة " أو تتبع الشعار القائل " إّذا أردت أن تنجز فعليك بالوينجز" ويقولون أن هذا المثل قائم من أيام دواوين حكومة الاحتلال الإنجليزى وأن " الوينجز" هى نوع من السجائر الرديئة المستخدمة فى هذا الوقت ، لكن فى رأيى أن الوينجز هى تلك الأجنحة التى سوف تنقضى بها مصلحتك ، وقد اصبح الجميع يطلب حقه "ناشف" ولو سجارتين " ده أنت وذوقك " بس المهم أنه لا نزاع فى "الحق الناشف" والباقى تفاصيل يا "جنتل".
- وبالطبع لا تنسى أنك حين تنتهى من مصلحتك سوف تجد قوافل المهنئين " أى خدمة يا باشا " وعلى الباشا أن "يكع دم قلبه " وللأسف بعض قوافل هؤلاء المهنئين فى الشبابيك لن يعطوك المطلوب إلا إذا "أبرزت المعلوم " وقد لا يعجبهم المعلوم فبالتالى لن تستلم المطلوب.....
- وقد تفاجئ بطابور من داخل الشباك أى أمام مكتب الموظف وهؤلاء من ذوى الحظوة الذين لديهم معرفة من "أهل الخطوة " داخل الديوان الحكومى ويستطيعوا أن يتسربوا إلى الداخل وأنت تقف فى الطابور فى الخارج "عرقك مرقك" وهما يجلسون فى الداخل حتى تقضى المصلحة على خير بإذن الله.
- للأسف الشديد تتكرر هذه السيناريوهات بشكل يومى فى العديد من المصالح الحكومية والجميع يعرف ماذا يحدث ويبدو أن هناك مافيا تسيطر على الطوابير فى بر مصر لديها مصالح عليا لبقاء هذه الطوابير .. وإلى أن يتم القضاء على هذه المافيا عليك أن تبقى معى حالم بأن تكون سالك فى الطوابير الخمسة.......
Saturday, October 10, 2009
حلم البطيخة
- شباب كثير يحلم بالميرى على طريقة "إن فاتك الميرى أتمرغ فى ترابه " وحلم البطيخة والجريدة والاستقرار والبحث عن فرصة بعد الظهر أو اجازة تجيب عقد عمل ترجع تلاقى الوظيفة مستنياك وتكون جبت الحتة اليابانى معاك ورستأت أمورك ، أو حتى إعارة ...المهم حلمك أن تكون الموظف الغلبان اللى راجع العرق يتصبب منه ويحمل الجريدة تحت باطه والبطيخة في يده الأخرى ويحلم بالطعنة النجلاء الذى سوف تريق الدماء الحمراء من البطيخة طبعا ليثأر من شرفه الذى طالما راح من ألاعيب بياعين الفاكهة.لدينا أربعة مليون موظف حكومى يجسدون هذا الحلم ..وتعد الحكومة بالمزيد الذين سوف ينضمون إلى قوافل حلم البطيخة ..خطر فى بالى أن أفكر بطريقة مختلفة لا تتحدث عن البطالة المقنعة لعدد من هؤلاء الـ 4 مليون أو كيف يتم بيع بعض الشركات والاستغناء عن عدد ضخم من العاملين ثم يتم الإنتاج بنفس الطريقة وربما أفضل ...لقد أفزعنى رقم قرأته فى موازنة العام الماضى أن الحكومة تصرف ما يقرب من 2 مليار أدوات كتابية !!!!لذلك قررت أن أنظر إلى استهلاك أحبائنا فى القطاع الحكومى وقررت أن أوجه نظرهم إلى بعض الأرقام التى ربما تعيننا على ترشيد الأنفاق الحكومى .. وطبعا الأحاديث فى ردهات ومكاتب الموظفين عن الفساد واستغلال النفوذ ..وتجد الموظفين مشغولين دائما فى الصباح بساعة الاصطباحة التى يحلو فيها "أكل الفول" و"الحبس بالشاى" والحديث عن الحكومة وفسادها ...لكن لم يتصور أحد من أحبائنا انهم يمثلون فى بعض تصرفاتهم فسادا حقيقيا ... وإليك أمثلة بسيطة- فى العادة يتصل الموظف بالمنزل للاطمئنان على الأولاد أو على غذاء اليوم إذا كانت "اردحي ولا باللحمة" بحسبة بسيطة مكالمة دقيقة واحدة من كل موظف فى الحكومة تعنى 80000 الف جنيه يومى تصب طبعا فى ميزانية المسكينة الشركة المصرية للاتصالات ويا حبذا لو كان فيه خط عليه محمول ولا محافظات للاطمئنان على الأهل والأقارب سوف يرتفع الرقم إلى 2 مليون جنيه يومى ... بسعر 50 قرش للدقيقة ....- بحسبة أخرى لو كل موظف قام بطباعة ورقة واحدة من أجهزة الكمبيوتر الذى تملأ مصالحنا الحكومية فيعنى ذلك 4 مليون ورقة يومياً .... يعنى 2 مليون جنيه أخرى على أقل التقديرات من استهلاك أحبار وأجهزة وخلافه...- وطبعا لن أنسى أن أوجه عنايتكم أن على موظفى الحكومة أن يكونوا مثقفين ويتابعوا ما يكتب عن أداء مؤسساتهم فى الجرائد لذلك سوف تجد اشتراكات كثيرة فى أغلب جرائدنا اليومية ... وبالطبع صحفنا القومية هى الأساس وطبعا صحف المعارضة كمان علشان حق الرد المكفول لكل موظف حكومى ...والجريدة الواحدة اشتراكها ما يقرب من 300 جنيه فى العام !!!لم أحدثكم طبعا عن مظاهر للترف والابهة الاخرى التى تبدأ من السيارة التى توصل الأولاد أو بتجيب الخضار وتنهى ببعض المصاريف النثرية التى تتعدى الملايين ..أو حتى المكاتب التى يعاد تجهيزها كلما هجرها احدهم إلى منصب اكبر أو إلى المعاش ...أردت فقط أن أضع بعض الأضواء على أمور قد يراها الجميع بسيطة وتهدر الكثير ....أردت فقط أن أضع أمام ناظريكم كم نهدر من اموالنا فى أمور لا طائل من ورائها وفى الحقيقة نحن نضع أيدينا فى جيوبنا ونسرق أنفسنا ..بأنفسنا ...ولمن يعايشون حلم البطيخة .... ما يحدث من هذه الأمور البسيطة هو ببساطة سرقة مال عام ..ولمن يبحثون عن حلم البطيخة لا تسرقوا أنفسكم بأنفسكم .....إمضاء : حالم ببطيخة؟!!بس يارب تكون حمرة
Subscribe to:
Posts (Atom)