Thursday, October 31, 2024

سويس

لا تحتاج السويس إلي الـ التعريف فيكفي أن تنتطق بإسمها ليس لأنها شغلت العالم لسنوات سواء كمشروع نقل استراتيجي يوفر الكثير بدلا من رأس الرجاء الصالح ولا حتى في أتون محاولة قتل الاستعمار القديم والبدء في حقبة الاستعمار الجديد عقب العدوان الثلاثي بهذا الميناء على بداية القناة التي سطر بها المصريون الكثير سواء بالعبور أو بالصمود.

قصة السويس ليست بعيدة عما يحدث اليوم في جنوب لبنان ومن قبلها غزة فالعدو الإسرائيلي لم يغير تكتيكاته من دير ياسين حتى ضرب مدن القناة وغارات العمق في ابو زعبل وبحر البقر دوما يتساءل الغرب في بلاهة لماذا تكرهونهم وهم لا يعرفون أنهم اضهدوهم وهم يتضهدون الآن قل الأقليم بدعم غربي سافر.

السويس التي عانت من مدافع أبو جلوم كما اطلق أهل السويس على تلك المدافع التي ظلت تدك المدينة لسنوات عرب الاستنزاف عبر احدى الدشم الحصينة لخط بارليف الذي أصبح كقطع الجبن الفرنسي مليء بالثقوب كما وصفه احد القادة الإسرائيليين إبان حرب اكتوبر وجاءت عملية الغزالة كثغرة للحلم المصري بنصر كاسح على الآله العسكرية الإسرائيلية كانت المحاولة الأولى احتلال الإسماعيلية لكن مؤخرات الجيش الثاني والتي أفخر بإصابة خالي العسكري في هذه المعارك وورجال الصاعقة وعلى رأسهم إبراهيم الرفاعي منعهم من التمدد في هذا الاتجاه لذلك كانت محاولة احتلال مدينة السويس ومحاصرتها وعملية التصوير التليفزيونية قامت بها جولدا مائير وحجم الدعاية الإسرائيلية الغير عادية كالعادة كمقولة القتال في إفريقيا أو حتى تصوير عملية تهريب الجنود المحاصرين بمبنى البوليس من داخل المدينة كأنه بطولة للمظليين الإسرائيليين على صفحة وزراتهم للدفاع كل ذلك ذاب أمام صمود أهل السويس كتبت في ذلك كتب كثيرة لم تصور مصر شيئا عن كفاح المدينة ربما فقط فيلم كحكايات الغريب يصور تلك الملحمة التي لم نعطها الكثير.

القصة البعيدة منذ أكثر من خمسين عاما تتكرر عبر الزمن عبر نفس تكتيكات التجويع التي تمارسها دولة الإحتلال وبدعم من القوى الدولية ولن اتوقف عن استخدام تدوينة الإمارة الصليبية العبرية رغم ما تحمله من الكثير من الاحقاد لكنها للأسف حقيقة مرة يأتي معها أيضا مرارة الخذلان العربي والصمت المريب بل الدعم الأسوأ.

السويس باقية لتذكرنا بجهد أهلها التي يتكرر الآن في خان يونس وجباليا وكل القطاع الذي يعيش نفس ما عاشته السويس لكن بإحتلال كامل وبدعم شحيح من الأخوة ودون عتاد يكفي لمواجهة آله عسكرية مدججة بأحدث التكنولوجيا لكنه هيهات سوف يأتي بدل يحيى السنوار الف أسم آخر وسوف تبقى السويس ملحمة على طريق التحرير ملهمة للجميع قد لا اكون وفيت كلاما عن السويس وقد نكون قد الغينا عيد المقاومة الشعبية للسويس كما الغينا عيد العدوان الثلاثي ربما في محاولة لتقليل الاجازات في مصر مع وقف ايضا الاحتفال بالوحدة العربية وحتى أنا شخصيا أؤمن بأن يكون لدينا اعياد ليست مرتبطة بالعدو ربما تتابعون تدوينة نصر اكتوبر وثغرة الحلمودون أجازة سوف تبقى فقط سويس الغريب.

Friday, October 18, 2024

يحيى آخر

 

يرتبط المرء باسمه وربما قرأتم من قبل ما كتبته في تدوينة أسماني يحيي، وربما أسمك يجعلك ترتبط بالأشخاص باسماءهم فهل احب يحيي الفخراني من أجل أسمه أم ارتبطت من قبل بمقالات يحيي حقى وقنديله وحتى رسائله مع البوسطجي وظللت أبحث في كتبه القديمة حتى قابلت ابنته في احدى ندوات نقابة الصحفيين أو حتى ارتباطي بالدكتور يحيي الرخاوي على قدرته في الغوص في أعماق النفس البشرية، كان التساؤل في تدوينة أسماني يحيي عن كيف حيت هل حييت بالإيمان كما اراد الله أم قدر لي الله شيئا آخر لكن الأمر يختلف الآن عن يحيي آخر.

فربما يعترى المرء الكثير من الأسى على مقتل يحيي السنوار لكنى اعتبره يحيي آخر فقد كان من قبله يحيي عياش قتل في الخامس من يناير عام 1996 بعملية خيانة بتفجير المحمول الخاص به، كان يحيي عياش يلقب بالمهندس لأنه كان هو من يصنع المتفجرات الخاصة بالإنتحاريين سار جدلا كبيرا حول تلك العمليات الإنتحارية والبعض اطلق عليها استشهادية وحرمها الكثير وادانها البعض لكنها كانت الحل النهائي هل تلك العمليات هي من جعلت اسرائيل تتراجع عن مواقفها أبدا فمن على رأس السلطة في اسرائيل ومن يمثله من تيار كان صاحب نظرية التفاوض اللانهائي وكان فكرته عن خارطة الطريق هو عملية منقوصة لفك ارتباطات اوسلوا وها هو الآن في نفس تياره يرجعون لقضية اسرائيل من النهر إلى النهر.

هل أنا من مؤمني السلام ومعارضى الحرب البعض يتشكك في ولائتى وانتمائتى وكنت احب تيار السلام الاسرائيلي والذي لم يظهر إلا عبور اكتوبر وقرات عنه كثيرا لكن أين ذهب الآن مع مجتمع يتجه نحو التوحش لقد كتبت كثيرا عن تمجيد السلام القائم على العدل ربما إيماني بما قاله السادات داخل الكنيست وهو يرفع رأسه ويقول إذا كنتم سمحتم لانفكسم بإقامة دولة على ارض ليست مملوكة لكم كان صريحا ... وكان واضحا كانت ترفع هاماته انجازاته الاكتوبرية.

واليوم مات السنوار مرفوع الهامة ايضا يقاتل بنفسه ويشتبك نعم قد لا اتفق معه على كافة عملية 7 اكتوبر بوصفها تضمنت اعتداء على مدنيين لكن دولة تعتبر الجميع تحت السلاح هل نعتبر اهلها مدنيين، نعم مشاهد كبار السن لم يكن لها منطق حتى في حينها وفكرة حتى التهديد بقتل الأسرى لم يكن بذات عقل بل وما قامت به حماس تجاه الاخوة الفلسطينيين من حركة فتح حينما تحول القضية لديهم إلى مجرد صراع حركات على السلطة حتى اتهامات حماس بالعمل ضد مصر وبعض التصريحات البغيضة وكذلك ايضا اقتحام الحدود المصرية لم احب تصريح وزير خارجيتنا حينها بقطع الرجل التي تتقدم لكن لم احتف بما تقوم به حماس من اقتحام الحدود ايضا لكن الرجل أدمي إسرائيل وأنا مازلت احمل ذلك الكره بداخلي منذ صورتي على الدبابة في ديسمبر 1974 في معرض الغنائم وحتى صوت الطائرة الـ F4  التي كانت تحلق فوقي وانا اركب الدبابة تي 54 الروسيةالصنع في عرض 1981 أنا مازلت ذلك الذي يحمل الكثير ضد اسرائيل كانت هي الكلمة المفتاحية الثانية التي بدأت بها ابحاثي على شبكة الانترنت وأعرف الكثير بل قرأت كتبا إسرائيلية أيضا وبحثت عن كتب اخرى ولم اتمكن من الحصول عليها قابلت من عملوا في إسرائيل ولم اكن عدائيا بل إيماني الحقيقي أن هناك معركة في الحرب ومعركة في السلام وكان النموذج المصري مع نجاحه واخفاقة هو النموذج المثالي وكنت أرى فكرة الأرض مقابل السلام أو حتى طرح قضية ان تكون أرض واحدة للجميع والتي عرضها في تدونية من النهر إلى البحر يأخذ الجميع بها حقوقهم لكن يبدو كما شرحت من قبل في تدوينة الإمارة الصليبية العبرية المدججة بالسلاح والتي تحميها أيضا أساطيل الدول الكبرى هي من تفرض علينا أن نبقى في معركة الحرب دوما ترى كم كان التعايش السلمي بين الديانات قبل نشأة إسرائيل هل كان هناك قضايا للأقليات في العالم العربي هل تعرفون أن الأكثرية التي هاجرت من الشام إلى مصر في مطلع القرن العشرين كانت تحط في مصر لأنها ارض التسامح ومازالت رغم بعض المشاكل الطائفية التي اعتقد كان ظهورها مقترنا بظهور إسرائيل في المنطقة سواء بلعبة من الدول الكبرى أو بتقاعس عربي إسلامي

ترى هل أنا أمام حسينية أخرى في عقلى اكتب عن يحيي السنوار ويحيي عياش ثم أغوص في القضية ولا أعود منها وتبدو كلماتي مشتتة هل هو الحزن على رجل حتى لو خاصمته في بعض افكاره حتى لو عرفت أنه ظل يفكر بعقلية مليشيا ولا يفكر بعقلية دولة أو حتى حاد عن المقاومة لوقت ووقع في شرك الخلاف الفلسطينيى الفلسطيني ببساطة شديدة القضية تحتاج إلى حشد الجهود سواء الداخل الفلسطيني أو حتى الخارج العربي وحشد الإمكانات والطاقات لأننا كلنا سوف نأكل كما أكلت غزة أمام آلة عسكرية مدججة بالسلاح ولا تعبئ بشيء وبتفسيرات دينية جاهزة لمحو الآخر ولا يكترث الغرب بشكل عام بالهنود العرب كهنود إمريكا الحر أو حتى كتعامل كولوني من عهد الاستعمار مع مواطنين يجب أن يستعمروا.

سوف نحيا جميعا إذا دعمنا المقاومة وسيبقى يحيي عياش ويحيي السنوار وأسماء أخرى ليست حكرا على يحيي تدافع عن الحق ... ستظل كتابات غسان كنفاني هي النبراس ورسوم ناجي العلي هي الصرخة ويهود يهود إلياس خوري تفضح تعاملنا العربي وستظل الكوفية الفلسطينية رمزا للحياة وليحيا النضال الإنساني من قبل من أجل الحق والعدل والمساواة ولو أن كل الدم كله حرام لكن هم من جعلونا لا نملك إلا خيار المقاومة بعدما اطلقوا النار على أيدي كثيرة أمتدت بالسلام سلاما لأرواح شهداء كثيرين وأيدي متضرعة مرفوعة إلى السماء كي نجعلنا نحيا موات الأمة وغثيانها في تلك الإيام وأن تكن تلك الأيام كبوة نخرج منها مرفوعي الهامات رغم كل الدماء التي تنزف بغزارة ولا نستطيع الدفاع عنها سوى بالدعاء والابتهال والاستعداد لأن نكون على درب الذين وهبوا لنا حياة نحياها بتضحياتهم بعد مرور عام طوفاني على الأمة.

Thursday, October 10, 2024

التجربة الماليزية

 

لا اتحدث عن تجربة مهاتير محمد في ماليزيا كأحد النمور الأسيوية ولا حتى تجربة أنور إبراهيم من بعده وحتى خلافهم السياسي السابق وأتهام أنور إبراهيم وسجنه ومقاومته وعودته إلى رئاسة الوزراء في ماليزيا وبقاء مهاتير كأب روحي لماليزيا بعمر يتجاوز التاسعة والتسعون عاما.

لكني اتحدث عن تجربة شخصية خاصة ربما تكون تلك التدوينة مثل ما قدم الزعيم عادل إمام في فيلمه التجربة الدنماركية حيث يتم صياغة احداث الفيلم عن اختلاف الثقافات بين الدنمارك ومصر من خلال زيارة سيدة دنماركية لأسرة عادل إمام الوزير ومواقف الكوميديا التي تنتج عن اختلاف الثقافات.

الحكاية ببساطة تبدأ منذ سنوات طويلة من الله علي فيها بالعمل في أول مكان دخلت فيه الانترنت في مصر وبدأت عملي عام 1995 وكنت حينها أحاول من خلال انترنت ليس بشكله الحالي لكن عبارة عن نصوص نصية فقط ولم تكن حتى لغات أو حتى مصطلحات الويب أو شبكات التواصل الاجتماعي موجودة بهذا الشكل كانت موجودة بالفعل لكن بشكل نصي.

كنت حينها لدي عدد من كلمات مفتحية أبحث عنها كان من ضمنها في ذلك الحين الشطرنج كأحد أهتماماتي الشخصية ، حينها وجدت عدد من نوادي الشطرنج في العالم وحلمت بأن يكون هناك نادي شطرنج مصر ومازال هذا أحد أفكارى لتطوير اللعبة في مصر ادخال افكار منصات الكترونية لتطوير اللعبة بل شاركت ذلك مع باسم سمير بطل مصر في احد البطولات من قبل.

وحتى حينها قمت بمحاولة إنزال البرنامج ومتابعة عمله لتأسيس نادي شطرنج مصر في حينها لكن كان هذا خارج اهتمامات مؤسستي بالطبع ، علي أيه حال في هذا الوقت بدأت معرفة اللاعبين من كافة انحاء العالم وكان هذا النادي أمريكي وكان يحتوي على كثير من لاعبي الشطرنج المصريين والأجانب في هذا الوقت كنت في العشرينات من عمري وكنت ارتبط بمراهقتي بأسم الأميرة آن ، وفي احد المرات وقربا من أسم آن عرفت "Ani" وظللنا اصدقاء واكتشفت أنها مسلمة وماليزية وعلى هذا أصبح لي صديقة هناك على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات وكنت أتابع حينها التجربة الماليزية السياسية واستمرت علاقتنا فترة كبيرة لا بأس بها بل تبادلنا البريد العادي فضلا بالطبع عن علاقتنا الإلكترونية الممتدة وفرقت بنا السبل بعدما زادت مسئولياتي في العمل ولم أعد ابدأ يومي بدور شطرنج سريع الذي برعت فيه على هذا النادي بوقت لا يتجاوز الدقيقتان في حينها وأيضا تزوجت صديقتي الماليزية التي هي "Mahani" أو مهاني في بعض الأوقات كنت اتصور أنه نفس معني العربي لأسم تهاني لكنه ليس كذلك ، والالطف أنها تزوجت شخص كندي وقد سافرت إلى كندا بعدها أيضا كمصادفة غريبة.

وظللنا لسنوات يحتفظ كل منا بميلاد الآخر ونتبادل التهاني والمعايدات في اعياد الميلاد وأعياد الإسلام، بل وتواصلنا ايضا عبر الفاسبوك فضلا عن الإيميلات من حين لآخر.

بدأ هذا في عام 1996 أي ما قبل ثماني وعشرون عاما ، وفي هذا العام قالت لي صديقتي عبر الفاسبوك أنها ربما تزور مصر وحاولت معها إعداد برنامج مناسب لما تفكر في زيارته وهي أيضا كان لها برنامجها الخاص مع صديقتها التي أيضا كانت تواقة لتزور مصر ولديهم رؤية لزيارة بعد المعالم السياحية والأثرية بالطبع كان من ضمنها الأزهر الشريف وكذلك مقام الإمام الشافعي بوصفه المذهب المعتمد في ماليزيا.

لوقت غير قليل ترددت في اللقاء فأنا الآن لست الشخص القديم بعد كل هذا العمر لذلك فكرت في أن نلتقي في المطار أو أشارك في بعض برنامج الزيارة وأتفقنا على ذلك أخيرا رغم ترددي بل تصورت الموضوع عبء حتى على برامجي الحياتية لكن تسني لي في النهاية أن اشارك في برنامج الزيارة منذ لحظات الوصول إلى المطار حتى جولات سياحية في الهرم والإسكندرية وعشت تجربة ماليزية مع أخوات من دولة إسلامية في مكان الإقامة في الإسكندرية سواء ببدء اليوم مع صلاة الفجر والصلاة سويا والجلوس لقراءة ما تيسر من القرآن كذلك نقلت لهم عادتي في التريض حتى أنهم اندهشوا في احد الأيام اننا قطعنا ما يقرب من عشرة كيلومترات وفقا لبيانات احد تطبيقات المحمول وقضينا وقتا طيبا حاولت فيه ممارسة دوري كمرشد سياحي وإن كانت انجليزتي لم تسعفني في كثير من الأوقات ، وشاركت زيارتهم مع الأسرة وتمكنا أخيرا من أن نمارس لعبة الشطرنج وجها لوجه بل الجلوس كل يوم مساءا لمراجعة افكار الشطرنجية عن الحضانة شطرنجية للأطفال على نمط الأخوات بولجار والشطرنج التعليمي أو حتى افكار ومسائل الشطرنج بشكل عام.

من الجميل أن تجد من يشاركك اهتماماتك الخاصة ومن الجميل أيضا مشاركة الأخوة الإنسانية في هذا العالم فنحن في النهاية بشر رغم اختلاف الثقافات والأهتمامات وقد تقابلت مع عدد من الجالية الماليزية في مصر والذين يدرسون بالطبع في جامعة الأزهر خلال الزيارة.

كانت هذه هي التجربة الماليزية الشخصية بإختصار موجز وربما أكابد الآن شوقا لبرامجنا اليومية المشتركة ولفراق اصدقاء قربت بنا التواصل الشخصي فضلا عن تواصلنا السابق الذي لم نكن نحلم يوما به أن يكون حقيقيا واتمني أن يكونوا سعداء بالزيارة وعواتي لهم بكل خير وان يجمع الله بيننا مرة أخرى في الخير وعلى الخير وبالخير وإستودعهم الله كما استودعتهم في مطار القاهرة في نهاية الرحلة ودوما لكل رحلة نهاية ما.

 


عام طوفاني



هل مداد القلم يصلح مع مداد الدم الذي لا يتوقف منذ السابع من أكتوبر عام 2023 لا ادخل في جدليات عبثية حول السادس والسابع من أكتوبر فهذا مكانه نضالنا العربي العبثي الذي كتبت عنه من قبل، لكن للمقارنة البسيطة فوضع خمس فرق مشاه وعبورها كما قال احد العسكريين المصريين كعبور كوبري قصر النيل في ليله خريفية لطيفة لا يقارن بعمل بحرب العصابات، ومع ذلك لا وجود للمقارنة بل أنني مع كل طوبة تسقط الغطرسة الإسرائيلية منذ أنتفاضة 1987 حتى الآن ، أعتبر نفسي انتمي لجيل ما يسمونه جيل الغضب العربي الذي لم يجد سوى الحجارة ليرميها على الدبابات ونجح رغم تسكير العظام ورغم كل شئ.
تمتلئ المنصات الإجتماعية الآن بحسينية من نوع لماذا السابع من أكتوبر؟ وماذا جلب للقضية؟ واجابتي البسيطة أنه لا يجب عن السياسة أن تخذل السلاح كما قال محمد حسنين هيكل عن حرب 1973 وإن كنت أعارضه لأن السادات حقق ما يريد وأخذ من لأسرائيل الأرض مقابل السلام كفل لمصر حياة طيبة بالكاد نعم لكن هذا لمشاكل إدارة ليس مكانها الحديث عن العام الطوفاني.

الطوفان حصد ارواح الكثير لا أرغب في أن اكون عدادا آخر مع من يحصون كل يوم ولدي نقدي للمقاومة من خلال متابعة المتحدثين العسكريين الاسرائيليين الذي أصبحوا ضيوفا على قنواتنا الفضائية بكثرة وهذا عبث تحقق به إسرائيل معركتها الإعلامية بنجاح وتظهر كدولة تحافظ على مواطنيها أمام الهنود العرب ! بوصفها تريد أن تعيد المشاهد الأمريكية كواحة للديمقراطية ، لكن علينا أن ننقد أنفسنا من خلال ذلك فلا محرمات في نقد البلاد حتى وهي في حالة حرب ولا حتى منع لمظاهرات حتى والجيش على الحدود يقاتل معركته ولا احد فوق النقد أو المسألة نستطيع أن نقول لماذا لم تفعل المقاومة لماذا لم يتم بناء ملاجئ للناس إذا كنت تفكر أن تحارب لفترة طويلة هذه اسئلة للمقاومة وحتى للظهير السياسي الكسيح التي يتحرك بين قطر وفي الخارج بشعارات حنجورية بعيدا عن معاناة الكثيرين بينما القطاع يتحول إلى شبه حالة مخيمات لبنان دون أي دعم حقيقي والقتل أصبح رخصة دولية معطاه لإسرائيل حتى في لبنان وتجاوزها إلى اليمن ومحاولة لتحقيق الأهداف في إيران، تريد إسرائيل أن تصبح شرطي المنطقة مثل الشرطي الأمريكي العالمي وبدعم غير مسبوق في الحماية بوصفها مجرد إمارة صليبية عبرية ، ولست أدعو إلى حرب دينية أو إلى اقتتال على طريقة نتنياهو الذي هو مجرد سياسي رخيص يقتطع من التوارة وسياق اسفارها ما يحلو له للهروب من المحاكمة السياسة حتى لو خسر كل خياراته.
علي ايه حال العربدة الإسرائيلية لن تتوقف لأن جرح السابع من اكتوبر عميق ودولة في حالة حرب لمدة عام كامل لم يحدث من قبل لكن أين التحركات السياسية أين قيادة السلطة والشعب يباد، إن كنتم تعارضون حماس فلماذا تركتم الشعب رهينة في يد مقاومتها ومعادلة الشين بيت في ايرلندا أسهل ما تكون مقاومة وظهير سياسى يدعمها ويناصر حقوقها ويلتئم الصف الفلسطيني ، العيب ليس في السلطة فقط لكن في حماس أيضا ومحاولة كل طرف التكلم بأسم الشعب الذبيح المقاومة حق والسياسة طريق والحرب طريقة للسياسة كما أن السياسة طريقة للحرب لكن علينا أن نوجه اسلحتنا جميعا إلى العدو لا إلى أنفسنا اتمني أن يكون مداد القلم يوفي بمداد الدم في طوفان يشعل في الرأس حسينية كل يوم منذ عام مضى لعلها يوما تكون من النهر إلى البحر.

 


Saturday, September 28, 2024

حسينية آخرى

 

هل نقيم حسينية كبرى على اغتيال سماحة الشيخ نصر الله ، أم أننا كنا نحتاجها من قبل لشهداء غزة الذين يقتربون من الخمسين ألف وأصبح لا مكان لحياة أدمية لأكثر من مليون فلسطيني ونجحت إسرائيل في تهجير ما يزيد عن المائة الف وذلك وفقا لإحصائيات السفارة الفلسطينية في القاهرة.

هل سنبقى نتجرع الهزيمة بعد الأخرى ، هل نترك انفسنا لنفكر بعقلية المليشيا التي تنتصر أم نحاول أن تمترس بعقلية الدولة المهترئة التي تهادن العدو وتنتظر دورها في الذبح وفي كل الحالات نعيش هذه الهزائم.

هل سئم المرء تلك العلميات النوعية وسئم دمائنا الرخيصة التي تنزف في لبنان والضفة وغزة والعربدة الإسرائيلية، هل علينا الصبر كما صبر مقاتلى الفيتكونج في فيتنام!

أما الغرب الذي نريد أن ننشئ دولة على ركابه ومقاسه منذ إسماعيل وحتى الآن فهو مشغول بحقوق إنسان تحقق مصالحه للضغط على الدول المهترئة بينما لا يرى دمائنا التي تنزف في كل مكان ولا يقيم لها وزنا بل ويزود إسرائيل بالمزيد.

حزب الله الذي خرج من رحم الحرب اللبنانية واذاق إسرائيل الكثير حتى خرجت صاغرة ، ورئيسه الذي أصبح يفكر بعقلية الدولة بل أصبح يفكر بعقلية ومنطق حينما وافق على اقتسام حقول الغاز مع إسرائيل دون تدخل حيث ترك عقلية المليشيا حينما ادرك الزعيم الدمار الذي جلب إلى لبنان عام 2006.

لا ينفي ذلك للأسف أنه احد الاذرع الإيرانية في المنطقة ولكن ترى بأي ثمن بيع الرجل ، هل خروج الرجل من المعادلة محاولة لإعطاء نصرا مؤزرا لإسرائيل تغطي فيه على مرور عام على السابع من أكتوبر.

علي أيه حال سماحة الشيخ هو في جوار ربه لكن المقاومة فكرة لن تموت وهو ليس الأول الذي يقتل بنيران إسرائيلية سبقه الكثير.

لكن على إسرائيل أن تتذكر أن رهائنها ربما أصبحوا قرب مصير رون آراد.

وأن المنطقة على موعد مع مآساة كبرى لا احد يعرف أبعادها إن لم يكن الآن فغد ناظره قريب سوف تعود موجه عنف تغطي وجه المنطقة ، فما حدث من حرب تليفزيونية في العراق جلب للمنطقة داعش والنصرة ولا احد يعرف ماذا سوف تجلبه تلك المشاهد علينا.

والاستشهاديين سوف يعودون أكثر دموية وقواعد الاشتباك سقطت في الضاحية الجنوبية.

وإن كانت الرؤوس سقطت فسوف ينفلت العقد إلى مزيد من الجماعات الصغيرة التي سوف تصبح مقاومتها أصعب ، هذه التدوينة أعرض فيها  الحسينية الصغيرة  في عقلي الذي تضطرم به الاحداث منذ السابع من اكتوبر الماضي وحتى الآن.


Tuesday, September 3, 2024

ممر صلاح الدين


نحن نستخدم لغة العدو دوما أصبح حائط المبكى بدلا من حائط البراق واليوم مع وجود كل تلك الفضائيات وحالة الدعم التي تحاول بعضها تقديمها من تحليلات عسكرية ومحاولاتها أن تكون ظهيرا إعلاميا للمقاومة لكن الجميع يستخدم ما تقوله إسرائيل عن ممر صلاح الدين ونسميه محور فيلادلفي!

أسم فيلادلفي جاء من كلمة الفيلد لافي وهو أسم قائد عسكري بريطاني سمي على أسمه أصبح الإسرائيليين يقولونها كأنها محور فيلادلفيا ليكون أقرب إلى الإعلام الأمريكي بينما جميعا نستخدم نفس الأسم لا أفهم لماذا نستخدم لغة العدو، إسرائيل فعلت ذلك من قبل في معركة المزرعة الصينية حتى تبدو امام الإعلام الامريكي أنها تواجه نفس ما يواجهه الأمريكان في فيتنام حتى كتاب التقصير كان يصف حالة الهجمات المصرية وفقا للهجمات التي تقوم بها قوات الفيتكونج على الأمريكان في فيتنام، إسرائيل تريد دوما أن تبدو مثل النموذج الغربي فقط هي أمريكا الشرق الأوسط ونحن هنودها الحمر!.

المحور سكتت مصر على احتلاله رغم أنه يخص الاتفاقيات اللاحقة لكامب ديفيد عند الانسحاب احادي الجانب من غزة ، يبدو الموقف المصري حرجا ، وإصرار القاهرة الغريب على السكوت حتى الآن لإنجاح المفاوضات ليس له معنى ، لا احد يطلب بإلغاء معاهدة كامب ديفيد ولا أحد يرغب في حرب مع العدو الإسرائيلي في ظل ظروف إقتصادية حالكة.

لكن ما نرغب به حقا هو موقف واضح ومعلن يليق بحجم مصر وحريتها وحرية قواتها مقابل حرية الوجود الإسرائيلي على الجانب الآخر.

فكرة السماح باحتلال المحور كانت خاطئة ولم تجابه من البداية بأي رد فعل سوى طنطنة إعلامية.

وهاهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يقول أنه لن يخرج من المحور قبل 40 عاما اخرى، على الجميع أن يعوا أن نتياهو استاذ التفاوض اللانهائي قالها شامير في عام 1993 حينما بدأت المفاوضات عقب حرب تحرير الكويت في مدريد أننا سنظل نتفاوض لعشرات السنين دون أن نعطي الفلسطينين شيئا وهو أستاذ في التفاوض على ما سبق التفاوض عليه ارجعوا سابقا إلى خارطة الطريق التي لحقت بأوسلو لا جديد العدو ينفذ سياسته على الأرض في الضفة في القطاع.

والظهير السياسي العربي لا يواجه أي دعم للمقاومة ، نعم علينا أن نعترف أن حماس لم تستشر أحد في معاركها وإنها تفكر بعقلية مليشيا لا عقلية دولة ، لكنها كانت معركة لازمة واحياء القضية الآن اخذ بعدا جديدا تحاول إسرائيل تحويله إلى قضية إرهابية بينما الظهير السياسي العربي يقف عاجزا بل في بعض الأحيان يبدو داعما لإسرائيل ، إذا كان احدهم رفع صوته قليلا وقال أن حتى مستوطنات غلاف غزة كانت جزءا من القطاع وفقا لتقسيم الأمم المتحدة عام 1947 لتحول العمل الذي تقوم به حماس إلى عملية مقاومة لأرض محتلة لكننا يبدو أن الجميع لا يقرأ ولا يعي شيئا عن القضية والجميع يتصور أنه لديه الوحيد الحل الناجح ، الاخوان في الضفة يلقون باللائمة على حماس وحماس تلقى باللائمة على الأخرين وبقية العرب يتفرجون ومصر وقطر تحاول إبداء حسن النوايا كطرف لا يجب أن يكون محايدا في قضية عربية إسلامية.

وإن كانت مصر قررت التمترس خلف حدودها فعلينا أن لا نوافق على التفاوض عما سبق الاتفاق عليه ، على القاهرة أن يكون موقفها واضحا.

إذا كنا نثمن الموقف المصري في المعبر فيجب أن يبقى الموقف المصري صامدا أيضا في قضية المحور

في النهاية ممر صلاح الدين يرحمكم الله استخدمه العبارات العربية للتعيبر عن الأشياء تهويد القدس بدء منذ أن اصبح حائط المبكى بدلا من البراق .... فقط تذكروا ممر صلاح الدين لأنه يخيف الإمارة الصليبية العبرية حيث يذكر الجميع بقاهر الحملات الصليبية.


Tuesday, May 14, 2024

الاستغراب

 

يبدو العنوان مقتبسا من كتاب إدوارد سعيد عن الإستشراق الذي يقدم نقدا لما قدمه المستشرقين ورؤيتهم للشرق بشكل عام عبر المتلازمة الكولونية، لكن يبدو أننا استكملنا المسيرة ومشينا على درب ما خطه لنا هؤلاء المستشرقين واصبحنا نؤمن به لذلك اخترعنا طريقا جديدا أحب أن اسميه الاستغراب حيث أصبحنا نسير جميعا نحو التغريبة بشكل عام هل نتبع وصفة إبن خلدون في مقدمته بوصفنا مهزومين ونقلد المنتصر؟.

دوما أذكر هذا المثال المشي على كوبري اكتوبر وكل تلك الإعلانات باللغة الإنجليزية حتى يبدو أن الدولة لا تألو جهدا في مسيرة موضة التغريب وتضع إعلانات الطرق مروريا باللغة الإنجليزية ايضا مع اللغة العربية وذلك زعما أننا دولة سياحية مع العلم أن اكثر الدول جذبا للسياح وهي فرنسا بما يتخطى الستين مليون سائح لا تقدم إلا لغتها حتى في داخل متحف اللوفر وإن شئت فعليك أن تدفع حتى تحصل على ترجمة!

ما اتكلم عنه بالاستغراب أننا أصبح لدينا الآن الجميع يلهث للحاق بالمدارس الدولية ربما لأن العلم مهم وهو سلاح الحياة الأول وحتى الآن تستطيع أن تدفع وتخرج أولادك من دراسة اللغة العربية والدراسات في المدارس الدولية عبر مجموعات دراسية خارجية فضلا عن عدد لا بأس به من المدارس متعددة الجنسيات والتي للأسف بعضها تحتاج لواسطة كبرى لدخولها وأنا اتذكر حينما كان احدهم يشرح أنه علي أن يمضى على تعهد بأن أبنه تابع للمدرسة وأنه ليس عليه سلطان وتخطى الأمر إلى ما ناقشه البرلمان لاحقا عبر نشر قيم التسامح مع المثلية الجنسية في إحدى تلك المدارس وتدخل الوزارة لاحقا وللأسف الشديد الدولة اصبحت تعتمد مناهج مختلفة للتدريس في تلك المدارس وهي ليست مناهج موحدة لتحقيق الإنسجام العام في المجتمع.

أما عن  فلسفة تطوير التعليم العالي عبر كومنولث الجامعات الاجنبية التي يغزو مصر وتقدم تعليمها بلغة بلدها فحدث ولا حرج.

للأسف الشديد أًصبح في مصر الآن ما يطلق عليه مصر وEgypt  وكأن هناك شعبان مختلفان لديهم قيم مختلفة وربما للأسف الشديد هذا استكمالا عبثية لتلك الأغنية الأكثر عبثا التى دارت عبر أحداث 30 يونيو والتي تقول احنا شعب وانتم شعب!

اخشي أننا أصبح لدينا عدد من الأمصار وليست مصر واحدة تبدو قيم المجتمع المشتركة تتأكل تدريجيا ويحاول البعض الآن أن يعيش في مناطق معزولة بل داخل تلك المناطق هناك طبقات وصفوة أخرى تعزل نفسها حتى عن نفس سكان تلك التجمعات السكانية الجديدة وتنتشر الأبواب الحديد على أبواب الأحياء الشعبية في حالة خوف عامة ليس فقط من آثر وضع اقتصادي منهار لكنها تخوفات اجتماعية تجعل الكثير يعيشون خلف أسوار يحاولون التمترس داخلها دفاعا عن ذاتيتهم مع فشل قيم المجتمع المتلاحم ، ربما الجميع على شبكات التواصل الإجتماعي يبكون الآن على الطبقة الوسطى المتأكلة أو أحلامها البسيطة في الماضي وحتى نمط الحياة المشتركة بين كل الطبقات بل اللغة المشتركة مجتمعيا في كل الإنشطة حتى رغم التفاوت الطبقي.

هل نحن في غربة أم الغربة أصبحت بداخلنا؟ أردت طرح هذا السؤال على الجميع من خلال تلك التدوينة.


Monday, April 29, 2024

يوم الكتاب العالمي

 

لأعوام طويلة اتذكر ذلك اليوم اختي التي تعمل في هيئة الكتاب تشتري لي اغلب ما احبه من كتب في تخفيضات ذلك اليوم اتذكر حينما اشتريت المجموعة الكاملة لصلاح جاهين مع كتاب الحيوان للجاحظ وكتب عصر النهضة الثلاثة لثروت عكاشة دفعت حينها 600 جنيه كان مبلغا تاريخيا بكل المقاييس حينما كان واذا قارناه بارقام التضخم الحالية سوف يكون مبلغا فلكيا ، تذكرت قريبتي التي قالت لي لن تتزوج طالما تصرف كل تلك الأموال على الكتب ، لكن ربما هذا العام قررت قضاء اليوم بشكل مختلف مع دعوة كريمة من مكتبات إنسان والمتحدة للنشر حيث قضيت يوم في رحاب الثقافة والفكر مع كوكبة من المدعوين ، لم اكن اعرف أنني علي أن اجتاز امتحان ابداعي في هذا الوقت لكي أشارك ولم احب ابدا المسابقات التي تحدد الشخص بموضوعات محددة لكن طلب منا أن نكتب قصتين قصيرتين في تحتوى الأولى على جملة نهارك سعيد يا عم سعيد والأخرى وهنا ادرك أنه فخ ، تصورتني لن استطيع أن انفذ الطلب لكنني انقذت القصتان سريعا وذهبت متفاخرا بأنني أنتهيت حتى جلست لاستمع لكل تلك الافكار التي اتت من الجميع في الحقيقة استمتعت بتلك الجولة الفكرية بين كلمات الجميع أو حتى أسلوب القاء البعض المتميز جدا لم احفظ الاسماء ولكن في النهاية كان يوما ثقافيا سعدت بالمشاركة به.

هذه هي القصص المزعومة دون مراجعة حتى نقلتها من الورقة والقلم التي استعرتهم من صديقي مجدي الحاروني.

التحية

في كل صباح يعبر تلك البوابة الحديديةلمدة عشرون عاما يبدو هذا روتينا يوميا لرجل يقدس العمل وليأخذ اجازة حتى في أيام الأعياد بل يحب الذهاب في ايام الاعياد في مؤسسة تعمل على مدار اليوم ولمدة سبعة أيام في الأسبوع من اجل استدامة عمل شبكة الانترنت.

يستوقفني عم سعيد صباحا وهو لا يعرف ماذا أعمل في هذا المكان إلقي عليه التحية السريعة كل صباح يرد على حسب الزي الذي ارتديه حينما يغادر صباحا بشعره الاشعث الأغبر يرد التحية سريعا دون اهتمام حينما اذهب إلى اجتماع وارتدي حلة رسمية يرد علي التحية افضل يا دكتور كل يوم يحصل على لقب مختلف من عم سعيد: باشا ، دكتور ، باشمهندس في اليوم الذي قرر أن اترك تراب الميري الحكوي فدمت استقالتي ولممت اوراقي وشهادات العمل توجه إلي بوابة الجامعة وودعت عم سعيد بكل ود وقلت له نهارك سعيد يا عم سعيد ودع النخل والمباني وايضا تحية عم سعيد المتغيرة على مدار عشرون عاما.

الفخ

تبدو قواعد الفيزياء هي ما تحكم حياته الجسم الكبير له جاذبية تجذب الاشخاص من حولهز

تعود على أن يكون نجم بتلك الجاذبية استخدمها في أن يكون ذلك الصياد الذي يبحث كل فترة عن فريسة إنثوية جديدة يعيش معها قصة جديدة ثم في النهاية يتركها إلى فريسة جديدة.يجذبها إليه بنجاحه الرياضي والعملي يبدو نجما يتحلق حوله الجميع.

حتى قابلها لم تنجذب إليه كالآخريات كان نجاحه عاديا بالنسبة لها لم يتكن منبهرة به أو بنجاحاته لذلك اجتهد في أن يقترب ويقترب أكثر تقرب بالهدايا لم تستجب تصور أنها صنف آخر لم يقابله من قبل فريسة مختلفة عليه أن يناور لكي يفوز بها وجد نفسه مغرف فيها في تفصايلها تحول الصياد إلى فريسة سهلة ، قابلته أخيرا لكن العازب الوحيد في الشلة الذي كان يتهمنا بأننا مغفلين في يده تلك الدبلةالتي تؤشر على ارتكابه حماقتنا حاولنا أن نشرح له أن ننقذه لكن ربما كان بعضنا سعداء أنه أخيرا وقف في الشراك ، الصياد تحول إلى فرسة دون أن يدرك أنه هنا وقع أخيرا.

سلمت عليه وهو يجلس بجوار عروسته وأنا أحمله له جملته الشهيرة مرحبا بك في نادي المغلفين على وجهه كانت تلك الابتسامة التي يفرضها الموقف لكن في راره نفسه أنه فريسة وهنا أدرك أنه فخ الجميع.

الشكر للمتحدة للنشر ومكتبات إنسان ولصديقى مجدي الذي تشاركنا في عدة ندوات ثقافية خلال الفترة السابقة.


Monday, April 8, 2024

المؤشرات الرمضانية "Ramdan KPI"


السويعات الباقية من رمضان تذكر المرء بالسنوات الكثيرة التي سكبت من العمر والأيام الرمضانية التي تطير بين اغنيتي مرحب شهر الصوم ولسه بدري يا شهر الصوم.

اعود إلى ايامي الأولى في العمل والهوس الكمبيوتري الذي كان يجعلنى ادخل المنزل اغلق التليفزيون لأننى اضع رأسى امام شاشة لمدة تسع ساعات ، واتذكر أن في ذلك الوقت حينما بدء رمضان كنت احاول تحويل الانشطة الرمضانية إلى معادلة كمبيوترية كي اعطي لنفسى درجات على الانشطة الدينية والتفضيل بين الجماعة والفرد في الصلوات ربما بعد سنوات وجدت تصوري موجودا وارسله لي احد الاصدقاء عبر برنامج الاكسيل حيث كان يحسب لصلاة الفرد نقطة بينما صلاة الجماعة 27 نقطة وهكذا على كل الأنشطة الرمضانية سواء الصدقة أو حتى زيارة الأهل أو قراءة القرآن ، وربما لاحقا صممت ثلاثين كلمات متقاطعة للشهر حتى تجمع بين تسلية الصوم والمعلومات معا وكي لا يضيع الشهر هباءا.

ترى ما هي المؤشرات الرمضانية التي يجد أن يحصيها المرء في نهاية الرحلة الإيمانية التي اخترناها بإرادتنا الحرية وفقا لما قلته من قبل في تدوينة حريةالصوم.

هل يحسب المرء كم مرة ختم المصحف؟ أم ترى هل صلى خلف إمام يقرأ بجزء كامل أم ترى كم مسجد زرته في الشهر لقد تنقلت في تصوراتي كثيرا بين تلك المؤشرات الرمضانية وظللت حائرا بين مؤشرات العمارة والعبادة حيث هل على المرء أن يسرف في العبادة ويترك العمارة أو حتى ثنائية الطقوس والشعائر التي تجعل من الشهر انتاجا وليس كسلا وكنت إذكر من حولي في العمل أن في شهر رمضان كانت غزوة بدر وفتح مكة بل معركة العاشر من رمضان السادس من اكتوبر وأعان الله المقاتلين على عدوهم في غزة في هذه الأيام.

كل عام كان لدي مجموعة أهداف رمضانية بعضها قد يتحقق وكثيرا ما اخفقت في الرحلة كما وضعتها من اهداف سنوات كنت مهوسا بقارئ اسير وراءه في كل مسجد وسنوات اخرى غيرت الفكرة وقررت أن اجرب السياحة في مساجد القاهرة ذات الألف مئذنة وفي اغلب السنوات لم اتخلى عن الزيارات الاسرية والألفة الإنسانية مع الأهل والأحباب عبر سنوات طويلة وتذكر الماضي الجميل ومحاولة بعثه عبر جلسات النوستالجيا الاسرية.

البحث عن المشاعر الرمضانية كتبتها من قبل في تدوينة الأفطار على وتر من القبلات أو حتى فكرة البحث عن اختراع تراويحي ينقل التراويح إلى القرن الإلكتروني.

البحث عن العمارة الإنسانية في رمضان ربما اشرت لها اكثر من مرة لكن كتبت عنها الكائنات المستنسخة الرمضانية.

ترى هل البحث عن المؤشرات الرمضانية بالكم أم بالكيف ، أم كما قال احد الصالحين لو قبلت منك سجدة واحدة فقد نجوت ربما يؤيد ذلك القول الإلهي "الإ من أتى الله بقلب سليم" ترى هل قلوبنا سلمت في هذا الشهر من الرياء وسلمت من كل امراضها الأخرى.

ترى ما هي إجابة سؤال المؤشرات الرمضانية الكم أم الكيف القلب السليم والسريرة النقية أم الخروج لبقية العام بروح جديدة روح رمضانية حتى يتم إعادة شحن البطاريات الإيمانية في العام التالي مع رمضان مستقبلي قادم.

أو أن يكون رمضان بداية جديدة كل عام تتاح لنا فرصة لرؤية الحياة بشكل مختلف وبمنظار جديد لها ، ترى ما هي مؤشراتكم الشخصية الرمضانية هل راجعتموها ؟ أم هي تحتاج إلى إعادة نظر في الأولويات ربما لكل منا ابجديته الرمضانية الخاصة به لعلنا ننال صراط الله المستقيم.

الساعة الرمضانية تمضى ونحن قرب ساعات الجائزة في عيد الفطر ونقرأ اللحظات الرمضانية الأخيرة بتمعن علنا ننجو ولعل الله يتقبل منا صالح العمل ويتجاوز عن التقصير ويقبلنا فيمن يعفو عنهم أنه عفو كريم يحب العفو قولوا معي آمين.

 

 

Sunday, February 4, 2024

سيدة حظ ياباني 2024


  أكثر من عشرين عاما مضت على متابعتي لأسبوع الفيلم الياباني في مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية وربما شعرت بمرور الدهر اليوم لأني لمحت أحد المقدمين بشعره الأبيض وأعتقد انها تعمل في المؤسسة منذ ذاك الحين ومن الممكن أن تقرؤا تلك التجارب الماضية في التدوينات التالية:

عودة الفيلم الياباني

في مهرجان الفيلم الياباني

أسبوع ياباني آخر

أو تستمتعوا بأغنية فيلم هانا مايزوكي بالترجمة الإنجليزية وبالكانجي وباللغة اليابانية ايضا

اليوم الوضع مختلف ذهبت في الموعد كالعادة وإن بدت العروض لم تعد تضبط عليها الساعة كالماضي لكن لوهلة وجت القاعة مليئة تذكرت كيف حضرت فيلم وجه جيزو الفائز بعدة جوائز عالمية أنا والسفير الياباني واعضاء اسرتي في حين مصر كلها كانت تتابع  مباراة مصر وساحل العاج في نهائيات كأس افريقيا حينما كانت لنا ريادة كروية لثلاث دورات معا في أفريقيا.

حصلت على مقعد بالكاد وكان بجواري طفل صغير ربما لأن الفيلم كارتون ياباني أو "إنمي" لكن لم ينل إعجابه ونام في إثناء العرض وأعطاني سيمفونية صوته مع موسيقى الفيلم التي اعجبتني.

يبدو الفيلم في إطار كوميدي بسيط وبفن الإنمي الياباني لكنه يحمل معاني عميقة ربما كما علق أحد الحاضرين في الندوة يتركك جائعا أو ربما جعلك تفكر في فيلم محمد خان خرج ولم يعد على فكرة الحياة البسيطة التي تتبناها البطلة ، أو ربما هو قراءة يابانية مختلفة للفيلم الإجنبي "كل وحب وصلي" "eat love Pray" انتاج 2010 للبطلة العالمية جوليا روبرتس لم الحق أن اناقش تلك النقطة مع المخرج حيث كان التفاعل كبيرا في الندوة حيث مر الوقت رغم طوله بسرعة.

وقد تحدث المخرج عن الرواية الأصلية للكتاب وكيف أنه كانت له رؤيته في ضغط احداثها كذلك عن عيش مؤلفة الرواية جزء من حياتها في مصر، والتشابه بين الواقع المصري والياباني أو التشابه بين شعبينا ، وإن كان هذا التشابه قد اوروده جمال حمدان احد طيور العنقاء المصرية في شوفينيته في شخصية مصر حينما تحدث عن العزلة التي تفرض على اليابان بوصفها مجموعة  جزر وكيف أن هذه العزلة تتحقق في مصر بالصحاري وربما حتى جعلت من يحتلون مصر يتأثرون بها ولا تتآثر بهم فنحن وإن كانت اللغة الإنجليزية موجودة لكننا حافظنا على لغتنا العربية بل اضفنا لها بعد العامية المصرية الأقوى تأثيرا عربيا.

في العادة أكتب بعد اسبوع الأفلام اليابانية ما ينتهي لكن جودة الفيلم كبداية شجعتني على الكتابة اليوم منذ بداية الأسبوع الأفلام لأني اعتقد أنه احد الأفلام التي لن تنسى من ذاكرتي مثل وجه جيزو أو ساموراي الغروب أو العاب نارية أو حتى ساموراى الطبخ الزاهد التي قلدته في تدوينة أطباق من مطبخ شيف عازب أو حتى لحن الوحدة في "تومي تاكهيتي" التي ربما كتبت مثلها في تدونية وحيد.

الستة أفلام مازالوا متاحين في جو ثقافي مصري ياباني يشهد عليه المنحة اليابانية لدار الأوبرا المصرية أو المركز الثقافي كما يحب اليابانيين ذلك.

تعالوا للاستمتاع بسينما مختلفة لكن حذار من انتظار سينما ذات لغة معروفة فإيقاع الأفلام ليس واحدا مثل السينما الأمريكية كذلك مازال هناك فيلم كارتوني آخر لعشاق الآنمي وسلاسل المانجا التي تنال عشقا خاصا في مصر والعالم العربي والدليل الوداع النهائي لكابتن ماجد ومذيعه الذي أصبح مذيعي الكرة يقلدونه وهم يطيلون كلمة هددددددددددددددددف ومع باقي الأسبوع لنا لقاء.

Sunday, January 28, 2024

جرم صغير في معرض الكتاب

 

تعرفون من التدوينات السابقة أنني حريص على زيارة معرض الكتاب إن لم اشتر كتبا فعلى أقل قليل أسأل عن أسعارها وسابقا كانت ندوات معرض الكتاب حدثا ثقافيا هاما وهناك مناظرات وشخصيات كان من الصعب أن تظهر إلى في هامش حرية معرض الكتاب حينذاك لكن سقف ذلك الهمش هبط للحضيض الآن وأصبح هناك دورا للنشر تمنع من حضور المعرض حتى بعد توكيد حجزها لمساحتها.

على أيه حال هذه المرة كانت المناسبة مختلفة فقد ذهبت لأحضر توقيعا لأبنه الخالة الصغيرة لأحدث إصداراتها "جرم صغير" وعليه كنت في الثالثة تماما بالقرب من الدار طمعا على الأقل في ملاقة الأقارب ورؤية اسرتنا الكبيرة حيث يشعر المرء دفئا في برد الحياة القارس وليس برد المناخ الحالي.

هذا بالإضافة إنني في العام الثاني على التوالي لدي ثلاث قصص في كتاب مجمع وفقا لوصول قصة سر الفراولة إلى القائمة الطويلة في مسابقة إحدى دور النشر.

في المعرض التقيت عدد من الروائيين اعرف من قبل سواء من الأوبرا أو من الندوات الثقافية التي اداوم على حضورها للمفارقة كان هناك كاتبتان تحملان نفس الأسم إحدهما إبنه فنان كبير ولديهم على ما أعرف رواية لكل منهم وكل منهم يسعى للدعاية لها سواء بالوقوف في دور النشر أو بحشد الاصدقاء من النقاد أو حتى دعم دور النشر إيضا ألتقيت "بوك يوتيوبر شهير" عرفتني عليه أيضا صاحبة جروب أداوم على النشر بها واقدر ذلك لا أرغب في ذكر أسماء أحد حتى لا يكون هذا حرجا له من قريب أو بعيد ، لكن جميعا فيما يبدو نشترك في أننا ندور في فلك الكتب ربما نحن نتهافت جميعا في عالم الكتب.

ربما الجميل في هذا العام إنني التقيت بافراد الأسرة التي تضن علينا الحياة باللقاء دوما نظرا لانشغالتنا الحياتية بعيدا عن جذورنا الإنسانية الضاربة في الأرض.

لكنني عدت لكي أقرأ الكتاب والتهمته في ليلة واحدة يحتوي على خمسة عشر فصل واستهلالا ومقدمة ربما شعرت في بعض الأحيان أننا أقارب ونكتب بنفس اللغة أو لأننا تشغلنا نفس قضايا الدين وتأثيره في المجتمع بل وكيف أن المسلم يربط حياته وجدوله اليومي مع هذا الكون ويتناغم معه  كما ذكرت من قبل في تدونية خير بداية ،وجدنى أجد كلمات كتبت مثلها في تدوينات مختلفة لكن فكرة أن تكتب للأطفال أو حتى في توجيه الأطفال كانت حتى أحد مشاريعي الغير مكتملة بتكوين حضانة للشطرنج أي استخدام الشطرنج في تعليم الاطفال الكلمات والحساب ، لكن الكتاب يقدم رؤية لا نقول إسلامية بقدر ما هي رؤية تربوية للأطفال من منظور إسلامي سواء كيف نقرب المفاهيم للأطفال من خلال رحلة داخل وادي الحيتان لا أعرف إذا كنت احرق المحتوى لكن اتصور أن قراءة الكتاب أفضل للجميع لأنه يحتوي على الكثير من الأفكار لتوصيل معاني العقيدة، وليس مجاملة أن الكتاب رحلة جميلة داخل ذلك الكون بدءا من قاع المحيط حتى إلى النجوم بإسلوب ميسر وجميل وربما ما أعجبني فيه أنني كنت أيضا أجد نفسي فعلى الأقل فكرة التسابيح أو حتى فكرة التفكر في الكون من خلال محمية طبيعية هي نقلة جميلة جدا من عبر محمية وادي الحيتان وربطها بحوت يونس أو حتى فكرة الاستدامة التي نسعها إليها جميعا لكي ننقذ الأرض من تغييرات المناخ، ثم الأصطحاب عبر رحلة بداية الخلق وفكرة الزمان والمكان أو قل الزمكان كما يحب إينشتين أو من يعربون أفكاره على الأقل وفكرة وجودنا الإنسانيكخلفاء لله على هذه الأرض والعهد الإلهي أو الميثاق كما سماه الكتاب ، الألطف أنني كنت اجد نفسي فقد اعياني البحث عن كتاب العطار منطق الطير ووجدته يومها لأجد في الكتاب فصلا عن محاكمة الغربان وفكرة قصص القرآن عن الغراب وارتباطنا بهذا العالم من أكثر من محور وكيف إننا جزء من هذا العالم بتكوينه الكبيروحتى بنطف الحياة الأخرى على الأرض من حيوانات وطيور ثم الانتقال إلى رحلة تدبير هذا العالم وصانعه ومعجزته وأن يكون الإنسان مطمئنا بأنه هناك رزاق وفكرة أن البحث عن الحقيقة ليست أساسها الشك بل أساسها اليقين وكيف نرى حجمنا كجرم صغير في هذا العالم الكبير جدا ربما هذا يجعل المرء يكبر الآله العظيم أو يحمده أو حتى يتفكر دوما في كونه والآءه ونعمه علينا ويبحث عن صراطه المستقيم.

هل أقول أن الكتاب يلتمس طريق أحمد بهجت في قصص الحيوان في القرآن أم هو قراءة جديدة لجزء منها ، أم أقول أنه فكر مصطفى محمود عبر التفكر في هذا الكون وربما وجدتموني كتبتها قبل ذلك في تدوينة  فرائضنا الغائبة ،ربما الأغرب هو ذلك الفصل الأخير الذي فكرني برائعة باولو كيولو الخيميائي وبحثه عن الكنز, علي أيه حال حتى يستقيم النقد ولا يكون مقالا لمدح أبنه الخالة وجهدها الجميل فلم يعجبني عدم وجود فهرس للكتاب حيث تعلمت فكرة الفهرس وأنا صغير أنه وسيلة لجعلك تتفكر في نهاية الكتاب بعد قراءة عناوين الفصول لكي ترسخ أفكاره ولم يعجنبي أيضا أن الكتاب كان يحتاج إلى المزيد من الفصول بتلك القراءة الجميلة لنعم والآء الله ، عزائي الوحيد أننا جميعا نؤمن أن التجويد فريضة اسلامية علينا جميعا نطمح بها مع الطبعات الجديدة إن شاء الله أو عبر استكمال هذا المنهج في كتب أخرى إن شاء الله موفقة إن شاء الله يا أبنة الخالة الصغيرة أتمنى أكون وفيت ما طلبته مني بعد القراءة.

 

Saturday, January 27, 2024

سر الفراولة

 

أخذت أشد يد بني وأكاد اسحبه معي بسبب تعنته الشديد في السير بسبب سحبي جهاز الجوال منه واعتراضه على ذلك، وتذكرت أحلامي البسيطة في مثل سنه وأنا أمشي مع والدتي فخور بكلمات والدي وهو يقول لي اذهب مع والدتك كي يكون معها رجل يحميها.

واختال بنفسي وأنا أمشي بجوارها بطولي المتجاوز ركبتها قليلا وأنظر للجميع كأني حارس شخصي لها، ربما لذلك سوف أحب لاحقا في سنوات مراهقتي فيلم "حارس الأمن" "لكيفين كوستنر" الذي ظلت أغنية الفيلم "لويتني هيوستن" دائما سوف أظل أحبك أغنيتي المفضلة لوداع كل حبيبة حتى تعرفت إلى زوجتي التي لصراحتي معها عن قصص حبي السابقة لا تطق أن تراني أسمع تلك الأغنية وعد سماعها من المحرمات في المنزل أو حتى في السيارة، ولأني وصلت لسن ذلك الزوج الخاضع لأوامر الحكومة المنزلية وأحاول إثباتا أني مواطن صالح فأنا لم أعد اسمعها أو حتى أرددها بيني وبين نفسي.

كنت طفلا بسيطا ليس لدي أحلام تكنولوجية هو عنيد مثلي، لكن كوب عصير كان أقصى أحلامي في الخروج مع والدتي وأنا أقدم دور الحارس أو الرجل على مسرح الحياة تبسمت قليلا وأنا أتذكر شريط ذكرياتي البسيط وتطلعت لمحل العصير وقلت ربما تكون تلك فكرة جيدة لأخرجه من عناده واقترحت عليه كوبا من العصير وحاولت تصنع الدور الأبوي وأعطيته الخيارات وقلت له تحب قصب أم فراولة.

نظر إلي بنظرة تحول فيها الغضب إلى قليل من التجاوب ورد بقليل من التأفف حتى يشعرني أنه يتفضل علي بالموافقة: أشرب فراولة.

قلت في سري ابن أبوك فعلًا وتذكرت والدتي حينما كانت تأتي لي بالفراولة كولد وحيد على ثلاث بنات ونأخذ معنا عصير القصب للبيت وأشاركهم فيه أيضا، وكل مرة احد أخواتي تكتشف أنني شربت فراولة ولا أعرف كيف؟ وظل هذا السر خفيا عني حتى الآن كل مرة كن يكتشفن ذلك دون أن أنبت بشفة أو حتى أقول كأنه مرسوم على وجهي أنني شربت الفراولة بدونهم وكأن شفتي تعلن فخرا أني تجرعت الفراولة دونكم، وكانت والدتي تنبه علي ألا أقول لأن هذا كان يتسبب لوالدتي في حرج مع بناتها حينما تسمعهن يقلن "طبعا ديك البرابر"، كانت أيام جميلة "ديك البرابر" الآن تحول إلى شبه "كتكوت" مع حكومة منزلية تدقق في أزمة منتصف عمره وحكومة رسمية رشيدة تصب في مصلحة المواطنين الشرفاء كل يوم بقراراتها الرشيدة جدا.

 يبدو أنني  أتدثر كثيرا بذكرياتي في تلك الأيام هربا من برد الحياة القارس في منتصف عمري، طلبت له كوبا من الفراولة وطلبت لنفسي عصير قصب صغير في ظل ظروف اقتصادية حالكة السواد لم تتغير كثيرا عن وقت والدتي حيث مطلوب من المواطن أن يصبر ويربط الحزام حتى نعبر عنق الزجاجة البادي أصعب من عبورنا خط "بارليف" ولكني حتى لا أملك تلك البحبوحة التي كانت تملكها لأشتري لبقية أفراد الأسرة حتى عصير قصب ونحن قرب نهاية الشهر وأعيش تلك الأيام على الحافة حتى يأتي الفرج مع راتب الشهر الجديد كأي موظف حكومي محدود الإمكانات لا يتبقى من عقله المحاسبي إلا تلك الآلة الحسابية التي تحسب تأثير صرف تلك الجنيهات القليلة على استمراره طافيا حتى نهاية الشهر كديناصور من الطبقة المتوسطة الطافية في الحياة بمعجزة إلهية وتقترب من الانقراض في بر مصر كله.

شربنا العصير وعدنا إلى المنزل عانقتني ابنتي "لجين" فور وصولي وقالت لي: بابا جبت حاجة حلوة، ناولتها كيس التسوق وأشرت لها أن تأخذ قطعة وحيدة من علبة الحلوى وكررت لها واحدة فقط من أجل الباقي للمدرسة صباحا.

دقائق قليلة وقبل أن أخلع ملابسي سمعت صوت عراك بين ابني وابنتي أمر عادي لا جديد فيه، وسمعت زوجتي تتدخل كالعادة ثم تعود لي لائمة: أنت جبت "لمصطفى" عصير فراولة كان لازما تجيب لبنتك أيضا وكنت تفكرت بي معهم يا سيدي، وطبعا استطردت في تهكمات أخرى توافق زوجة أصيلة تقضي وقت فراغها في متابعة برامج حقوق المرأة وكلام عن المجتمع الذكوري وكل هذا الهراء الذي يأتيك حتى لو فتحت صنبور المياه هذه الأيام، في الواقع لم يشغلني كل هذا الحديث الذي عد منهج محفوظ بالنسبة لي وأستطيع أن أسمعه غائبا مثلما أقرأ الفاتحة في الصلاة، ولم أرد ولكنما شغلني هو كيف تم اكتشاف سر الفراولة؟، ترى هل استطيع بعد ذلك العمر الطويل أن أكتشف السر، لذلك تمتمت بحزم لا يتناسب مع زوج صالح في مجابهة الحكومة المنزلية: أنا سوف أتصرف.

ناديت مصطفى وأعطيته الجوال ليلعب به أخذه وانطلق سعيدا إلى غرفتهم.

"لوجي" حبيبتي تعال هنا كان علي أن ادلل حواء الصغيرة كي أصل إلى السر.

أمام ذاك الحزم غير المتوقع تهكمت زوجتي أكثر كيف أنني أحطم قواعد التربية، وأشرت لها خلسة أن تصمت وتؤجل لومها حتى لا يكون الأمر أمام الأولاد وأنا أعرف أن ربما كان تلك عاقبته على شخصي وخيمة فسوف يكون لوما منفردا، وفهمت إشارتي وانسحبت غير راضية بالطبع إلى المطبخ كالعادة لتكمل مسيرتها كزوجة صالحة في يوم الإجازة، أعرف أن الأمر لن يكون يسيرا وأنني سوف أحظى ليلا بمحاضرة عن أصول التربية والتنشئة التي أحطمها فضلا عن اللوم الأساسي بنسياني الحقوق الأساسية لزوجة مفترسة.

أعطيت "لجين" قطعة أخرى من الحلوى وسألتها بهدوء يناسب محقق في شرطة "سكوتلانديارد" أو "كشارلوك هولمز" محقق الروايات الانجليزي الشهير، لا أعرف هل ما زلت متأثرا بالاحتلال البريطاني الذي جثم على مصر سبعون عاما لكن هذا الجو الربيعي لا يصلح له معطف "كولومبو" نجم حلقات التحقيقات الأجنبية الشهير خرجت سريعا من أزمات هوياتي وقلت لبنتي بحنان "مصطفى" هو اللي قالك إنه شرب فراولة.

ردت علي ببراءة وعينيها مترقرقة بالدموع: لا أنا شفت الفراولة على القميص وكمان شفايفه لونها أحمر.

عمر طويل مضى والآن فقط عرفت سر الفراولة بواسطة أبنتي التي لم تتجاوز العاشرة، إضاءات فلاشيه أخذت تسطع أمامي لملابسي وفمي الأحمر حينما كنت أتجاهل النظر إلى أخوتي صغيرا حتى لا أجعلهن يكتشفن أنني شربت الفراولة من دونهم وكأنهم سوف يقرؤون سر الفراولة المكتوب على جبيني، ولكن في كل مرة كن يكتشفن، ترى هل أتصل بأختي الأقرب لي سنًا وأقول لها أنني اكتشفت السر بعد هذا العمر الطويل!.

لكن علي أول أن أكافئ فلذة كبدي الصغيرة التي أخذت بيدي إلى السر لتلك أخذتها من يديها بحنان واشتريت لها كوب كبير من عصير الفواكه المختلطة معًا التي تطلق عليها محال العصير "فخفخينا" ضاربا بأزمتي الاقتصادية عرض الحائط.

ربما سوف أقترض من أحد زملائي العزاب لو تأخر الراتب لكن كله يهون في سبيل اكتشاف السر الغائب عني لمدة تقترب من الثلاثين عام بقع القميص أو الشفايف الحمراء، نعم لم أخرج من أزمتي الاقتصادية وأتفكر دوما في أزمة هويتي ولكن على شفتي تلك الابتسامة الرائقة في محنة منتصف العمر وذلك لأن عقلي قر باكتشاف سر الفراولة.


Tuesday, January 23, 2024

Tuesday, January 16, 2024

ثلاث قصص في كتاب مجمع للعام الثاني

                            

         معرض الكتاب 2024


ثلاث قصص في كتاب مجمع 
هي :
معرض الكتاب 2023


ثلاث قصص في كتاب مجمع
هي:

شكرا دار الملتقى 





Monday, January 15, 2024

مائة يوم


ماذا يكتب المرء بعد مرور مائة يوم على ما يحدث في غزة؟

هل تتماهي مع الجميع وتكتب حتى تنال قراءة اكثر ؟

هل ترتاح بأن تشارك منشورا مع الاصدقاء ؟

هل سوف يوقف النزيف؟

تختلط العديد من التساؤلات في رأسي أيام كثيرة لا اريد أن اكتب أيام اخرى اهرب من أن اتابع الاحداث وادفن نفسي في محاولة إنهاء أي رواية لدي ، محاولة بائسة للهروب من الغرق في مستنقع النزيف

هل علي أن اوجه السهام للجميع واجلس سعيدا في منشورا على الدماء النازفة؟ أم على الاطفال الذين يتسولون البسكويت على الحاجز المصري أم على النزيف اليمني الذي يحاول أن يجاهد؟

أم أطمئن مع فئة جديدة من المطبعين العرب الذين يفتحون اجواءهم لحماية الاجواء الإسرائيلية أو حتى لمهاجمة اليمن ؟ أم ارتاح واستخدم تعبير الحوثي ؟

هل تبدو الملهاة العربية التي نعيش فصولها قريبة من الانتهاء؟ أم اننا نغرق في كثير من الوحل؟

هل نظل نحارب بالكلمات كما قال نزار؟ ونحمي القبيلة؟ أم هل نوجه اللوم لعناصر حماس لأنها عرت الأمة في عجزها وجعلت الجميع ينظرون أن بحشد بسيط لما تملك من قوى قد ترهب عدوك أو على الأقل تؤلمه؟

هل تبكي على عزل غزة عن الضفة ؟ في معركة ؟ أم تبكي على رفاق القضية الذين يأكلون بعضهم البعض؟

هل تنظر إلى المكر الإسرائيلي ؟ وترى كيفية عزل أماكن القتال والاستفراد بكل أخ على حدى؟

أو حتى المكر في الحديث عن القتال على سبعة جبهات لتغطية العجز أمام إمكانيات حماس البسيطة.

تبدو الكلمات دوما عاجزة ربما البدء كانت الكلمات هي التي تنير كما يقول الكتاب المقدس أو حتى مقولة أقرأ كأول أيه في محكم التنزيل لكنها تبدو عاجزة عن وصف تلك الحالة من السيلان العربي والصمود لأهلنا في غزة ، رغم تحولهم في ذهننا إلى مجرد أرقام

محاولة اختزال القضية في المائة يوم ربما عبث آخر فدولة الإحتلال تسير نحو عامها الثمانين كدولة أما كخطة فالمسألة اقدم كثيرا ، هل علينا أن ننام قرري العين طالما أن القتال بعيد عن بيوتنا أم أن الاطماع الإمبريالية لا تتوقف وأن حماية الإمارة الصليبية العبرية تتم تحت دعم الرئيس الأمريكي شخصيا الذي يرانا مجرد جانب آخر حتى لم يعطنا صفة الوحوش التي اعطاها لنا وزير الدفاع الإسرائيلي.

هل ابدو أطرح المزيد من الأسئلة ولا أملك إجابات ؟ هل كان علي أن اكتب مائة يوم من الاسئلة الصعبة؟

أم انني عاجز عن حتى التفكير والكتابة ؟ أم ان القلم يستطيع أن ينساب أكثر فأكثر يتكلم عن حالة القتال العربي كما قلتها من قبل في تدوينة عبثية النضال العربي أو حتى أطمئن وأنا مقاطع لبعض السلع الغربية رغم أننا افضل بلاد استهلاك منتجات الإمبريالية العالمية ، هل ابحث عن إنقلاب عسكري إسرائيلي ؟وابحث عن الخلاص عند العدو كما يحلو للجميع الآن إذاعة الخلاف السياسي الداخلي الإسرائيلي بينما عجلة القتل والتدمير لا تتوقف وحتى عجلة التفاوض على تفريغ غزة لا تنتهي بدءا من دفعهم إلى الحدود مع مصر مرورا بالممرات الآمنة لقبرص أو حتى التفاوض مع نيوزلاندا وكندا ام مع الدولة الأفريقية؟

هل المعرفة هي نقمة والتحليل هو غمة سوف تجعل المرء دوما في كآبة ؟ أم أن علي أن أهلل مع كل فيديو للمقاومة وهو يزيق الجيش الذي لا يقهر مرارة الهزيمة بإمكاناته البسيطة بينما هو كجيش يفخر بأنه الافضل في العالم والأطهر ؟

هل أرتاح بأن اقرأ قصائد نزار عن وفاة العرب أو حتى راشيل واخواتها لكي ارتاح من التماهي مع التطبيع العربي ؟ واستكمل حياة نكبة جديدة بدون عنوان

أم أتحدث عن المعبر وأحاول تبرئة دولتي أم ابقى صامتا ؟

ام ترانا نحتاج نبكي جميعا بكاء النساء على ما لم نستطيع حمايته كرجال وكل ما نفعله أن ننتظر دورنا في صف التدمير وإعادة البناء ونهب الثروات وانتظار مزيدا من الصفقات الخاسرة أم نظل في إحلام التحرير من النهر إلى البحر؟.

Sunday, January 7, 2024

المقاطعة

 

يطرح هذا السؤال عليك يوميا هل أنت مقاطع أم لا ؟ في الحقيقة أنا من أوائل المقاطعين منذ سنوات التسعينات بدأت بالبعد عن المشروبات الغازية كمقاطع حينما كانت حملات المقاطعة بادئة حينما كانت قضية البوسنة والهرسك وكان الشعار حينها قاطع منتجا تنقذ مسلما واعتقد أن آخر زجاجة مياه غازية شربتها كانت عام 1993 الآن حينما اشرب كوب مياه غازية بالخطأ ويطلع ماء غازي لا استسيغه تماما ومنذ ذلك الوقت لم اتوقف عن المقاطعة لكني وجدت للأمر فوائد صحية بعد ذلك قاطعت الشاى بوصفه موروث عن الإحتلال الإنجليزي وكان كوب الشاي بلبن الصباحي مقدس بشكل غير عادي حيث أنني استطيع أن اعيش عليه طول اليوم أهم حاجة أن اكون خدت الشاي بلبن الصباحي لكن في مرة دخلت مع صديق مدخن تحدي حينما حاولت أن أتحداه بشأن عادات الأنسان وحيث أنني ضد عادة التدخين تماما وربما تقرءون تدوناتي أنت تستحق بداية جديدة أو حتى الانسان ذوالعادم لتعرفه وكان يعرف قضية الشاي بلبن ومنذ ذلك الوقت واسفر التحدي عن اني اصبحت لا اشربه ولم اعد اشربه إلى الآن وتحولت إلى المشروبات الشوفينية المصرية الحلبة والنعناع والينسون وأصبحت مؤمنا بأن هذه المشروبات لا تكلف الدولة أيه دولارات وهكذا كل فترة دخل في حياتي مقاطعة جديدة حينما كنت ارى النسكافيه كيف انه صاحب الماركات العالمية وهو في الأصل يأتي من منتجات الدول الفقيرة وربما تتابعوا الحديث عن تلك المشروبات في تدونية مشروباتي الروحية.

واصبحت المقاطعة بالنسبة لي اسلوب حياة وأن كان من الصعب على المرء أن يذهب إلى زيارة واصبحت اجهد من أقابله لذلك اصبحت عدت للنسكافية بشكل اجتماعي والقهوة أيضا لكن ليس بشكل دائم ورأيت حلقة الشقيري الشهيرة عن القهوة وكيف أن الموكا هي أصلا تعود إلى ميناء المخا اليمني لكننا أصبحنا ندمن تلك الاسماء الغريبة ونقف بالطوابير عند شركات القهوة الأجنبية.

واتذكر موقف في احداث المقاطعة أنني ذهبت أنا وصديق لي ليلا إلى احدى فروع المحلات الاجنبية التي تقدم البيتزا وحيث أنني من مدمنى سلطات تلك المحلات وفوجئنا بأن المحل كل يستقبلنا بالترحاب وكل دقيقة يأتي أحدهم ليطمئن إذا كان الأكل نال رضانا بما فيهم مدير الفرع واكتشفنا في النهاية اننا كنا الزبون الوحيد الذي دخل الفرع في حينها طوال اليوم.

لكن المشكلة أن المقاطعة تؤذي بعض العاملين المصريين واتذكر جيدا الماركت الشهير الذي فتح في مصر واستخدم اساليب دعاية مختلفة دون أن يصرف مبالغ كبيرة حيث كانت شنطته تملا مترو شبرا حينما فتح فرع شبرا وأكبر محلات السوبر ماركت الصغيرة على الخروج من السوق حينما فتح فرع الهرم وشنت في حينها حملة أنه ذو اصول يهودية وأنه يحاول أن يخرب الاقتصاد المصري وفي النهاية خرجت الشركة بالفعل من مصر وخسر الشريك المصري الكثير نعم المقاطعة سلاح حاد وناجز منذ أن اخترعه غاندي لكن في بعض الاحيان تدار حملات ليست حقيقة مثل تلك القضية الشهيرة.

هل أنا ضد المقاطعة الآن؟ لا على العكس أنا مع المقاطعة وعلى الشركات التي تستخدم علامات تجارية عالمية أن تقوم بإنشاء علامات مصرية وأن تدار بنفس الطريقة الاقتصادية التي تدار بها الفروع الكبرى لديهم القواعد عليهم فقط أن يطبقوها ويقدموا منتج مصر جيد لماذا لا يكون هناك مثلا بيتزا عربي أو حتى بيتزا توت أو أي ماركة تكون مصرية أو عربية بمعايير محددة وبقيمة سعرية واحدة في كل المحلات مثل طريقة المحلات الأمريكية السريعة.

واحد من افكاري قبل أن يطبقها مطعم الوجبات الامريكية السريع هو بيع الفينو بالطعمية أو تقديمها على طريقة البرجر الأمريكي وربما تتذكروا حينما قام شعبان عبد الرحيم بتلك الحملة ونجحت إسرائيل في وقف إعلانته بوصفه شخص معادي للسامية والمشروع لم ينجح ، لكننا لم نقدم تلك الافكار وحتى سلاسل مطاعم الوجبة الشعبية الاساسية في مصر الفول والفلافل لا تلتزم بالقواعد فهذا المطعم يبيع بسعر وهذا يبيع بسعر آخر بل أن مستوى الجودة للأسف الشديد يختلف من فرع إلى آخر وصفة النجاح معروفة لكننا لا نحب أن نطبقها ، ربما قضية المقاطعة تذكرنا بأن علينا أن نشجع المنتج المصري بل أن نفكر في انتاجنا وجودته ربما ننظر حولنا ونرى كم منتج مصري وكم منتج اجنبي أيضا صناعة "البراندات" المصرية التي لها جودتها ربما بدأت بعض الشركات تصنع تلك العلامات التجارية لكن للأسف الشديد هم قلة من يلتزمون بالمعايير الاحترافية.

أنا مع المقاطعة لكن بالنظر إلى الحقيقي وغير الحقيقي والنظر إلى العلامات المصرية مع التزام العميل في مصر بدعم قضايانا أو تقديم قروض أو دعم للقضية الفلسطينية ومع التفكير في خلق صناعة مصرية حقيقية والأهم من ذلك هو التجويد وخلق فرص مصرية والأكثر أهمية هو أننا لا نمشي وراء سعار العولمة ونصبح مجموعة من المستهلكين وايضا نجاهد انفسنا ضد عادتنا السلبية مع المنبهات ومع فكرة أن نسير خلف القطيع العالمي ونسير وراء ثقافة "البراندات".