- كلهم بيقولوا عليه المرض الوحش بيخافوا يقولوا اسمه دايما كنت موش بخاف منه وبقول الاسم دون وجل حتى حينما اصيب والدى به وكالعادة يأتى الاكتشاف متأخر فكنت اقولها بوصفها حقيقة انها مسألة أيام وكان البعض يعتبرنى بلا قلب أو بلا احساس ولكنى كنت احاول أن مجابهة حقيقة الموت بوصفها حقيقة من حقائق الحياة حتى حينما نسجت حوار مع ملك الموت من قبل كنت احاول أن ابين أننى لا اخاف ..
- لكن هذه المرة كانت المسألة مختلفة فقد هاجم المرض اقرب الاصدقاء ، ليس القرب فقط بل اننى اعتقدها النسخة الهندسية منى كنا دوما نقول سويا اننا نلعب نحن الاثنان فى الحياة باللون الاسود ، كنا نختلف كثيرا حينما ننحت عبارات ونستخدمها بكثرة انا ام هو الذى نحتها .. هو يقول انت من قلتها وانا اقول لا بل انت الذى قلتها ..
- هاجمه المرض سريعا كنا نتعامل مع الامر باستخفاف فى البداية حتى فاجئتنا الحقيقة المرة . سلسلة من العمليات .. اودت إلى النهاية المأسوية أن يتخطى شخص الاربعين بقليل ويوارى الثرى ...
- لم أكن اقوى الجميع كما يبدو كنت عنده بشكل شبه يومى فى المستشفيات فى البيت .. كنت داخل تفاصيل حياته اليومية وطعامه واكله بشكل كان يزعجنى فى بعض الاحيان .. فعلت اشياء لم اكن ادرى كيف افعلها درت على الدكاترة بالحالة ، محاولة اختراع طريقة للأكل محاولة البحث عن طعام مناسب .. تفاصيل صعبة ومؤلمة .. تجلس تحت القدم تتمنى الشفاء لا تتوقع أن الموت هناك يتربص به ولن يتركه حتى فى اصعب اللحظات كنت اقول له لن يحدث .. احلم مع التقدم الصعب فى الحالة ... اتصور أنه سوف يأتى اليوم الذى نجلس فيه سويا فى الظلام نتحدث دون توقف .. نقلق من نفس النظرة للحياة فى اشياء كثيرة لا تعرف من طبع صورة الاخر على من ..
- اعطانى ورقة بوصيته منذ ان دخل المستشفى خشى على نفسيه الاسرة ، وجد أننى سوف اتحمل ، قال لى كثيرا انه يموت لم اكن اصدقه كان شئ غريبا ان اظل بالقرب طوال اربعة اشهر واختفى فى الاسبوعان الاخيرين .. والاصعب ان اخر 48 ساعة لم اراه ... ليس لأننى بعيد لكن انشغالى فى شئون الاسرة التى كانت ايضا تتعلق بالمرض .. قالها احد الاصدقاء محاولا أن يتخطى مرارة ايام عشتها فى الاربعة اشهر اخيرا اننى اصبحت مستشارا لوزير الصحة !
- كان الاصعب أن لا تقف عليه فى لحظات الغسل الاخيرة لكى تنهى اوراق فى متاهة موظفين فقدوا اي احساس وفقدوا معاها قيم الحياة والشرف !
- نحاول جميعا الهروب من الحقيقة نشترى مأكولات للطريق للهروب بعضنا يفكر من سوف يكون عليه الدور التالى .. من سيوصل من .. نحاول أن نأكل سويا ... لا نعرف لمن سوف نجتمع المرة القادمة.
- اصلى الجنازة بجوار المستشفى على سيدة لا اعرفها واعجز أن اصل فى الوقت المناسب كى الحق بجنازته .. رغم أننى كنت هناك طوال الوقت ، رغم انك تحركت قبل الجنازة لا تفهم مدلولات الاشياء ... تشعر معها فى النهاية أن دورك المرسوم هو أن تكون حامل الوصية !
Monday, January 19, 2015
حامل الوصية
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment