مدينتى كانت
عمر حسن كرم
دفنت مدينتى وبقيت حيا
أذود عن الشمائل والعليا
فيا للهول من خطب جليل
لقد واريت فى"الرمل" الثريا
فأين مدينة كانت سلاما
لكل بنى الخلائق والتحيا
وحيث الله قد أذن التقاء
لشرق الصبر بالغرب الفتيا
وأين شوارع كانت جنانا
وهمس مآقي باحت إليا
وأين منازل كانت بهاء
لكل الناظرين تصب ريا
فتسكب فى النفوس جمال حس
وفى الآذان لحناسرمديا
وكون الفن فى كل المجالى
علم الإنسان عرفا أبجديا
وأين صبابة لنسيم بحر
يناجى بالهوى قلبا نديا
فأين مدينتى أصبو إليها
وأين مياهها تهفو إليا
أتاها الليل أقبل مدلهما
ومات النور مهزوما شقيا
وكيف القوم يرجون إرتفاعا
وهم يرضون إجحافا وغيا
فإن جزاءهم كل إنخفاض
وكل نقيصة ستكون زيا
وإن مدينتى قد عشت فيها
فليت وجودها قدعاش فيا
وليت كرحمة يحيى العظاما
فإن الله قد بعث النبيا
وأن تتلون لى آيات ربى
فقل يا رب مات سكندريا
هذا ما يقوله حينما يتحدث السكندرى من القلب د.عمر كرم