- وانا صغير كنت اتمنى أن ابقى فى قلاية فى احد الاديرة فى الصحراء ويكون لدى وقت للقراءة والتأمل ورغم اننى مسلما واعرف انه لا توجد رهبانية فى الإسلام فقد كنت ابحث عن المعرفة فقط ونهمى للقراءة كان يجعلنى اتصور اننى سوف استطيع أن احيا فى ذلك المكان والقلاية هى (جمع قلالي، القلالي. مفرد قلاية) وهى حجرة خاصة بالراهب في الدير. وقد تكون على شكل مغارة خارج الدير وهى مخصصة للعمل الروحى مثل الصلاة والتسبيح والكتابة والتأمل وقراءة الكتب الروحية وحفظ المزامير ثم النوم وغالباً ما يكون نوم الراهب على الأرض أو على مرقد صغير خوفاً من الرطوبة .
- ويتصورها الراهب موضع راحته مستشهدا "الزبور" أو "المزامير" " ارجعى يانفسى الى موضع راحتك لأن الرب قد أحسن إلىَّ أحسن الىَّ بأن اعطانى قلاية أنفرد فيها معه وأناجيه مناجاة الحب من القلب ".
- لكن فى الواقع الحالى وفى حياتنا اصبح لكل منا قلايته الالكترونية حيث يقوم كل شخص باحياء قلاية الكترونية افتراضية يحيا فيها يجعل منها عالمه يتصور ان يضغط على زر واحد يستطيع ان يكون حول العالم فى لمح البصر او يتحدث بلغة ويتصورها لغة الانترنت ، لكنه فى الواقع يعيش فى فضاء افتراضى هو من خلقه بنفسه حتى وإن حاور اشخاص من هنا وهناك فهو فى النهاية يعيش فى عالم افتراضى ويرسم للأشخاص فى ذلك العالم مايراه .. قد يتصور أنه يعشق احدهم او يصادق آخر لكنه فى الواقع هو يعيش فى تلك القلاية وحيدا وينحت العالم الافتراضى فى رأسه ويتصور أنه يحيى فى الحقيقة ونعيش جميعا فى تلك الجمهورية الافتراضية.
No comments:
Post a Comment