فى هذا الوقت من العام كل سنة تبدأ الدراسة وينتظر الملايين من الطبة تلك
اللحظة للقاء الأصدقاء فى المدرسة بعيدا عن فكرة العملية التعليمية التى تدور فى
حلقة مفرغة من التطويرات التى لا يستطيع أحد أن يفهمها فى إصرار غير عادى على فكرة
اختراع العجلة منذ افكار فتحى سرور عن ضم سنين الدراسة الابتدائية التى انتجت دفعة
مزدوجة فى ثانوية عامة حتى الغاء الفكرة كذلك تنويعات حسين كامل بهاء الدين عن
سنتى الثانوية العامة التى تم الغاءها الآن وصولا إلى التحفة الالكترونية لطارق
شوقى ومشروع التابلت الذى سقط مع سقوط الوزير ونحن ننتظر ابداعات الوزير الجديد.
وإن كان على المرء أن يدلى بدلوه فى تطوير العملية التعليمية طالما جميعا
بنفتى فى أى حاجة فالأمر بسيط هناك العديد من الدول التى سبقتنا فى هذا المضمار
ماذا يدرسوا لطلبتهم تستطيع ان ترى مناهج فى دول العالم المتقدم مثل امريكا
المانيا اليابان فرنسا حتى الصين وروسيا ربما ترى كيف يفكر عدوك الإسرائيلى فى
تعليمه هل اقول لكم ادرسوا فكرة كوبا فى
التعليم وكيف تتطور تعليمها بالذات التعليم الطبى بحيث استعانت العديد من الدول
بالاطباء الكوبيين إبان ازمة كورونا بينما يهرب اطباءنا فى مصر للعمل فى الخارج فى
حين يشتكى المواطن المصرى من مستوى الرعاية الصحية على الجانب الأخر وزير التعليم
يرى اننا لا نحتاج إلى هذا العدد من الطلبة فى كليات الطب !
مكاتبنا الثقافية هناك ماذا تفعل إن لم تشارك فى العملية التعليمية العلم
ليس له دين أو بلد لكنه نسق معرفى يحتاج إلى تراكم تلك الدول طور اساليب تعليمها
بنظم معينة لكننا كل مرة نخترع العجلة والضحية فى النهاية هو تلك المهزلة التى
نراها يوميا عبر تعليم خاص وعام وانترناشونال وانضمت إليه حديثا منظومة متعددة
الجنسيات من الجامعات وللأسف الشديد لا يحكم الطالب المصرى فى كل مكان منظومة
واحدة لكنها عدة نظم وفى بعض الاحيان ليس هناك سلطة لوزارة التعليم على بعض
المدارس والجامعات فيما يذهب البعض حتى يبدو أن ليس لدينا سيادة على الطالب المصرى
فى بعض المدارس والجامعات وللأسف تلك المدارس تحتاج إلى وساطات عليه القوم وكبارهم
لكى يلتحق بها ابناء النخبة وها نحن نزرع ازمة هوية فى داخلهم أو نصنع هويات
مختلفة داخل الوطن الواحد.
الفكرة نفذتها أمريكا من قبل حينما نجحت روسيا فى الوصول إلى القمر قبلهم
اخذوا يبحثون فى المنظومة التعليمية الروسية كيف تبدو ووجدوا أن مستويات دراسة
الفيزياء اعلى من نظيرتها الأمريكية فى مراحل تعليمية متقدمة عما يدرسها الطالب
الأمريكى وجاءت حينها فكرة امة فى خطر .. وهناك تنويعات عديدة ومحاولات بذلت فى
نفس السياق داخل مصر لكنها تفتقد إلى تراكم معرفى يتراكم لكى يصنع لنا منظومة
تعليمية جادة لدينا عبث المصريين الدائم بأن نبنى من الأول والوزير الحالى يجتهد
فى هدم ما فعله وزير سابق فى كاللعبة الفرعونية القديمة فى محو مسلات الحكام
السابقين وكتابة اسماء الحكام الجدد ... جمهورية جديدة فى كل مرة!
بعيدا عن الفتاوى الكليبية التى يسمعها المرء كل يوم فالعلم له دور كبير فى
ديننا الحنيف بدأت بأقرأ وأمر بالتفكر وتستطيعون أن ترجعوا إلى تلك الفكرة فى
تدوينة فرائضنا الغائبة هل نحلم بتعليم بعيد عن قضايا الدروس الخصوصية التى أصبحت
عبثية ، وربما من الأمور المضحكات المبكيات أن العدو الإسرائيلى يقلق من حجم صرف
المصريين على التعليم رغم أنهم يعرفون جيدا أننا نصرفه فى مدارس خاصة وجامعات خاصة
متعددة الجنسيات ودروس خصوصية لا يوجد نظير لها فى كل بلدان العالم المتقدم
والمتأخر ورغم ذلك فأنهم يحسدون المصريين على قضية اهتمام الأسرة بالتعليم وأنه
وسيلة للتغيير والارتقاء بالمجتمعات نحو الأفضل.
فهل نستطيع أن نطور تعليمنا ام اننا سوف نظل نقول معنديش ومفيش فى حين أننا
صرفنا المزيد من الأموال على عبث استيراد معدات تطوير تعليم لم تسهم حتى الآن فى
رفع كفاءة العلمية التعليمية لكنها بكل شك صنعت ارباح لشركات اجنبية ومصالح فساد
وراءها دون أن نتطور ويبقى المواطن غارقا فى الدروس الخصوصية وعبثيتها والطالب
المصرى لا يحب المدرسة ولا الجامعة وفى النهاية تبقى محصلتنا صفرية ... لكن تبقى
تمنياتى للجميع بعام دراسى سعيد!