Tuesday, April 11, 2017

تسعة عشر يوما(اليوم الحادى عشر)(يوسف محمد)


  •  اعتقدت أن فترة تسعة عشر يوماً كافية تماماً لأصف فيها كل  ما يعترينى  من أفكار ومشاعر وأن أسرد فيها كل ما مر بى من مواقف أثرت علىَّ فيما بعد ، ومر أكثر من نصف هذه الفترة ولم أتمكن من سرد شىء يذكر ، ربما توافقينى فى ذلك أو تختلفى ولكننى على قناعة من أننى لم أعبر عن نفسى بعد ، للأسف فذكر أحداث قد مرت بى يجعلنى أسترجعها تماماً ، وبما أن أغلبها سىء بل ومؤلم لى من الناحية النفسية فإننى لا أستطيع ذكر الكثير ،  ليس نوع  من الإخفاء  ولكنه هروب ،  هروب من معايشة أحداث مؤلمة لمرة أخرى .. فيكفى أننى عايشتها مرة من قبل ، ليست تلك الأحداث مآسى مثل تلك التى تمر ببعض الناس وينجحوا فى تخطيها ، هى ليست مآسى على الإطلاق ولكنها أحداث ربما تكون بسيطة جداً بالنسبة لأغلب الناس ، ولكن ما يجعلها مؤثرة علىَّ مثل هذا التأثير عدة أسباب.
  • السبب الأول والذى  ربما يراه الآخرون هو السبب الأوحد .. هو حساسيتى المفرطة والتى لا أعرف لها علاج ، فأنا هكذا طوال عمرى بل تلك الحساسية تنمو معى وتزداد بمرور الزمن وحتى الآن ، امتلاك تلك الحساسية فى عالم يزداد تحولاً للمادة كل يوم بل كل ساعة يجعل من الصعوبة على من هم على شاكلتى التعايش مع سمات العصر الحديث ،  فتباعد الناس عن بعضهم  وعدم مراعاة الآخر وتخطى كل شىء من أجل الوصول للهدف والاحتفاظ بالقيم فى الثلاجات ، والتندر على أداب الحوار والمعاملة ، أشياء كثيرة لا يمكن حصرها جعلت من الدنيا غابة وجعلت من الإنسان وحش مفترس ، وفى تلك الأحوال إما أن تَفترس أو تُفترس ولكننى توصلت إلى حل ثالث وهو أن أختبىء بعيداً.
  • السبب الثانى .. هو أنَّ  تلك الأحداث عددها كثير ،  فبعد مرورى  بواقعة ما أواجه حادثة أخرى قبل أن أتجاوز تأثير الواقعة الأولى ، وأحياناً كانت تلك الأحداث تأتى متزامنة ، وبمرور الوقت أخذ تحملى يقلّ كل فترة عن الفترة السابقة لها حتى وصلت إلى وضعى حالى ، فحتى إذا إفترضنا أن تلك الأحداث ضئيلة الأثر مثل قطرة الماء ، فإذا استمر سقوط قطرة وراء الأخرى على نفس المكان بصخرة ضخمة ولفترة طويلة فإن تلك الصخرة تنهار تماماً تحت تأثير تلك القطرات المتتابعة.
  • السبب الثالث والذى  أعتقد منذ  فترة طويلة  أنه  السبب الرئيسى ..  هو عدم وقوع أحداث طيبة لى لتخفف من آثار الأحداث السيئة ، فالحياة ليست حزن فقط أو فرح فقط وليست  تعب فقط  أو راحة فقط ،  فحدوث التضاد يشعرنا بالفارق بينهما .. فنستمتع بالراحة بعد التعب ونسعد بالفرح بعد الحزن ، ولكنى أعتقد أننى منذ فترة طويلة وأنا أتعرض فقط للجانب المظلم من الحياة ، ربما يكون اعتقادى هذا ضعف إيمان بحت ، بل وربما يؤدى بى هذا الاعتقاد إلى أسفل سافلين ، إننى أعلم أن نعم الله لا تحصى ، وأعلم أنَّ الأحداث التى وقعت لى ربما كان مقدر أن تكون أسوأ ولكن رحمة الله بى خففت منها ، أعلم كل هذا ولكننى للأسف لازلت أعتقد أننى لم أتعرض لأحداث طيبة بالدرجة الكافية.
  • بجمع الأسباب الثلاثة معاً .. تجدى أن حل مشاكلى يكمن فى أن ألقاك ، فلقاء إنسانة تعاملنى وأعاملها بنفس درجة الإحساس والرقة التى أتخيلها وأحبها ،  وتوَقُف  سيل الأحداث السيئة .. ليبدأ بعدها نهر من الأحداث الطيبة  بدءا من لقائك ،  وأيضاً لقائك سيكون الحدث الحسن الذى سيخفف من الآثار السيئة القديمة ، بل وربما يمحوها للأبد.
  • لا أقصد بلقائك أنه لقائنا الأول فقط ،  ولكنى أقصد اللقاء الأول وما يتبعه من أحداث أحلم بحدوثها ، فأنا كما أخبرتك أحلم بالحب المتبادل بيننا طوال العمر ، أحلم بالزواج الذى سيجمعنا سوياً ويقربنا من الله .. فأنا أريد الارتباط  بك  طوال  الدنيا  والآخرة ، أحلم بالكثير والكثير والذى  لن أستطيع أن أصفه فى عدة  كلمات أو صفحات ، وكل الأحلام التى تراودنى أجدك مشاركة لى فيها ، آمل أن يحدث اللقاء بيننا قريباً ولتبدأ الأحلام عندها فى التحقق.
  • إذا لم تكن الأيام السابقة كافية لأن أصف لك فيها كل ما أردته ،  فهى بالتأكيد كانت كافية لأن أتحرك للأمام خطوات إيجابية ، وليس لى عذر فى عدم التحرك حتى الآن ، سأحاول فى الأيام التالية التعديل من نفسى ولو بدرجة بسيطة ، أريد ذلك وأتمناه ولكن يبقى التنفيذ هو الأهم ، فأنا أتمنى أن أقوم بما يجب علىَّ فعله ولتأتى النتائج فيما بعد ، أريد أن أشعر براحة الضمير بعد أن أؤدى ما علىَّ فمنذ فترة وأنا مقصّر فى نواحى كثيرة ، أرغب فى تدارك هذا الأمر وأن أبدأ فى المضى نحو ما أريد تحقيقه ، أريد أن أنتهى من حالة الاستسلام لليأس التى تلازمنى منذ فترة ،  أريد أن أهزم الوهن الذى أصابنى فى بدنى وعقلى وروحى.
  • بينما يحتفل الناس اليوم بعيد الربيع فأنا أعاصر الخريف طوال العام ، أريد ترك هذا اللون القاتم لأرى ألوان الحياة المختلفة ، أريد لقائك لتتفتح الزهور أمامى من جديد ، أريد الخروج وللأبد من تلك الوحدة التى أعيشها طوال عمرى ،  فرغم وجود الأهل والأصدقاء ولكن لكل منهم مشاغله ،  ولكل منهم أموره الخاصة التى يهتم بها ، إننى أريدك اليوم قبل الغد ،  أريد أن نتشارك فى كل شىء ،  أريد أن نجتمع  ليتم توحدنا ونصبح جزء واحد لا يمكن تقسيمه بعد ذلك ، أريد أن نبقى معاً حتى آخر الزمان.
  • يوسف محمد

No comments: